وتم ربط لقاحي "أسترازينيكا" البريطاني و"جونسون آند جونسون" الأمريكي على وجه التحديد بحدوث اضطرابات تخثر نادرة، خاصة بين النساء دون سن الـ50.
وتحدث الجلطات - التي يمكن أن تصيب الدماغ - جنبا إلى جنب مع انخفاض مستويات الصفائح الدموية بشكل غير طبيعي، والمعروف باسم "قلة الصفيحات".
ويقول الباحثون في جامعة جوته في فرانكفورت وجامعة أولم في هيلمهولتز، إن المشكلة تكمن في ناقل الفيروس الغدي، وهو فيروس بارد شائع يستخدم بحيث يمكن القاحين من دخول الجسم، بحسب صحيفة "فاينانشال تايمز".
ويعتقد هؤلاء العلماء أن الجهاز المناعي لدى بعض الأشخاص يرى لقاح كورونا أنه يشكل تهديدا عليه، فيفرط في إنتاج الأجسام المضادة لمكافحته، ما يؤدي إلى تكوين كتل في الدم، والتي يمكن أن تصبح قاتلة إذا تحركت الجلطات نحو الأعضاء الحيوية، وانقطع الإمداد.
ويوضح الدكتور رولف مارشاليك، أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة جوته في ألمانيا لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن "الجلطات قد تكون ناجمة عن طريقة دخول اللقاح إلى الجسم".
ويفسر مارشالك أن اللقاح يتم توصيله إلى نواة الخلية، وهي عبارة عن كتلة من الحمض النووي في المنتصف، بدلا من السائل المحيط بها الذي يعمل كمصنع للبروتين.
وتابع أن أجزاء من بروتينات فيروس "كورونا" المستجد التي تدخل داخل النواة يمكن أن تتفكك، ثم يتم طرد الشظايا غير العادية إلى مجرى الدم، حيث يمكن أن تؤدي إلى تخثر عدد قليل من الناس.
وفي معظم الحالات، يتعافى الأشخاص تماما من الجلطات، ويسهل علاج الانسدادات بشكل عام إذا تم رصدها مبكرا، ولكن يمكن أن تؤدي إلى حدوث سكتات دماغية أو مشاكل في القلب أو الرئة إذا لم يتم ملاحظتها منذ البداية.
ويعتقد الدكتور مارشالك وزملاؤه أنه يمكن إيقاف المشكلة إذا تم تحرير المادة الجينية في اللقاحات، بحيث لا تتفكك داخل نواة الخلية.
وأضاف أنه يمكن القيام بذلك في المختبرات التي تنتج اللقاحات، مشيرا إلى أن شركة "جونسون آند جونسون" تواصلت مع فريقه للحصول على المشورة بشأن كيفية تغيير لقاحها الخاص.
وتأتي الدراسة الألمانية بعد الإبلاغ عن وفاة إمرأة بريطانية، تبلغ من العمر 39 عاما، في قبرص إثر تجلط في الدم، بعد تلقيها تطعيم بلقاح "أسترازينيكا".
وكانت المرأة تلقت الجرعة الأولى من اللقاح في 6 مايو/ أيار الجاري في منتجع بافوس على الساحل الغربي لجزيرة البحر الأبيض المتوسط.