https://sarabic.ae/20220513/فؤاد-السنيورة-لـسبوتنيك-المشاركة-في-الانتخابات-واجب-وطني-والمقاطعة-تقود-إلى-الهاوية-1062201715.html
فؤاد السنيورة لـ"سبوتنيك": المشاركة في الانتخابات واجب وطني والمقاطعة تقود إلى الهاوية
فؤاد السنيورة لـ"سبوتنيك": المشاركة في الانتخابات واجب وطني والمقاطعة تقود إلى الهاوية
سبوتنيك عربي
في خضم المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان على كل الصعد، ووسط انتخابات نيابية فارقة في تاريخ البلاد يعول عليها الجميع، تثار تساؤلات حول مستقبل قيادة التكتل السني... 13.05.2022, سبوتنيك عربي
2022-05-13T19:37+0000
2022-05-13T19:37+0000
2022-05-13T19:37+0000
أخبار لبنان
لبنان
حوارات
https://cdn.img.sarabic.ae/img/103902/48/1039024844_0:2:1062:599_1920x0_80_0_0_040bfa7f9e9dda12ce64d03ea4b130a5.jpg
فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، والقيادي السني البارز قال في حوار مع "سبوتنيك"، إن المشاركة في الانتخابات النيابية حق وواجب على الجميع، داعيا المواطنين لتلبية نداء الوطن لاختيار ممثلي مجلس النواب باعتباره "أم السلطات" في البلاد.واعتبر السنيورة أن هناك فهما خاطئا من قبل البعض لعزوف الحريري وتياره عن خوض هذه الانتخابات، مؤكدا أن هذا الموقف السياسي لا يدعو السنة أو اللبنانيين إلى الامتناع عن الاقتراع، بل هناك بعض الجهات السياسية التي تقف وراء هذه الدعوات من أجل السيطرة على مقاعد السنة.وأوضح أن المشاركة غير المعهودة في انتخابات المغتربين تؤكد أن هناك نية حقيقية للتغيير والإصلاح، مؤكدا أن الانتخاب هو الباب الوحيد الآن لإنقاذ لبنان من أزماته الاقتصادية والسياسية والمعيشية.وإلى نص الحوار...بداية، كيف تقيم الوضع السياسي في لبنان قبل ساعات من انطلاق مارثون الانتخابات النيابية؟الوضع السياسي في لبنان أصبح واضحا وجليا، الجميع في انتظار الانتخابات النيابية التي هي فعليا حق وواجب، وعلى الجميع أن يلبي هذا النداء ويمارس حقه وواجبه الانتخابي من أجل اختيار مجلس النواب باعتباره "أم السلطات"، لنتجه بعدها إلى استحقاقات أخرى، مثل تأليف الحكومة اللبنانية، واختيار رئيس جمهورية جديد.وما رأيك في انتشار بعض الرسائل السياسية التي تدعو اللبنانيين لمقاطعة هذه الانتخابات؟نحن نعول على تلبية المواطنين للدعوة، والمشاركة في عملية الاقتراع، وتجاهل من يحاولون وضع الأعذار والأسباب الواهية من أجل دفع الناخبين اللبنانيين إلى عدم المشاركة في التصويت، وهو أمر يؤدي فعليا إلى تزوير إرادة اللبنانيين الذين يريدون انتهاز هذه المناسبة من أجل التعبير عن رأيهم بشكل صحيح، نحن نريد استعادة الدولة اللبنانية، واستعادة حكم النظام والقانون، واستعادة احترام الدستور.وهل تعتقد أن هناك استجابة من قبل اللبنانيين لدعوات عدم التصويت؟هناك مساعي من قبل حزب الله والأحزاب المتحالفة معه من أجل بث اليأس في نفوس اللبنانيين، ودفعهم لعدم المشاركة تحت أعذار مختلفة، وكاد هذا الأمر أن يؤدي فعليا إلى تقاعس المواطنين عن التصويت، لكن شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورغم انتشار هذه الدعوات السياسية المضللة، تغيرا في المزاج الوطني لدى اللبنانيين ولمسنا رغبة كبيرة في المشاركة.وهل تعتبر تصويت المغتربين جزءا من هذا التغير في المزاج الوطني للبنانيين؟نعم، شهدت عمليات تصويت المغتربين اللبنانيين بالانتخابات النيابية الحالية في شتى أنحاء العالم نسب مشاركة غير معهودة في هذه الانتخابات، وهو أمر ضروري من أجل أن تستقيم الأمور في لبنان، وتعود الدولة لممارسة قرارها الحر، بعد الإطباق الذي يمارسه حزب الله والأحزاب المتحالفة معه، من أجل ممارسة الضغط والتهويل، لدفع الناس لعدم المشاركة في العملية الانتخابية.نعم.. لكن الرئيس سعد الحريري هو من أعلن عدم مشاركته هو و"تيار المستقبل" في هذه الانتخابات؟هناك فهم خاطئ للموقف الذي اتخذه الرئيس الحريري بعدم ترشيح نفسه أو أي من المنتسبين لتيار المستقبل بالترشح في هذه الانتخابات، كما طالب بمن يريد الترشح من حزبه أن يقدم استقالته، لكن الرئيس الحريري لم يطلب من اللبنانيين عامة والسنة خاصة الامتناع عن المشاركة في عملية الاقتراع، البعض فسر كلامه بطريقة خاطئة، وعمدوا إلى الترويج بأن الحريري يطالب اللبنانيين بعدم الذهاب للاقتراع، معللين ذلك بأنها وسيلة لسحب شرعية الانتخابات بحسب ما يعتقدونه.وماذا تعتقد أنت؟شرعية الانتخابات تكتسب من خلال الدستور، والدستور حدد القوانين التي على أساسها ستتم عملية الانتخابات، ورغم أن القانون الحالي سيء وظالم وغير صالح، لكنه أصبح قانونا وعلينا أن نحترمه ونطبقه، وهذا ما حدث في عام 2018.وهناك تجربة مماثلة مر بها لبنان في عام 1992، حيث دعا البعض لعدم المشاركة في الانتخابات بسبب القانون، وكان هناك مقاطعة كبيرة، حتى أن إحدى النائبات أصبحت عضوة بالبرلمان بعدما حصدت 47 صوتا فقط.والقول إن المقاطعة تسحب الشرعية غير صحيح، ولنا في العراق عبرة، حيث قاطع السنة هناك الانتخابات ولا يزالون يحصدون النتائج السلبية لهذه المقاطعة، هذه التجارب غير صحيحة ولا يجوز الاعتداء بها.والحريري لم يدع المواطنين لعدم الاقتراع، وليس هناك أي مبرر لدعوات المقاطعة، وفي الأيام الأخيرة بدأ الجميع يدعو للمشاركة، خاصة رجال الدين في كل طوائفهم، فما حدث مجرد تفسير خاطئ لموقف الحريري، لكن هناك إناس يريدون أن يصبحوا ملكيين أكثر من الملك، وبالتالي يمارسون هذه الضغوط.ويجب أن لا ننصاع لها (دعوات المقاطعة) لأن نتائجها كارثية، وقد تؤدي إلى تزوير إرادة اللبنانيين، وبالتالي ينتخب أعضاء لا يعبرون عن إرادة اللبنانيين، ويكون هناك نواب منصاعين للضغوط وللتهويل من قبل حزب الله، الذي يريد أن يستمر في القبض على الدولة اللبنانية ويمنعها من ممارسة قرارها الحر.قلت إن قانون الانتخاب ظالم... فهل يمكن أن يفرز برلمانا موزونا سليما؟في الحقيقة، أنا كنت من أشد المعترضين على قانون الانتخاب، وعبرت عن هذا الرفض بعد إقراره بعدم ترشيح نفسي للانتخابات آنذاك، لكنه أقر نتيجة اجتهادات خاطئة، وأصبح لدينا هذا القانون، ويجب ألا نستسلم وأن نحول السم إلى ترياق.في ظل عزوف الكثير من القيادات السنية... هل هناك ضمن المرشحين في هذه الانتخابات قيادات وازنة يمكنها قيادة كتلة السنة في المرحلة المقبلة؟أعتقد أن هناك عددا لا بأس به من الأشخاص المؤهلين لأن يكونوا نوابا في مجلس الشعب، وأن يخلقوا موقفا وطنيا جامعا يستطيع أن يعبر عن رأي اللبنانيين الذين يريدون استعادة الدولة ودورها وصلاحيتها وسلطتها الكاملة على الأراضي اللبانية وتستعيد الاعتبار لاتفاق الطائف وللدستور وللشرعيتين العربية والدولية، ولاستقلال القضاء وكل هذه القيم الأساسية التي من المفترض أن نحترمها.قانون الانتخاب حدد لكل طائفة ومكون من المكونات الوطنية عددا محددا من المقاعد، ولا يمكن لأي مكون أن يسطو على مقاعد مكون آخر، لكن من الممكن عبر هذا القانون السيئ أن يتم تزوير إرادة المواطنين من خلال إنجاح مجموعة من النواب الذين يأتمرون لأوامر المكونات السياسية الأخرى.ونقول إن الحل بالمشاركة الكثيفة في التصويت من قبل المواطنين، وهذا من شأنه أن يؤدي لرفع العدد الحاصل، ما يجعل القدرة التأثيرية لحزب الله على المواطنين محدودة، ونستعيد بذلك القدرة على إنجاح نواب قادرين على تمثيل اللبنانيين بشكل صحيح.تخوض حملتك الانتخابية تحت شعار بيروت تواجه... كيف وجدتم تفاعل اللبنانيين معكم؟هذا الشعار يعبر عما يعتقده الفريق الأكبر من اللبنانيين الذين أدركوا أن ما وصلنا إليه من انهيارات سياسية ووطنية واقتصادية ومعيشية نتيجة ازدواجية السلطة، بعد أن أصبح لدينا دويلة تحكم في الدولة اللبنانية، وهذا الأمر أنتج كل هذا الدمار والانهيار في كافة المستويات.الإدارة اللبنانية والقضاء باتا تابعين لأحزاب طائفية سياسية، لذلك هؤلاء اللبنانيون أدركوا أن سبيل الإنقاذ هو العودة لاحترام الدستور اللبناني واحترام اتفاق الطائف واستكمال تطبيقه.فهذه اللائحة ومن خلال الأشخاص الذين ينضون تحت لواءها والمؤهلين بأن يكونوا أعضاء في مجلس النواب لهم القدرة على التشريع والرقابة وتمثيل المواطنين بما يحملوه من كفاءة وعلم وتجربة، تتصدى وتواجه استمرار غياب الدولة، وتواجه عملية تزوير إرادة اللبنانيين، وتواجه كل من هو ضد اتفاق الطائف، وضد استقلال القضاء، وضد إعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة في تحمل المسؤوليات.لا يمكن للبنان أن يخرج من هذه المشاكل والمصاعب إلا بالعودة للدستور والقانون، والعودة لأصول الحكم، لا يمكن للبنان أن يستمر في حالة العداء بينه وبين أشقائه العرب وأصدقاءه في العالم، هذه هي النتائج التي يجب أن نستخلص منها العبر والدروس، وإلا سيكون هناك المزيد من الأوجاع، نحن أمام امتحان صعب علينا أن ننجح فيه ونختار الصالحين لإدارة شؤون البلاد وتمثيل لبنان.إذن، هل تعتقد أن الانتخابات النيابية السبيل الوحيد لحل كل الأزمات السياسية والاقتصادية؟ليس هناك في لبنان أي طريق غير الأسلوب الديمقراطي، لبنان لا يستطيع أن يتحمل نظام الانقلابات أو التسلط الذي يمارسه فريق من اللبنانيين تحت مسميات مختلفة ولصاح دول إقليمية.يجب المشاركة من أجل تحقيق التغيير المنشود والعودة إلى اعتماد النظام الديمقراطي البرلماني، وإتاحة الفرصة للمواطنين بالتعبير عن رأيهم بحرية دون ضغط أو تهويل أو تخويف.لم يعد أمامنا غير طريق واحد، ونحن ندرك بأن كل تأخير في اعتماد هذه الإجراءات الإصلاحية الصحيحة، ما هو إلا دعوة لمزيد من الأزمات التي لا يطيق تحملها اللبنانيون.أفرزت الاضطرابات السياسية الأخيرة كتلة جديدة تطلق على نفسها قوى 17 تشرين أو قوى التغيير.. كيف ترى مستقبلها في الانتخابات الحالية؟هذه القوى التغييرية التي نحمل لها الكثير من التقدير، نتمنى أن تنظم صفوفها وتوحد رؤيتها وتعمل على حل المشكلات التي دبت فيما بينها، من ينجح منهم يجب عليه التعاون مع باقي القوى السيادية، هناك قضايا يجب أن تفرز في هذه المرحلة، من مع لبنان وهويته ووطنه واستقلاله وحريته ونظامه ونمط عيشه، ومن يريد أن يتبع أسلوبا آخر معاديا لجيران لبنان العرب والأصدقاء في العالم، ومن يريد أن يمارس حكما عن طريق ازدواجية السلطة.كل هذه النماذج التي أثبتت فشلها وعقمها وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه. نحن لا نسطيع أن نستمر في هذه الممارسات، يجب أن يكون هناك نمط جديد في التفكير، ومعالجة صحيحة للمشكلات، وإجراءات صادقة من أجل جمع اللبنانيين للدفاع عن مصالحهم ووطنهم، فالذين انتخبوا في المهاجر أكدوا أنهم يريدو الإصلاح الحقيقي وليس بالكلام المطلق.قلت إن لبنان بحاجة إلى رئيس غير ميشيل عون يمثل الجميع... كيف يمكن الوصول لهذه النتيجة؟مواصفات الرئيس التي اعتمدت في عام 2016 كانت مواصفات خاطئة، لأنها اعتمدت على أننا نريد الرئيس القوي في طائفته، وهذا الكلام غير صحيح، نريد رئيسا قويا ولكن يجب أن يكون رئيسا لكل لبنان، فهو رئيس الدولة والحامي للدستور، وهو من يستطيع أن يجمع اللبنانيين.لا يجب أن يكون رئيس بالاسم لكنه رئيس لطائفة أو فريق من اللبنانيين كما هو الحال في الرئيس ميشال عون، فهذا لا يؤهله من أجل ممارسة دوره كما ينص عليه الدستور.علينا أن ننتنبه ونستخلص العبر والدروس من هذه التجربة التي أدت لانتخاب عون والذي فشل بشكل كامل في تحقيق أي شيء يذكر، بالعكس كل هذه الخسارات والانهيارات التي حصلت على كل الصعد الوطنية والسيادية والاقتصادية والمعيشية كانت نتيجة سوء إدارته وسوء فهمه لدور الرئيس، وتخلفا عن فهم ماهية الدور الذي على رئيس الجمهورية القيام به.هو فوق كل السلطات اللبنانية وليس عليه أن يتصرف كأنه رئيس فريق من اللبنانيين، بل أن يكون مقبولا من الجميع يحمي الوطن والدستور ويجمع المواطنين حوله.وسط هذه الظروف الحرجة... هل يقبل فؤاد السنيورة أن يتولى منصب رئيس الحكومة في المرحلة المقبلة؟الموضوع ليس مطروحا الآن، علينا أن ننتظر مخرجات الانتخابات النيابية، هذا الأمر ليس اختيارا أو تمنيا، هناك نظام ديمقراطي هو من يحكم، وهم من يكلف مجلس الوزراء ويؤلف الحكومة بل ويختار رئيس الجمهورية، علينا الآن تشكيل المجلس النيابي باعتباره السلطة الأعلى، وبعده اختيار رئيس الحكومة والوزراء ورئيس الجمهورية.أجرى الحوار: وائل مجدي
https://sarabic.ae/20220512/إخلاء-سبيل-شقيق-حاكم-مصرف-لبنان-بكفالة-قدرها-100-مليار-ليرة--1062136693.html
https://sarabic.ae/20220513/حملة-اللولارعملة-العمايل-رد-فعل-في-لبنان-على-واقع-اقتصادي-مزري-فيديو-وصور-1062190681.html
https://sarabic.ae/20220512/وزير-الاقتصاد-اللبناني-البنك-الدولي-وافق-على-إقراض-لبنان-من-أجل-شراء-القمح-1062148124.html
https://sarabic.ae/20220512/ارتفاع-المعدل-الرسمي-للبطالة-في-لبنان-ثلاثة-أضعاف--1062153984.html
https://sarabic.ae/20220513/الرئيس-اللبناني-نفتقد-بغياب-الشيخ-خليفة-بن-زايد-رئيسا-مدافعا-عن-القضايا-العربية-العادلة-1062186214.html
أخبار لبنان
لبنان
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/103902/48/1039024844_131:0:931:600_1920x0_80_0_0_90e98bac66ee66a9a374d1f506512ac2.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أخبار لبنان, لبنان, حوارات
أخبار لبنان, لبنان, حوارات
فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، والقيادي السني البارز قال في حوار مع "سبوتنيك"، إن المشاركة في الانتخابات النيابية حق وواجب على الجميع، داعيا المواطنين لتلبية نداء الوطن لاختيار ممثلي مجلس النواب باعتباره "أم السلطات" في البلاد.
واعتبر السنيورة أن هناك فهما خاطئا من قبل البعض لعزوف الحريري وتياره عن خوض هذه الانتخابات، مؤكدا أن هذا الموقف السياسي لا يدعو السنة أو اللبنانيين إلى الامتناع عن الاقتراع، بل هناك بعض الجهات السياسية التي تقف وراء هذه الدعوات من أجل السيطرة على مقاعد السنة.
وأوضح أن المشاركة غير المعهودة في انتخابات المغتربين تؤكد أن هناك نية حقيقية للتغيير والإصلاح، مؤكدا أن الانتخاب هو الباب الوحيد الآن لإنقاذ لبنان من
أزماته الاقتصادية والسياسية والمعيشية.
بداية، كيف تقيم الوضع السياسي في لبنان قبل ساعات من انطلاق مارثون الانتخابات النيابية؟
الوضع السياسي في لبنان أصبح واضحا وجليا، الجميع في انتظار الانتخابات النيابية التي هي فعليا حق وواجب، وعلى الجميع أن يلبي هذا النداء ويمارس حقه وواجبه الانتخابي من أجل اختيار مجلس النواب باعتباره "أم السلطات"، لنتجه بعدها إلى استحقاقات أخرى، مثل تأليف الحكومة اللبنانية، واختيار رئيس جمهورية جديد.
وما رأيك في انتشار بعض الرسائل السياسية التي تدعو اللبنانيين لمقاطعة هذه الانتخابات؟
نحن نعول على تلبية المواطنين للدعوة، والمشاركة في عملية الاقتراع، وتجاهل من يحاولون وضع الأعذار والأسباب الواهية من أجل دفع الناخبين اللبنانيين إلى عدم المشاركة في التصويت، وهو أمر يؤدي فعليا إلى تزوير إرادة اللبنانيين الذين يريدون انتهاز هذه المناسبة من أجل التعبير عن رأيهم بشكل صحيح، نحن نريد استعادة الدولة اللبنانية، واستعادة حكم النظام والقانون، واستعادة احترام الدستور.
وهل تعتقد أن هناك استجابة من قبل اللبنانيين لدعوات عدم التصويت؟
هناك مساعي من قبل
حزب الله والأحزاب المتحالفة معه من أجل بث اليأس في نفوس اللبنانيين، ودفعهم لعدم المشاركة تحت أعذار مختلفة، وكاد هذا الأمر أن يؤدي فعليا إلى تقاعس المواطنين عن التصويت، لكن شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورغم انتشار هذه الدعوات السياسية المضللة، تغيرا في المزاج الوطني لدى اللبنانيين ولمسنا رغبة كبيرة في المشاركة.
وهل تعتبر تصويت المغتربين جزءا من هذا التغير في المزاج الوطني للبنانيين؟
نعم، شهدت عمليات تصويت المغتربين اللبنانيين بالانتخابات النيابية الحالية في شتى أنحاء العالم نسب مشاركة غير معهودة في هذه الانتخابات، وهو أمر ضروري من أجل أن تستقيم الأمور في لبنان، وتعود الدولة لممارسة قرارها الحر، بعد الإطباق الذي يمارسه حزب الله والأحزاب المتحالفة معه، من أجل ممارسة الضغط والتهويل، لدفع الناس لعدم المشاركة في العملية الانتخابية.
نعم.. لكن الرئيس سعد الحريري هو من أعلن عدم مشاركته هو و"تيار المستقبل" في هذه الانتخابات؟
هناك فهم خاطئ للموقف الذي اتخذه
الرئيس الحريري بعدم ترشيح نفسه أو أي من المنتسبين لتيار المستقبل بالترشح في هذه الانتخابات، كما طالب بمن يريد الترشح من حزبه أن يقدم استقالته، لكن الرئيس الحريري لم يطلب من اللبنانيين عامة والسنة خاصة الامتناع عن المشاركة في عملية الاقتراع، البعض فسر كلامه بطريقة خاطئة، وعمدوا إلى الترويج بأن الحريري يطالب اللبنانيين بعدم الذهاب للاقتراع، معللين ذلك بأنها وسيلة لسحب شرعية الانتخابات بحسب ما يعتقدونه.
شرعية الانتخابات تكتسب من خلال الدستور، والدستور حدد القوانين التي على أساسها ستتم عملية الانتخابات، ورغم أن القانون الحالي سيء وظالم وغير صالح، لكنه أصبح قانونا وعلينا أن نحترمه ونطبقه، وهذا ما حدث في عام 2018.
وهناك تجربة مماثلة مر بها لبنان في عام 1992، حيث دعا البعض لعدم المشاركة في الانتخابات بسبب القانون، وكان هناك مقاطعة كبيرة، حتى أن إحدى النائبات أصبحت عضوة بالبرلمان بعدما حصدت 47 صوتا فقط.
والقول إن المقاطعة تسحب الشرعية غير صحيح، ولنا في العراق عبرة، حيث قاطع السنة هناك الانتخابات ولا يزالون يحصدون النتائج السلبية لهذه المقاطعة، هذه التجارب غير صحيحة ولا يجوز الاعتداء بها.
والحريري لم يدع المواطنين لعدم الاقتراع، وليس هناك أي مبرر لدعوات المقاطعة، وفي الأيام الأخيرة بدأ الجميع يدعو للمشاركة، خاصة رجال الدين في كل طوائفهم، فما حدث مجرد تفسير خاطئ لموقف الحريري، لكن هناك إناس يريدون أن يصبحوا ملكيين أكثر من الملك، وبالتالي يمارسون هذه الضغوط.
ويجب أن لا ننصاع لها (دعوات المقاطعة) لأن نتائجها كارثية، وقد تؤدي إلى تزوير إرادة اللبنانيين، وبالتالي ينتخب أعضاء لا يعبرون عن إرادة اللبنانيين، ويكون هناك نواب منصاعين للضغوط وللتهويل من قبل حزب الله، الذي يريد أن يستمر في القبض على الدولة اللبنانية ويمنعها من ممارسة قرارها الحر.
قلت إن قانون الانتخاب ظالم... فهل يمكن أن يفرز برلمانا موزونا سليما؟
في الحقيقة، أنا كنت من أشد المعترضين على قانون الانتخاب، وعبرت عن هذا الرفض بعد إقراره بعدم ترشيح نفسي للانتخابات آنذاك، لكنه أقر نتيجة اجتهادات خاطئة، وأصبح لدينا هذا القانون، ويجب ألا نستسلم وأن نحول السم إلى ترياق.
في ظل عزوف الكثير من القيادات السنية... هل هناك ضمن المرشحين في هذه الانتخابات قيادات وازنة يمكنها قيادة كتلة السنة في المرحلة المقبلة؟
أعتقد أن هناك عددا لا بأس به من الأشخاص المؤهلين لأن يكونوا نوابا في مجلس الشعب، وأن يخلقوا موقفا وطنيا جامعا يستطيع أن يعبر عن رأي اللبنانيين الذين يريدون استعادة الدولة ودورها وصلاحيتها وسلطتها الكاملة على الأراضي اللبانية وتستعيد الاعتبار لاتفاق الطائف وللدستور وللشرعيتين العربية والدولية، ولاستقلال القضاء وكل هذه القيم الأساسية التي من المفترض أن نحترمها.
قانون الانتخاب حدد لكل طائفة ومكون من المكونات الوطنية عددا محددا من المقاعد، ولا يمكن لأي مكون أن يسطو على مقاعد مكون آخر، لكن من الممكن عبر هذا القانون السيئ أن يتم تزوير إرادة المواطنين من خلال إنجاح مجموعة من النواب الذين يأتمرون لأوامر المكونات السياسية الأخرى.
ونقول إن الحل بالمشاركة الكثيفة في التصويت من قبل المواطنين، وهذا من شأنه أن يؤدي لرفع العدد الحاصل، ما يجعل القدرة التأثيرية لحزب الله على المواطنين محدودة، ونستعيد بذلك القدرة على إنجاح نواب قادرين على تمثيل اللبنانيين بشكل صحيح.
تخوض حملتك الانتخابية تحت شعار بيروت تواجه... كيف وجدتم تفاعل اللبنانيين معكم؟
هذا الشعار يعبر عما يعتقده الفريق الأكبر من اللبنانيين الذين أدركوا أن ما وصلنا إليه من انهيارات سياسية ووطنية واقتصادية ومعيشية نتيجة ازدواجية السلطة، بعد أن أصبح لدينا دويلة تحكم في الدولة اللبنانية، وهذا الأمر أنتج كل هذا الدمار والانهيار في كافة المستويات.
الإدارة اللبنانية والقضاء باتا تابعين لأحزاب طائفية سياسية، لذلك هؤلاء اللبنانيون أدركوا أن سبيل الإنقاذ هو العودة لاحترام الدستور اللبناني واحترام اتفاق الطائف واستكمال تطبيقه.
فهذه اللائحة ومن خلال الأشخاص الذين ينضون تحت لواءها والمؤهلين بأن يكونوا أعضاء في مجلس النواب لهم القدرة على التشريع والرقابة وتمثيل المواطنين بما يحملوه من كفاءة وعلم وتجربة، تتصدى وتواجه استمرار غياب الدولة، وتواجه عملية تزوير إرادة اللبنانيين، وتواجه كل من هو ضد اتفاق الطائف، وضد استقلال القضاء، وضد إعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة في تحمل المسؤوليات.
لا يمكن للبنان أن يخرج من
هذه المشاكل والمصاعب إلا بالعودة للدستور والقانون، والعودة لأصول الحكم، لا يمكن للبنان أن يستمر في حالة العداء بينه وبين أشقائه العرب وأصدقاءه في العالم، هذه هي النتائج التي يجب أن نستخلص منها العبر والدروس، وإلا سيكون هناك المزيد من الأوجاع، نحن أمام امتحان صعب علينا أن ننجح فيه ونختار الصالحين لإدارة شؤون البلاد وتمثيل لبنان.
إذن، هل تعتقد أن الانتخابات النيابية السبيل الوحيد لحل كل الأزمات السياسية والاقتصادية؟
ليس هناك في لبنان أي طريق غير الأسلوب الديمقراطي، لبنان لا يستطيع أن يتحمل نظام الانقلابات أو التسلط الذي يمارسه فريق من اللبنانيين تحت مسميات مختلفة ولصاح دول إقليمية.
يجب المشاركة من أجل تحقيق التغيير المنشود والعودة إلى اعتماد
النظام الديمقراطي البرلماني، وإتاحة الفرصة للمواطنين بالتعبير عن رأيهم بحرية دون ضغط أو تهويل أو تخويف.
لم يعد أمامنا غير طريق واحد، ونحن ندرك بأن كل تأخير في اعتماد هذه الإجراءات الإصلاحية الصحيحة، ما هو إلا دعوة لمزيد من الأزمات التي لا يطيق تحملها اللبنانيون.
أفرزت الاضطرابات السياسية الأخيرة كتلة جديدة تطلق على نفسها قوى 17 تشرين أو قوى التغيير.. كيف ترى مستقبلها في الانتخابات الحالية؟
هذه القوى التغييرية التي نحمل لها الكثير من التقدير، نتمنى أن تنظم صفوفها وتوحد رؤيتها وتعمل على حل المشكلات التي دبت فيما بينها، من ينجح منهم يجب عليه التعاون مع باقي القوى السيادية، هناك قضايا يجب أن تفرز في هذه المرحلة، من مع لبنان وهويته ووطنه واستقلاله وحريته ونظامه ونمط عيشه، ومن يريد أن يتبع أسلوبا آخر معاديا لجيران لبنان العرب والأصدقاء في العالم، ومن يريد أن يمارس حكما عن طريق ازدواجية السلطة.
كل هذه النماذج التي أثبتت فشلها وعقمها وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه. نحن لا نسطيع أن نستمر في هذه الممارسات، يجب أن يكون هناك نمط جديد في التفكير، ومعالجة صحيحة للمشكلات، وإجراءات صادقة من أجل جمع اللبنانيين للدفاع عن مصالحهم ووطنهم، فالذين انتخبوا في المهاجر أكدوا أنهم يريدو الإصلاح الحقيقي وليس بالكلام المطلق.
قلت إن لبنان بحاجة إلى رئيس غير ميشيل عون يمثل الجميع... كيف يمكن الوصول لهذه النتيجة؟
مواصفات الرئيس التي اعتمدت في عام 2016 كانت مواصفات خاطئة، لأنها اعتمدت على أننا نريد الرئيس القوي في طائفته، وهذا الكلام غير صحيح، نريد رئيسا قويا ولكن يجب أن يكون رئيسا لكل لبنان، فهو رئيس الدولة والحامي للدستور، وهو من يستطيع أن يجمع اللبنانيين.
لا يجب أن يكون رئيس بالاسم لكنه رئيس لطائفة أو فريق من اللبنانيين كما هو الحال في
الرئيس ميشال عون، فهذا لا يؤهله من أجل ممارسة دوره كما ينص عليه الدستور.
علينا أن ننتنبه ونستخلص العبر والدروس من هذه التجربة التي أدت لانتخاب عون والذي فشل بشكل كامل في تحقيق أي شيء يذكر، بالعكس كل هذه الخسارات والانهيارات التي حصلت على كل الصعد الوطنية والسيادية والاقتصادية والمعيشية كانت نتيجة سوء إدارته وسوء فهمه لدور الرئيس، وتخلفا عن فهم ماهية الدور الذي على رئيس الجمهورية القيام به.
هو فوق كل السلطات اللبنانية وليس عليه أن يتصرف كأنه رئيس فريق من اللبنانيين، بل أن يكون مقبولا من الجميع يحمي الوطن والدستور ويجمع المواطنين حوله.
وسط هذه الظروف الحرجة... هل يقبل فؤاد السنيورة أن يتولى منصب رئيس الحكومة في المرحلة المقبلة؟
الموضوع ليس مطروحا الآن، علينا أن ننتظر مخرجات الانتخابات النيابية، هذا الأمر ليس اختيارا أو تمنيا، هناك نظام ديمقراطي هو من يحكم، وهم من يكلف مجلس الوزراء ويؤلف الحكومة بل ويختار رئيس الجمهورية، علينا الآن تشكيل المجلس النيابي باعتباره السلطة الأعلى، وبعده اختيار رئيس الحكومة والوزراء ورئيس الجمهورية.