مصدر ميداني رفيع المستوى أكد لـ "سبوتنيك" أن عملية تمشيط واسعة بدأت صباح اليوم على عدة محاور في بادية حماة الشرقية في مناطق الشاكوسية وبيوض ومحيط الرهجان، وذلك بحثا عن خلايا تابعة لتنظيم "داعش" بدأت تنشط في المنطقة أخيرا.
وخلال عملية التمشيط، عثرت الوحدات العاملة على معدات لوجستية داخل عدد من المقار التي تم ضبطها، وتشير المعطيات الأولية إلى عائديتها لمسلحي تنظيم "داعش".
ويواكب العملية البرية للجيش السوري، تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية على محاور العمليات بحثا عن كل أثر لمسلحي التنظيم الإرهابي، في الوقت الذي تقدم فيه المروحيات الروسية دعما ناريا جويا يستهدف الأهداف المعادية المتحركة وخطوط إمدادهم الخلفية القادمة من بادية حمص، وصولا إلى منطقة الـ (55 كم) التي تتحلق حول منطقة "التنف" التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي، ويقيم عليها أكبر قواعده العسكرية اللاشرعية في الصحراء السورية.
وتابع المصدر:
"مع الإعلان عن العملية العسكرية وبدء الضربات النارية، بدأ مسلحو التنظيم الإرهابي بهجران مقارهم والفرار باتجاه عمق البادية السورية"، مشيرا إلى أن "العملية العسكرية للجيش السوري مستمرة على هذا المحور وذلك لتمشيط اكبر مساحات جغرافية يعتقد أن مسلحين ينتمون لتنظيم داعش يختبؤن داخلها".
وخلال سنوات الحرب على سوريا، لعبت البادية السورية المحاذية للحدود مع العراق والأردن، دورا حيويا كطريق إمداد للتنظيمات الإرهابية المسلحة من دول الجوار، وملجأ آمنا لها تبعا لتضاريسها المعقدة ولاتساع مساحتها التي تعادل نحو 45% من مساحة البلاد.
وتشكل البادية السورية فضاء صحراویا مفتوحا ومتداخلا مع منطقة الـ (55 كم)، التي لطالما شكلت مسرح نشاط كبير لفلول تنظیم "داعش" الإرهابي، وهذه المنطقة التي تخضع (لحماية) الطائرات الحربیة الأمریكیة، تتحلق حول قاعدة التنف اللاشرعية، التي تتخذها القوات الأمريكية على الحدود (السوریة/ العراقية/ الأردنیة) مقرا لجنودها ولبعض مسلحي التنظيمات العميلة لها، مثل تنظيم "مغاوير الثورة السورية".