تفاؤل أوروبي وتهديدات إسرائيلية... ما فرص التوصل لاتفاق بين إيران والمجموعة الدولية في فيينا؟
18:26 GMT 01.12.2021 (تم التحديث: 09:12 GMT 27.12.2021)
© AFP 2023 / HO
تابعنا عبر
وسط تفاؤل أوروبي من جدية المفاوضين الإيرانيين الجدد خلال الجولة السابعة من محادثات فيينا، طرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق في ظل مساعي إسرائيلية لعرقلة الأمر برمته.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، بأن الأطراف الأوروبية في مباحثات فيينا دعت إلى إنهاء سريع لهذه الجولة من المحادثات في العاصمة النمساوية.
ونقلت وكالة تسنيم، مساء اليوم الأربعاء، عن مصدر مقرب من فريق التفاوض في مباحثات فيينا الدائرة، حاليا، أن الفريق الإيراني يعتزم مواصلة المحادثات طالما كان ذلك ضروريا.
في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، إن بريطانيا وإسرائيل "ستعملان ليلا ونهارا" للحيلولة دون أن تصبح إيران قوة نووية.
1 ديسمبر 2021, 11:52 GMT
مباحثات جارية
وأكدت وقالت تسنيم الإيرانية، أن العقبة الرئيسة أمام تحقيق تفاهم في مباحثات فيينا، أمس الثلاثاء، كانت إصرار الأطراف الأوروبية المشاركة على ضرورة التشاور مع الجانب الأمريكي بشأن كل القضايا.
وفي السياق نفسه، حذرت السلطات الإيرانية، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، من وجود أطراف تسعى لإنهاء مفاوضات فيينا بشكل مبكر.
وأوضح مسؤول إيراني كبير، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، أن بلاده ستستمر في المحادثات الجارية في العاصمة النمساوية قدر ما يستلزم الأمر، مشددا في الوقت ذاته على أن طهران "لن تضحي بمطالبها المبدئية وحقوقها من أجل المواعيد النهائية وجداول المواعيد".
وكان التلفزيون الإيراني، قال أمس الثلاثاء، إن مفاوضات اليوم الثاني للجولة الحالية من المفاوضات حول الاتفاق النووي انتهت، مشيرا لمناقشة مسألة رفع العقوبات عن إيران.
وأشار التلفزيون الإيراني إلى "انتهاء اليوم الثاني من محادثات فيينا بمشاركة مجموعات العمل لأطراف الاتفاق النووي، وناقش المشاركون موضوع إلغاء العقوبات والمضي قدما بالمحادثات".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا"، عن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، تصريحات حول مفاوضات فيينا لإلغاء الحظر الجائر، قال فيها، إن "إيران جادة ولديها حسن النية وترى النتيجة الفعلية والملموسة في إلغاء العقوبات".
وأكد وزير الخارجية الإيراني، أن "جشع الولايات المتحدة كان سبب عدم نجاح الجولات الست من المفاوضات السابقة"، التي جرت في فيينا و أن إيران "تريد استيفاء حقها عبر هذه المفاوضات وإلغاء جميع أنواع الحظر المفروض على إيران".
سيناريوهات متوقعة
اعتبر مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا، أن أن ما يجري حاليا والأجواء التفاؤلية التي تخيم على مسلسل فيينا والجولة السابعة، هو مرتبط بحجم التنازلات التي يمكن للإدارة الأمريكية أن تقدمها لإيران.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يبقى السؤال مطروحًا، هل وافقت الإدارة الأمريكية على رفع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، وهل ستكتفي الولايات المتحدة فقط بتعهد إيران بالعودة لاتفاق 2015، دون تقديم تنازلات إضافية؟، هذا بيت القصيد وحتى الساعة ليس هناك أي مؤشر أن الولايات المتحدة مستعدة لهذه الخطوة والتنازلات.
ويرى الطوسة أنه يجب انتظار نهاية الجولة لمعرفة أين يمكن أن تتوجه الأنظار، هل لاختراق تاريخي يؤسس لتفاهم إيراني دولي جديد، أم لفشل دولي في الملف الإيراني، يؤشر للاقتراب إلى مقاربات أخرى غير العقوبات الاقتصادية لمعالجة الملف الإيراني.
بخصوص الموقف الإسرائيل، يعتقد الطوسة أن إسرائيل دائما تقول إنه لا يجب تقديم ثقة ودعم للإيرانيين لأن لديهم خطاب مزدوج ويريدون العودة للاتفاق لكن يحاولون الاقتراب من امتلاك السلاح النووي.
واستطرد: "على كل حال الإسرائيليون يهددون دائمًا لكن لن يستطيعوا أن يوجهوا ضربة عسكرية إلى إيران دون ضوء أخضر أمريكي والأمريكيون الآن ولحد الساعة لا يريدون أن تبدأ المقاربة العسكرية لمعالجة الملف النووي الإيراني".
لكن في مقابل ذلك – والكلام لا يزال على لسان الطوسة- لا يعني أن الإسرائيليين سيقفون مكتوفي الأيدي ووكالات الاستخبارات الإسرائيلية ستستمر في نشاطها ضد الإيرانيين في الداخل والخارج حول التسبب في أكبر عرقلة ممكنة للبرنامج النووي الإيراني.
اتفاق جزئي
اعتبر محمد غروي المحلل السياسي الإيراني أن من المبكر الحديث الآن عن اتفاق أو العودة للاتفاق النووي، لعدة نقاط، أهمها أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة لرفع كامل العقوبات عن إيران وهو مطلب أساسي، وإن لم تتمكن أمريكا من اتخاذه فلن يصل المجتمع الدولي إلى اتفاق مع طهران.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، الاتفاق النووي القديم لعام 2015 بات من الماضي، ولن تستطيع أمريكا – حتى لو أراد بايدن- العودة لهذا الاتفاق حيث هناك محاذير، وطرق لا يمكن خوضها من ضمنها مجلس الشيوخ الأمريكي لتتحول الاتفاق إلى معاهدة، لأن واشنطن تقول إنها لا تضمن عدم خروج اي إدارة جديدة قادمة من الاتفاق، وكذلك تؤكد عدم تمكنها من رفع العقوبات حيث من الممكن أن تأتي إدارة جديدة وتعود إلى فرضها مجددًا.
ويرى غروي أن رفع العقوبات هو موضوع يخص كامل الإدارة الأمريكية وليس الرئيس وحسب، مؤكدًا أن من الصعب أن تصل إيران إلى ما كانت تصبو إليه من محادثات فيينا، من رفع كامل العقوبات وإعطاء ضمانات بعدم الخروج مجددًا، وكذلك دفع الخسائر المادية التي تكبدتها طهران جراء العقوبات والتي تتجاوز الـ 200 مليار دولار.
29 نوفمبر 2021, 17:15 GMT
وأكد أن ما يمكن أن يحدث الآن التوصل لاتفاق جزئي ومرحل، وهذا يدل على أن إيران لن تعود لتخصيب اليورانيوم عند حاجز الـ 3% فقط، ولن تعود الأمور إلى سابق عهدها، هذا الاتفاق الجزئي تتقدم فيه الأطراف إذا ما تم الالتزام من جانب الغرب وأمريكا بالاتفاق المرحلي.
وعن التهديدات الإسرائيلية، أشار إلى أن إسرائيل ماضية في سياساتها العدوانية تجاه إيران، وتجاه عرقلة ما تصفه بـ "القوة النووية الإيرانية"، هو مصطلح جديد سوق له المجتمع الدولي من أجل منع إيران من امتلاك التكنولوجيا النووية، وأن تصبح من ضمن الدول التي تملك القوة النووية في العالم.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن رغبة طهران في العودة إلى المحادثات بشأن برنامجها النووي هدفها تخفيف العقوبات مقابل "لا شيء تقريبا"، محذرا من الخضوع "لابتزاز" طهران، بحسب سكاي نيوز.
وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، الاثنين، انطلاق الجولة السابعة من المحادثات الخاصة ببرنامج إيران النووي في فيينا بين إيران ومجموعة (4+1) التي تضم بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالإضافة إلى ألمانيا، وذلك بعد أشهر من توقفها.
