زيادة أسعار النفط لمستوى قياسي لأول مرة منذ سنوات... ما تداعيات ذلك على أوروبا والمعسكر الغربي
زيادة أسعار النفط لمستوى قياسي لأول مرة منذ سنوات... ما تداعيات ذلك على أوروبا والمعسكر الغربي؟
تابعنا عبر
قفزت أسعار النفط متجاوزة 119 دولارات للبرميل، اليوم الخميس، لتواصل صعودها منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسط توقعات بأن السوق ستظل تعاني من نقص المعروض.
وستعاني السوق من نقص المعروضات لعدة أشهر عقب فرض عقوبات على موسكو والخروج الجماعي لاستثمارات الشركات الكبرى من أصول النفط الروسية.
وبلغت العقود الآجلة لخام برنت ذروتها عند 119.3 دولار للبرميل في تعاملات اليوم الخميس بارتفاع 6.3 دولار أو5.6%. كما حققت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أعلى مستوياتها عند 116.02 دولار للبرميل، مرتفعة 5.4 دولار أو 4.9%.
وجاء الارتفاع بعد تعاظم المخاوف على إمدادات النفط بسبب استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والعقوبات التي لا تنفكّ تنهال على موسكو بسبب ذلك.
وتأتي هذه المكاسب أيضاً بعد إعلان تحالف "أوبك+" الالتزام بالخطة الحالية لزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل في اليوم أبريل/نيسان المقبل.
وكانت التوقعات بأن تبقي المجموعة، على سياستها الراهنة بزيادة الإنتاج تدريجيا.
وتتوقع دوائر التحليل الاقتصادي أن تستمر أسعار النفط بالارتفاع في الفترة المقبلة خاصة مع ارتفاع الطلب على الطاقة خوفا من تأثر سلاسل الإمداد.
وتثير العقوبات المتزايدة التي تفرضها الدول الغربية على روسيا مخاوف من توقف الصادرات الروسية من النفط والغاز، الأمر الذي ينعكس ارتفاعاً في الأسعار.
وتشكّل الإمدادات الروسية حوالي 40% من حاجة الغاز الأوروبية، فيما يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غرباً كل يوم عبر شبكة من خطوط الأنابيب.
وكانت وكالة الطاقة الدولية أعلنت أنّ الدول الأعضاء فيها ستسحب من احتياطاتها النفطية الاستراتيجية 60 مليون برميل لتهدئة مخاوف الأسواق.
من جانبه، قال نايل الجوابرة الخبير الاقتصادي والمحلل للسياسات الاقصادية إن هذه الزيادة ليست مبررة ولا مناسبة بتأثير عملية عسكرية كتلك التي تحدث في أوكرانيا، لافتًا إلى أن سبب هذه الزيادة هي المضاربات التجارية في أسواق النفط.
وأضاف الجوابرة أن المكانة الكبيرة لروسيا اقتصاديًا في سوق النفط والغاز هو ما أثر سلبًا على إنتاج النفط والغاز المستهلك بشكل كبير في أوروبا، مشيرا إلى أن إنتاج روسيا من النفط يوميًا أكثر من خمسة مليون برميل، ما يحتم على الدول المنتجة أن تزيد من ضخها لتعويض ذلك الإنتاج الروسي الضخم خاصة أنه يتوقع أن تستمر الزيادات إذا استمرت العمليات العسكرية.
وأشار الجوابرة إلى أنه في حالة الارتفاع المتزايد لأسعار النفط، وفي حال أوقفت روسيا إمداداتها من النفط والغاز فسوف تكون هناك اضطرابات في سلاسل الإمداد ليس فقط في إنتاج النفط وإنما في كل المنتجات خاصة الغذائية، مما سيولد حالة من التضخم الشديد.
أما مصطفى البزركان، الخبير الاقتصادي، فأشار إلى أن القلق ينتاب العالم بسبب هذه الزيادة وما فعله المضاربون من شراء وتخزين للنفط، في ضوء مخاوف من توقف تصدير النفط والغاز الروسي مما أصاب العالم بالهلع الشديد، على الرغم من أن ناقلات النفط الروسي ما زالت تعمل وتسير وفي طريقها إلى الولايات المتحدة نفسها.
وأشار إلى أن الارتفاع في أسعار المنتجات الأخرى أمر متوقع مثل القمح كون روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، لافتًا إلى أن التوقعات بارتفاع البرميل إلى 150 دولار في الصيف القادم أمر مبالغ فيه، لكن الزيادة بشكل عام متوقعة، ومتوقع أيضا حدوث ركود اقتصادي، وهذا ما عناه وزير الاقتصاد الألماني بأن الأسوأ لم يأت بعد.
فيما أشار بيير عازار، خبير الشؤون الجيوسياسية، إلى أن ما حدث أثر على الجميع سواء المصدر للنفط والمستورد له، مشيرًا إلى أن التداعيات تؤدي إلى إضعاف الصادرات من الدول العربية وهو أمر سلبي على المنطقة العربية.
للمزيد تابعوا برنامج "بوضوح"
إعداد وتقديم: خالد عبد الجبار
