وقال مراقبون إن إسرائيل دائما ما تتخوف من إيران، بغض النظر عن الرئيس أو الحكومة، مؤكدين أن تل أبيب تستغل انتخاب الرئيس الجديد لابتزاز أمريكا ومنعها من الوصول إلى نتائج إيجابية في مفاوضات فيينا القائمة.
إسرائيل ورئيسي
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، بأنه "سيئ السمعة"، داعيا الدول الكبرى إلى ضرورة عدم السماح لإيران امتلاك أسلحة دمار شامل.
وقال بينيت إن "اختيار إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران جاء باختيار من المرشد الأعلى علي خامنئي وليس من الإيرانيين".
وتابع: "رئيسي شخص سيئ السمعة بنظر الشعب الإيراني والعالم أجمع لدوره في لجان الموت التي قامت بإعدام معارضي النظام، وهو يتحمل شخصيا المسؤولية عن قتل عدة آلاف من المواطنين الإيرانيين الأبرياء".
تخوف مستمر
أكد محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن إسرائيل تخشى من إيران بغض النظر عن من هو الرئيس الإيراني، هكذا كان الوضع في الدورات السابقة، للرئيس حسن روحاني، أو أحمدي نجاد، وكذلك للرئيس الحالي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك" فإن السبب في ذلك أن إيران بالمفهوم الإسرائيلي تشكل خطرا على وجود إسرائيل، وخاصة أن طهران تقترب من امتلاك السلاح النووي، وذلك رغم امتلاك إسرائيل السلاح النووي، دون رد فعل دولي، في ظل عدم السماح بإدراج مفاعلها ضمن الاتفاقيات الدولية.
وأكد أن إسرائيل تريد أن توجه نظر العالم والاتحاد الأوروبي وأمريكا، خاصة أن واشنطن في مفاوضات جادة مع الجانب الإيراني من أجل بحث العودة للاتفاق النووي.
وأشار إلى أن الجميع يتمنى للمجتمع الدولي وأمريكا استكمال مشوار المفاوضات النووية مع الرئيس الإيراني والحكومة الجديدة، من أجل الوصول لاتفاق يفرض الهدوء في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط.
ابتزاز إسرائيلي
من جانبه قال أيمن الرقب، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إن حكومة نفتالي بينت وضعت خطة للضغط على البيت الأبيض بعد أن بات عودة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق النووي الإيراني شبه وشيك.
- وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك" فإن الخطة الإسرائيلية لا تكتفي بالحراك الدبلوماسي بل تمتد لاستخدام أدوات أخرى للضغط على البيت الأبيض.
ويرى أن فوز إبراهيم رئيسي، بمقعد الرئاسية في إيران شكل مادة دسمة تستخدمها الحكومة الإسرائيلية للتحريض على إيران ورئيسها الجديد بحجة أنه راديكالي وأنه سيدفع باتجاه تطوير النشاط النووي الإيراني، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تهدأ الجبهة الإيرانية وتدرك أن مصلحتها في العودة للاتفاق النووي الإيراني وأن هذا الاتفاق سيعطي هامش تحرك أكثر للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لمتابعة النشاط النووي الإيراني ومراقبته والتدخل إذا لزم الأمر.
ويعتقد الرقب أن التحريض الإسرائيلي هو من أجل ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق بعض المكاسب على صعيد التسليح والدعم المالي كما حدث من قبل نتنياهو عام ٢٠١٤ ضد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وتعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق النووي مع إيران بعد أن انسحبت منه الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب عام 2018.
وتؤيد إسرائيل استمرار فرض العقوبات على إيران، وتعتبر الأخيرة تهديدا مباشرا لأمنها.