https://sarabic.ae/20220423/الناعم-والنهش-روح-دمشق-الرمضانية-1061514975.html
"الناعم" و"النهش"... روح دمشق الرمضانية
"الناعم" و"النهش"... روح دمشق الرمضانية
سبوتنيك عربي
"غيوم منفوشة" مدفوعة بالهواء الربيعي العذب تغطيها قطرات دبس العنب الحلو، تنساب كالحلم من بين أيدي الباعة في أحياء دمشق القديمة فيما تصدح أصواتهم: "الهوا رماك... 23.04.2022, سبوتنيك عربي
2022-04-23T09:40+0000
2022-04-23T09:40+0000
2022-04-24T09:12+0000
العالم العربي
أخبار سوريا اليوم
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/04/17/1061514511_0:160:3073:1888_1920x0_80_0_0_5af2ecdafe40d0f9944161dd11f30465.jpg
فلا يكاد شارع في أحياء العاصمة يخلو من بسطات أطباق حلوى "الناعم" بطعمها المقرمش، ودبس العنب اللذيذ الذي يزينها، وأشكالها المتنوعة والمتعددة، لتضفي على شهر رمضان المبارك أحد أبرز طقوسه وتقدم للدمشقيين ومضات من السعادة الغامرة."الهوا رماك يا ناعم، أكل الطيّب للطيّب، حلّي إفطارك يا صايم"، يقف عصام أبو وليد على ناصية أحد شوارع دمشق القديمة فيما تردد الجدران العتيقة صدى صوته.يبين أبو وليد في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن حلوى الناعم هي حلوى رمضانية تباع في دمشق خلال شهر رمضان فقط، وهي مصنوعة من الماء والطحين، حيث يعجن الطحين بالماء ويُفرَد على صوانٍ نحاسية، ثم يشكَّل على هيئة أقراص مختلفة الأحجام والأشكال، تجفف هذه الأقراص في الهواء تحت أشعة الشمس وتقلى بالزيت ثم تزيّن بدبس العنب.يقول أبو وليد: "الناعم حلوى شعبية وتقليدية، يمكن للجميع شراؤها سواء الأغنياء أو الفقراء، فنحن نصنع منها أحجام متنوعة ويمكن للزبون أن يشتري الحجم الذي يناسب ميزانيته".ويضيف: "الإقبال على الشراء شهد تراجعا واضحا هذا العام، فالمواد الأولية من طحين وزيت وغيرها أصبحت غالية الثمن ما أثر على حجم مبيعنا، حيث أصبح سعر قطعة الناعم الواحدة ما يقارب 2 دولار، لكن رغم ذلك لا يمكن لأي أسرة دمشقية أن تقضي شهر رمضان دون تذوق الناعم".ورغم إضفائه هوية مميزة على وجه دمشق في الشهر الكريم، إلا أن "الناعم" لا ينفرد بهذه الميزة لوحده، حيث تزاحمه حلوى "النهش" المقرمشة على جذب الصائمين أيضاً.فمع اقتراب ساعات المساء، يتزاحم الدمشقيون على محلات الحلويات الرمضانية، كالنهش والمعروك والقطايف التي تنتقي ألوانها بعناية ملفتة، وتطالع الصائمين بروائح أخاذة تنفذ إلى الأرواح والقلوب.يتحدث أبو أحمد فلاحة، بائع حلوى النهش، لـ "سبوتنيك"، عن مكونات هذه الحلوى اللذيذة الذي ينفرد بها شهر رمضان المبارك، فيقول: "النهش عبارة عن طبقات من العجين المطهو بالسمن البلدي والمحشو بالقشطة الطازجة، يشكل على هيئة طبقات هشّة دائرية الشكل تعلوها القشطة والفستق الحلبي المقرمش".في دمشق، يصعب تصور الشوارع والحارات الرمضانية دون "الناعم" و"النهش" على وجه الخصوص، واليوم، يبتسم المحظوظون ممن يتمتعون بالقدرة على شراء هذه الحلويات ولو بكميات ضئيلة، يجمعون ما استقر في قاع جيوبهم، قبل أن يتناثروا أمام البسطات والمحال راسمين على وجوههم ابتسامات راضية تفتقر إلى تفسير بليغ، يمدون أيديهم وهم يتمتمون: "رمضان كريم".
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/04/17/1061514511_170:0:2901:2048_1920x0_80_0_0_e6edef32a41df743509be69b578b228f.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
العالم العربي, أخبار سوريا اليوم, تقارير سبوتنيك
العالم العربي, أخبار سوريا اليوم, تقارير سبوتنيك
"الناعم" و"النهش"... روح دمشق الرمضانية
09:40 GMT 23.04.2022 (تم التحديث: 09:12 GMT 24.04.2022) "غيوم منفوشة" مدفوعة بالهواء الربيعي العذب تغطيها قطرات دبس العنب الحلو، تنساب كالحلم من بين أيدي الباعة في أحياء دمشق القديمة فيما تصدح أصواتهم: "الهوا رماك يا ناعم".
فلا يكاد شارع في أحياء العاصمة يخلو من بسطات أطباق حلوى "الناعم" بطعمها المقرمش، ودبس العنب اللذيذ الذي يزينها، وأشكالها المتنوعة والمتعددة، لتضفي على شهر رمضان المبارك أحد أبرز طقوسه وتقدم للدمشقيين ومضات من السعادة الغامرة.
"الهوا رماك يا ناعم، أكل الطيّب للطيّب، حلّي إفطارك يا صايم"، يقف عصام أبو وليد على ناصية أحد شوارع دمشق القديمة فيما تردد الجدران العتيقة صدى صوته.
يبين أبو وليد في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن حلوى الناعم هي حلوى رمضانية تباع
في دمشق خلال شهر رمضان فقط، وهي مصنوعة من الماء والطحين، حيث يعجن الطحين بالماء ويُفرَد على صوانٍ نحاسية، ثم يشكَّل على هيئة أقراص مختلفة الأحجام والأشكال، تجفف هذه الأقراص في الهواء تحت أشعة الشمس وتقلى بالزيت ثم تزيّن بدبس العنب.
يقول أبو وليد: "الناعم حلوى شعبية وتقليدية، يمكن للجميع شراؤها سواء الأغنياء أو الفقراء، فنحن نصنع منها أحجام متنوعة ويمكن للزبون أن يشتري الحجم الذي يناسب ميزانيته".
ويضيف: "الإقبال على الشراء شهد تراجعا واضحا هذا العام، فالمواد الأولية من طحين وزيت وغيرها أصبحت غالية الثمن ما أثر على حجم مبيعنا، حيث أصبح سعر قطعة الناعم الواحدة ما يقارب 2 دولار، لكن رغم ذلك لا يمكن لأي
أسرة دمشقية أن تقضي شهر رمضان دون تذوق الناعم".
ورغم إضفائه هوية مميزة على وجه دمشق في الشهر الكريم، إلا أن "الناعم" لا ينفرد بهذه الميزة لوحده، حيث تزاحمه حلوى "النهش" المقرمشة على جذب الصائمين أيضاً.
فمع اقتراب ساعات المساء، يتزاحم الدمشقيون على محلات الحلويات الرمضانية، كالنهش والمعروك والقطايف التي تنتقي ألوانها بعناية ملفتة، وتطالع الصائمين بروائح أخاذة تنفذ إلى الأرواح والقلوب.
يتحدث أبو أحمد فلاحة، بائع حلوى النهش، لـ "سبوتنيك"، عن مكونات هذه الحلوى اللذيذة الذي ينفرد بها شهر رمضان المبارك، فيقول: "النهش عبارة عن طبقات من العجين المطهو بالسمن البلدي والمحشو بالقشطة الطازجة، يشكل على هيئة طبقات هشّة دائرية الشكل تعلوها القشطة والفستق الحلبي المقرمش".
في دمشق، يصعب تصور الشوارع والحارات الرمضانية دون "الناعم" و"النهش" على وجه الخصوص، واليوم، يبتسم المحظوظون ممن يتمتعون بالقدرة على شراء هذه الحلويات ولو بكميات ضئيلة، يجمعون ما استقر في قاع جيوبهم، قبل أن يتناثروا أمام البسطات والمحال راسمين على وجوههم ابتسامات راضية تفتقر إلى تفسير بليغ، يمدون أيديهم وهم يتمتمون: "رمضان كريم".