بيوت دمشق القديمة تصيخ السمع لأنغام الـ"هاند بان"...فيديو
14:31 GMT 05.11.2021 (تم التحديث: 10:34 GMT 09.11.2021)

© Sputnik . Mohamed Damour
تابعنا عبر
يحرك أنس الحلبي يديه على إيقاع اللحن، يحني قامته، يبتسم ابتسامة صغيرة، ويغمض عينيه، ليعزف موسيقا لا تتوقف، ناشرةً صداها بين ثنايا البيوت الدمشقية القديمة، لتشرق بعدها على العالم بأسره.
ينقر الشاب السوري بأصابعه على قوقعتين من المعدن تلتصق إحداهما بالأخرى، لتشكلان أنغاماً يعرفها الجميع دون أن يدركوا ذلك، فصوت آلة "الهاند بان" التي يبرع فيها الحلبي يطابق تماماً تردد الصوت الذي يسمعه الجنين في بطن أمه، لذلك يغمر شعور الألفة كل من يسمع هذه المعزوفات الساحرة.
بدأ الحلبي العزف من عمر 7 أعوام، فيما درس الموسيقا لمدة 9 سنوات، مقتبلا الإيقاعات والمقامات الشرقية، منطلقاً في عالمه من آلة العود ليصبح اليوم أول عازف لآلة الهاند بان في الوطن العربي.

بيوت دمشق القديمة تصيخ السمع لأنغام الـ (هاند بان)
© Sputnik . Mohamed Damour
يقول الشاب الثلاثيني في حديثه لوكالة "سبوتنيك": "درست العزف على آلة الهاند بان في سويسرا لـ 6 أشهر، ساعدتني خلفيتي الموسيقية والإيقاعية على تعلمها بشكل أسرع، تعرفت على الآلة من خلال صديق لي في سويسرا وطورت مهارتي في العزف من خلال مقاطع الفيديو التعليمية على منصة اليوتيوب".

بيوت دمشق القديمة تصيخ السمع لأنغام الـ (هاند بان)
© Sputnik . Mohamed Damour
ويتابع: "ما يميز الهاند بان هو ترددها المختلف عن باقي الآلات الموسيقية والمطابق لتردد صوت الماء وهو نفس التردد الصوتي للجنين الذي يسمعه في بطن أمه قبل أن يولد، لذلك هذا يجعلنا متصلين بالآلة بشكل أو بآخر ومعتادون على سماع هذا التردد الصوتي، فالهان باند بطبيعتها الصوتية هي آلة خارجة من الطبيعة".

بيوت دمشق القديمة تصيخ السمع لأنغام الـ (هاند بان)
© Sputnik . Mohamed Damour
بدأ الحلبي رحلته بتدريب الموسيقيين على عزف الهان باند منذ عام 2017، ليصبح اليوم مدرباً معتمداً في الشرق الأوسط، كما أنشأ أول أوركسترا للهاند بان في العالم.
يختار الحلبي البيوت الدمشقية القديمة لتحتضن عزفه، فهو يؤمن بوجود طاقة للمكان، "للأماكن تاريخ أيضاً، وأعتقد أن البيوت الشامية هي خير منبع للموسيقا، ولأن آلتي متصلة بالطبيعة كان من المهم أن تصدر هذه النغمات من مكان عريق"، كما يبين لـ "سبوتنيك".

بيوت دمشق القديمة تصيخ السمع لأنغام الـ (هاند بان)
© Sputnik . Mohamed Damour
حفز الحلبي الكثير من الموسيقيين لتعلم العزف على الهاند بان، لا سيما في روسيا حيث أقام العديد من الحفلات الموسيقية، أيضاً يدرب اليوم 17 طالب وطالبة روسيي الأصل على العزف في دبي، وقريباً يعدّ الموسيقي الشاب مشروعاً مهماً في روسيا بداية العام القادم.

بيوت دمشق القديمة تصيخ السمع لأنغام الـ (هاند بان)
© Sputnik . Mohamed Damour
عزف الحلبي في 20 بلداً حول العالم، بدءاً من روسيا، تنزانيا، الهند، سويسرا، وغيرها، لكن تبقى سوريا الأقرب إلى قلبه ببيوتها القديمة حيث يمتزج صوت الهاند بان مع حجارة البيوت الهامسة، ومع حضارتها الممتدة لآلاف السنوات، لذلك يحمل أبناؤها دائماً هذه الحضارة في قلوبهم ليصنعوا مستقبلاً يليق بهذه البلاد، كما تليق بها الموسيقا، والحب، والسلام.