وتنتهي مدة صلاحية المعبر الوحيد المتبقي على الحدود السورية المخصص لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا في يوليو/ تموز المقبل.
وقال مراقبون إن الإصرار الغربي يأتي في ظل مساعي هذه الدول لإدخال الأسلحة إلى الإرهابيين في سوريا ضمن شحنات المساعدات الإنسانية، ورغبتهم في منع سوريا من السيطرة على كامل حدودها، وإطالة أمد الحرب.
إصرار غربي
وتصر الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وكذلك الأمم المتحدة على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
وجدّدت روسيا وسوريا مطالباتهما بضرورة التوقف عن تسييس آلية إدخال المساعدات عبر الحدود مع بعض دول الجوار السوري، والكف عن الاستثمار السياسي في قضية المخيمات.
وتناول الجانبان خلال المؤتمر الصحفي السوري - الروسي الرابع، يوم الجمعة الماضية، مجمل المستجدات في الملف الإنساني والإجراءات التي تم اتخاذها منذ انعقاد المؤتمر الماضي في آذار/ مارس الماضي.
أهداف غربية
اعتبر المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، "أن الإصرار الأمريكي والغربي لإدخال المساعدات إلى سوريا من المنافذ التي لا تسيطر عليها الدولة السورية هو قرار لإطالة أمد الحرب وإدخال الأسلحة من هذه المعابر".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "هذه المعابر كانت دائمًا منافذا لإدخال الأسلحة ضمن المساعدات الإنسانية وهو ما نبّهت عنه الدولة السورية وروسيا، وما كشفه رئيس المافيا سادات بكر في تركيا، أن أنقرة كانت دائما تدخل الأسلحة ضمن ما يسمى بالمساعدات الإنسانية".
ويعتقد يوسف "أن الإصرار الغربي هو محاولة للتحكم في المعابر لإدخال الأسلحة إلى المجموعات الإرهابية خاصة أن مناطق كثيرة من سوريا فيها عدد كبير من الإرهابيين، مثل إدلب والمناطق المحتلة من تركيا، والمناطق المحتلة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا أن مقاتلي داعش انضموا لما يسمى الجيش الوطني لجبهة النصرة، أو حتى قسد.
وأكّد "أن سوريا اليوم في معركة سياسية دبلوماسية ومعها روسيا والصين لمنع استمرار هذه المعابر التي تدخل السلاح للمجموعات الإرهابية، وفي حال نجحت كل من سوريا وروسيا والصين بإعادة السيطرة على المعابر، وإدخال المساعدات عن طريق الدولة السورية، أعتقد أنّه سوف تتعافى الدولة باعتبار أنها أصبحت قادرة على السيطرة على حدودها، وإغلاق المعابر التي لا تسيطر عليها.
ويرى المحلل السوري "أن هناك تصعيدًا كبيرًا من قبل إدارة بايدن والدول الغربية ضد سوريا، خاصة في مؤتمر روما الحالي، وذلك بدعم واضح من الدول الغربية وبعض الدول الإقليمية وعلى رأسها تركيا وقطر"، (وفقا لقوله).
موقف سوري
بدوره، أكّد العميد عبد الحميد سلهب، المحلل الاستراتيجي السوري "أن هناك قرارا أمميا لإيصال المساعدات لسوريا، بينما الغرب يصرّ على تمديد آلية المساعدات عبر الحدود السورية، ولكن موقف الحكومة السورية واضحا تماما وهو ضرورة أن تأتي المساعدات بموافقتها وبالتعاون مع الدولة السورية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "فإن الدولة السورية في هذا الوقت ترحّب بهذه المساعدات، لأنها تسعى لتوزيعها على كل أطياف الشعب السوري بالعدل، ويتم تسجيلها في سجل المساعدات، ولا يظلم أحد".
ويرى أن "المساعدات التي تدخل عبر الحدود وبشكل غير منظم تذهب إلى جماعة أو طيف ما أو شريحة دون أخرى ولا تحقق الغاية المرجوة منها، وقد يحدث أحيانا مشاحنات وقتال خلال التوزيع بين المستفيدين وهناك أمثلة كثيرة على ذلك".
وأكد أن بعض الدول تدخل المعونات على شكل دعم لوجيستي للمجموعات الإرهابية، وهو ما يشكل خللا كبيرا في تلك المناطق التي يشغلها الإرهابيون في الشمال السوري.
وتابع: "من المفترض أن تقف هذه الدول مع الدولة السورية الشرعية، وتنظم دخول هذه المساعدات مع الحكومة، هذا إن كانت الدول الغربية تريد فعلا تقديم المساعدات للشعب السوري، وبشكل صادق".
وتعتقد سوريا وروسيا أن هذه الآلية فقدت أهميتها، حيث سيطر الجيش السوري على مدار سنوات الصراع على معظم الأراضي السورية، والآن دمشق بإمكانها توجيه القوافل الإنسانية بنفسها، بما في ذلك عبر خطوط التماس.