بعد رفض بينيت قيام دولة فلسطينية... هل ضاع السلام على أساس حل الدولتين؟
تابعنا عبر
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، بعدم سماحه بقيام دولة فلسطينية، الكثير من ردود الأفعال الغاضبة في الأوساط الفلسطينية والعربية، لا سيما في ظل القوانين الدولية التي تعترف بحل الدولتين كمدخل للسلام.
وقال رئيس وزراء إسرائيل، نفتالي بينيت، أمس الأحد، إن إقامة دولة فلسطينية يعني جلب دولة إرهابية على بعد 7 دقائق من بيتي.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن بينيت أثناء مؤتمر صحفي مع أنغيلا ميركل، المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها في إسرائيل، أن الحكومة الإسرائيلية لا تتجاهل الجانب الفلسطيني، وبأن بلاده تتعلم من التجارب السابقة، مؤكدا أن إسرائيل لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية.
وأكد مراقبون أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي تهدم فرص السلام، وتحارب كل القوانين والقرارات الدولية التي أيدت حل الدولتين، وأنها ستؤسس لمرحلة جديدة من الصدام والصراع في المنطقة.
جاءت تصريحات نفتالي بينيت تعليقا على تصريحات ميركل خلال المؤتمر الصحفي المشترك، التي أكدت خلاله أنها ما تزال ترى أن ملف "حل الدولتين" مهم للتوصل لحل مع الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه، قالت أنغيلا ميركل إن أمن إسرائيل سيكون على رأس أولويات "كل حكومة ألمانية"، وذلك خلال جولة وداع في تل أبيب مع قرب نهاية ولايتها التي استمرت 16 عاما.
ميركل، التي تقوم بزيارتها الثامنة والأخيرة كمستشارة ألمانية لإسرائيل قبل تقاعدها من السياسة، أجرت مع بينيت زيارة إلى نصب المحرقة في القدس، ياد فاشيم، وقالت ميركل وهي تقف إلى جانب بينيت: "بعد الجرائم ضد الإنسانية في المحرقة (الهولوكوست)، أصبح من الممكن إعادة ضبط العلاقات وإعادة تأسيسها، أريد أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أن أمن إسرائيل سيكون دائما ذا أهمية مركزية لكل حكومة ألمانية".
وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، قال بينيت إن "مرتفعات الجولان (السورية المحتلة) إسرائيلية"، مشددا على أن بلاده سوف تحتفظ بالجولان، حتى لو تغيرت المواقف الدولية تجاه دمشق.
اعتبر الدكتور فايز أبوعيطة، نائب أمين المجلس الثوري لحركة فتح، أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت يؤكد على عدم وجود شريك للقيادة الفلسطينية لتحقيق السلام في المنطقة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن إسرائيل وعلى رأسها بينيت وحكومته اليمينية المتطرفة تسعى لتكريس الاحتلال وإنهاء حل الدولتين، وهذا يؤسس لمرحلة جديدة طويلة الأمد من الصراع مع إسرائيل.
ويرى أبوعيطة أن الطريقة التي تدير إسرائيل بها الظهر لكل قرارات الشرعية الدولية، ولا سيما حل الدولتين، إنما تعد تصعيدًا لمواقفها المتطرفة وهو ما سيزيد حدة الصدام والتطرف والعنف في المنطقة.
وتابع: "ولذلك إسرائيل عليها أن تتحمل تبعات هذا السلوك الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني، وإصرار الاحتلال على المضي في غيه وطغيانه واستمرار احتلاله لأراضي دولة فلسطين، وللشعب الفلسطيني".
وأكد القيادي في حركة فتح أن إسرائيل وحدها وحكومة بينيت المتطرفة هم الذين يتحملون المسؤولية كاملة عن أي تصعيد أو عنف في المنطقة، ونحن كفلسطنيين لن يغير هذا الكلام في واقع الأمر من شيء بالنسبة لنا، حيث سيواصل الشعب كفاحه المشروع.
وأوضح أنه في حال فقد الشعب الفلسطيني الأمل في حل الدولتين فسيناضل من أجل حل الدولة الواحدة الذي سيكون على كل فلسطين التاريخية وهذا حقه المشروع، والذي يكفله كل الشرائع والقوانين الدولية.
من جانبها اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية أنه وفي ظل حكومة بينيت ليست هناك فرصة لحدوث حل سياسي، خاصة أن بينيت استبعد الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وهو في منصبه برئاسة الحكومة، ولا حتى في المستقبل المنظور.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، فإن هذا ليس غريبًا على اليميني المتطرف نفتالي بينيت الذي لا يعترف بالسلام، ويده ملطخة بدماء الفلسطينيين الأبرياء، فقبل وصوله لرئاسة الوزراء هو من أعلن معارضته لإقامة دولة فلسطينية، بالإضافة لممارساته وانتهاكات جيشه لجميع البنود التي تم الاتفاق عليها ضمن اتفاقية أوسلو.
وتابعت: "اعتبر بينيت أن إقامة دولة فلسطينية خطأ، وهو الذي اعترض على لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقام منذ توليه الحكومة بتنفيذ سياسية توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية، وتهجير المقدسيين من حى الشيخ جراح وحى سلوان وحى بطن الهوى واعتراضه على إعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس المحتلة".
وترى المصري أن كل ما سبق يؤكد أن السنوات القادمة ستكون صعبة على الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والضفة الغربية وغزة في ظل التعديات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات وتشديد الحصار وسياسية الاغتيال.
وأكدت أن موقف المجتمع الدولي موقف مخزي، فالمجتمع الدولى عاجز عن وقف ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وعاجز أيضا عن فرض تطبيق القوانين والشرعيات الدولية التى أدانت الاحتلال الإسرائيلي وممارساته تجاه الشعب الفلسطيني مرارًا وتكرارًا.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد أدانت، اليوم الإثنين، التصريحات التي أدلى بها بينيت، قائلة: "بالأمس توهم بينيت بقدرته على إخفاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، مختبئا تحت شعار الإرهاب لتضليل الرأي العام العالمي وتسويق مشروعه الاستعماري التوسعي في أرض دولة فلسطين".
وتابع بيان الخارجية: "إعلان بينيت بخصوص الجولان وعملياته الاستيطانية التهويدية المتواصلة على مدار الساعة على أرض دولة فلسطين هي الإرهاب بعينه وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهو اعتراف لا يقبل التأويل على إرهاب الدولة المنظم الذي يقوده بينيت وأتباعه من اليمين المتطرف والمستوطنين ومنظماتهم وميليشياته الإرهابية المسلحة، والتي تحدثت عديد التقارير الإسرائيلية عن ممارساتها الإرهابية".
وحذرت الوزارة المجتمع الدولي من مخاطر عقلية بينيت ومواقفه الاستعمارية على الأمن والاستقرار في ساحة الصراع والمنطقة، وعلى الجهود الأمريكية والدولية والإقليمية المبذولة لإعادة إحياء عملية السلام على أساس مبدأ حل الدولتين.
** تابع المزيد من أخبار فلسطين اليوم على سبوتنيك