رئيس اتحاد كرة السلة مبررا الشغب داخل الملاعب: السوريون ينفسون عن غضبهم في المدرجات
13:33 GMT 07.06.2022 (تم التحديث: 14:42 GMT 07.06.2022)

© Sputnik . Karim Taibi
تابعنا عبر
تحدث رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة، طريف قوطرش، عن الاستراتيجية الإدارية التي يعتمدها لتطوير كرة السلة السورية، منذ استلامه رئاسة الاتحاد وحتى اليوم، لافتاً إلى أنه ابن هذه الرياضة ويعرف تماماً ما تحتاجه الكرة السورية لتعود إلى تميزها وألقها وتثبت بأنها جديرة بالمتابعة والاهتمام مثل أي دوري في العالم.
التمويل يتصدر مشاكل السلة
وأشار قوطرش في حديثه لـ "سبوتنيك"، إلى المشاكل التي تعاني منها كرة السلة السورية والتي يتصدرها تأمين التمويل، قائلاً: "واحدة من أبرز المشاكل الرئيسية في رياضة الاحتراف هو التمويل، لذلك كان مخططنا الأساسي كاتحاد كرة السلة هو تأمين المال لتطوير كرة السلة السورية عن طريق تشجيع الشركات الخاصة على الاستثمار في هذه الرياضة، ولنحقق ذلك توجب علينا أن تصبح رياضة كرة السلة منتجاً مغرياً للاستثمار بالنسبة لهذه الشركات".
تطوير على جميع الجهات
وأوضح قوطرش أنه بالتزامن مع استلامه رئاسة الاتحاد كان المنتخب الوطني بحاجة للكثير من التطوير، وبحاجة عدة عوامل للنجاح أبرزها معاملة لاعبي المنتخب كنجوم وأبطال وتقديرهم كما يجب، وهذا ما افتقده اللاعبون سابقاً، لذلك عمد الاتحاد إلى تسويق اللاعبين بطريقة مختلفة في القطاع الخاص وتعريف المستثمرين ورجال الأعمال بهم لتشجيع الاستثمار في المنتخب، بالإضافة إلى منحهم الدعم المادي والمعنوي الذي يستحقونه بصفتهم أبطال سوريا في رياضة كرة السلة.
من جهة أخرى، لفت رئيس الاتحاد السوري لكرة السلة إلى موضوع المدربين، حيث تسببت الأزمة السورية على مدار سنوات بخسارة كبيرة على صعيد مدربي المنتخب، وبرغم وجود عدد من المدربين حالياً إلا أن المنتخب الوطني بحاجة أيضاً إلى خبرات أجنبية للتماشي مع متطلبات العصر وتطوير الكرة.
وتابع قوطرش: "بحكم دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية واطلاعي على رياضة كرة السلة بشكل واضح هناك، عمدت إلى استقطاب المدرب الأمريكي، جورج كيل، وهو مدرب دولي ولاعب في دوري المحترفين الإيطالي، استغرقت المفاوضات مدة 3 أشهر ليأتي المدرب إلى سوريا ويتفاجأ بحقيقة الوضع الذي كان عكس تصوراته مسبقاً، وقد حققنا نقلة نوعية بتعاقدنا مع هذا المدرب".

رئيس اتحاد (كرة السلة) مبررا شغب الملاعب: السوريون ينفسون عن غضبهم في المدرجات
© Sputnik . Karim Taibi
أيضاً، بين قوطرش أن الاتحاد تواصل مع اللاعبين ذوي الأصول السورية في الكثير من دول العالم، وكان هناك فريق عمل كبير متوزع في ألمانيا، فنزويلا، هولندا، البرازيل، والأرجنتين والعديد من الدول أيضاً، وكانت مهمة هذا الفريق التواصل مع اللاعبين ذوي الأصول السورية وجذبهم إلى الفريق، وتم استقطاب لاعبين اثنين لرفد المنتخب بروح جديدة في اللعب.
وتابع قوطرش: "لم يقتصر تطوير المنتخب على اللاعبين والمدربين فقط، بل سعينا لتطوير الجهاز الإداري والفني، أيضاً حظينا بدعم كبير من الاتحاد الرياضي الذي قدم لنا تسهيلات لإقامة معسكرات تدريبية في روسيا، وهي دولة حليفة تربطنا بها علاقات مهمة ومصالح مشتركة، وتقدم لنا المساعدة في كثير من الجوانب وقطاع الرياضة بالتأكيد هو واحد من هذه الجوانب، واستضافتنا روسيا في معسكر تدريبي بمدينة تتارستان، وكان المعسكر على مستوى عالٍ، وبرغم من كوننا قد واجهنا بعض الصعوبات إلا أن المنتخب تجازوها بسبب الشغف الذي تمتع به اللاعبون وحبهم لهذه الرياضة، ومع اكتمال عناصر الفريق استطعنا وضع اللبنة الأولى في طريق النجاح".

رئيس اتحاد (كرة السلة) مبررا شغب الملاعب: السوريون ينفسون عن غضبهم في المدرجات
© Sputnik . Karim Taibi
وأخيراً عمد الاتحاد إلى دعم اللاعبين من خلال الاهتمام أكثر بملابسهم ورفع أجور الحكام، وإقامة دورات تدريبية باستمرار لا سيما للفئات الأصغر عمراً.
الضربة التي لا تكسر تقوّي
"الضربة التي لا تكسرك تجعلك أقوى"، بهذه العبارة لخص رئيس اتحاد كرة السلة الصعوبات التي واجهها المنتخب، فقال: "لعب المنتخب مباراة ضد قطر و مباراة ضد إيران، وكانت لعبة قطر ممتازة لكننا خسرنا في الدقائق الأخيرة وتملكنا الإحباط، لكن إيماننا الشديد بالفريق وبما نقوم به جعلنا أقوى، وفي مباراة إيران استطعنا الفوز على المنتخب الإيراني وهو بطل آسيا، أيضاً استطعنا الوصول إلى التصفيات النهائية، وكان هناك خطوة واحدة فقط تفصلنا عن نهائيات كأس آسيا، لكن نتيجة حملات التجييش الإعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي تعرّض المدرب الأمريكي، جورج كيل، إلى الكثير من الضغوطات والتهديدات ما أدى إلى انسحابه من الفريق، وخسارة المدرب كيل أعادتنا إلى الصفر وتوجب علينا العمل على استقطاب مدربين أجانب من جديد".
ليست إنجازات بل خطوات
بالنسبة إلى انجازات المنتخب الوطني لكرة السلة، قال رئيس الاتحاد السوري: "لا أعتبرها إنجازات بل خطوات، حيث أن الإنجازات تكون في مراحل متقدمة بالمباريات الدولية والإقليمية، ونحن لا زلنا في بداية تحقيق ما نسعى إليه. خطواتنا اليوم تبدأ من فك الحظر عن سوريا، وتم ذلك بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي صاحب الفضل الأكبر في التنسيق مع الاتحاد الآسيوي المؤمن بوجود رياضة حقيقية في هذا البلد الذي تعرض الى حرب طويلة وطاحنة، وأن الرياضة السورية تعرضت إلى ظلم كبير، وقدم لنا دعم هائل لا سيما بعد فوزنا على الكثير من الدول مثل قطر، إيران، السعودية، والبحرين. وتطور مستوى المنتخب وبات يحسب له الحساب في المحافل الإقليمية والدولية".

الاتحاد الحلبي - دوري كرة السلة السوري
© Sputnik . Mohammad Damour
ويرى قوطرش أن الإنجاز الأكبر هو وجود جماهير هائلة في ملاعب كرة السلة السورية، وهو تماماً ما كان يسعى إليه الاتحاد لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في كرة السلة، فاليوم يتواجد 12 ألف متفرج في صالات كرة السلة بدمشق، ونحو 16 ألف متفرج في صالات حلب، وبالنسبة إلى حمص فالصالة التي تتسع لـ 3500 شخص ضمت ما يزيد على 5000 متفرج في آخر مباراة، وهذا التجمع الهائل يثبت أن المنتخب على مساره الصحيح ويعطي مظهر حضاري للمنتخب بشكل خاص ولسوريا بشكل عام.
وبالنسبة إلى دوري السيدات، وجود عدد كبير من اللاعبات المحترفات في الفريق دفع نحو 3 آلاف مشجع للتواجد في مدرج وحضور مباراة للسيدات، وهذا الحدث حصل لأول مرة في سوريا.

رئيس اتحاد (كرة السلة) مبررا شغب الملاعب: السوريون ينفسون عن غضبهم في المدرجات
© Sputnik . Karim Taibi
أيضاً يحسب للمنتخب الوطني تواجد شخصيات اعتبارية بين جماهيره في الصالات بدءاً من القنصل الإماراتي، السفير الصربي، المسؤول الإيراني وغيرهم.
الجمهور عامل أساسي للنجاح
يرى قوطرش أن جمهور نادي الاتحاد أثبت تميزه عن باقي الجماهير، وبشكل عام يعتبر الجمهور في أي مباراة رياضية أحد أهم عوامل نجاح المنتخب، وهو عمود أساسي في الرياضة السورية، وأردف: "الجمهور السوري أكثر من رائع، جمهور دمشق، حلب، حماة، حمص، اللاذقية، طرطوس وجميع المحافظات السورية. الجمهور الذي يملأ المدرجات ويشجع اللاعبين بأعلى صوت هو المحفز الأساسي للنجاح. ونحن كاتحاد كرة السلة هدفنا الأساسي أن نرى المدرجات ممتلئة لأن ذلك بالتحديد ما يسهم بتكوين منتخب ممتاز".
شغب الملاعب هو متنفس السوريين
تحدث قوطرش لـ "سبوتنيك" عن مباراة نادي الوحدة ونادي الكرامة الأخيرة، حيث شهدت صالة "غزوان أبو زيد" في حمص أعمال شغب وتكسير بين جماهير الناديين بالدور نصف النهائي لدوري الرجال لكرة السلة، ولم ينته الأمر عند الجماهير الغاضبة بل إن أحد محترفي نادي الوحدة كان السبب المباشر بافتعال الشغب عند ضربه أحد مشجعي نادي الكرامة.
وأيضاً، شهدت صالة الفيحاء في دمشق سابقاً أعمال شغب بين مشجعي فريق تشرين والثورة عقب المباراة التي جمعتهما، فجماهير تشرين لم تتقبل خسارة فريقها وتهجموا على مشجعي فريق الثورة.

الاتحاد الحلبي - دوري كرة السلة السوري
© Sputnik . Mohammad Damour
وتعليقاً على ذلك، قال قوطرش: "بدون شك نحن نعاني من مشكلة شغب في الملاعب، لكن هذه المشكلة لا تنحصر في سوريا فقط بل هي ثقافة سيئة موجودة في المباريات في العالم كله تعبيراً عن الغضب من خلال العنف. وفي سوريا، معظم حالات العنف في الملاعب تأتي تعبيراً عن الغضب الحاصل بسبب الظروف المعيشية السيئة، حيث أن 85% من جمهورنا هو جمهور كرة قدم بعيد عن القوانين والأنظمة، وما يعرفه فقط هو أن الكرة يجب أن تدخل في الهدف. وهذا لا يعني عدم وجود أخطاء تحكيمية أو وجود نقص في التجهيزات في الملاعب؛ نحن نتحمل مسؤولية إرضاء هذا الجمهور أولاً وأخيراً، لذلك نطبق عقوبات رادعة وتأديبية على اللاعبين المتورطين بأحداث الشغب، وصلت للحرمان من المشاركة في الدوري والإبعاد عن المنتخب الوطني لمدة تتراوح بين 6 أشهر إلى السنة".
وكشف قوطرش أن معظم الأندية الوطنية تشعر بالانزعاج من الاتحاد، لكنه كرئيس اتحاد يشعر بالرضا عن ذلك لأنه يطبق روح القانون لمساعدة الأندية، ويدير الاتحاد بالحزم لصالح الأندية.
خطط مستقبلية
كشف قوطرش عن خطط الاتحاد المستقبلية على المدى القريب والتي أهمها إقامة دوري مشترك مع لبنان، وإقامة ثلاث مباريات يعود ريعها لإرسال بعض اللاعبين في بعثة تدريبية الى صربيا.

رئيس اتحاد (كرة السلة) مبررا شغب الملاعب: السوريون ينفسون عن غضبهم في المدرجات
© Sputnik . Karim Taibi
من جهة أخرى، يسعى الاتحاد السوري لكرة السلة إلى منح الأندية نسبة من ريوع النقل التلفزيوني، ومنح مكافآت مادية لجميع الفئات كأفضل لاعب وأفضل مدرب وأفضل حكم.
إرضاء الناس غاية لا تدرك
تحدث رئيس اتحاد كرة السلة السورية عن الهفوات التي وقع بها كرئيس الاتحاد وأبرزها عدم قدرته على التعامل مع شغب الملاعب لحد الآن، أيضاً عدم قدرته على ضبط رزنامة الدوري السوري، وتجنب التعديل فيها، بالإضافة إلى رفد الجهاز الإداري بعدد إضافي من الموظفين.

الاتحاد الحلبي - دوري كرة السلة السوري
© Sputnik . Mohammad Damour
وبرغم ذلك أبدى قوطرش رضاه حيال أدائه في الاتحاد، وقال: "إرضاء الناس غاية لا تدرك، لست بحاجه شهرة ولا منصب، فأنا أعمل بشغف وحب لهذه الرياضة التي أنتمي لها، ولها فضل عليّ، وهي ما أوصلتني لما أنا عليه اليوم، وأرى أنني قدمت كل ما أستطيع أن أقدمه وهذا واجبي، لا أنكر أنني أنجح أحياناً وأفشل أحياناً أخرى، فيكفيني أن النقاد الحقيقيين لا يستطيعون إنكار التطور الكبير في كرة السلة السورية، وهذا انتصار فعلي لي".
أين الاتحاد السوري لكرة السلة اليوم؟
ختم قوطرش حديثه لوكالة "سبوتنيك" بأمنيته بأن يصبح الدوري السوري لكرة السلة منافساً للدوريات العالمية، معلقاً: "اليوم جماهير كرة السلة السورية هم الرقم 1 على مستوى المتابعة في الوطن العربي، إذا تم الاهتمام بكرة السلة كما يجب فستكون أحد أهم روافد الاقتصاد السوري من حيث الاستثمارات. ونحن لا زلنا في البداية وهناك الكثير من العمل بانتظارنا في كرة السلة السورية، سأتابع مسيرتي في تطوير هذه اللعبة وإعادة الألق إليها وسأترك المشوار لمن سيأتي بعدي ليكمل طريق نجاح المنتخب".