ولسنوات طوال ارتبط آداء النساء المسلمات للحج والعمرة، بوجود محرم ما حال في كثير من الأحيان، دون أداء الآلاف منهن هذه الفريضة (الحج) المهمة في الإسلام وأحد أركانه الخمسة.
وفي إطار إصلاحات اجتماعية تشهدها المملكة منذ سنوات قليلة، سمحت للنساء بقيادة السيارات، والسفر خارج البلاد دون محرم، قررت وزارة الحج والعمرة الشهر الماضي السماح للنساء بالحج دون محرم شريطة أن يكُن ضمن مجموعة من النساء الأخريات.
وفي الماضي لم يكن يُسمح بالنساء ممن هم دون سن الـ 45 عاما بالسفر للحج دون وجود محرم (زوج، أب، أخ، إبن).
ويقتصر موسم حج هذا العام على المواطنين السعوديين والمقيمين داخل المملكة، بحد أقصى 60 ألف شريطة تلقوا لقاح كورونا وأن تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 65 عاما. وتم اختيار حجاج هذا العام من بين 558 ألف متقدم، ويشل النساء نحو 40% منهمن، بحسب مصادر رسمية.
وفي حديثها لوكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس)، قالت مروة (42 عاما) المقيمة في العاصمة السعودية الرياض إنها سبق وحاولت لمرات قبل الجائحة أداء فريضة الحج لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب أداء زوجها الحج خلال آخر 5 سنوات، ما يحول دون مرافقتها وفق القواعد المعمول بها في المملكة.
ووصفت شاكر وهي أم لثلاثة أطفال وموظفة في منظمة دولية الحج بدون محرم بأنه "أمر من المعجزات".
ولم يكن بإمكان الباكستانية البريطانية صدف غفور الحج دون محرم نظرا لعدم قدرتها وزوجها على ترك أطفالهما الثلاثة وحدهم.
وأضافت غفور (40 عاما)، وهي طبيبة أنه من صدور القرار السعودي المفاجئ قرر زوجها البقاء مع الأطفال كي تتمكن هي من تحقيق حلمها بالحج، واصفة هذه الفرصة بأنها "نعمة من الله".
ولم تسع الفرحة الباكستانية بشرى شاه (35 عاما)، وهي تحزم أغراضها في منزلها بمدينة جدة الساحلية غربي السعودية متوجة صوب تحقيق حلمها بالحج.
وقالت للوكالة الفرنسية إنها فخورة وصديقاتها بأنهن أصبحن الآن مستقلات دون الحاجة إلى محرم.
"لينا مختار" سيدة في مطلع الأربعينات من عمرها، قالت لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن القرار السعودي مثل بالنسبة لها "مفاجأة"، ولم تتردد في التقدم هي وشقيقتها لأداء الفريضة، ليتحقق حلم طال انتظاره.