وسط تأكيد استطلاعات الرأي واستمرار الانقسام.. هل تنخفض نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست؟
© AFP 2023 / AHMAD GHARABLI
تابعنا عبر
في وقت تستعد فيه القوائم العربية لخوض المعركة الانتخابية على مقاعد الكنيست الإسرائيلي، ومع استمرار الانقسام واستبعاد إمكانية توحدها، توقعت استطلاعات الرأي انخفاض نسب إقبال الجماهير العربية بالداخل على التصويت.
وقال منظمو استطلاعات الرأي والمحللون إنه في الوقت الذي ينظر فيه الجمهور إلى انتخاباته الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف، من المرجح أن تبقي اللامبالاة المنتشرة على نطاق واسع العديد من العرب في إسرائيل في منازلهم في انتخابات نوفمبر، وفقًا لموقع تايمز أوف إسرائيل.
وقبل عامين، حصدت الأحزاب العربية الأربعة موجة إقبال كبيرة وصلت إلى 65% من الناخبين العرب المؤهلين، وحصدوا وقتها 15 مقعدًا في الكنيست، لكن آخر عامين عاصفين في السياسة الإسرائيلية تركا كلا من "القائمة المشتركة" وحزب "القائمة العربية الموحدة" معرضان لضربة عميقة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن مستقبل القوائم العربية في الانتخابات المقبلة، حال عزوف الجماهير العربية عن التصويت، لا سيما في ظل ترصد اليمين الإسرائيلي لإفشال أي تكتل عربي قوي.
انخفاض متوقع
بدوره أكد محمد كنعان، العضو العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى انخفاض نسب المصوتين العرب في الانتخابات القادمة، لعدة أسباب أهمها حرب المناكفات والاتهامات والتخوين المتبادلة بين القائمة العربية المشتركة والقائمة الموحدة على مدار عام كامل.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن فشل القوائم العربية في الكنيست الإسرائيلي في تحقيق كافة الإنجازات والوعود التي قطعوها على أنفسهم للناخبين العرب قبيل الانتخابات الأخيرة، أحد أهم دوافع عزوف الجماهير العربية عن التصويت.
وتابع: "لأول مرة يكون هناك قائمة عربية داخل الائتلاف الحكومي لإسرائيل، لكنها لم تستطع أن تحقق ما كانت تصبو إليه وما وعدت الجماهير به، ما أثر ولا يزال يؤثر على الجماهير العربية، وإمكانية حشدهم مرة أخرى للتصويت للنواب العرب في انتخابات الكنيست المقبلة.
وأكد أن: "من بين الأسباب الأخرى، غلق القوائم العربية أبوابها أمام باقي المكونات السياسية العربية، وأنها لا تسمح بالتجديد من ناحية التمثيل أو الشخصيات، والناخب العربي يريد الآن تجديد الدماء والقوائم، ربما يسهم ذلك في تغيير الوضع في الشارع والمجتمع العربي، لكن في النهاية نسب التصويت القادمة من المتوقع انخفاضها بشكل ملحوظ عن الانتخابات الماضية".
انقسام مستمر
من جانبه يرى الدكتور أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن استطلاعات الرأي حتى الآن تعطي نفس نتيجة التصويت في الانتخابات الماضية، حيث شهدت الجولة الأخيرة تراجعًا كبيرًا في التصويت للقوائم العربية، وهذ التراجع سببه هو الانقسام بين القائمة العربية المشتركة والقائمة الموحدة.
5 يوليو 2022, 09:36 GMT
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الجميع توقع تراجع التصويت للقائمة الموحدة وأنها لن تصل لنسبة الحسم، ولكن من المتوقع أن تحافظ على نفس مقاعدها، لأن جمهور ناخبيها هم من المنتمين للتيار الإسلامي في الجنوب، والأحزاب الدينية تكون كتلتها التصويتية ثابتة.
وتابع: "في الجولة الثانية والثالثة لانتخابات الكنيست في أعوام ٢٠١٩ و٢٠٢٠ أحدث العرب حضورا كبيرا عندما حصلوا مجتمعين على ١٦ مقعدا، وكادوا أن يكونوا رؤساء المعارضة في الكنيست، ولكن الكنيست انهار ثم تفككت القائمة المشتركة".
وعن إمكانية توحيد القائمتين مرة أخرى قبل الدخول في الانتخابات المقبلة، توقع الرقب استمرار الانقسام بين القائمتين، وأن جميع القوائم العربية ستحصل مجتمعة على 10 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي القادم.
تحالف مستبعد
واستبعد سكرتير عامة القائمة العربية المشتركة، منصور دهامشة، إمكانية الدخول في تحالف واحد، مع القائمة الموحدة في انتخابات الكنيست المقبلة، معتبرًا أن موقف ونهج القائمة الموحدة "التقايضي" الزاحف وراء الحكومات الإسرائيلية وأعوانها، من بينيت لنتنياهو لشاكيت، مرفوض رفضًا باتًا من قبلهم، ولا يمكن إجراء مفاوضات بين الكتلتين، ما دامت "الموحدة" مستمرة في سياستها.
وبحسب حديث سابق لـ "سبوتنيك"، أكد أنه من المقرر أن تدخل القائمة العربية المشتركة في تحالفات تختلف عن السابق، تحالفات نضالية كفاحية مبنية على أساس برنامج نضالي، الحد الأدنى منه الالتزام بالثوابت الوطنية من النضال بشهامة وكرامة ورأس مرفوع بدون تنازل أو خضوع لإملاءات وشروط الحكومات الإسرائيلية مهما كانت يسارية.
وتابع: "شهدنا خلال العام الماضي حكومة نفتال بينيت التي كانت أكثر يمينية وتطرفًا من سابقتها، فالسياسة التهويدية استمرت على مدار عام كامل، لم تتغير عن نهج حكومة بنيامين نتنياهو أو غيرها قيد أنملة".
وعن مستقبل القوائم العربية في الانتخابات المقبلة، يرى دهامشة أنها لم تتضح معالمها بعد، فكل انتخابات تشمل على فرصة، مؤكدًا أن الفرصة سانحة لتغيير السياسات والوجوه، حيث بدأت هذه التغيرات في الظهور بعد استقالة بينيت نفسه، وإعلانه عدم خوض المعترك الانتخابي المقبل، إضافة لتوقعات تغيير الكثير من أعضاء الكنيست.
وبحسب سكرتير القائمة المشتركة، فإن الخريطة السياسية الإسرائيلية متقلبة ومتغيرة بسرعة كبيرة جدًا، ولا يمكن استباق الوقت، حيث تعمل القائمة وتناضل وتكافح من أجل تغيير السياسات لا الأشخاص، معتبرًا أن كل فرصة تحمل إمكانيات جديدة، لا تعتمد فيها القائمة المشتركة على الحكومة اليمينية المتطرفة، بل على نفسها وشعبها الذي يساندها ويدعمها بإخلاص وتفاني.
وقال الموقع العبري إنه في آذار/مارس 2020، تلقت الأحزاب العربية الرئيسية الأربعة، التي خاضت الانتخابات معا كقائمة مشتركة، إقبالا شبه قياسي، وتأمل الكتلة، التي حصلت على 15 مقعدا، في الانضمام إلى تحالف يسار وسط والدفع باتجاه التغيير في القضايا التي تهم العرب في إسرائيل.
في الدورة الانتخابية التالية، انفصلت القائمة العربية الموحدة عن القائمة المشتركة وخاضت الانتخابات بمفردهم، وتمكنت القائمة العربية الموحدة من تجاوز العتبة الانتخابية بأربعة مقاعد، لتصبح في القيادة، لكن الإقبال العربي انخفض بنحو 20 نقطة بين انتخابات 2020 و2021، ولعب فشل محاولة القائمة المشتركة الانضمام إلى الائتلاف دورا، كما لعب التشويش الشرس بين الأحزاب العربية المتنافسة بعد الانقسام دوره، وفقا للموقع العبري.
وصوّت البرلمان الإسرائيلي في القراءتين الثانية والثالثة لصالح حلّ نفسه، وأفاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وتمت مراسم نقل صلاحيات رئيس الوزراء الإسرائيلي من نفتالي بينيت، الذي شغل هذا المنصب العام الماضي، إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد.
