خنجر توت عنخ آمون الغامض يثير التساؤلات... هل هو هدية من الفضاء؟
© AFP 2023 / Khaled Desouki علماء آثار مصريون يرتدون الكمامات الحماية من عدوى "كورونا"، خلال ترميم التابوت الذهبي للفرعون توت عنخ آمون (الذي حكم بين 1342 إلى 1325 ق.م.) في معمل الترميم بالمتحف المصري الكبير، الذي شيد حديثا في الجيزة بضواحي القاهرة ، 13 أبريل 2020.
علماء آثار مصريون يرتدون الكمامات الحماية من عدوى "كورونا"، خلال ترميم التابوت الذهبي للفرعون توت عنخ آمون (الذي حكم بين 1342 إلى 1325 ق.م.) في معمل الترميم بالمتحف المصري الكبير، الذي شيد حديثا في الجيزة بضواحي القاهرة ، 13 أبريل 2020.
© AFP 2023 / Khaled Desouki
تابعنا عبر
حاولت دراستان جديدتان الكشف عن أصول خنجر توت عنخ آمون، أشهر ملك فرعوني حكم مصر.
وكان علماء آثار زعموا في السابق أن الخنجر "هدية من الفضاء الخارجي"، بسبب صنعه من حديد النيازك.
وفي الوقت الذي حكم فيه الملك توت عنخ آمون (1333 قبل الميلاد إلى 1323 قبل الميلاد)، لم يكن صهر الحديد تم اختراعه بعد، مما يعني أن المعدن كان سلعة نادرة وثمينة تأتي غالبا من النيازك.
لكن رسمت الدراستان الحديثتان الآن روايات متضاربة بشأن السلاح الغامض، الذي ربما كان يستخدمه أشهر فرعون مصري قديم.
وتزعم الدراسة الأولى التي نُشرت في 11 فبراير/ شباط الماضي في مجلة "Meteoritics & Planetary Science"، أن المادة اللاصقة المستخدمة على المقبض الذهبي للخنجر مصنوعة على الأرجح من الجير الجيري، وهي مادة كانت تستخدم في الأناضول (تركيا حاليا) في وقت حكم توت عنخ آمون، ولفت الباحثون أن "هذا الجص لم يكن يستخدم على نطاق واسع في مصر في ذلك الوقت".
كما أشار باحثو الدراسة إلى أن السجلات التاريخية التي عُثر عليها في موقع تل العمارنة في مصر تُظهر أن ملك ميتاني في الأناضول، توشراتا، أهدى خنجرا حديديا واحدا على الأقل لأمنحتب الثالث (الذي حكم من حوالي 1390 قبل الميلاد إلى 1352 قبل الميلاد) ، وهو جد توت عنخ آمون.
ووجد فريق الدراسة أيضا أن "النصل الحديدي صنع بواسطة حرارة منخفضة الحرارة تم تشكيلها عند أقل من 950 درجة مئوية [1742 درجة فهرنهايت]"، حيث يمكن أن يكون هناك معدن يسمى الترويلايت، بالإضافة إلى تشكيلات من بلورات الحديد والنيكل تم رصدها على الخنجر.
وتعليقا على نتائج الدراسة الأولى، قالت ماريان فيلدمان، رئيس قسم علم الآثار في جامعة جونز هوبكنز، في تصريحات لموقع "Live Science" إنه "إذا كانت النتائج التي توصل إليها الفريق بشأن تصنيع الخنجر في الأناضول صحيحة فسيكون ذلك تأكيدا مهما على أن بعض الأشياء الفاخرة التي عثر عليها في مقبرة توت عنخ آمون كانت هدايا دبلوماسية من الخارج".
رواية مختلفة
ومع ذلك في الدراسة الثانية، والتي نشرت في كتاب "الحديد من مقبرة توت عنخ آمون" من إصدار الجامعة الأمريكية في القاهرة في العام الحالي 2022، وجد الباحثون أنه "من المستحيل حاليا الوصول إلى نتيجة موثوقة حول أصل الأشياء الحديدية لتوت عنخ آمون، أو تحديد المواد التي ساهمت في صنعها.
ولاحظ مؤلفو الدراسة أن "الكريستال الصخري" الخاص بحلق الخنجر يشبه المصنوعات اليدوية المستخدمة على نطاق واسع في منطقة بحر إيجة، في حين أن "الشكل المصري النموذجي يشير إما إلى التصنيع في مصر أو الإنتاج الأجنبي للسوق المصري"، و"نتيجة لذلك، لا يمكن عمل تصور شامل وواضح عن أصل مقبض الخنجر ونصله"، بحسب قولهم.