القاهرة - سبوتنيك. جاء هذا خلال إحاطة أخيرة له أمام مجلس الأمن الدولي، قبل تسلمه مهام منصبه وكيلاً للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقاً للإغاثة في حالات الطوارئ.
وقال غريفيث: " يروي اليمن حكاية من الفرص التي تم تفويتها ثم ضاعت. تعلمت من تجربتي مع النزاعات أنه غالبا ما تتوفر الفرص بينما تغيب الشجاعة المطلوبة لاستغلال تلك الفرص. ليس اليمن مختلفا. فكثيرا ما تكرر أن يكون طرف واحد مستعد للتنازل والاتفاق، بينما الطرف الآخر غير مستعد".
وأشاد غريفيث بدور سلطنة عُمان في التوسط بين الأطراف اليمنية، بالقول: تبذل سلطنة عُمان تبذل جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار في اليمن، وآمل أن تؤتي ثمارها".
وأضاف: "الأطراف اليمنية لم تتمكن من الاتفاق. فبينما تصر (أنصار الله) على اتفاقية منفصلة حول الموانئ والمطار كشرط مسبق لمحادثات وقف إطلاق النار والعملية السياسية، تصر الحكومة اليمنية على تطبيق كافة الإجراءات كحزمة واحدة، بما فيها بدء وقف إطلاق النار".
وأكد أن "إطلاق النار له قيمة إنسانية لا يمكن إنكارها، مثل السماح بإعادة فتح الطرق الحيوية، بما فيها تلك الواقعة في مأرب وتعز".
واعتبر أن: "استمرار إغلاق مطار صنعاء وفرض القيود الخانقة على المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة غير مبررة ويجب أن يتم التعامل معها بشكل عاجل".
وشدد المبعوث الأممي على "حاجة اليمن إلى عملية سياسية شاملة وتسوية تشمل الجميع وتبعد اليمن عن حلقات النزاعات".
وأكد أن "المبادئ الأساسية واضحة: الشراكة السياسية، والحكم الخاضع للمساءلة، والسيادة، والعدالة الاقتصادية والاجتماعية، والمواطنة المتساوية."
وقال إن "أية تسوية سياسية يجب أن تعكس مصالح شتى أطراف النزاع. وتضمن أيضاً مصالح وحقوق المتضررين من النزاع، وليس فقط هؤلاء الذين يعملون على إدامته".
وأشار غريفيث إلى "أن الحرب فاقمت الانقسامات في جنوب اليمن"، مؤكداً "وجوب استمرار الشراكة التي تم تأسيسها بين الحكومة اليمنية والمجلس الإنتقالي الجنوب بالتماسك"، معتبراً أن "المخرج الوحيد من هذا المأزق هو التزام القيادات السياسية بالحوار".
وقال إنه "على مدار النزاع، تضاعفت وتشرذمت الأطراف السياسية والمسلحة، كما ازداد التدخل الأجنبي"، معتبراً أن "ما كان ممكنا فيما يتعلق بحل النزاع في السنوات الماضية لم يعد ممكنا اليوم. وما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكنا في المستقبل".
وأكد القيادي في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية، محمد علي الحوثي، الأحد الماضي، أن نجاح مساعي السلام التي تبذلها سلطنة عُمان لإيقاف الحرب في اليمن، مرهون بجدية دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن في التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى دراسة عرض مقدم من دولة شقيقة لم يسمها.
ويشهد ملف الأزمة اليمنية تحركات دبلوماسية أممية ودولية وعُمانية مكثفة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ورفع القيود المفروضة على وصول السفن إلى ميناء الحديدة الذي تديره جماعة "أنصار الله" غرب اليمن، وإلغاء الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي الذي تقتصر رحلاته منذ 6 آب / أغسطس 2016 على المنظمات الأممية والدولية والإنسانية خاصة في إيصال المساعدات، وذلك تمهيداً لاستئناف مفاوضات سياسية تفضي إلى إيقاف الحرب.