معاناة مرضى الكلى في لبنان... "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
© Sputnik . Abed.K Bayلبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
© Sputnik . Abed.K Bay
تابعنا عبر
نفذت جمعية "نحنا الدوا" المعنية بدعم مرضى الكلى، وقفة احتجاجية تحت عنوان "أنقذوا مرضى الكلى" في ساحة الشهداء وسط بيروت، بعد ظهر اليوم الخميس 9 آذار/مارس، وجاءت الوقفة بمناسبة "اليوم العالمي لمرضى الكلى" للمطالبة بتأمين الأدوية المزمنة المفقودة، وجلسات غسيل الكلى للمرضى وزارعي الأعضاء.
وشارك في الوقفة أعضاء الجمعية وعدد من المرضى وذويهم، رافعين لافتات كتب عليها "الدوا مثل الهوا ممنوع ينقطع"، و"ممنوع تسكير أقسام غسيل الكلى"، "ممنوع رفع الدعم عن الأدوية المزمنة"، و"علوا الصوت ضد الموت".
وجاءت الوقفة قبل عدة أيام من تنفيذ قرار الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى والضغط الذي يقضي يقضي باستيفاء أتعاب غسيل الكلى مباشرة من المرضى بدأ من منتصف الشهر الجاري.
© Sputnik . Abed.K Bayلبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
لبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
© Sputnik . Abed.K Bay
وقال ريتشارد زغيب رئيس جمعية "نحنا الدوا" لـ"سبوتنيك"، إن "جميع مرضى الكلى وضعهم مزري جدا، والدواء مفقود من الأسواق، والمستشفيات أصبحت تحصل مبلغا إضافيا على جلسات غسيل الكلى في حين أنه لا يحق لهم تحصيل أي مبلغ إضافي، عوضا عن مطالبتهم المرضى بتأمين بعض الأدوية التي تستخدم في جلسات الغسيل بالإضافة إلى مبلغ 100 دولار بدل فحوصات شهرية".
وأشار إلى أن "80 % من مرضى الكلى كبار في السن ومعظمهم غير قادر على تأمين بدل نقل إلى المستشفى، لذلك رفعنا الصوت على أمل أن يسمعنا أحد".
وعلق زغيب على قرار الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى والضغط، قائلا: "يحق لهم استيفاء أتعابهم، ولكن ممنوع تحميل المريض تكاليف هو غير قادر على تسديدها، والمشكلة يجب أن تحل بينهم وبين الدولة بعيدا عن المرضى".
© Sputnik . Abed.K Bayلبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
لبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
© Sputnik . Abed.K Bay
وقال أن وزارة الصحة اللبنانية "تحاول أن تتحرك ولكنها مقيدة لأن وزارة المالية تمتنع عن تحويل الأموال لها، ومصرف لبنان يدفع مستحقات الأدوية بشكل زهيد في حين أنه يبذخ الملايين على منصة صيرفة وغيرها، وشركات ومستودعات الأدوية، تحتكر الدواء وتراكمه في مخازنها بانتظار رفع الدعم عنه لبيعه فيما بعد بأضعاف مضاعفة، الوضع مزري جدا والمريض يضطر إلى استيراد أدويته من الخارج واليوم لم يعد باستطاعته".
ويتوزع عدد مرضى الكلى بحسب زغيب على الشكل التالي: "3025 غسيل كلى، 1000 زراعة كلى، 250 غسيل كلى في المنزل، وتبلغ التكلفة العلاج بالحد الأدنى 500 دولار شهريا ما بين أدوية وجلسات غسيل وفحوصات، وتبلغ تكلفة علاج جميع المرضى حوالي 3 مليون دولار"، وختم زغيب بالقول: "للأسف في لبنان أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء".
© Sputnik . Abed.K Bayلبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
لبنان...مرضى الكلى "أصبح سعر النعش أرخص من سعر الدواء"
© Sputnik . Abed.K Bay
يروي ويليام خورى وهو أحد المرضى عن الصعوبات التي يعاني منها كمريض كلى، يقول إن "أدويته الشهرية تبلغ تكلفتها حوالي 4 مليون ليرة لبنانية، ويعمل على تأمين المبلغ بصعوبة، بالإضافة إلى 10 دولارات عن كل جلسة غسيل كلى في المستشفى وهو مبلغ تفرضه المستشفيات، في حين أنه بحاجة إلى ثلاث جلسات أسبوعية، أما الراتب الشهري يبلغ 100 دولار فقط، لذلك نرفع الصوت اليوم كمرضى".
أندريه طاس وهو والد أحد المرضى يقول لـ"سبوتنيك"، إن "تكلفة علاج ابنه تبلغ 7 ملايين ليرة، في السابق كان الضمان الاجتماعي يدفع الفاتورة خلال فترة أسبوع، واليوم أصبح الضمان يدفع بعد شهر وعلى سعر صرف 1500 ليرة لبنانية، أي أن الضمان يعيد من مبلغ الـ 7 ملايين ليرة و600 ألف فقط لا غير، وبالتالي تغطية تكلفة العلاج انخفضت من 80% إلى 10%".
وتابع: "أنا كوالد مستعد لبيع كليتي أو الموت على أن يصيب ابني الذي يبلغ 30 عام أي مكروه، أفضل التضحية بصحتي من أجله".
وأشار إلى أن "الدواء رفع عنه الدعم أساسا من الشهر الماضي، والدواء الذي كان يبلغ سعره 100700 ليرة أصبح سعره 3 مليون".