وبحسب البحث الجديد، تنتج هذه "الجرائم الكونية" التي تنفذها النجوم ضد أقاربها من الكواكب المجاورة، بسبب أن العديد من أنظمة الكواكب غير مستقرة ديناميكيا، الأمر الذي يسبب اختلالا داخل النظام الشمسي.
واعتبرت الدراسة أن هذه المؤشرات بمثابة "دليل قاطع على أحداث ابتلاع الكوكب من قبل نجوم شبيهة بشمسنا"، الأمر الذي من شأنه أن "يسلط الضوء على المسارات التطورية المحتملة لأنظمة الكواكب، حيث خضع عدد منها لمراحل معقدة من إعادة تشكيل ديناميكي كبيرة للغاية".
الشمس هي نجم نادر جدا في درب التبانة لأنه من صنف محدد
وبدورها، نوهت مجلة "sciencealert" العلمية، التي تطرقت للدارسة، إلى أن شمسنا هي نجم نادر في مجرة درب التبانة. حيث أن معظم نجوم مجرتنا، أي حوالي 75%، هي نجوم من النوع (M)، أو "أقزام حمراء"، وهي نجوم صغيرة وباردة وطويلة العمر. أما شمسنا هي نجمة من النوع (G)، أو ما يُعرف بـ"القزم الأصفر"؛ وتحتوي مجرة درب التبانة على 7٪ فقط من نجوم النوع (G).
ليس ذلك فحسب، بل يعتقد علماء الفلك أن معظم النجوم تولد من أنظمة نجمية تتضمن شقيق واحد أو أكثر (أي مجموعة نجوم توأم أو ثلاث نجوم). ومعظم نجوم مجرة درب التبانة لديها رفيق واحد آخر على الأقل، أي نجمان سجينان في مدار متبادل كنظام ثنائي، بعكس شمسنا، حيث قد يكون للشمس توأم ضائع منذ فترة طويلة في مكان ما.
عندما تنهار عقدة كثيفة في سحابة من الغاز الجزيئي تعوم في الفضاء تحت تأثير جاذبيتها وتبدأ في الدوران، يبدأ تشكل النجم الأولي، لكن النجم الأولي يتضخم بسبب تجمع الغاز من حوله ويتفتت قرصه وينقسم إلى توأم أو أكثر.
بمجرد الانتهاء من تشكل النجوم، تشكل المواد المتبقية في القرص الذي يدور من حوله مجموعة الكواكب وأحزمة الكويكبات والمذنبات، بالإضافة إلى جميع الأشياء الأخرى التي تشكل نظامًا كوكبيًا، أو نظاما شمسيا شبيها بنظامنا الشمسي.
لكن لكل قاعدة استثناء... نجوم تلتهم كواكبها
قرر فريق من علماء الفلك بقيادة لورنزو سبينا، من المرصد الفلكي لبادوا في إيطاليا وجامعة "موناش" في أستراليا، إلقاء نظرة فاحصة على الأنظمة الثنائية. حددوا 107 زوجًا من النجوم ذات درجات حرارة وجاذبية سطحية متشابهة، ودرسوا خواصها الكيميائية بدقة، حيث رصد العلماء عددا كبيرا من النجوم التوائم تحتوي على "كيمياء غير متطابقة".
There Is Such a Thing as Cosmic Cannibalism.
— Dave (@nshuti_dav) June 19, 2019
The definition of cosmic cannibalism is the act of one galaxy colliding with and swallowing another. It doesn't have to be a whole galaxy; it could be partial parts of it such as stars or planets. pic.twitter.com/47VzV9b68L
وكتب الباحثون: "على الرغم من أن النجوم في الأنظمة الثنائية تشترك في نمط كيميائي متطابق، إلا أن المكونات النجمية لـ 33 زوجًا في عينتنا تحتوي على وفرة من الحديد تختلف اختلافًا شاذًا عند مستوى 2 سيغما". يشير هذا الاختلاف إلى أن جميع النجوم الشبيهة بالشمس لديها فرصة تتراوح بين 20 و 35% لالتهام كواكبها".
وأشار الباحثون إلى أنه "عندما تدخل مادة الكواكب إلى النجم وتلوث منطقة الحمل الحراري، يتغير تكوين الغلاف الجوي النجمي بطريقة تعكس التركيب الملحوظ في الأجسام الصخرية للكواكب، أي أن العناصر المقاومة للصهر مثل المعادن والسيليكات تصبح أكثر وفرة من المواد المتطايرة".
واستنتج العلماء أن النجوم التي ابتلعت كواكبها "يجب أن يكون لديها نسب وفرة من الحراريات على المواد المتطايرة أعلى من النسب النموذجية الموجودة في النجوم ذات الأعمار والفلزات المماثلة".
وتشير المصادر العلمية إلى أن هذا البحث يقدم دليلًا إضافيًا على أن نسبة كبيرة من الأنظمة التي تدور حول نجوم شبيهة بالشمس كان لها بداية مضطربة جدًا في الحياة.
"منبع" جديد لاستكشاف كواكب مشابهة للأرض
وكتب الباحثون: "إن إمكانية اكتشاف الإشارات الكيميائية لأحداث ابتلاع الكواكب تعني أنه يمكننا استخدام التركيب الكيميائي الخاص بالنجم لاستنتاج ما إذا كان نظامه الكوكبي قد مر بماض ديناميكي معقد، على عكس نظامنا الشمسي، الذي حافظ على كواكبه في مدارات دائرية تقريبًا مع هجرات محدودة للغاية حدثت بداخله".
ونوه الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تكون "المنبع" الذي قد ينطلق منه العلماء لتحديد تلك النجوم الشبيهة بالشمس والتي من غير المرجح أن تستضيف كواكب شبيهة بالأرض أو العكس تلك التي تشبه الأرض.
هل تبتلع الشمس كوكب الأرض؟... إجابات غريبة ومقلقة
بحسب المقال المنشور في مجلة "American scientific" قد تتسبب الطبقات الخارجية الرقيقة لكوكب الشمس بانجراف الأرض إلى الداخل، باتجاه الشمس، لكن من جهة أخرى أشار العلماء إلى نظرية مختلفة تماما، حيث يشير البعض إلى أن الشمس سوف تتوسع خارج مدار كوكب الأرض، أي وحدة فلكية واحدة (AU)، لكنها ستفقد الكتلة خلال توسعها، ونتيجة لذلك تنجرف الأرض إلى الخارج حيث يقل شد الجاذبية بمرور الوقت، لكن هذه مجرد فرضيات قد تحدث بعد مليارات السنين.