ونقلت وسائل إعلام عن مصدر مقرب من الليكود قوله، إن هناك تفاهما بين نتنياهو وبينت حول منح وزارة الأمن ووزارة الخارجية إلى أييلت شكيد، لكن المفاوضات تعثرت بعد طلب بنيت بإصرار أن يتناوب مع نتنياهو على رئاسة الحكومة، وفقا لـ"لشرق الأوسط".
محاولات مستمرة
وقال مصدر مقرب من الليكود إن بينت يعرف أنه لا يستحق رئاسة حكومة مع كتلة من 7 نواب مثل كتلته، لكنه يصر على تولي رئاسة الحكومة لكي يجهض المفاوضات ويتجه لتحقيق رغبته الحقيقية بالتحالف مع لبيد وساعار واليسار.
وأكد المصدر أن "نتنياهو يرفض أن يسمع موضوع التناوب، وبينت يرفض التنازل عنه ويرفض أيضا طلب نتنياهو التعهد بعدم التحالف مع لبيد وساعار، مضيفا: "لذلك، وبعد أربعة لقاءات، اعتبرت متفائلة، عادوا للحديث عن أزمة".
ويواصل نتنياهو الضغط على قائمة "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، في محاولة لتحصيل موافقتهما على الانضمام إلى حكومة تستند إلى القائمة الموحدة برئاسة النائب منصور عباس.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع في الليكود قوله إن "الموحدة تضع مطالب متواضعة بإمكان اليمين التعايش معها، بل إنها مطالب بإمكانها أن تخدم اليمين آيديولوجيا أيضا.
وقال: "مطالب الإسلامية لا تتطرق ولا تذكر إلغاء أو تعديل (قانون القومية) و(قانون كيمينتس) وإنما تركزت المطالب على ميزانيات للمجتمع العربي وجهاز التعليم العربي وتحسين البنية التحتية ومحاربة العنف والجريمة والاعتراف بقرى كبيرة في النقب، وتخصيص أراض للبناء في المدن العربية الكبيرة، وهذه المطالب معقولة، ومنطقية، وصحيحة، وجيدة للوسط العربي وجيدة للجمهور الإسرائيلي".
وتابعت الصحيفة: "لماذا يعارض سموتريتش الاعتراف بالبلدات الكبيرة في النقب، فهذه البلدات قائمة منذ سنوات طويلة ولم يعد هناك خيار، سوى الاعتراف بها وتنظيمها، وهي بلدات كبيرة يسكن فيها عشرات آلاف البشر ولا يمكن الاستمرار في تجاهلهم".
وأوضحت أن "توفير أراض للبناء داخل المناطق التي يسكنون فيها هي مصلحة لسموتريتش، الذي يفاضل بين أن يبني المجتمع العربي في كفر قاسم وأم الفحم أم أن يمتد (العرب) إلى مناطق داخل المدن الإسرائيلية (أي اليهودية)؟"، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط".
فشل متوقع
محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أكد أنه على الرغم من التنازلات التي تسربت معلومات بشأن إمكانية تقديمها من قبل نتنياهو، فيما يخص وزارتي الدفاع والداخلية، فإنه لم يستطع إلى الآن حصد عدد المقاعد المطلوبة لتشكيل الحكومة.
واعتبر أن هناك معضلة كبيرة، وتناقضا بين الأحزاب التي تشكل ائتلاف نتنياهو، ومن الصعب وفق هذه التشكيلة أن يتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة تضمهم جميعا.
وأكد كنعان أن نتنياهو لم يستطع إقناع جدعون ساعار بالانضمام إلى حكومته، لأن ساعار أعلن خلال حملته الانتخابية أنه لن يكون جزءا من حكومة تحت قيادة نتنياهو، وهو ما أكسبه تأييدا كبيرا من الشارع الإسرائيلي، لذلك يجد بنيامين نتنياهو صعوبة من تشكيل حكومة.
بينت والقائمة الموحدة
ويرى أيمن الرقب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية، أنه "بعد مضي 10 أيام على تكليف الرئيس الإسرائيلي لرئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، لا يزال الأخير عاجزا عن تشكيل الحكومة".
واعتبر أن هذا الفشل دفع نتنياهو إلى دعوة خصمه جدعون ساعار رئيس حزب (أمل جديد) بالعودة لحزب الليكود وسيتم الترحيب به في الحزب مع تقديم مغريات وزارية له، وهذه الدعوة وجهها بعد الوصول إلى طريق مسدود في مفاوضاته مع نفتالي بينت، رئيس حزب "يمينا"، الذي يطالب بـ 5 وزارات على الأقل، بينها الجيش والخارجية والقضاء.
وأكد أنه رغم موافقة نتنياهو على منح بينيت وزارتي الجيش والخارجية ووزارات غير سيادية أخرى أصر بينت على وزارة القضاء لنائبته إيليت شاكيد مما أوصل المفاوضات لطريق مسدود.
وبحسب أيمن الرقب، فإن نتنياهو متمسك بوزارة القضاء حتى يستطيع تغيير ما يريد من طواقمها، الذي عجز عن فعله في الحكومة الماضية بسبب تسلم حزب أزرق أبيض لها، وكان عثرة أمام نتنياهو في إحداث تغييرات في الجهاز القضائي.
ويرى عضو فتح أن نتنياهو لا يزال أمامه 18 يوما، للتمكن من تشكيل الحكومة، ومن المتوقع أن يعود للمفاوضات مع بينت، ومن أجل النجاح في تشكيل الحكومة قد يتنازل عن وزارة القضاء.
ولكن بعد ذلك – بحسب الرقب - فإن نتنياهو يحتاج إلى مقعدين، وهذه المعركة الأهم له، من أجل الحصول على تأييد 61 مقعدا، وتبقى عينه على القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس، مع إسكات صوت المعارضة لهذه الخطوة من قبل حزب الصهيونية الدينية.
يذكر أن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، كلف زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة الجديدة خلال 28 يوما.