https://sarabic.ae/20220324/ضحايا-أوكرانيا-بين-مطرقة-الواقع-وسندان-استغلال-الإعلام-الغربي-1060385278.html
ضحايا أوكرانيا بين "مطرقة الواقع" و"سندان" استغلال الإعلام الغربي
ضحايا أوكرانيا بين "مطرقة الواقع" و"سندان" استغلال الإعلام الغربي
سبوتنيك عربي
أسقطت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ورقة التوت التي سترت عورة الغرب والدمى التي يستخدمها في شتى أنحاء العالم لعقود، باتباعه سياسة الكيل بمكيالين... 24.03.2022, سبوتنيك عربي
2022-03-24T11:09+0000
2022-03-24T11:09+0000
2022-03-24T11:33+0000
العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس
روسيا
الولايات المتحدة الأمريكية
المدونات
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/03/16/1060290424_0:160:3073:1888_1920x0_80_0_0_04c375ce473c824338d30bc0218d4fa4.jpg
ولم يسلم المدنيون الأبرياء، بأطفالهم ونسائهم من استخدام الآلة الإعلامية "الأورو-أمريكية"، والداعمة للنازيين الجدد في أوكرانيا، لمعاناتهم، في سبيل فبركة الأنباء الكاذبة والتي تصب في عملية "صناعة الرأي"، وتضليل الرأي العام العالمي.ودأبت روسيا منذ بداية الأزمة المختلقة، والتي تلت عمليتها العسكرية لحماية سكان إقليم دونباس، على إبقاء "شعرة معاوية" بينها وبين الغرب، كدلالة على حسن النية، حيث أبقت جميع القنوات الدبلوماسية نشطة في سبيل إيجاد أرضية مشتركة لحلحلة الوضع الراهن.وما انفك رجالات الدولة في روسيا، في الكرملين، والخارجية، وغيرهما من كيانات الدولة، يؤكدون على أن العملية الروسية الخاصة لا تهدف إلى احتلال أوكرانيا مطلقا، بل لإحلال السلام، المتمثل بنزع الترسانة الأوكرانية العدوانية، والتي استخدمت لقتل سكان إقليم دونباس في أقبح صور التصفية العرقية.وواظبت وسائل الإعلام الغربية، في ظل وضوح موقف روسيا، الرافض لاستهداف المدنيين، على عكس الآية، بمزاعم استهداف الجيش الروسي لهم، وتعامت عن جرائم النازيين الجدد، لا بل حاولت إظهارهم بموقف البطل الذي يذود عن حياض وطنه من "عدوان أجنبي"، وهم (أي النازيون الجدد)، أبعد ما يكونون عن ذلك.و يسيل لعاب الأدوات الإعلامية عينها، كلما ظهرت صورة طفل جريح هنا، أو امرأة ثكلى هناك (وبغض النظر عن مصداقية الصور التي كانت بجلها مفبركة أو عائدة لضحايا دونباس)، فهذه المعاناة ليست إلا دجاجة تبيض لهم ذهبا، وخصوصا مع غياب من يفند هذه الادعاءات، وذلك بعد حجب وسائل الإعلام الروسية من البث في الدول التي رفعت، وما زالت ترفع بكل وقاحة شعارات حرية الرأي.ولا تكلف أبواق السياسة الغربية نفسها عناء الكشف عن سبب سقوط الضحايا المدنيين، لا بل أنهم يوئدون الحقيقة بأصنام صنعوها وعبدوها بأنفسهم، فالجندي الروسي (على سبيل الذكر لا الحصر)، والذي دحر النازية بالأمس، غدا بنظرهم مجرما بين عشية وضحاها، والقومي الشعوبي الأوكراني الذي يطلق قذائف حقده من المناطق السكنية المأهولة لاستجرار روسيا نحو الرد، واستخدام مظاهر الدمار لاحقا في تجارة العواطف الرائجة، ليس إلا حمامة سلام وديعة بنظرهم.كما أن الممرات الإنسانية التي نظمتها روسيا نحو أراضيها تنقذ أفرادا من الدرجة الثانية في الميزان الإعلامي الغربي، وأما الممرات الإنسانية التي تتوجه نحو الغرب، والتي تمنع الأجانب العالقين في أوكرانيا من المرور، فهي الأولى بتغطيتهم الإعلامية الهشة.وكثيرا ما وقعت هذه الأدوات الإعلامية بالتناقض الذي لا يخفى على من يملك أدنى درجات البديهة، فطورًا ينشرون استنجاد النازيين الجدد بالناتو في سبيل فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، وتسولهم لصواريخ "جافلين" وغيرها، من المعدات العسكرية وتارة يبثون أكاذيب "الخسائر الفادحة للجيش الروسي"، ويفتعلون انتصارات مزيفة للنازيين، فلو كان النازيون الجدد ينتصرون في سوح المعارك كما تدعون، فلماذا العويل واستجداء المساعدات العسكرية؟. ولكن الشعوب أبت أن ترضخ كالقطعان لهذا السعار الإعلامي، فعبرت الشريحة الأكبر من المنصفين عن موقفها الواعي، وما شكل بارقة أمل على وجه الخصوص (بالنسبة لنا كعرب)، هو تأييد السواد الأعظم من الشارع العربي لموقف روسيا، فمن يراقب تفاعل العرب على وسائل التواصل الاجتماعي مع الأحداث الدائرة في أوكرانيا، يلاحظ فضحهم زيف الإعلام الغربي، فالسوري الذي شيّع أشلاء ابنه بسبب الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة، لم يسمع عويل إعلام الغرب مطالبا بتجفيف منابع الإرهاب وداعميه، لا بل أنه اعتبر الإرهابيين مقاومين وأبطالا.ولا يختلف موقف أم عراقية فقدت رضيعها بسبب قذائف اليوانيوم المنضّب الأمريكية، حيث أنها تذكر يومها أن العناوين الرئيسية في "وسائل إعلام الخدعة" كانت عن "الحمية المثالية"، و"محاربة التلوث"، و"الرفق بالحيوان".وأما في فلسطين فالحكاية أخرى، فمحمد الدرة، وباحة الحرم الإبراهيمي، وحتى شجرة الليمون المقتلعة، تهزأ بادعاء الغرب لحرية الرأي، حيث لم يكتف الإعلام الغربي بتهميش القضية الفلسطينية، لا بل ألصق شماعة "معاداة السامية" بكل من تسول له نفسه المطالبة بغيض من فيض حقوق الشعب الذي أنهكه العيش في الشتات.ولم يقتصر دعم الشعوب لروسيا على العرب، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد صدحت حناجر جماهير نادي "النجم الأحمر" الصربي بدعم روسيا، ورفعوا اللافتات التي تعدد جرائم حلف شمال الأطلسي (الدمية المفضلة للعم سام)، وطالبوا بإحلال السلام، كيف لا وهم الذي عانوا، في مثل هذا اليوم، في 24 آذار/مارس من العام 1999، من قصف الناتو ليوغوسلافيا، وبالتحديد للعاصمة بيلغراد، بحجج واهية، حيث أن الموقف الإعلام الغربي لم يفارق ذاكرة الشعب الصربي، حيث اعتبر أن صواريخ "الناتو" لم تنشر مع نارها سوى شعلة "الحرية" و"الديمقراطية"، والتي أصبحت طرفة غير مضحكة على الإطلاق بالنسبة للشعوب التى عانت الأمرين من جرائم دعاة السلام.ولا ينكر عاقل بالطبع أن الهجمة الإعلامية على روسيا قد أثرت على الرأي العام في بعض الدول، وخصوصا على من يعيش في دول الغرب، وتحت نير حكامها، ولا سيما بعد حجب الإعلام الروسي، حيث بات المواطن الغربي كالجنين، لا يتلقى معلوماته إلا من مشيمة إعلامه المسمومة. حيث أن المتلقي الغربي قد يقرأ خبرا يهول وضع روسيا أسلحة الردع الاستراتيجي بحالة تأهب (دفاعا عن النفس)، ولكنه لا يشاهد أحدا يستطرد بأن الولايات المتحدة استخدمت الأسلحة النووية أصلا ضد سكان اليابان العزل.وتنهال على مسامع المواطن الغربي المنهمك بحياته اليومية، الأخبار التي تتحدث عن أن روسيا "تعتزم استخدام أسلحة كيميائية"، ولكنه بالطبع لا يسمع كلمة واحدة عن المشاريع البيولوجية الأمريكية على أراضي أوكرانيا المحاذية لحدود روسيا، وهكذا دواليك.وفي خضم البرمجة الممنهجة لآراء الأفراد حول العالم، لخص الرئيس فلاديمير بوتين حال الغرب إذ وصفهم "بإمبراطورية الكذب"، فبعد أن أرغوا وأزبدوا، وبذلوا الغالي والنفيس، لتشويه صورة روسيا، والعنصر البشري الروسي الذي ساهم ببناء الحضارة الإنسانية أيما إسهام، جعلت روسيا أكاذيبهم هباءا منثورا بإيضاح الصورة الحقة لما يحدث في أوكرانيا والعالم ككل، باعثة الأمل في نفوس الشعوب الحرة بغد أفضل تعيشه الأجيال القادمة.ومع اقتراب النصر الروسي في أوكرانيا، هنالك بشارة سارة للنازيين الجدد، فبعد برهة من الزمن، وبعد توفر ميزانية جيدة، ستمدهم الولايات المتحدة بالمساعدة، ولكن بطريقة أخرى، حيث ستنتج لهم فيلم "أكشن" هوليوودي، تدور أحداثه في كييف، وتنتهي بموسكو، حيث ينتصر النازيون الجدد، وبمساعدة "الكوماندوس" الأمريكي على الجيش الروسي، وبالطبع ستعرض دور العرض الروسية هذا الفيلم، ولكن كمحتوى كوميدي.المقال يعبر عن رأي كاتبه.
https://sarabic.ae/20220321/خبيرة-عراقية-أكثر-من-مليون-عراقي-يعانون-من-آثار-اليورانيوم-الأمريكي-المنضب-1060256244.html
الولايات المتحدة الأمريكية
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
الحسين رنجوس
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0b/0b/1050679952_0:0:1201:1200_100x100_80_0_0_94258ad9f7f335aad0f01d0e616d96fd.jpg
الحسين رنجوس
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0b/0b/1050679952_0:0:1201:1200_100x100_80_0_0_94258ad9f7f335aad0f01d0e616d96fd.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/03/16/1060290424_170:0:2901:2048_1920x0_80_0_0_3fd8d2e0c5f5c2d4fc4c81a64748306a.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الحسين رنجوس
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/0b/0b/1050679952_0:0:1201:1200_100x100_80_0_0_94258ad9f7f335aad0f01d0e616d96fd.jpg
روسيا, الولايات المتحدة الأمريكية, المدونات
روسيا, الولايات المتحدة الأمريكية, المدونات
ضحايا أوكرانيا بين "مطرقة الواقع" و"سندان" استغلال الإعلام الغربي
11:09 GMT 24.03.2022 (تم التحديث: 11:33 GMT 24.03.2022) أسقطت العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا ورقة التوت التي سترت عورة الغرب والدمى التي يستخدمها في شتى أنحاء العالم لعقود، باتباعه سياسة الكيل بمكيالين على جميع الأصعدة، حيث لم توفر الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها وسيلة "لشيطنة روسيا" والدول الصديقة لها.
ولم يسلم المدنيون الأبرياء، بأطفالهم ونسائهم من استخدام الآلة الإعلامية "الأورو-أمريكية"، والداعمة للنازيين الجدد في أوكرانيا، لمعاناتهم، في سبيل فبركة الأنباء الكاذبة والتي تصب في عملية "صناعة الرأي"، وتضليل الرأي العام العالمي.
ودأبت روسيا منذ بداية الأزمة المختلقة، والتي تلت عمليتها العسكرية لحماية سكان إقليم دونباس، على إبقاء "شعرة معاوية" بينها وبين الغرب، كدلالة على حسن النية، حيث أبقت جميع القنوات الدبلوماسية نشطة في سبيل إيجاد أرضية مشتركة لحلحلة الوضع الراهن.
وما انفك رجالات الدولة في روسيا، في الكرملين، والخارجية، وغيرهما من كيانات الدولة، يؤكدون على أن العملية الروسية الخاصة لا تهدف إلى احتلال أوكرانيا مطلقا، بل لإحلال السلام، المتمثل
بنزع الترسانة الأوكرانية العدوانية، والتي استخدمت لقتل سكان إقليم دونباس في أقبح صور التصفية العرقية.
وواظبت وسائل الإعلام الغربية، في ظل وضوح موقف روسيا، الرافض لاستهداف المدنيين، على عكس الآية، بمزاعم استهداف الجيش الروسي لهم، وتعامت عن جرائم النازيين الجدد، لا بل حاولت إظهارهم بموقف البطل الذي يذود عن حياض وطنه من "عدوان أجنبي"، وهم (أي النازيون الجدد)، أبعد ما يكونون عن ذلك.
و يسيل لعاب الأدوات الإعلامية عينها، كلما ظهرت صورة طفل جريح هنا، أو امرأة ثكلى هناك (وبغض النظر عن مصداقية الصور التي كانت بجلها مفبركة أو عائدة لضحايا دونباس)، فهذه المعاناة ليست إلا دجاجة تبيض لهم ذهبا، وخصوصا مع غياب من يفند هذه الادعاءات، وذلك بعد حجب وسائل الإعلام الروسية من البث في الدول التي رفعت، وما زالت ترفع بكل وقاحة شعارات حرية الرأي.
ولا تكلف أبواق السياسة الغربية نفسها عناء الكشف عن سبب سقوط الضحايا المدنيين، لا بل أنهم يوئدون الحقيقة بأصنام صنعوها وعبدوها بأنفسهم، فالجندي الروسي (على سبيل الذكر لا الحصر)، والذي دحر النازية بالأمس، غدا بنظرهم مجرما بين عشية وضحاها، والقومي الشعوبي الأوكراني الذي يطلق قذائف حقده من المناطق
السكنية المأهولة لاستجرار روسيا نحو الرد، واستخدام مظاهر الدمار لاحقا في تجارة العواطف الرائجة، ليس إلا حمامة سلام وديعة بنظرهم.
كما أن الممرات الإنسانية التي نظمتها روسيا نحو أراضيها تنقذ أفرادا من الدرجة الثانية في الميزان الإعلامي الغربي، وأما الممرات الإنسانية التي تتوجه نحو الغرب، والتي تمنع الأجانب العالقين في أوكرانيا من المرور، فهي الأولى بتغطيتهم الإعلامية الهشة.
وكثيرا ما وقعت هذه الأدوات الإعلامية بالتناقض الذي لا يخفى على من يملك أدنى درجات البديهة، فطورًا ينشرون استنجاد النازيين الجدد بالناتو في سبيل فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، وتسولهم لصواريخ "جافلين" وغيرها، من المعدات العسكرية وتارة يبثون أكاذيب "الخسائر الفادحة للجيش الروسي"، ويفتعلون انتصارات مزيفة للنازيين، فلو كان النازيون الجدد ينتصرون في سوح المعارك كما تدعون، فلماذا العويل واستجداء المساعدات العسكرية؟.
ولكن الشعوب أبت أن ترضخ كالقطعان لهذا السعار الإعلامي، فعبرت الشريحة الأكبر من المنصفين عن موقفها الواعي، وما شكل بارقة أمل على وجه الخصوص (بالنسبة لنا كعرب)، هو تأييد السواد الأعظم من الشارع العربي لموقف روسيا، فمن يراقب تفاعل العرب على وسائل التواصل الاجتماعي مع الأحداث الدائرة في أوكرانيا، يلاحظ فضحهم زيف الإعلام الغربي، فالسوري الذي شيّع أشلاء ابنه بسبب الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة، لم يسمع عويل إعلام الغرب مطالبا بتجفيف منابع الإرهاب وداعميه، لا بل أنه اعتبر الإرهابيين مقاومين وأبطالا.
ولا يختلف موقف أم عراقية فقدت رضيعها بسبب قذائف اليوانيوم المنضّب الأمريكية، حيث أنها تذكر يومها أن العناوين الرئيسية في "وسائل إعلام الخدعة" كانت عن "الحمية المثالية"، و"محاربة التلوث"، و"الرفق بالحيوان".
وأما في فلسطين فالحكاية أخرى، فمحمد الدرة، وباحة الحرم الإبراهيمي، وحتى شجرة الليمون المقتلعة، تهزأ بادعاء الغرب لحرية الرأي، حيث لم يكتف الإعلام الغربي بتهميش القضية الفلسطينية، لا بل ألصق شماعة "معاداة السامية" بكل من تسول له نفسه المطالبة بغيض من فيض حقوق الشعب الذي أنهكه العيش في الشتات.
ولم يقتصر دعم الشعوب لروسيا على العرب، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد صدحت حناجر جماهير نادي "النجم الأحمر" الصربي بدعم روسيا، ورفعوا اللافتات التي تعدد جرائم حلف شمال الأطلسي (الدمية المفضلة للعم سام)، وطالبوا بإحلال السلام، كيف لا وهم الذي عانوا، في مثل هذا اليوم، في 24 آذار/مارس من العام 1999، من قصف
الناتو ليوغوسلافيا، وبالتحديد للعاصمة بيلغراد، بحجج واهية، حيث أن الموقف الإعلام الغربي لم يفارق ذاكرة الشعب الصربي، حيث اعتبر أن صواريخ "الناتو" لم تنشر مع نارها سوى شعلة "الحرية" و"الديمقراطية"، والتي أصبحت طرفة غير مضحكة على الإطلاق بالنسبة للشعوب التى عانت الأمرين من جرائم دعاة السلام.
ولا ينكر عاقل بالطبع أن الهجمة الإعلامية على روسيا قد أثرت على الرأي العام في بعض الدول، وخصوصا على من يعيش في دول الغرب، وتحت نير حكامها، ولا سيما بعد حجب الإعلام الروسي، حيث بات المواطن الغربي كالجنين، لا يتلقى معلوماته إلا من مشيمة إعلامه المسمومة.
حيث أن المتلقي الغربي قد يقرأ خبرا يهول وضع روسيا أسلحة الردع الاستراتيجي بحالة تأهب (دفاعا عن النفس)، ولكنه لا يشاهد أحدا يستطرد بأن الولايات المتحدة استخدمت الأسلحة النووية أصلا ضد سكان اليابان العزل.
وتنهال على مسامع المواطن الغربي المنهمك بحياته اليومية، الأخبار التي تتحدث عن أن روسيا "تعتزم استخدام
أسلحة كيميائية"، ولكنه بالطبع لا يسمع كلمة واحدة عن المشاريع البيولوجية الأمريكية على أراضي أوكرانيا المحاذية لحدود روسيا، وهكذا دواليك.
وفي خضم البرمجة الممنهجة لآراء الأفراد حول العالم، لخص الرئيس فلاديمير بوتين حال الغرب إذ وصفهم "بإمبراطورية الكذب"، فبعد أن أرغوا وأزبدوا، وبذلوا الغالي والنفيس، لتشويه صورة روسيا، والعنصر البشري الروسي الذي ساهم ببناء الحضارة الإنسانية أيما إسهام، جعلت روسيا أكاذيبهم هباءا منثورا بإيضاح الصورة الحقة لما يحدث في أوكرانيا والعالم ككل، باعثة الأمل في نفوس الشعوب الحرة بغد أفضل تعيشه الأجيال القادمة.
ومع اقتراب النصر الروسي في أوكرانيا، هنالك بشارة سارة للنازيين الجدد، فبعد برهة من الزمن، وبعد توفر ميزانية جيدة، ستمدهم الولايات المتحدة بالمساعدة، ولكن بطريقة أخرى، حيث ستنتج لهم فيلم "أكشن" هوليوودي، تدور أحداثه في كييف، وتنتهي بموسكو، حيث ينتصر النازيون الجدد، وبمساعدة "الكوماندوس" الأمريكي على الجيش الروسي، وبالطبع ستعرض دور العرض الروسية هذا الفيلم، ولكن كمحتوى كوميدي.
المقال يعبر عن رأي كاتبه.