والدة الطفل نوح تطالب في حوار مع "سبوتنيك" بدمج أطفال التوحد ومنحهم حق التعلم
تابعنا عبر
قد تكون عبقرية الأطفال أمــرا إيجابيا للكثير منهم، فيتميزون في مدارسهم بهذه العبقرية عن غيرهم في الذكاء والمهارات والمواهب، ولكن أحيانا تكون هناك حالات لأطفال عباقرة يتقنون اللغات ومهارات الكمبيوتر والرسم والعزف وللأسف يُمنعون من أبسط حق لهم كإنسان وهو حق التعلّم.
وتصدّر وسم "حق نوح في التعليم" مختلف مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، بعد انتشار مقطع فيديو لجدة الصبي، السيدة حياة مخلص، وهي تشرح حالته وتحكي عن قصته بأنه وبعمر الثماني سنوات لا يتم قبوله في أي مدرسة من المدارس الحكومية أو الدولية.
وأثارت القضية الرأي العام لا سيما وأن حق التعليم هو حق إنساني ولا يحق لأي شخص أو هيئة أن تمنع هذه الفئة من التعليم.
تجاهل المسؤولين حالته يهدد بضياع مستقبله..
— شبكة رصد (@RassdNewsN) October 15, 2022
نوح طفل بقدرات خاصة ترفض المدارس استقباله، ما قصته؟ pic.twitter.com/r0ufWquM1d
وتواصلت وكالة "سبوتنيك" مع السيدة حياة مخلص، جدة الصبي نوح، حيث قالت: "إننا اكتشفنا حالة نوح بالصدفة، وقمنا باختبار عبر الإنترنت ومن خلال عرضه على طبيب مختص شخّص حالته أنه مصاب بالتوحّد، وبعدها رأينا أنه منذ أن كان عمره سنتين يستطيع قراءة وكتابة اللغة الإنجليزية ولا يريد التعامل باللغة العربية، ويستطيع الرسم بطريقة جدا رائعة".
أنا تعودت أن أترك أولادي يستمعون إلى أغاني الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية الدولية، وبالنسبة لنوح كان يشد انتباهه المادة الكرتونية في هذه الأغاني ويتساءل كيف يتم إنتاج هذه الأفلام الكرتونية ويبحث بنفسه عن مواد معينة في الحاسوب، وتفاجئنا به حين سألنا عن برامج معينة يريد العمل عليها، وفعلا بدأ يعمل أفلام كرتونية.
وفي سؤالنا لها عن طلاقته في التكلم باللغة الإنجليزية، قالت لنا: "نوح متميّز في اللغة الإنجليزية ويتكلمها بطلاقة منذ صغره، والآن هو يحاول تعلم اللغات الإسبانية واليونانية واليابانية، وهو محب للغات كثيرا".
وبالنسبة لطلباتهم في تقديمه لتلقي التعليم كغيره من الأطفال، قالت لنا: "لقد ذهبت للإدارة التعليمية الخاصة بمنطقتنا في حلوان، وأسألهم أين يمكن تدريس حفيدي نوح مع شرح حالته، وتفاجأت أنه حقيقة لدينا قانون في مصر خاص بدمج أطفال التوحد بنسبة 5% في الفصول".
ولكن للأسف لا يتم تطبيقه على أرض الواقع، وأيضا حين شاركت القصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تلقيت الكثير من الرسائل لأمهات يحكون معانتهن مع أطفالهن، لرفض المدرسة أو المعلمات أو أهالي الاطفال لأطفال التوحد.
وأشارت السيدة حياة إلى أن "طفل التوحد ليس طفلا عنيفا وغير عدواني، فقط هو طفل يحسّ بالضيق والانزعاج نتيجة الصوت العالي".
الله وهبنا هديتين، نوح ويونس، لدينا حالتين من التوحد وهي نادرة جدا، يونس حالته متأخرة قليلا عن أخوه، ولكن مشكلتنا مع نوح المتقدم هو أننا لا نستطيع إدخاله للمدرسة ليأخذ تعليمه.
كما قالت لنا والدة الصبي نوح، السيدة إيمان عمر: "إنّ رسالتي لوزارة التربية والتعليم في بلدنا أن يتم إعطاء الحق لهذه الفئة في التعليم، ونحن نطالب أوّلا وزارة التضامن الاجتماعي ووزير التربية والتعليم بفتح ملف الأطفال المصابين بالتوحد والاهتمام بهم، ونطالب بتفعيل قانون الدمج دون أي عقبات وصعوبات وتفعيل قانون دمج الـ5%، هناك أطفال لديهم متلازمات ولكن ليسوا متوحّدين، هم فقط لديهم صعوبات في التّعلم".
"في مصر يريدون الطفل بشكل وقالب معين في المدرسة، ويضعون مقاييس معينة للشخص الطبيعي، وفي حالة ما إذا قام الطفل المصاب بالتوحد أو بأي متلازمة بسلوك آخر غير الذي يضعونه، يدرجونه مباشرة في خانة طفل مختلف وغير طبيعي، مع أنه إذا قام الطفل الذي يعتبرونه عادي في مقاييسهم الخاصة بسلوك وقام الطفل المصاب بنفس السلوك يتم إرسال شكاوى للأمهات من أنه غير طبيعي".
وأشارت السيدة إيمان إلى أنه "من أبسط حقوق الطفل هو التعليم مثلهم مثل الأشخاص الطبيعيين، وأيضا هناك مشكلة أن هناك الكثير من الأمهات يرفضن تعليم أبنائهم مع هذه الفئة، وهذا جهل وقلة وعي من الشعب سواء الأمهات والمدرسين".
وتابعت: "هناك تنمر غير طبيعي على هذه الفئة، وهذا أمر غريب ومؤسف".
من المفروض أن ندمج هذه الفئة حتى يتحسن، وليس أن نعزله في البيت ونكتفي بشهادة ليتقيد فقط في الوزارة أنه تلقى التعليم.
وفي سؤالنا لها عن عدد المرات التي تقدمت بطلب لتعليمه، قالت لنا: "أنا تقدمت إجمالا إلى 46 مدرسة بطلب لدمج ابني لتلقي التعليم، وتلقيت رفضا طيلة الثلاث سنوات، وابني عمره ثماني سنوات وبعد ستة أشهر سيصبح تسع سنوات وبالتالي القانون في مصر أنه يفقد حقه في التعليم إذا بلغ عمر التاسعة".
وفي الختام، تحدّثت السيدة إيمان عن أن "هناك الكثير من العائلات لا يستطيعون دفع ثمن الجلسات السلوكية التي يحتاجها الطفل ليدخل للمدرسة، اليوم نحن أمام مافيا مراكز المصابين بالتوحد، هم يحاولون تمديد الفترة وتراجع حالته حتى يستمر في دفع الأموال".


