https://sarabic.ae/20220614/رئيس-تجمع-السودانيين-في-المنظمات-الدولية-لـسبوتنيك-وصلنا-إلى-عنق-الزجاجة-ونحتاج-إلى-إنعاش-سياسي-1063608073.html
رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية لـ"سبوتنيك": وصلنا إلى "عنق الزجاجة" ونحتاج إلى إنعاش سياسي
رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية لـ"سبوتنيك": وصلنا إلى "عنق الزجاجة" ونحتاج إلى إنعاش سياسي
سبوتنيك عربي
لا تزال الأوضاع السياسية في السودان تنذر بخطر كبير يهدد كيان الدولة وتماسكها ووحدتها إن لم يتم تدارك أبعاد الأزمة والعمل على حلها في أقرب وقت. 14.06.2022, سبوتنيك عربي
2022-06-14T20:19+0000
2022-06-14T20:19+0000
2022-06-14T20:19+0000
حوارات
أخبار السودان اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/06/0e/1063605715_0:0:1719:967_1920x0_80_0_0_f50d8e0298092bb9edb0283878be711a.jpg
حول الوضع السياسي الراهن وانسداد الأفق والصراع بين العسكر والشارع والأحزاب والوساطات والمبادرات الإقليمية والدولية لجمع الأطراف على طاولة الحوار، وإمكانية نجاح أي من تلك الخطوات في اختراق جدار الصمت وتحريك الأمور نحو الحل أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع الدكتور طارق كردي رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية، ومدير ورئيس عدد من بعثات الأمم المتحدة في العلاقات الدولية والسياسية ودبلوماسية العمل الإنساني وحقوق الإنسان وحماية ومساعدة اللاجئين و النازحين، بجانب الحماية الدولية للأقليات وحل النزاعات وإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.إلى نص المقابلة…كيف يمكن توصيف الوضع أو الحالة السياسية السودانية الآن؟يمكن وصف الوضع الراهن في السودان بأنه وصل إلى مرحلة "عنق الزجاجة"، ولا أريد وصف الحالة بأسوأ من ذلك، لأنه يعني أن البلاد في حالة "موت سريري"، السودان لم يصل إلى مرحلة الموت السريري، لكن وصف عنق الزجاجة تعني أن السودان يحتاج إلى إنعاش سياسي، هذا الإنعاش لا يمكن أن نصل إليه إلا إذا كان هناك وفاق سياسي بين الأطراف التي تمثل الثورة الحية، مثل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، والأهم من ذلك القوى الحديثة التي يمثلها لجان المقاومة بما تمثله من ثقل شعبي كبير جدا وسيطرة على الشارع، وهى تضم فئة الشباب الذين يمثلون أكثر من 75 في المئة من تعداد السكان، وهذه الفئة هي الأقوى والأكثر ديناميكية وحيوية سياسية، وبدون هذا الوفاق سوف نظل ندور في حلقة من الفراغ السياسي والدستوري والأمني والإداري، قد يؤدي إلى كارثة في السودان.بعد تجميد الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية .. هل ترى أن أمريكا والسعودية يمكن أن تلعبا دورا أكثر فعالية في حل الأزمة؟الآلية الثلاثية بدأت العمل كميسر ومسهل لعملية الحوار بين الأطراف السودانية، على أساس أن يكون الحوار "سوداني - سوداني" بين أطراف هي مختلفة فيما بينها، لكن ما حدث أن الاجتماع الذي نسقته وأدارته الآلية الثلاثية، كان اجتماع بين أطراف ليس بينها خلاف، بل هي أطراف متفقة سياسيا على أجندة محددة، وبالتالي لم تحقق تلك الخطوة نجاحا لأنها لم تجمع بين الأطراف الرئيسيين الأساسيين في المعضلة السودانية، وفي تقديري أن الاجتماع الذي تم بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير هو بداية وبارقة أمل، لكنه ليس الحل الكامل، لأن هناك أطراف كثيرة جدا وفعالة وحيوية في الساحة السياسية السودانية لم تكن مشاركة في هذا الاجتماع، الذي أعتقد أنه اجتماع تمهيدي وليس حوارا بين العسكر والحرية والتغيير، وبالتالي إذا لم يتم إضافة الآلية الثلاثية وكل قوى الثورة الحية ممثلة في تجمع المهنيين ولجان المقاومة وحتى الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقية سلام جوبا، فلا يمكن إقصاء تلك القوى والحركات لأن الحرية والتغيير مختلفة معها، لأنها مكون أساسي للسلام في السودان، وبالتالي لا يمكن إقصاء جهة من الحوار في السودان، إذا الاجتماع هو بارقة أمل وإن لم تكن لديه خارطة طريق واضحة وبمشاركة الجهات الفاعلة في الساحة السياسية السودانية، فلن يؤدي إلى نتيجة إيجابية.لكن هناك رفض من الشارع للحوار مع العسكر.. هل يمكن تجاوز الشارع في أي عملية سياسية؟الآلية الأمريكية السعودية ليست بديلا للآلية الثلاثية المتمثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، ولا يمكن أن تكون بديلا أبدا، لأن الآلية الثلاثية لديها دعم من المجتمع الدولي، ولن تستطيع الآلية الأمريكية السعودية أن تحل محل الآلية الثلاثية، بل يمكن أن تعززها، كما أن أبناءنا في لجان المقاومة قد رفعوا منذ البداية اللاءات الثلاث بعدم الشراكة والتفاوض مع العسكر، لكن هذا شعار تكتيكي الغرض منه رفع سقف المفاوض في مرحلة المفاوضات، ولكن لن يكون هناك تسليم سلطة للمدنيين إلا بعد الجلوس مع العسكريين لاستلام تلك السلطة، الأمر الذي يعني أنه لا يمكن فصل المكون العسكري عن آلية تسليم السلطة.فالمسألة ليست مسألة تفاوض وإنما هي حوار حول كيفية عودة الحكم المدني الكامل وابتعاد المكون العسكري عن العمل السياسي تماما، ويتفرغ لإصلاح المؤسسة العسكرية وتكوين جيش وطني يضم كل حركات الكفاح المسلح بما فيها الدعم السريع، وأن يكون هذا الجيش بعقيدة عسكرية جديدة بعيدة عن الولاءات السياسية، هذا الأمر لا يمكن أن يتأتى ما لم يكن هناك حوارا مع المؤسسة العسكرية، فعندما نتحدث عن المؤسسة العسكرية فإننا لا نتحدث عن القادة الانقلابيين، لأن الجيش مؤسسة وطنية عريقة تم تسيسها في مرحلة من المراحل، ويجب أن تعود مؤسسة وطنية تحمي البلاد والدستور والشعب السوداني.ما هي المرجعية التي يتم الاستناد إليها في أي خطوة سياسية.. هل الوثيقة الدستورية ما زالت صالحة في تلك المرحلة؟الوثيقة الدستورية تم تمزيقها بالكامل يوم 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي 2021 بالانقلاب العسكري، فلم يجمد هذا الانقلاب الوثيقة وإنما قام بتمزيقها، الوثيقة الدستورية معنية بالفترة ما قبل 25 أكتوبر، والشعب السوداني لا يريد أبدا العودة إلى يوم 24 أكتوبر الماضي، كي لا يعود إلى ما كان يدور قبل الانقلاب العسكري، وبالتالي الوثيقة الدستورية ليست صالحة أبدا للمرحلة الانتقالية الجديدة المنتظر أن تتفق عليها المكونات السياسية، لذا يجب في البدء التحاور حول دستور جديد يحكم الفترة الانتقالية بمفاهيم جديدة وأسلوب جديد وأن تكون هناك حكومة مدنية من الكفاءات التي لا علاقة لها مطلقا بالأحزاب السياسية ولا بما حدث في الفترة السابقة، نريد وجوه جديدة تدير الفترة الانتقالية ويكون مرجعيتها دستور جديد وليس الوثيقة الدستورية التي مزقها العسكر.الوضع الآن على الأرض مختلف عما كان عليه قبل ثلاث سنوات.. فكيف يجري الحديث عن مرحلة انتقالية جديدة؟بالفعل هناك تداخلات كثيرة عسكرية وسياسية وأمنية واختلافات وخلافات ودخول الحركات المسلحة في العمل السياسي، هذه التداخلات أدت إلى تعقيد المشهد السياسي السوداني، لذا فإن المرحلة القادمة تحتاج إلى وقت كاف حتى لا نكرر ما سبق، يجب أن نخرج بدستور تتفق عليه جميع الأطراف وإذا لم يتم التوافق عليه فلن يكون صالح لحل مشاكل البلاد، ويجب أن لا تتعدى الفترة الانتقالية ثلاث سنوات بمهام واضحة ومحددة وبرنامج وخطة عمل متفق عليها حتى نصل إلى مرحلة الانتخابات وبعدها يقرر الشعب السوداني من يحكمه عبر صناديق الاقتراع.كيف تقيم الإجراءات الأخيرة التي قام بها البرهان من رفع الطوارئ وإخراج بعض المعتقلين؟أنا على اتصال مباشر ويومي مع الكثير من الأطراف السياسية السودانية، لذا أعتقد أن رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح بعض السياسيين هي خطوة جيدة إذا كان الغرض منها تمهيد الطريق لحوار "سوداني- سوداني"، لكن في حقيقة الأمر هي خطوة تكتيكية ولا تهدف إلى فتح الطريق أمام الحوار، بدليل أن القتل والقمع الوحشي للمظاهرات لا يزال مستمرا، ولا زال الذين يطلقون الرصاص على المتظاهرين السلميين يتمتعون بحصانة أجازها قانون الطوارئ، وكل ما قام به البرهان هو رسالة للخارج أكثر منها للداخل.هل تفرض واشنطن عقوبات جديدة على السودان إذا ما استمر الوضع الحالي؟في اعتقادي إذا لم يتوصل السودانيون بنهاية شهر يونيو/حزيران الجاري إلى وفاق واتفاق حول عودة الحكم المدني، ولا أتحدث عن العودة إلى ما قبل الانقلاب، إنما أتحدث عن حكم مدني كامل، وحكومة تكنو قراط لا علاقة لها بالأحزاب السياسية، فإذا لم يحدث هذا فأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب سوف يفرضون عقوبات على قادة الانقلاب، تلك العقوبات لن تكون تحت الفصل السابع للأمم المتحدة، لأنه من الصعوبة بمكان الآن الذهاب إلى مجلس الأمن لفرض عقوبة تحت الفصل السابع، لذا فقد تكون هناك عقوبات اتحادية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وسوف تمتد تلك العقوبات لتشمل كل الانقلابيين ومن شايعهم، لأنهم قتلوا التجربة الديمقراطية في السودان، ولا بد أن نعلم أن العسكر فقدوا أكبر داعم لهم في المنطقة وهى مصر بعد أن أعادوا الإسلاميين إلى السلطة والمناصب القيادية في الدولة.أنتم كتجمع دبلوماسي للسودانيين في المنظمات الدولية.. ما هو دوركم تجاه ما يحدث في الداخل؟نحن كنخبة سودانية في منظمات دولية بالخارج، لنا بكل تأكيد تأثير كبير جدا في حشد الرأي العام العالمي لدعم التحول الديمقراطي في السودان، وهنا أتحدث عن الرأي العام والإعلام العالمي، لا أتحدث عن دول أو جهات بعينها وإنما الرأي العام العالمي بصفة عامة، والذي يؤثر بدوره في صناعة القرار لدى دولة، نحن لا نطلب من الدول أن تتدخل في شؤوننا، إنما نعمل على حشد الرأي العام العالمي.أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب
https://sarabic.ae/20220422/رئيسة-مجلس-الأمن-نعمل-بالتنسيق-مع-الخرطوم-ليكون-عمل-اليونتامس-داعما-ومساندا-للسودان-1061479026.html
https://sarabic.ae/20220609/السودان-إصابات-بين-المتظاهرين-أثناء-استخدام-الشرطة-الغاز-والرصاص-الحي-بالخرطوم-1063349503.html
https://sarabic.ae/20220613/الأمم-المتحدة-مقتل-100-شخص-خلال-اشتباكات-قبلية-في-دارفور-غربي-السودان-1063510523.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/06/0e/1063605715_206:0:1495:967_1920x0_80_0_0_a0347750506b37ed97bf5be749cabcbb.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حوارات, أخبار السودان اليوم
حوارات, أخبار السودان اليوم
رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية لـ"سبوتنيك": وصلنا إلى "عنق الزجاجة" ونحتاج إلى إنعاش سياسي
لا تزال الأوضاع السياسية في السودان تنذر بخطر كبير يهدد كيان الدولة وتماسكها ووحدتها إن لم يتم تدارك أبعاد الأزمة والعمل على حلها في أقرب وقت.
حول الوضع السياسي الراهن وانسداد الأفق والصراع بين العسكر والشارع والأحزاب والوساطات والمبادرات الإقليمية والدولية لجمع الأطراف على طاولة الحوار، وإمكانية نجاح أي من تلك الخطوات في اختراق جدار الصمت وتحريك الأمور نحو الحل أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع الدكتور طارق كردي رئيس تجمع السودانيين في المنظمات الدولية، ومدير ورئيس عدد من بعثات الأمم المتحدة في العلاقات الدولية والسياسية ودبلوماسية العمل الإنساني وحقوق الإنسان وحماية ومساعدة اللاجئين و النازحين، بجانب الحماية الدولية للأقليات وحل النزاعات وإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
كيف يمكن توصيف الوضع أو الحالة السياسية السودانية الآن؟
يمكن وصف الوضع الراهن في السودان بأنه وصل إلى مرحلة "عنق الزجاجة"، ولا أريد وصف الحالة بأسوأ من ذلك، لأنه يعني أن البلاد في حالة "موت سريري"، السودان لم يصل إلى مرحلة الموت السريري، لكن وصف عنق الزجاجة تعني أن السودان يحتاج إلى إنعاش سياسي، هذا الإنعاش لا يمكن أن نصل إليه إلا إذا كان هناك وفاق سياسي بين الأطراف التي تمثل الثورة الحية، مثل قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، والأهم من ذلك القوى الحديثة التي يمثلها لجان المقاومة بما تمثله من ثقل شعبي كبير جدا وسيطرة على الشارع، وهى تضم فئة الشباب الذين يمثلون أكثر من 75 في المئة من تعداد السكان، وهذه الفئة هي الأقوى والأكثر ديناميكية وحيوية سياسية، وبدون هذا الوفاق سوف نظل ندور في حلقة من الفراغ السياسي والدستوري والأمني والإداري، قد يؤدي إلى كارثة في السودان.
بعد تجميد الحوار الذي ترعاه الآلية الثلاثية .. هل ترى أن أمريكا والسعودية يمكن أن تلعبا دورا أكثر فعالية في حل الأزمة؟
الآلية الثلاثية بدأت العمل كميسر ومسهل لعملية الحوار بين الأطراف السودانية، على أساس أن يكون الحوار "سوداني - سوداني" بين أطراف هي مختلفة فيما بينها، لكن ما حدث أن الاجتماع الذي نسقته وأدارته الآلية الثلاثية، كان اجتماع بين أطراف ليس بينها خلاف، بل هي أطراف متفقة سياسيا على أجندة محددة، وبالتالي لم تحقق تلك الخطوة نجاحا لأنها لم تجمع بين الأطراف الرئيسيين الأساسيين في المعضلة السودانية، وفي تقديري أن الاجتماع الذي تم بين المكون العسكري و
قوى الحرية والتغيير هو بداية وبارقة أمل، لكنه ليس الحل الكامل، لأن هناك أطراف كثيرة جدا وفعالة وحيوية في الساحة السياسية السودانية لم تكن مشاركة في هذا الاجتماع، الذي أعتقد أنه اجتماع تمهيدي وليس حوارا بين العسكر والحرية والتغيير، وبالتالي إذا لم يتم إضافة الآلية الثلاثية وكل قوى الثورة الحية ممثلة في تجمع المهنيين ولجان المقاومة وحتى الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقية سلام جوبا، فلا يمكن إقصاء تلك القوى والحركات لأن الحرية والتغيير مختلفة معها، لأنها مكون أساسي للسلام في السودان، وبالتالي لا يمكن إقصاء جهة من الحوار في السودان، إذا الاجتماع هو بارقة أمل وإن لم تكن لديه خارطة طريق واضحة وبمشاركة الجهات الفاعلة في الساحة السياسية السودانية، فلن يؤدي إلى نتيجة إيجابية.
لكن هناك رفض من الشارع للحوار مع العسكر.. هل يمكن تجاوز الشارع في أي عملية سياسية؟
الآلية الأمريكية السعودية ليست بديلا للآلية الثلاثية المتمثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، ولا يمكن أن تكون بديلا أبدا، لأن الآلية الثلاثية لديها دعم من المجتمع الدولي، ولن تستطيع الآلية الأمريكية السعودية أن تحل محل الآلية الثلاثية، بل يمكن أن تعززها، كما أن أبناءنا في لجان المقاومة قد رفعوا منذ البداية اللاءات الثلاث بعدم الشراكة والتفاوض مع العسكر، لكن هذا شعار تكتيكي الغرض منه رفع سقف المفاوض في مرحلة المفاوضات، ولكن لن يكون هناك تسليم سلطة للمدنيين إلا بعد الجلوس مع العسكريين لاستلام تلك السلطة، الأمر الذي يعني أنه لا يمكن فصل المكون العسكري عن آلية تسليم السلطة.
فالمسألة ليست مسألة تفاوض وإنما هي حوار حول كيفية عودة الحكم المدني الكامل وابتعاد المكون العسكري عن العمل السياسي تماما، ويتفرغ لإصلاح المؤسسة العسكرية وتكوين جيش وطني يضم كل حركات الكفاح المسلح بما فيها الدعم السريع، وأن يكون هذا الجيش بعقيدة عسكرية جديدة بعيدة عن الولاءات السياسية، هذا الأمر لا يمكن أن يتأتى ما لم يكن هناك حوارا مع المؤسسة العسكرية، فعندما نتحدث عن المؤسسة العسكرية فإننا لا نتحدث عن القادة الانقلابيين، لأن الجيش مؤسسة وطنية عريقة تم تسيسها في مرحلة من المراحل، ويجب أن تعود مؤسسة وطنية تحمي البلاد والدستور والشعب السوداني.
ما هي المرجعية التي يتم الاستناد إليها في أي خطوة سياسية.. هل الوثيقة الدستورية ما زالت صالحة في تلك المرحلة؟
الوثيقة الدستورية تم تمزيقها بالكامل يوم 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي 2021 بالانقلاب العسكري، فلم يجمد هذا الانقلاب الوثيقة وإنما قام بتمزيقها، الوثيقة الدستورية معنية بالفترة ما قبل 25 أكتوبر، والشعب السوداني لا يريد أبدا العودة إلى يوم 24 أكتوبر الماضي، كي لا يعود إلى ما كان يدور قبل
الانقلاب العسكري، وبالتالي الوثيقة الدستورية ليست صالحة أبدا للمرحلة الانتقالية الجديدة المنتظر أن تتفق عليها المكونات السياسية، لذا يجب في البدء التحاور حول دستور جديد يحكم الفترة الانتقالية بمفاهيم جديدة وأسلوب جديد وأن تكون هناك حكومة مدنية من الكفاءات التي لا علاقة لها مطلقا بالأحزاب السياسية ولا بما حدث في الفترة السابقة، نريد وجوه جديدة تدير الفترة الانتقالية ويكون مرجعيتها دستور جديد وليس الوثيقة الدستورية التي مزقها العسكر.
الوضع الآن على الأرض مختلف عما كان عليه قبل ثلاث سنوات.. فكيف يجري الحديث عن مرحلة انتقالية جديدة؟
بالفعل هناك تداخلات كثيرة عسكرية وسياسية وأمنية واختلافات وخلافات ودخول الحركات المسلحة في العمل السياسي، هذه التداخلات أدت إلى تعقيد المشهد السياسي السوداني، لذا فإن المرحلة القادمة تحتاج إلى وقت كاف حتى لا نكرر ما سبق، يجب أن نخرج بدستور تتفق عليه جميع الأطراف وإذا لم يتم التوافق عليه فلن يكون صالح لحل مشاكل البلاد، ويجب أن لا تتعدى الفترة الانتقالية ثلاث سنوات بمهام واضحة ومحددة وبرنامج وخطة عمل متفق عليها حتى نصل إلى مرحلة الانتخابات وبعدها يقرر الشعب السوداني من يحكمه عبر صناديق الاقتراع.
كيف تقيم الإجراءات الأخيرة التي قام بها البرهان من رفع الطوارئ وإخراج بعض المعتقلين؟
أنا على اتصال مباشر ويومي مع الكثير من الأطراف السياسية السودانية، لذا أعتقد أن رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح بعض السياسيين هي خطوة جيدة إذا كان الغرض منها تمهيد الطريق لحوار "سوداني- سوداني"، لكن في حقيقة الأمر هي خطوة تكتيكية ولا تهدف إلى فتح الطريق أمام الحوار، بدليل أن القتل والقمع الوحشي للمظاهرات لا يزال مستمرا، ولا زال الذين
يطلقون الرصاص على المتظاهرين السلميين يتمتعون بحصانة أجازها قانون الطوارئ، وكل ما قام به البرهان هو رسالة للخارج أكثر منها للداخل.
هل تفرض واشنطن عقوبات جديدة على السودان إذا ما استمر الوضع الحالي؟
في اعتقادي إذا لم يتوصل السودانيون بنهاية شهر يونيو/حزيران الجاري إلى وفاق واتفاق حول عودة الحكم المدني، ولا أتحدث عن العودة إلى ما قبل الانقلاب، إنما أتحدث عن حكم مدني كامل، وحكومة تكنو قراط لا علاقة لها بالأحزاب السياسية، فإذا لم يحدث هذا فأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب سوف يفرضون عقوبات على قادة الانقلاب، تلك العقوبات لن تكون تحت الفصل السابع للأمم المتحدة، لأنه من الصعوبة بمكان الآن الذهاب إلى مجلس الأمن لفرض عقوبة تحت الفصل السابع، لذا فقد تكون هناك عقوبات اتحادية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وسوف تمتد تلك العقوبات لتشمل كل الانقلابيين ومن شايعهم، لأنهم قتلوا التجربة الديمقراطية في السودان، ولا بد أن نعلم أن العسكر فقدوا أكبر داعم لهم في المنطقة وهى مصر بعد أن أعادوا الإسلاميين إلى السلطة والمناصب القيادية في الدولة.
أنتم كتجمع دبلوماسي للسودانيين في المنظمات الدولية.. ما هو دوركم تجاه ما يحدث في الداخل؟
نحن كنخبة سودانية في منظمات دولية بالخارج، لنا بكل تأكيد تأثير كبير جدا في حشد الرأي العام العالمي لدعم التحول الديمقراطي في السودان، وهنا أتحدث عن الرأي العام والإعلام العالمي، لا أتحدث عن دول أو جهات بعينها وإنما الرأي العام العالمي بصفة عامة، والذي يؤثر بدوره في صناعة القرار لدى دولة، نحن لا نطلب من الدول أن تتدخل في شؤوننا، إنما نعمل على حشد الرأي العام العالمي.
أجرى الحوار/أحمد عبد الوهاب