ونشأت مقاطعة كالينينغراد في أراضي بروسيا الشرقية التي حررها الجيش الأحمر السوفيتي، من سيطرة النازيين في عام 1945.
جرائم القتل المتتالية
وذكر مراسل "سبوتنيك" أن النازيين أقاموا نحو 50 معسكر اعتقال في بروسيا الشرقية أكبرها معتقل شتوتغوف الذي تأسس في 2 سبتمبر/أيلول من عام 1939، وهو اليوم الثاني للحرب العالمية الثانية التي أشعلت ألمانيا النازية نارها بمهاجمة بولندا. وتفيد إحدى الوثائق التي سلّمتها السلطات الأمنية الروسية إلى الأرشيف الإقليمي أن نحو ألف شخص من مواطني الجهوريات السوفيتية والبلدان الأخرى ماتوا يوميًا في معتقل شتوتغوف وفروعه. وتم قتلهم بواسطة الغاز أو من خلال إصابتهم بأمراض وبائية مثل التيفوس أو عن طريق تجويعهم.
واستخدم أطباء الجيش الألماني بعض المحتجزين في معتقل شتوتغوف كـ"أرانب التجارب" أو صنعوا الصابون منهم.
ويكشف تقرير كتبه ضابط الأمن العقيد يوفيس عن العثور في أحد الأماكن في بروسيا الشرقية على جثث نحو 100 مدني من الروس والفرنسيين والرومانيين أغلبهم نساء تتراوح أعمارهن بين 18 عاما و35 عاما. وقتلهم النازيون رميا بالرصاص عندما اضطروا إلى الفرار أمام الجيش الأحمر.
ووجدت 17 معتقلا في مدينة كونيغسبرغ عاصمة بروسيا الشرقية السابقة (كاليينغراد حاليًا). وتم احتجاز 60 ألف مدني في أحدها المعروف باسم "دوف". واعترف اثنان من المشرفين على معتقل "دوف"، بوركوفسكي وديك اللذان ألقى محررو بروسيا الشرقية القبض عليها، بأنهما كانا يعتديان على المعتقلين بالضرب المبرح.
واعترفت عميلة الشرطة النازية، آريا راسادينا، بأنها أضرمت النار، تنفيذا لأوامر الشرطة النازية، في أحد المباني الحاوية على المعتقلين في مدينة كونيغسبرغ. وقبل ذلك تم إغلاق جميع الأبواب. وقتل الحريق غالبية المحتجزين في المبنى البالغ عددهم 2000 شخص.
في 15 مايو/أيار 1945، تم اعتقال ثلاثة نازيين، أوتو ماشون وباول نيت وأرتور يورتيغ، الذين أشرفوا على اغتيال نحو 1700 شخص من أسرى الحرب والمدنيين رميا بالرصاص.
وهناك تقرير عن مشاركة الليتواني غاليشانسكيس، وهو أحد أعوان النازيين الألمان، في اغتيال المدنيين. وعثر على جثثهم في حفرة كبيرة يبلغ طولها 20 مترا إلى 25 مترا.
نظام الرقّ
وأجبر النازيون أسرى الحرب والمدنيين الذين نُقلوا من الأراضي التي احتلها النازيون، على العمل في منشآت مملوكة للنازيين في بروسيا الشرقية بعد تحويلهم إلى أرقاء. فمثلا، عمل نحو 700 رقيق في مصنع عربات السكك الحديد في كونيغسبرغ.
وقام إقطاعي ألماني اسمه كامير باستغلال أكثر من 40 رقيقا. واستغلت الإقطاعية شتوبي أكثر من 130 رقيقا. واستغل أحد نشطاء الحزب النازي، شناك، وهو مالك المطبعة في مدينة لابيو (بوليسك حاليًا)، زهاء 50 رقيقا. وكان العقيد المتقاعد اأويلينبروغ مالكا لأكثر من 100 رقيق جميعهم أسرى الحرب من الجمهوريات السوفيتية وفرنسا.