بمسيرة فنية عالمية.. الفنان السوري غسان مسعود مكرماً في "ملتقى الإبداع" بدمشق
14:47 GMT 03.02.2022 (تم التحديث: 15:06 GMT 03.02.2022)
© Sputnik . Mohammad Damour
تابعنا عبر
بعينين متوجهتين كجمرتين، أضفت مزيداً من الألق على ملامحه الرصينة، اعتلى الفنان السوري غسان مسعود منصة التكريم على خشبة مسرح سعد الله ونوس بدمشق، فيما تحلق حوله عشرات الطلاب الحالمين الذين حدقوا في أضواء المسرح طويلاً وصاغوا أمنيات كان مسعود أحد أسبابها.
ولعلّ هذا التكريم لم يكن الأول في مسيرة الفنان العالمي الذي سار بخطوات واثقة منذ ظهوره الأول على شاشة التلفزيون في نهاية الثمانينيات وليس انتهاءً بمشاركته في العديد من الأعمال العالمية حتى اليوم، لكن ما يميز هذا التكريم نظرات طلابه المفعمة بالأمل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشعورهم بلذة النجاح حين كانت أيديهم ترتجف إذ لم يستطيعوا أن يكبتوا شعورهم إزاء ملهمهم.
وبلغته الرصينة وأداءه الساحر ترك مسعود بصمة فريدة في الدراما التاريخية، وبإحساسه المرهف وحضوره الآسر نال وسام الاستحقاق في الأعمال الاجتماعية، أما موهبته الفذة فكانت بوابته للحضور على الشاشة الكبيرة في صالات السينما العالمية.
"نجم عالمي ومسرحي قدير، وله تجربة إبداعية جعلت للطريق الفني خارطة بمعادلات خارج الرياضيات"، هكذا وصفه عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، تامر عربيد، على هامش فعالية ملتقى الإبداع الذي جمع مسعود بطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية احتفاءً بمسيرته الفنية المميزة.
الفنان السوري غسان مسعود في "ملتقى الإبداع" بدمشق، سوريا
© Sputnik . Mohammad Damour
ولفت العربيد إلى أن تجربة الفنان مسعود الإبداعية ومشواره الفن الزاخر بالأعمال الهامة التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الفن السوري والعالمي كانت جديرةً بأن يحتفى بها في "ملتقى الإبداع".
الفنان مسعود أكد في حديثه لـ "سبوتنيك" أن المعهد العالي للفنون المسرحية هو بيته بكل معنى الكلمة، مشيراً إلى أنه يشعر بأنه بين أهله عندما يتواجد في المعهد، كما يشعر بروح جديدة مفعمة بالحياة والإبداع في هذا المكان".
الفنان السوري غسان مسعود في "ملتقى الإبداع" بدمشق، سوريا
© Sputnik . Mohammad Damour
"الحنين للمعهد والعلاقة العاطفية والوجدانية في هذا المكان تجعلني على طبيعتي، لذلك في كل مرة آتي فيها إلى المعهد أرى نفسي قادم إلى منزلي الذي اشتاق له وأحبه"، يتابع الفنان السوري حديثه فيما يتابع: "أتوجه بالشكر للسيد عميد المعهد على دعوته لنا كفنانين سوريين ليذكرنا ببيتنا القديم وهو المعهد الذي اشتاق لنا واشتقنا له".
ويضيف: "يوجد أجيال هنا اليوم تستحق الحياة، وتستحق الفرح وتستحق الاعتناء والاهتمام والمساعدة وأن نأخذ بيدها إلى المستقبل بخطى ثابتة، ويمكن للجميع أن يروا كم الشباب الموهوب والحالم والمستعد لكي يتعب من أجل الإنجاز ومن أجل حياة أفضل".
الفنان السوري غسان مسعود في "ملتقى الإبداع" بدمشق، سوريا
© Sputnik . Mohammad Damour
ويتابع في حديثه لـ "سبوتنيك":
كنت أقول دائماً أن هذه البلاد لا تنقصها المواهب ولا الكوادر، بل ينقصها كيفية رعاية هذه الكوادر والمواهب، وأن نؤمن لها مناخ وظروف تستطيع أن تعبر عن نفسها فيها، نرى اليوم طلاب المعهد يقدمون فناً ملفتاً ومبشراً برغم تواضع الإمكانيات إلا أن ذلك ما يميزهم، وهو الإصرار على الحياة.
كان يعي الفنان غسان مسعود تماماً أن اللحظة التي يقف فيها لأول مرة على خشبة المسرح لن تكون كما بعدها إطلاقاً، فمنذ تلك اللحظة لم يكف عن رسم معالم الفن السوري بموهبته الفريدة التي كلما ازداد بريقها في أعين طلابه زاد شغفهم بالفن والحب والحياة.
