خبراء: وعد بوتين لبينيت يعكس امتناع روسيا عن "الأعمال البربرية" على غرارأمريكا
17:25 GMT 06.02.2023 (تم التحديث: 09:47 GMT 07.02.2023)
© Sputnik . Evgeny Biyatov
/ تابعنا عبر
أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نيفتالي بينيت، بعد مضي ما يقرب من العام على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بتصريحات حول وعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين له منذ البداية بعدم قتل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
إسرائيل تحاول تقديم نفسها كلاعب مهم
وأوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور غسّان محمد لوكالة "سبوتنيك" حول قراءة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت أنه "من الناحية السياسية تصريح بينيت لا ينطوي على أي أهمية على صعيد العلاقة مع روسيا ولا حتى مع أوكرانيا".
فكل ما في الأمر أنه حاول القول لبعض الإسرائلييين ولليهود المؤيّدين والمتعاطفين مع زيلينسكي بأنه حاول التوسط مع روسيا لإنهاء العملية العسكرية في أوكرانيا ولكن دون جدوى، ومع ذلك زعم أنه حصل على هذا التعهد من الرئيس بوتين.
وأشار الدكتور محمد إلى الهدف الأساسي للعملية العسكرية الروسية الخاصة: "لا أعتقد أن كلام بينيت فيه شيء من الحقيقة، لأن الهدف من هذه العملية لم يكن قتل الرئيس زيلينسكي، لأن روسيا لم يسبق لها أن قامت بهكذا أعمال بربرية وقتل رؤساء كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الخصوص، وثانيا ربما يحاول الرد على بعض الأصوات لمد أوكرانيا بالأسلحة ولكن يبدو أن التحذيرات الروسية منعت إسرائيل من الإقدام على هذه الخطوة".
وأضاف: "ربما يحاول بينيت تلميع صورته في أوساط الرأي العام الإسرائيلي، وهذا الكلام لا أعتقد أنه سيقدم له أي خطوة سياسية ولن يخدمه في الداخل الإسرائيلي".
موقف الرئيس بوتين كان صريحا وواضحا
وأوضح الخبير أن "كلام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين منذ بداية الأزمة، كان صريحا وواضحا جدا، بأنه لا ينوي ولا يفكّر ولا يخطط لقتل الرئيس زيلينسكي، وهذا في حدّ ذاته يكذّب زعم بينيت بحصوله على هذا التعهد، وبالتالي ربما يحاول بينيت اليوم المزاودة على كلام بنيامين نتنياهو الذي قال قبل يومين بأن حكومته تدرس احتمال تزويد أوكرانيا بالقبة الحديدية".
أعتقد بأنّ إسرائيل لا يمكن أن تجرؤ على المغامرة والمخاطرة بعلاقاتها مع روسيا من أجل زيلينسكي ولا حتى زعماء النازية الجديدة في أوكرانيا.
تشكيك في احتمال نجاح الوساطة الإسرائيلية
وفي سؤالنا له عن إمكانية إسرائيل وضع حدّ للأزمة دون ضوء أخضر من أمريكا، أشار الدكتور محمد إلى أنه "شكّكّ دائما في احتمال نجاح هذه الوسائطة، لأنّ العرض الإسرائيلي لم يتناغم أو يتوافق مع المطالب الروسية الواضحة بهذا الخصوص، وبالتالي كان هناك من يدعو حتى داخل إسرائيل في عهد حكومة بينيت إلى أن تقف إسرائيل إلى جانب الغرب وأمريكا".
وبالتالي أنا لا أستبعد أن يكون الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو" بشكل خاص طلب من بينيت محاولة القيام بوساطة على أمل إقناع روسيا بالشروط الأوكرانية وهي بالأساس مطالب الناتو والولايات المتحدة الامريكية، ولهذا حكم على هذه الوساطة بالفشل، كونها لا تلبي المصالح الواقعية والمشروعة لروسيا في أوكرانيا.
إسرائيل تلعب على كل الحبال ولن تقوم بأي دور في الوساطة
وذكر الخبير محمد أن "إسرائيل تحاول اللعب على كل الحبال وتستغل كل الأزمات سواء في المنطقة أو على نطاق إقليمي أوسع وحتى على مستوى العالم، لأنّ هذه هي الظروف التي تناسب إسرائيل في اللعب سياسيّا وعسكريّا مع الدول الأوروبية، فهي تحاول تقديم نفسها كلاعب مهم جدا في المنطقة يمكن أن يقوم بدور في إنهاء ما يسمى بالحرب بين روسيا وأوكرانيا".
وهي في الحقيقة هي الحرب التي أعلنها حلف الناتو وأمريكا على روسيا من خلال محاولة ضم أوكرانيا للحلف وتطويق روسيا بحلف عسكري ومعادي لها ولمصالحها في المنطقة، وبالتالي إسرائيل لا يمكنها القيام بأي دور في الوساطة في ضوء الحساسية الكبيرة والخطورة التي يمكن أن تنتج عن ذلك وتؤثر على العلاقات الروسية- الإسرائيلية.
ونوّه إلى أن "روسيا اليوم باتت موجودة بالقرب من فلسطين المحتلة، وبالتالي أي احتكاك عسكري بين الجانبين سواء في الأجواء السورية أو أبعد من ذلك، قد يؤدي إلى نسف الاستقرار واشتعال حرب واسعة في المنطقة".
ومن جانبه، تحدّث المحلّل السّياسي الإماراتي، الدكتور منصور جاسم الشّامسي لوكالة "سبوتنيك"، عن جهود بلاده في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لحل هذه الأزمة والحد من التوترات في المنطقة.
وأشار الشامسي إلى أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تحمل مبادرة أعتبرها عالمية بامتياز متفقة مع سياستها الخارجية في إحلال السلام والأمن العالميّين، ومتفقة كذلك مع ميثاق الأمم المتّحدة في مواده الأولى على درجة متساوية في المسؤولية المشتركة بضمان الأمن والاستقرار والسلام العالمي، ومن هذا المنطلق تأتي هذه الجهود بما يخص جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لإحلال السلام في أقرب فرصة ممكنة".
8 ديسمبر 2022, 19:18 GMT
وأبدى الدكتور الشامسي تفاؤله باقتراب حل هذه الأزمة.
بعد مضي نحو عام تقريبا على بداية الحرب بين البلدين، فإن عدة دول تأثرت بها بشكل مباشر، والأمن الروسي والأوكراني مرتبطان ببعضهما بحكم التاريخ والجغرافيا المشتركين، وأيضا أمن أوراسيا وأواسط آسيا وأمن الشرق الأوسط وأمن دول الاتحاد الأوروبي متأثر بهذا الوضع، وجهودنا قد تنجح لأنها تستقطب جهود دولية أخرى.
هل حان الوقت لإيجاد حل للأزمة؟
وأجاب الدكتور الشّامسي بأن "الظروف ناضجة لإيجاد حل لهذه الأزمة الآن، لأن مبدأ الضرورة السياسية يقتضي تنازل كافة الأطراف وأن تكون هناك شفافية على طاولة المفاوضات، فكل دولة حريصة على المبادرة الاستراتيجية، وأقصد أن الامتناع عن التفاوض بحد ذاته غير جيّد، وكذلك إرجاء الحل الدبلوماسي مبدأ لا يتفق مع عصرنا الحاضر، فكلما تأخرنا في الإسراع بإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة بين البلدين كلما زاد تأثر الدول الأخرى".
مصلحة غربية في إطالة أمد الصراع
وحول تصريحات بينيت بخصوص وعد الرئيس بوتين له بعدم قتل زيلينسكي، قال الشامسي: "حقيقة، إنّه من الجيد أن تكون تصريحات بينيت بهذه الشفافية حيث أطلعنا على أمر لم نكن نعرفه، وهو وجود عرقلة من الجانب الغربي في مساعي الحل السلمي والتفاوض بين الجانبين".
ونحن نوجه سؤالا علميا وأكاديميا للباحثين قبل المسؤولين، ففي أوروبا الغربية، في بريطانيا وألمانيا وفي أمريكا توجد قوى علمية أكاديمية تؤيد الحل الدبلوماسي وكلنا تابعنا رجل السياسة المخضرم عندهم في الولايات المتحدة الأمريكية، هينري كيسنجر، الذي يعتبرونه حكيما في السياسة الخارجية الأمريكية، لقد كان يشجعهم على الحل السلمي والتفاوضي.
وأضاف: "من الأساس، سياسة الولايات المتحدة الأمريكية كانت مع الاتحاد السوفييتي السابق تتم عبر التفاوض والحوار، فماذا يدفعهم الآن لتجنب التفاوض والحوار، نحن من خلال متابعاتنا وقراءاتنا للأحداث اليوم، فقد كان هناك انفتاح أمريكي طوال الحرب الباردة وكان يوجد انفتاح على الاتحاد السوفييتي حيث ذهب كيسنجر إلى الصين وفتح هناك باب الحوار بين الدولتين".
وتساءل الشامسي عما إذا كانت الآن توجد قوى نادمة على أن تكون ديمقراطية ومؤمنة بالحوار وقال: "مع العلم أن روسيا اليوم هي وريثة الاتحاد السوفييتي السابق، فما الذي قد تغير لتغلق الأبواب هكذا؟".
"نتمنى من الله تعالى أن تعمل القوى الحرة والمسؤولة في العالم الغربي وفي جامعاته العريقة في هارفارد وكامبردج والدكاترة والأساتذة المحللين والمخضرمين في أوكسفورد وفي جامعات لندن، على الحل السلمي".
ويرى الشامسي أنه "لو تم طرح سؤال علمي بخصوص هذا الحل، لأجاب الجميع بأن الحل السلمي هو حل تفاوضي، إنّ حكومات الغرب ديمقراطية علمية واقعية، وهذا يجب أن يدعوهم إلى تحكيم العقل والذهاب إلى طاولة المفاوضات للطرفين الروسي والأوكراني دون الحاجة إلى طرف ثالث".
