https://sarabic.ae/20220903/لبنان-مهدد-بالانقطاع-عن-العالم-كليا-مع-انفجار-أزمة-الاتصالات-1067245815.html
لبنان مهدد بالانقطاع عن العالم كليا مع انفجار أزمة الاتصالات
لبنان مهدد بالانقطاع عن العالم كليا مع انفجار أزمة الاتصالات
سبوتنيك عربي
بات لبنان مهدداً بانقطاع تواصله مع العالم الخارجي مع انفجار أزمة الاتصالات وتفاقمهما إلى مستويات غير مسبوقة حتى خلال الحروب والأزمات الأمنية التي ألمت به على... 03.09.2022, سبوتنيك عربي
2022-09-03T20:23+0000
2022-09-03T20:23+0000
2022-09-03T20:23+0000
لبنان
أخبار لبنان
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/09/18/1050244120_0:205:2400:1555_1920x0_80_0_0_34d2fba8975748f3c257436615326f2b.jpg
بيروت - سبوتنيك. منذ يوم الثلاثاء الماضي، توقفت خدمة الإنترنت والاتصالات الأرضية في معظم الأراضي اللبنانية وضعفت الاتصالات الخلوية التي تؤمنها شركتا "ألفا" و"تاتش" في أحياء واسعة من العاصمة بيروت ومناطق لبنانية أخرى لا سيما الجنوب والشمال.حدث ذلك نتيجة قرار نقابة موظفي هيئة "أوجيرو" التي تُشغّل هذا القطاع الرسمي، بتنفيذ إضراب عام للضغط من أجل تحقيق مطالبها بتحسين ظروف العمل وزيادة الرواتب أسوة بالموظفين في قطاع الاتصالات الخاص.أدى ذلك إلى خروج 20 مركزاً [سنترالات اتصالات] عن الخدمة كلياً حتى الآن، ويتوقع أن تتوقف مراكز أخرى عن العمل خلال الأيام القليلة المقبلة، ليصبح لبنان في عزلة تامة عن العالم.وأدى انقطاع الاتصالات الأرضية وشبكة الإنترنت إلى أضرار في مرافق القطاعين العام والخاص وُصفت بأنها "كارثية". وتأثر العمل بشكل كبير في المؤسسات والشركات والمعامل والمصارف والمستشفيات والجامعات الموجودة في المناطق المتضررة.وقالت الطبيبة اللبنانية جمانة دندشلي لوكالة "سبوتنيك" إن الاتصالات في كبرى مستشفيات العاصمة ومنها المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت توقفت ليومين، ما أثر على التواصل بين المرضى والأطباء وعلى عمل قسم الطوارئ.كذلك شُل عمل جهاز الصليب الأحمر اللبناني القائم على تلقي طلبات النجدة الصحية عبر الهاتف لمدة 11 ساعة متواصلة. ولم يستطع طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت إحدى أكبر جامعات لبنان والشرق الأوسط من تلقي دروسهم عبر الإنترنت للسبب نفسه.ومعروف أن قطاع الإنترنت بات هو حجر الزاوية في اقتصاد معظم دول العالم، وكلما كانت البنى التحتية لقطاع الاتصالات متطورة كلما أمكن جذب استثمارات أكبر، بدليل الفورة التي تشهدها عدة دول في المنطقة، ولا سيما دبي والدوحة.وعلى مدار الأيام الماضية، خاضت نقابة موظفي هيئة "أوجيرو" مفاوضات شاقة مع وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم لحل الأزمة، وعقدت معه اجتماعين؛ الأول قبل يومين واستغرق 4 ساعات من دون جدوى، والثاني تم ليل أول أمس (الخميس) لمدة 3 ساعات، قررت بعده النقابة مواصلة الإضراب المفتوح.وقال أمين سر نقابة موظفي "أوجيرو" عبدالله إسماعيل لوكالة "سبوتنيك" إن وفد النقابة "سمع من وزير الاتصالات لهجة مختلفة عن تلك التي سمعها في الأيام الماضية لكن العبرة تبقى في التنفيذ".وأوضح إسماعيل أن الوزير القرم وعد بمراجعة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف خليل لتحديد مدى قابلية تنفيذ الوعود التي قطعها بتحسين رواتبهم، مضيفا "وعليه قررنا عدم التراجع عن قرار الإضراب حتى يوضع الحل على سكة التنفيذ العملي لأننا في لبنان معتادون على الوعود الجوفاء".في المقابل، أبدى وزير الاتصالات اللبناني تفاؤله باحتمال التوصل إلى حل يؤمن الحصول على إيرادات إضافية للموظفين وفق ثلاثة مطالب قانونية.وأشار القرم في تصريحات لـ "سبوتنيك" إلى مطلب رابع رفعه الموظفون "بحاجة إلى نقاش مع المعنيين"، رافضاً الخوض في تفاصيل المطالب، لكنه لم يستبعد احتمال التوصل إلى تسوية "في أقرب وقت ممكن".وقال مسؤول في قطاع الاتصالات رفض الكشف عن اسمه لـ "سبوتنيك" إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "هدّد في بداية الإضراب باستدعاء وحدات من الجيش اللبناني لتسيير عمل كل سنترالات "أوجيرو" في جميع المناطق، لكن قيادة الجيش رفضت التجاوب مع هذا الطرح وعليه لمسنا ليونة في خطاب وزير الاتصالات خلال لقائه نقابة الموظفين الخميس الماضي".وكانت نقابة موظفي هيئة "أوجيرو" قد أعلنت الإضراب المفتوح يوم الثلاثاء الماضي بما يشمل الامتناع عن الحضور إلى مراكز العمل وتوقف أعمال الهيئة وخدماتها بما فيها أعمال الصيانة في كافة الأراضي اللبنانية، وذلك اعتراضاَ على عدم تعديل المادة 49 من قانون الاتصالات.وتنص تلك المادة على تسوية أوضاع موظفين وعاملين في الهيئة وفي وزارة الاتصالات وضمهم إلى ملاكات جديدة.وكذلك يحتج موظفو "أوجيرو" على عدم تأمين الاعتمادات الضرورية لتسيير المرفق من محروقات وصيانة معدات وبدلات النقل والمساعدة الاجتماعية التي أقرتها الحكومة اللبنانية ولم تنفذ حتى الآن، فضلا عن عدم تحويل رواتب الموظفين بناء على تعميم مصرف لبنان 151 (أي تسعير الدولار وفق سعر منصة صيرفة البالغ 27 ألف ليرة بدلاً من السعر الرسمي البالغ 1500 ليرة)، وذلك أسوة بالعاملين في القطاع الخلوي الخاص ممن يجري دفع جزء من رواتبهم بالعملة الصعبة (الدولار)، علماً أن الدولة اللبنانية كانت قد زادت تعرفة الاتصالات كلها سواء المتعلقة بـ"أوجيرو" أو شركتي "ألفا" و"تاتش" منذ مطلع شهر تموز/يوليو الماضي.يذكر أن قطاع الاتصالات قاربت إيراداته حدود الـ17 مليار دولار بين العامين 2010 و2020 ووفر لخزينة الدولة اللبنانية حوالي الـ11 مليار دولار خلال الفترة نفسها، وكان عددا من أهل السياسة والاقتصاد يطلقون على هذا القطاع تسمية "منجم الذهب".وبرغم تعديل الأسعار تتردى خدمات القطاعين الخاص والعام يوماً بعد يوم، وهو الأمر الذي يسري على معظم مؤسسات القطاع العام في لبنان بالدرجة الأولى نتيجة ارتفاع أسعار النقل وانهيار قيمة الرواتب والأجور وبالتالي عدم حضور عشرات آلاف الموظفين يومياً إلى الدوائر والمؤسسات العامة.ويشرح أمين سر نقابة "أوجيرو" لـ"سبوتنيك" أن عمل الهيئة "لم يتوقف في أعتى الأزمات الأمنية والصحية من جائحة كورونا إلى "حرب لبنان الثانية" في تموز/يوليو عام 2006 والتفجيرات الإرهابية التي شهدها لبنان حيث سقط لنا شهداء وكنا نعمل 24 ساعة متواصلة، لكننا الآن وصلنا إلى نقطة الاختناق إذ أن راتب الموظف البالغ مليونين أو ثلاثة ملايين ليرة لم يعد يكفي لشراء البنزين للوصول إلى مراكز عملنا".وفضلاً عن الرواتب المتدنية، يعاني الموظفون من عجزهم عن تشغيل مؤسستهم أو إكمال أعمال الصيانة نتيجة شح الأموال المرصودة والنقص في المواد الأولية من خطوط مد نحاسية وغيرها إذ أن الأعطال والنواقص بات من الصعب استبدالها إذا تعطلت أو سرقت لعدم توفر بدائل.وكانت ميزانية تشغيل أوجيرو تبلغ 200 مليار ليرة حين كان الدولار بسعر 1500 ليرة، لكن المبلغ خُفض إلى 48 مليار ليرة عام 2019 مع بدء الأزمة المالية الحادة في البلاد، وباتت قيمته هزيلة مع ملامسة سعر الدولار الـ 35 الف ليرة.لم يعد هذا المبلغ يكفي حتى لشراء المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية في المؤسسة تعويضاً عن الغياب الكلي لكهرباء الدولة (ميزانية المازوت السنوية تقدر بـ 50 مليار ليرة، أي حوالي مليون وأكثر من 600 ألف دولار أميركي بحسب سعر الصرف الحالي).ولا يخفي عاملون في قطاع الاتصالات مخاوفهم من أن وراء تأزم الوضع نية مبيتة لدى البعض في الدولة اللبنانية لتدمير هذا المرفق العام الحيوي لصالح القطاع الخاص، لا سيما وأن القطاع يعتبر الأول لناحية تزويده الخزينة اللبنانية بالمداخيل.ويذكِّر هؤلاء بأن تعرفة الاتصالات قد رفعت منذ شهرين بمقدار ضعفين ونصف الضعف تقريباً. حتى أن شركات خاصة لتوزيع الإنترنت تشتري الإنترنت من "أوجيرو" بنصف السعر وفق اتفاق سابق مع الدولة، ثم تبيعه للمستهلك بثلاثة أضعاف سعره الرسمي.وإزاء تدهور قطاع الاتصالات في لبنان إلى هذا المستوى، يبحث لبنانيون كثر لا سيما أصحاب المؤسسات والشركات عن بدائل للإنترنت - العصب الحيوي لأعمالهم - ويسعى هؤلاء إلى تركيب أنظمة إنترنت بديلاً عن تلك التي تقدمها هيئة "أوجيرو"، باعتماد أنظمة الأقمار الصناعية.ويقول المهندس وجدي كنعان الذي يملك شركة للإنترنت في بيروت لوكالة "سبوتنيك" "إن الكارثة ستحل عندما تتوقف المحطة الأساسية لشركة "أوجيرو"، وهو أمر متوقع إذا استمرت حالة الاهتراء في البنية التحتية للقطاع".وأضاف كنعان أن سبب الخوف كون خدمات الإنترنت التي تقدمها الشركات الخاصة في لبنان ملزمة، وفق القانون، بالمرور عبر "أوجيرو".وتابع قائلا: "في هذه الحالة، لن يكون بالإمكان تأمين الإنترنت إلا عبر استقدام هذه الخدمة بواسطة الأقمار الصناعية مرتفعة الكلفة وغير الشرعية و".ومضى بقوله "إذا أرادت شركة الحصول على باقة بقوة واحد ميغابيتس في الثانية، عليها تركيب جهاز تبلغ كلفته 4500 دولار، بالإضافة إلى 1500 دولار هي كلفة الاشتراك الشهري. أما الاشتراكات الفردية بالاعتماد على هذه التقنية فلا تقل عن 110 دولارات شهرياً أي نحو 3 ملايين ونصف المليون ليرة لبنانية، هذا فضلاً عن كلفة التركيب التي تصل إلى 150 دولاراً تدفع مرة واحدة".
https://sarabic.ae/20220630/تعريفة-الاتصالات-في-لبنان-تحد-من-استفادة-المواطنين-من-خدمات-الإنترنت--1064476499.html
https://sarabic.ae/20211219/وزير-لبناني-انقطاع-الاتصالات-والإنترنت-عن-البلاد-خلال-ساعات-أو-أيام-1054347182.html
https://sarabic.ae/20220116/وزير-الاتصالات-اللبناني-يكشف-أسباب-الانقطاع-المستمر-في-الاتصالات-1056270927.html
https://sarabic.ae/20220902/بعد-فشل-الحكومة-في-تأمين-نفقات-التشغيل-هل-يضطر-لبنان-لإلغاء-بعض-السفارات-والقنصليات؟-1067208397.html
لبنان
أخبار لبنان
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2022
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e5/09/18/1050244120_213:0:2346:1600_1920x0_80_0_0_99727f03033089d5475bb3f575e67355.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
لبنان, أخبار لبنان, العالم العربي
لبنان, أخبار لبنان, العالم العربي
لبنان مهدد بالانقطاع عن العالم كليا مع انفجار أزمة الاتصالات
بات لبنان مهدداً بانقطاع تواصله مع العالم الخارجي مع انفجار أزمة الاتصالات وتفاقمهما إلى مستويات غير مسبوقة حتى خلال الحروب والأزمات الأمنية التي ألمت به على مدى عقود، ما لم تتحرك حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي لمنع تدهور القطاع الأكثر حيوية في بلد يعيش عتمة شاملة وانهياراً لعملته الوطنية وإضراباً مفتوحاً لموظفي القطاع العام.
بيروت -
سبوتنيك. منذ يوم الثلاثاء الماضي، توقفت خدمة الإنترنت والاتصالات الأرضية في معظم الأراضي اللبنانية وضعفت الاتصالات الخلوية التي تؤمنها شركتا "ألفا" و"تاتش" في أحياء واسعة من العاصمة بيروت ومناطق لبنانية أخرى لا سيما الجنوب والشمال.
حدث ذلك نتيجة قرار نقابة موظفي هيئة "أوجيرو" التي تُشغّل هذا القطاع الرسمي، بتنفيذ إضراب عام للضغط من أجل تحقيق مطالبها بتحسين ظروف العمل وزيادة الرواتب أسوة بالموظفين في قطاع الاتصالات الخاص.
أدى ذلك إلى خروج 20 مركزاً [سنترالات اتصالات] عن الخدمة كلياً حتى الآن، ويتوقع أن تتوقف مراكز أخرى عن العمل خلال الأيام القليلة المقبلة، ليصبح لبنان في عزلة تامة عن العالم.
وأدى انقطاع الاتصالات الأرضية وشبكة الإنترنت إلى أضرار في مرافق القطاعين العام والخاص وُصفت بأنها "كارثية". وتأثر العمل بشكل كبير في المؤسسات والشركات والمعامل والمصارف والمستشفيات والجامعات الموجودة في المناطق المتضررة.
وقالت الطبيبة اللبنانية جمانة دندشلي لوكالة "
سبوتنيك" إن الاتصالات في كبرى مستشفيات العاصمة ومنها المركز الطبي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت توقفت ليومين، ما أثر على التواصل بين المرضى والأطباء وعلى عمل قسم الطوارئ.
كذلك شُل عمل جهاز الصليب الأحمر اللبناني القائم على تلقي طلبات النجدة الصحية عبر الهاتف لمدة 11 ساعة متواصلة. ولم يستطع طلاب الجامعة الأمريكية في بيروت إحدى أكبر جامعات لبنان والشرق الأوسط من تلقي دروسهم عبر الإنترنت للسبب نفسه.
ومعروف أن قطاع الإنترنت بات هو حجر الزاوية في اقتصاد معظم دول العالم، وكلما كانت البنى التحتية لقطاع الاتصالات متطورة كلما أمكن جذب استثمارات أكبر، بدليل الفورة التي تشهدها عدة دول في المنطقة، ولا سيما دبي والدوحة.
وعلى مدار الأيام الماضية، خاضت نقابة موظفي هيئة "أوجيرو" مفاوضات شاقة مع
وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم لحل الأزمة، وعقدت معه اجتماعين؛ الأول قبل يومين واستغرق 4 ساعات من دون جدوى، والثاني تم ليل أول أمس (الخميس) لمدة 3 ساعات، قررت بعده النقابة مواصلة الإضراب المفتوح.
وقال أمين سر نقابة موظفي "أوجيرو" عبدالله إسماعيل لوكالة "
سبوتنيك" إن وفد النقابة "سمع من وزير الاتصالات لهجة مختلفة عن تلك التي سمعها في الأيام الماضية لكن العبرة تبقى في التنفيذ".
19 ديسمبر 2021, 16:41 GMT
وأوضح إسماعيل أن الوزير القرم وعد بمراجعة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف خليل لتحديد مدى قابلية تنفيذ الوعود التي قطعها بتحسين رواتبهم، مضيفا "وعليه قررنا عدم التراجع عن قرار الإضراب حتى يوضع الحل على سكة التنفيذ العملي لأننا في لبنان معتادون على الوعود الجوفاء".
في المقابل، أبدى وزير الاتصالات اللبناني تفاؤله باحتمال التوصل إلى حل يؤمن الحصول على إيرادات إضافية للموظفين وفق ثلاثة مطالب قانونية.
وأشار القرم في تصريحات لـ "
سبوتنيك" إلى مطلب رابع رفعه الموظفون "بحاجة إلى نقاش مع المعنيين"، رافضاً الخوض في تفاصيل المطالب، لكنه لم يستبعد احتمال التوصل إلى تسوية "في أقرب وقت ممكن".
وقال مسؤول في قطاع الاتصالات رفض الكشف عن اسمه لـ "
سبوتنيك" إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "هدّد في بداية الإضراب باستدعاء وحدات من الجيش اللبناني لتسيير عمل كل سنترالات "أوجيرو" في جميع المناطق، لكن قيادة الجيش رفضت التجاوب مع هذا الطرح وعليه لمسنا ليونة في خطاب وزير الاتصالات خلال لقائه نقابة الموظفين الخميس الماضي".
وكانت نقابة موظفي هيئة "أوجيرو" قد أعلنت الإضراب المفتوح يوم الثلاثاء الماضي بما يشمل الامتناع عن الحضور إلى مراكز العمل وتوقف أعمال الهيئة وخدماتها بما فيها أعمال الصيانة في كافة الأراضي اللبنانية، وذلك اعتراضاَ على عدم تعديل المادة 49 من قانون الاتصالات.
وتنص تلك المادة على تسوية أوضاع موظفين وعاملين في الهيئة وفي وزارة الاتصالات وضمهم إلى ملاكات جديدة.
وكذلك يحتج موظفو "أوجيرو" على عدم تأمين الاعتمادات الضرورية لتسيير المرفق من محروقات وصيانة معدات وبدلات النقل والمساعدة الاجتماعية التي أقرتها الحكومة اللبنانية ولم تنفذ حتى الآن، فضلا عن عدم تحويل رواتب الموظفين بناء على تعميم مصرف لبنان 151 (أي تسعير الدولار وفق سعر منصة صيرفة البالغ 27 ألف ليرة بدلاً من السعر الرسمي البالغ 1500 ليرة)، وذلك أسوة بالعاملين في القطاع الخلوي الخاص ممن يجري دفع جزء من رواتبهم بالعملة الصعبة (الدولار)، علماً أن الدولة اللبنانية كانت قد زادت تعرفة الاتصالات كلها سواء المتعلقة بـ"أوجيرو" أو شركتي "ألفا" و"تاتش" منذ مطلع شهر تموز/يوليو الماضي.
يذكر أن قطاع الاتصالات قاربت إيراداته حدود الـ17 مليار دولار بين العامين 2010 و2020 ووفر لخزينة الدولة اللبنانية حوالي الـ11 مليار دولار خلال الفترة نفسها، وكان عددا من أهل السياسة والاقتصاد يطلقون على هذا القطاع تسمية "منجم الذهب".
وبرغم تعديل الأسعار تتردى خدمات القطاعين الخاص والعام يوماً بعد يوم، وهو الأمر الذي يسري على معظم مؤسسات القطاع العام في لبنان بالدرجة الأولى نتيجة ارتفاع أسعار النقل وانهيار قيمة الرواتب والأجور وبالتالي عدم حضور عشرات آلاف الموظفين يومياً إلى الدوائر والمؤسسات العامة.
ويشرح أمين سر نقابة "أوجيرو" لـ"
سبوتنيك" أن عمل الهيئة "لم يتوقف في أعتى الأزمات الأمنية والصحية من جائحة كورونا إلى "حرب لبنان الثانية" في تموز/يوليو عام 2006 والتفجيرات الإرهابية التي شهدها لبنان حيث سقط لنا شهداء وكنا نعمل 24 ساعة متواصلة، لكننا الآن وصلنا إلى نقطة الاختناق إذ أن راتب الموظف البالغ مليونين أو ثلاثة ملايين ليرة لم يعد يكفي لشراء البنزين للوصول إلى مراكز عملنا".
وفضلاً عن الرواتب المتدنية، يعاني الموظفون من عجزهم عن تشغيل مؤسستهم أو إكمال أعمال الصيانة نتيجة شح الأموال المرصودة والنقص في المواد الأولية من خطوط مد نحاسية وغيرها إذ أن الأعطال والنواقص بات من الصعب استبدالها إذا تعطلت أو سرقت لعدم توفر بدائل.
وكانت ميزانية تشغيل أوجيرو تبلغ 200 مليار ليرة حين كان الدولار بسعر 1500 ليرة، لكن المبلغ خُفض إلى 48 مليار ليرة عام 2019 مع بدء الأزمة المالية الحادة في البلاد، وباتت قيمته هزيلة مع ملامسة سعر الدولار الـ 35 الف ليرة.
لم يعد هذا المبلغ يكفي حتى لشراء المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية في المؤسسة تعويضاً عن الغياب الكلي لكهرباء الدولة (ميزانية المازوت السنوية تقدر بـ 50 مليار ليرة، أي حوالي مليون وأكثر من 600 ألف دولار أميركي بحسب سعر الصرف الحالي).
ولا يخفي عاملون في قطاع الاتصالات مخاوفهم من أن وراء تأزم الوضع نية مبيتة لدى البعض في الدولة اللبنانية لتدمير هذا المرفق العام الحيوي لصالح القطاع الخاص، لا سيما وأن القطاع يعتبر الأول لناحية تزويده الخزينة اللبنانية بالمداخيل.
ويذكِّر هؤلاء بأن تعرفة الاتصالات قد رفعت منذ شهرين بمقدار ضعفين ونصف الضعف تقريباً. حتى أن شركات خاصة لتوزيع الإنترنت تشتري
الإنترنت من "أوجيرو" بنصف السعر وفق اتفاق سابق مع الدولة، ثم تبيعه للمستهلك بثلاثة أضعاف سعره الرسمي.
وإزاء تدهور قطاع الاتصالات في لبنان إلى هذا المستوى، يبحث لبنانيون كثر لا سيما أصحاب المؤسسات والشركات عن بدائل للإنترنت - العصب الحيوي لأعمالهم - ويسعى هؤلاء إلى تركيب أنظمة إنترنت بديلاً عن تلك التي تقدمها هيئة "أوجيرو"، باعتماد أنظمة الأقمار الصناعية.
ويقول المهندس وجدي كنعان الذي يملك شركة للإنترنت في بيروت لوكالة "
سبوتنيك" "إن الكارثة ستحل عندما تتوقف المحطة الأساسية لشركة "أوجيرو"، وهو أمر متوقع إذا استمرت حالة الاهتراء في البنية التحتية للقطاع".
وأضاف كنعان أن سبب الخوف كون خدمات الإنترنت التي تقدمها الشركات الخاصة في لبنان ملزمة، وفق القانون، بالمرور عبر "أوجيرو".
وتابع قائلا: "في هذه الحالة، لن يكون بالإمكان تأمين الإنترنت إلا عبر استقدام هذه الخدمة بواسطة الأقمار الصناعية مرتفعة الكلفة وغير الشرعية و".
ومضى بقوله "إذا أرادت شركة الحصول على باقة بقوة واحد ميغابيتس في الثانية، عليها تركيب جهاز تبلغ كلفته 4500 دولار، بالإضافة إلى 1500 دولار هي كلفة الاشتراك الشهري. أما الاشتراكات الفردية بالاعتماد على هذه التقنية فلا تقل عن 110 دولارات شهرياً أي نحو 3 ملايين ونصف المليون ليرة لبنانية، هذا فضلاً عن كلفة التركيب التي تصل إلى 150 دولاراً تدفع مرة واحدة".