https://sarabic.ae/20220216/تونس-تبدأ-محادثات-رسمية-مع-صندوق-النقد-الدولي-وسط-ضغوطات-خارجية-1058721292.html
تونس تبدأ محادثات رسمية مع صندوق النقد الدولي وسط ضغوطات خارجية
تونس تبدأ محادثات رسمية مع صندوق النقد الدولي وسط ضغوطات خارجية
سبوتنيك عربي
فتحت تونس، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المحادثات مع صندوق النقد الدولي بغرض الحصول على خط تمويل بقيمة 4 مليارات دولار على مدار أربع سنوات، وسط مخاوف جدية من... 16.02.2022, سبوتنيك عربي
2022-02-16T20:08+0000
2022-02-16T20:08+0000
2022-02-16T20:08+0000
العالم العربي
اقتصاد
https://cdn.img.sarabic.ae/img/104594/21/1045942192_0:320:3071:2047_1920x0_80_0_0_567974e3462d6a04d04e615474d6c935.jpg
فعلى الصعيد الداخلي، رفع الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) الفيتو أمام عدد من بنود وثيقة الإصلاحات التي ستتفاوض على قاعدتها السلطات التونسية مع صندوق النقد الدولي، وفي مقدمتها تجميد الأجور في الوظيفة العمومية مدة خمس سنوات متتالية ورفع الدعم عن المواد الأساسية.وصباح اليوم صرّح الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل بأن للاتحاد شروط فيما يتعلق بالمفاوضات مع الصندوق، ومنها أن "يكون برنامج الإصلاحات تونسيا خالصا لا مسقطا من الخارج".علما وأن صندوق النقد الدولي اشترط موافقة الأطراف الاجتماعية ومنها اتحاد الشغل على وثيقة الإصلاحات للمضي قدما في المفاوضات.وتتزامن هذه المحادثات مع تصريحات خارجية، وصفها البعض بأنها ابتزاز لتونس ومؤشر مقلق سيؤثر سلبا على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، آخرها تصريح ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي أشار فيه إلى إمكانية تعليق المساعدات المالية المقدمة إلى تونس من الاتحاد الأوروبي.مصداقية مهزوزة جداويعتقد الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان في حديثه لـ "سبوتنيك"، أنه من الصعب أن تؤدي المحادثات التي تجريها تونس حاليا مع صندوق النقد الدولي إلى اتفاق.وقال سعيدان إن الحكومة التونسية تقدمت في أبريل المنقضي بطلب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بقيمة 4 مليار دولار، لكنه قوبل برفض قاطع من الاتحاد العام التونسي للشعل، وهو ما دفع الصندوق هذه المرة إلى اشتراط وجود توافق داخلي بين الحكومة واتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة.وأضاف "يبدو أن هذا التوافق حاليا بعيد المنال، خاصة وأن الاتحاد رفع الفيتو أمام ثلاث إصلاحات رئيسية تتعلق بخفض كتلة الأجور ورفع الدعم وإصلاح المؤسسات العمومية".وتساءل سعيدان "من أين ستوفر تونس الاعتمادات المالية لموازنة الدولة لسنة 2022 وهي التي عولت على اقتراض ما يزيد عن 12 مليار دينار من الخارج في غياب اتفاق مع صندوق النقد الدولي إلى حد الآن في ظل ضعف قدرة السوق الداخلية التي لا تتجاوز 2.5 مليار دينار سنويا؟".ضغوطات خارجية تصعّب التفاوضويرى سعيدان أن تصريحات ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الذي لوح قبل يومين بقطع المساعدات المالية الموجهة مباشرة إلى ميزانية الدولة التونسية ستؤثر على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.بدوره، قال وزير المالية الأسبق حسين الديماسي لـ "سبوتنيك"، إن مواقف الدول والمؤسسات المانحة تلعب دورا أساسيا في إنجاح عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي.واعتبر أن تصريح بوريل منطقي وغير مستغرب، موضحا "تقاليد الدول أو المؤسسات المانحة على غرار البنك الأوروبي والأفريقي والبنك الدولي تستند على قاعدة منح القروض شريطة الالتزام بإنفاقها على برامج محددة أو مشاريع اقتصادية واجتماعية".وأضاف أن التجربة أثبتت أن تونس تقترض لتمويل عجز موازنتها وسداد ديونها السابقة، مشيرا إلى أن غياب اتفاق قريب مع صندوق النقد الدولي سيؤدي إلى إحجام الأطراف المانحة عن تقديم قروض جديدة إلى تونس.ويتفق الديماسي مع ما ذهب إليه سعيدان من أن تونس ستجد صعوبات كبرى في التوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، خاصة وأنها التجأت إليه أكثر من مرة دون نتيجة تذكر في الإصلاحات المطلوبة منها.وصفة إصلاحات خاطئةوفي تصريح لـ "سبوتنيك"، لفت الخبير الاقتصادي جمال الدين عويديدي إلى أن تونس ستجد نفسها أمام مأزق قد يفضي إلى تصعيد اجتماعي.واعتبر أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي على أهميتها فإنها لا تبرر الاصطفاف وراء وصفة إصلاحات خاطئة وجهت إليها أسهم الانتقادات من عدة أطراف وحتى من قبل خبراء الصندوق، وفقا لقوله.وأضاف عويديدي "من الخطأ أن تَمضي هذه الحكومة في التمسك بنفس برنامج الإصلاحات الذي طرح قبل 9 سنوات والذي أدى إلى تدني نسبة النمو على اعتبار أن وصفة الصندوق تشترط تقليص النفقات".ولفت عويديدي إلى أن تونس يجب أن تقطع مع مسألة البحث عن قروض جديدة من أجل سداد ديون قديمة، وأن تبحث عن آليات لدفع النمو وخلق الثروة عبر القيمة المضافة والقطاعات المنتجة بجميع أنواعها، وفي مقدمتها الفلاحة ومقاومة التصحر الصناعي.واعتبر أن هذه الحلول هي حلول عاجلة وليست آجلة، مشيرا إلى أن المعالجة يجب أن تكون من أصل الداء وليس عن طريق حلول "ترقيعية" تؤجل الأزمة ثم تعيد إنتاجها.
https://sarabic.ae/20220215/أسواق-الملابس-المستعملة-تتحول-إلى-وجهة-رسمية-لفقراء-وأغنياء-تونس--1058673699.html
https://sarabic.ae/20220215/الرئيس-التونسي-يقرر-تشكيل-لجنة-للتدقيق-في-كافة-القروض-والمنح-التي-حصلت-عليها-البلاد-1058666893.html
https://sarabic.ae/20220215/وحدات-التدخل-الأمنية-التونسية-تعلق-احتجاجاتها-بعد-تعهد-من-وزير-الداخلية-1058605705.html
https://sarabic.ae/20220215/الرئيس-التونسي-يعفي-رئيس-الإذاعة-من-منصبه-1058566748.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/104594/21/1045942192_200:0:2929:2047_1920x0_80_0_0_ee5d6f63954dfd7c66c6af80f7e34c8e.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
العالم العربي, اقتصاد
تونس تبدأ محادثات رسمية مع صندوق النقد الدولي وسط ضغوطات خارجية
فتحت تونس، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المحادثات مع صندوق النقد الدولي بغرض الحصول على خط تمويل بقيمة 4 مليارات دولار على مدار أربع سنوات، وسط مخاوف جدية من فشل المفاوضات في ظل معوقات داخلية وخارجية.
فعلى الصعيد الداخلي، رفع الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) الفيتو أمام عدد من بنود وثيقة الإصلاحات التي ستتفاوض على قاعدتها السلطات التونسية مع صندوق النقد الدولي، وفي مقدمتها تجميد الأجور في الوظيفة العمومية مدة خمس سنوات متتالية ورفع الدعم عن المواد الأساسية.
وصباح اليوم صرّح الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام التونسي للشغل بأن للاتحاد شروط فيما يتعلق بالمفاوضات مع الصندوق، ومنها أن "يكون برنامج الإصلاحات تونسيا خالصا لا مسقطا من الخارج".
علما وأن صندوق النقد الدولي اشترط موافقة الأطراف الاجتماعية ومنها اتحاد الشغل على وثيقة الإصلاحات للمضي قدما في المفاوضات.
15 فبراير 2022, 21:18 GMT
وتتزامن هذه المحادثات مع تصريحات خارجية، وصفها البعض بأنها ابتزاز لتونس ومؤشر مقلق سيؤثر سلبا على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، آخرها تصريح ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي أشار فيه إلى إمكانية تعليق المساعدات المالية المقدمة إلى تونس من الاتحاد الأوروبي.
وتحتاج الحكومة التونسية إلى اعتمادات مالية إضافية بقيمة 20 مليار دينار لتمويل ميزانية الدولة لسنة 2022، وتعول في تجميعها على الحصول على قروض من الخارج بقيمة 12.6 مليار دينار، بناء على فرضية التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي في مارس/ آذار المقبل.
ويعتقد الخبير الاقتصادي عز الدين سعيدان في حديثه لـ "سبوتنيك"، أنه من الصعب أن تؤدي المحادثات التي تجريها تونس حاليا مع صندوق النقد الدولي إلى اتفاق.
وقال إن تونس دخلت هذه المفاوضات بمصداقية مهزوزة جدا، مضيفا "يجب ألا ننسى أن تونس توجهت إلى صندوق النقد الدولي سنة 2013 وتقدمت ببرنامج إصلاحات لم تلتزم به، فعوقبت بحرمانها من القسط الأخير من القرض. ثم أعادت الكرة سنة 2016 ثم سنة 2017 رغم أن برنامج الإصلاحات كان موقعا آنذاك من رئيس الحكومة، فعوقبت أيضا بإلغاء قسط بقيمة 1.2 مليار دولار من أصل 2.7 مليار دولار".
وقال سعيدان إن الحكومة التونسية تقدمت في أبريل المنقضي بطلب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض جديد بقيمة 4 مليار دولار، لكنه قوبل برفض قاطع من الاتحاد العام التونسي للشعل، وهو ما دفع الصندوق هذه المرة إلى اشتراط وجود توافق داخلي بين الحكومة واتحاد الشغل واتحاد الصناعة والتجارة.
15 فبراير 2022, 17:45 GMT
وأضاف "يبدو أن هذا التوافق حاليا بعيد المنال، خاصة وأن الاتحاد رفع الفيتو أمام ثلاث إصلاحات رئيسية تتعلق بخفض كتلة الأجور ورفع الدعم وإصلاح المؤسسات العمومية".
وتساءل سعيدان "من أين
ستوفر تونس الاعتمادات المالية لموازنة الدولة لسنة 2022 وهي التي عولت على اقتراض ما يزيد عن 12 مليار دينار من الخارج في غياب اتفاق مع صندوق النقد الدولي إلى حد الآن في ظل ضعف قدرة السوق الداخلية التي لا تتجاوز 2.5 مليار دينار سنويا؟".
ضغوطات خارجية تصعّب التفاوض
ويرى سعيدان أن تصريحات ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، الذي لوح قبل يومين بقطع المساعدات المالية الموجهة مباشرة إلى ميزانية الدولة التونسية ستؤثر على مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وتابع "إذا كان الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأكبر لتونس يحمل مثل هذا الموقف من تونس، فكيف نتوقع النجاح للاتفاق الذي ترغب تونس في التوصل إليه مع الصندوق؟".
بدوره، قال وزير المالية الأسبق حسين الديماسي لـ "سبوتنيك"، إن مواقف الدول والمؤسسات المانحة تلعب دورا أساسيا في إنجاح عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
واعتبر أن تصريح بوريل منطقي وغير مستغرب، موضحا "تقاليد الدول أو المؤسسات المانحة على غرار البنك الأوروبي والأفريقي والبنك الدولي تستند على قاعدة منح القروض شريطة الالتزام بإنفاقها على برامج محددة أو مشاريع اقتصادية واجتماعية".
وأضاف أن التجربة أثبتت أن تونس تقترض لتمويل عجز موازنتها وسداد ديونها السابقة، مشيرا إلى أن غياب اتفاق قريب مع صندوق النقد الدولي سيؤدي إلى إحجام الأطراف المانحة عن تقديم قروض جديدة إلى تونس.
15 فبراير 2022, 10:52 GMT
ويتفق الديماسي مع ما ذهب إليه سعيدان من أن
تونس ستجد صعوبات كبرى في التوصّل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، خاصة وأنها التجأت إليه أكثر من مرة دون نتيجة تذكر في الإصلاحات المطلوبة منها.
وفي تصريح لـ "سبوتنيك"، لفت الخبير الاقتصادي جمال الدين عويديدي إلى أن تونس ستجد نفسها أمام مأزق قد يفضي إلى تصعيد اجتماعي.
واعتبر أن المحادثات مع صندوق النقد الدولي على أهميتها فإنها لا تبرر الاصطفاف وراء وصفة إصلاحات خاطئة وجهت إليها أسهم الانتقادات من عدة أطراف وحتى من قبل خبراء الصندوق، وفقا لقوله.
15 فبراير 2022, 04:00 GMT
وأضاف عويديدي "من الخطأ أن تَمضي
هذه الحكومة في التمسك بنفس برنامج الإصلاحات الذي طرح قبل 9 سنوات والذي أدى إلى تدني نسبة النمو على اعتبار أن وصفة الصندوق تشترط تقليص النفقات".
وقال "حتى لو توصلت السلطات التونسية إلى اتفاق مع صندوق النقد، فإن هذا الاتفاق لن يحل الأزمة، على اعتبار أن خط التمويل سيكون بقيمة 4 مليار دولار ستوزع على أربع سنوات، بمعنى أن تونس ستتحصل على مليار دولار في السنة أي ما يعادل 2.9 مليار دينار، في حين أن البلاد تسجل عجزا في ميزانها التجاري بـ 2.4 مليار دينار شهريا".
ولفت عويديدي إلى أن تونس يجب أن تقطع مع مسألة البحث عن قروض جديدة من أجل سداد ديون قديمة، وأن تبحث عن آليات لدفع النمو وخلق الثروة عبر القيمة المضافة والقطاعات المنتجة بجميع أنواعها، وفي مقدمتها الفلاحة ومقاومة التصحر الصناعي.
واعتبر أن هذه الحلول هي حلول عاجلة وليست آجلة، مشيرا إلى أن المعالجة يجب أن تكون من أصل الداء وليس عن طريق حلول "ترقيعية" تؤجل الأزمة ثم تعيد إنتاجها.