بداية يقول رئيس تحضيرية مؤتمر عدن الجامع، رئيس حزب العمل الديمقراطي النهضوي وعضو الهيئة الدولية لفض النزاعات الدبلوماسية والسياسية، الدكتور إيهاب عبد القادر، إن رئيس المجلس الانتقالي كلف الوزير السابق مراد الحالمي وهو عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، لإدارة حوار جنوبي - جنوبي، لما له من أهمية بالغة في جمع الشتات الجنوبي الجنوبي، وهذا الأمر يعد بداية طيبة يخطوها المجلس الانتقالي الجنوبي على طريق تصحيح المسار الجنوبي الجنوبي وتشكيل الجبهة الجنوبية.
توقيت صعب
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، تأتي هذه الخطوة في ظروف صعبة تشتت فيها الجنوبيون وكثر خصومهم وأصبح من الضروري توحيد الجبهة الجنوبية، وكل من يحب أن تكون الكلمة العليا للجنوب، عليه أن يلبي الدعوة والحوار، وبالتأكيد في هذه الحالة سيؤدي الحوار إلى نتائج أفضل من التنصل عن تحمل المسؤولية ومشاركة الجنوبيين للخروج من هذا المأزق.
وتابع عبد القادر، نتمنى أن يحقق الجنوبي المعادلة الصعبة، وأن يخرجوا بنتائج طيبة واختيار قيادة جنوبية لصالح الجنوب وشعبه، تقود المرحلة القادمة بحنكة سياسية، خاصة ونحن نشهد قدوم مبعوث جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، نتمنى له هو الآخر النجاح لإيجاد حلول عملية تطبق على أرض الواقع وتحمل الخير لقضية شعب الجنوب.
دعوة مكررة
من جانبه يقول رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية "الحراك الجنوبي السلمي"، عبد الكريم سالم الساعدي، إن دعوة الانتقالي مكررة وليست جديدة، وهذه تقريبا اللجنة الثالثة التي يشكلها الانتقالي، وللأسف تتكرر فيها نفس الأخطاء التي تفشلها وهي في المهد.
وتابع في حديثه لـ"سبوتنيك"، تأتي اللجنة الثالثة الجديدة في ظل ظروف سياسية معقدة على مستوى المشهد العام، وفي ظل صراع جنوبي- جنوبي يعلن عن نفسه في كل لحظة، و ظروف يمر بها مكون الانتقالي، تنوعت ما بين الاستقالات والانسحابات والانقسامات الداخلية، المبنية على أسس الرفض لإنزواء هذا المكون في زوايا المناطقية المُظلمة، وكذلك الرفض لسياسات هذا المكون وكذلك الرفض للاستسلام المُذعن للدور الإقليمي الذي يُمارس على بعض شخوص قياداته.
أسس وثوابت
وأكد الساعدي، نحن في الحراك الجنوبي السلمي "تجمع القوى المدنية الجنوبية"، كنا ومازلنا ننادي بضرورة الحوار الوطني الجنوبي، وقد أوضحنا الأسس والثوابت والآليات التي يجب أن يقوم عليها هذا الحوار، والمتمثلة في ترك ممارسة القوامة على الحوار وتصحيح الأخطاء التي تساهم في خلق الفرقة الجنوبية على الأرض، والقبول بالتمثيل الوطني العادل لمحافظات الجنوب".
وتابع أنه "وفقا للمساحة والسكان وسنظل متمسكين بهذه الشروط، لأننا سبق لنا في الجنوب وجربنا الاستقواء بالخارج ضد بعضنا، وفشلنا وحولنا وطننا إلى حديقة خلفية لمن استقوينا بهم ضد بعضنا، وجربنا اختطاف التمثيل والقرار الجنوبي عنوة وتصادمنا وتقاتلنا، وفي نهاية الأمر أيضا فشلنا، ولم يعد أمامنا اليوم، سوى أن نجرب التوافق فيما بيننا والقبول ببعضنا".
وأشار رئيس تجمع القوى المدنية، إلى ترحيبهم بالحوار الجنوبي المبني على الشروط التي تضمن له النجاح، وليس على أساس تشكيل اللجان الخاضعة لامزجة ومشاريع الأحزاب والمكونات المتصارعة.
هدف الانتقالي
أما الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، العميد ثابت حسين، فيرى أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان وما زال حريصا على أن يحقق أكبر قدر ممكن من وحدة الصف والجهد الجنوبيين، سواء كان في مرحلة تأسيسه، حيث ضمت قيادته كل أو معظم المكونات السياسية والمهنية المناضلة، من أجل استعادة دولة الجنوب كهدف استراتيجي وغاية قومية، أو في مراحل عمل وانتشار المجلس في الداخل والخارج، ولم يتوقف حوار الانتقالي مع الجميع بما فيهم جنوبيي الشرعية، وبعضهم ممن كان سببا في الصراعات المسلحة وسفك الدماء وزيادة معاناة بسطاء الناس.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، جاءت دعوة الانتقالي الأخيرة لحوار جنوبي - جنوبي معززة باختيار وتخصيص قيادات رفيعة لهذه المهمة الوطنية، وفي اعتقادي أن الانتقالي يهدف من وراء ذلك، إلى تحقيق أعلى قدر ممكن من التوافق والتنسيق بين الجنوبيين، لمواجهة استحقاقات المرحلة والتغلب على التحديات والتهديدات والعراقيل التي تضعها القوى المعادية للمشروع الجنوبي، والتي تقف ضد أي توافق أو تقارب جنوبي - جنوبي كما حدث بعد تحرير عدن.
الإجماع الوطني
وأكد حسين، أنه من الصعوبة بمكان تحقيق إجماع على برنامج وقيادة الانتقالي، لكن الأهم هو تحقيق أعلى قدر من هذا التوافق، أما الإجماع فلم يحدث حتى في عهد الأنبياء والخلفاء، وإرضاء كل الناس غاية مستحيلة التحقق.
ميثاق شرف
من ناحيتها قالت، ليلى محسن الكثيري، رئيسة مجلس الحراك الجنوبي للقوى التحررية، إننا مع أي حوار جنوبي - جنوبي بين كل المكونات والفصائل الجنوبية، سواء كانت بالداخل أو الخارج تحمل الهوية والانتماء لأرض الجنوب بمختلف انتماءاتهم الحزبية المستقلة- المعارضة، وتقريب الرؤى بحوار جدي يحكمه ميثاق شرف ووثيقة معاهدة دون إقصاء أو تهميش أو صرف صكوك المواطنة والوطنية، وعدم التدخل أو الإملاءات ممن لا يمتلكون الحق بتقرير مصير الجنوبيين أو مصالح بأرض الجنوب.
وأضافت لـ"سبوتنيك"، يجب أن يكون الحوار الذي دعا له الانتقالي للمرة الثالثة تحت إشراف دولي وإقليمي، ويشمل كل الجنوبيين بمختلف انتماءاتهم، وعدم تكرار أخطاء الحوارات السابقة، و يجب أن تكون الدعوة رسمية ومعلنة ومحدد محاور الحوار، وما يجب الاتفاق عليه، وأن تكون القضية الجنوبية وحق تقرير المصير للجنوب أرض وإنسان هي أولى المحاور المهمة والرئيسية، وهي روح الحوار والاتفاق عليه.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وبالمقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة؛ تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.
واجتمعت أطراف النزاع في اليمن في ديسمبر/كانون الأول 2018، لأول مرة منذ عدة سنوات، على طاولة المفاوضات، التي نظمت تحت رعاية الأمم المتحدة في ستوكهولم. وتمكنت من التوصل إلى عدد من الاتفاقيات المهمة، لا سيما بشأن تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الاستراتيجية ووضعها تحت سيطرة الأمم المتحدة.