انطلق نداء لإنقاذ بابل ذات المسرح القديم ومتاهتها الساحرة، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة بغداد، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغ ضجت به صفحات الناشطين الذين علقوها على منشورات الرؤساء الثلاثة، وسط تظاهرات لمجاميع متفرقة من المواطنين.
وكشف الإعلامي العراقي البارز، سرمد بليبل الذي أطلق هاشتاغ "أنقذوا بابل"، في تصريح لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الجمعة، قائلا:
إن محافظة بابل تعاني من الإهمال الكبير في الجانب الخدمي، ولا توجد فيها أرصفة وسط انتشار للتجاوزات وتفاقم النفايات في الشوارع بشكل دائم، لأن مدير البلدية متهم بقضايا فساد ويقبع في السجن".
وأضاف بليبل، أن محافظ بابل، هارب إلى جهة مجهولة، وعليه دعوى قضائية إثر قضايا فساد، لذلك فإن المدينة شبه خالية من الإدارة والناس خرجوا في تظاهرات على شكل مجاميع.
وينوه إلى أن الحملة التي أطلقها عبر صفحته الشخصية الموثقة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي تعد من أقوى المنصات في بابل، لا تتعلق بالنفايات فقط بل بكل ما يخص المدينة من جسور ومدينة أثرية، بشكل عام يشمل المحافظة بالكامل.
ويؤكد بليبيل، أن حملة أنقذوا بابل لاقت تضامنا من شباب المحافظة الذين عملوا على نقل الهاشتاغ إلى صفحاتهم والصفحات الرسمية لرؤساء الحكومة مصطفى الكاظمي، والبرلمان محمد الحلبوسي، لإيجاد حل ينقذ بابل من النفايات والإهمال.
وأصدر قاضي نزاهة بابل، يوم أمس الخميس، أوامر قبض وتحري جديدة بحق محافظ بابل السابق كرار العبادي، ومدير بلديات بابل الأسبق أحمد المعموري، ومدير بلدية الحلة الأسبق حسين الحيدري، ومدير بلدية الحلة الأسبق حيدر عبد أسود، ومدير مخزن تجارة الحبوب في سايلو الحلة ميثم محسن الطلفاح، ومعاون مدير مخزن سايلو المرادية فاضل علي، على خلفية ملفات فساد.
وتعرف بابل بأنها عاصمة السلالات البابلية التي حكمت العراق قديما ومن أشهر ملوكها حمورابي واضع مسلة القوانين الشهيرة في تاريخ الحضارات، وتضم مواقع أثرية مهمة وعريقة منها بوابة عشتار التي بناها الملك نبوخذ نصر عام 575 قبل الميلاد، والجنائن المعلقة التي عدت واحدة من عجائب الدنيا السبعة، وأسد بابل المبني في عهد الحضارة الكلدانية.
وأدرج موقع بابل الأثري على لائحة التراث الإنساني العالمي ضمن محميات اليونسكو، في الخامس من تموز عام 2019 بعد محاولات استمرت 30 عاما.
وتستقبل بابل التي تعني بالآكدية "بوابة الإله"، العديد من السائحين من مختلف مدن البلاد، لزيارة مواقعها الأثرية بشكل مستمر على مدار السنة ضمن رحلات تنظمها شركات سياحية محلية بشكل أسبوعي وبأسعار رمزية لا تتجاوز الـ30 ألف دينار عراقي.