https://sarabic.ae/20230409/ذكرى-9-أبريل-1938-يوم-وقفت-المرأة-التونسية-في-وجه-المستعمر-الفرنسي-1075707603.html
ذكرى 9 أبريل 1938... يوم وقفت المرأة التونسية في وجه المستعمر الفرنسي
ذكرى 9 أبريل 1938... يوم وقفت المرأة التونسية في وجه المستعمر الفرنسي
سبوتنيك عربي
سطّرت النساء التونسيات تاريخا طويلا من النضال انطلق قبل الاستقلال، بخوضهن معركة التحرر الوطني من المستعمر الفرنسي التي انتهت بنيل تونس لاستقلالها منتصف... 09.04.2023, سبوتنيك عربي
2023-04-09T10:52+0000
2023-04-09T10:52+0000
2023-04-09T10:52+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
تونس
العالم العربي
أخبار تونس اليوم
الأخبار
https://cdn.img.sarabic.ae/img/102267/87/1022678728_0:101:2049:1253_1920x0_80_0_0_fbc8ebc8e6d6d7675156bad974370974.jpg
وتركت المرأة التونسية بصمة واضحة في العديد من المحطات النضالية، من بينها أحداث 9 أبريل/نيسان 1938 التي يحيي التونسيون هذا العام ذكراها الخامسة والثمانين كلمسة وفاء لأرواح الشهداء الذين سقطوا خلال هذه الأحداث.وشهدت تونس يوم 8 و9 و10 أبريل من عام 1938 احتجاجات عارمة خرج خلالها التونسيون إلى الشوارع لمطالبة السلطات الاستعمارية الفرنسية بإصلاحات سياسية، من بينها إنشاء برلمان وحكومة مستقلة وإطلاق سراح المعتقلين، جوبهت بقمع بوليسي فرنسي خلّف عشرات القتلى والجرحى.قمع فرنسي للمظاهراتويؤكد المؤرخ التونسي الدكتور عبد اللطيف الحناشي لـ "سبوتنيك"، أن القمع البوليسي لتلك الاحتجاجات خلّف ما بين 20 و22 قتيلا من عامة الشعب التونسي وأكثر من 150 جريحا.وحول أطوار هذه الأحداث، قال الحناشي إن المظاهرات انطلقت بسبب عدم إيفاء الإدارة الإستعمارية الفرنسية لوعود قطعتها أمام الحزب الحر الدستوري الذي كان يقود الحركة الوطنية آنذاك، وهو ما قاد الأخير إلى اتخاذ قرار يقضي بسحب الثقة من الجبهة الشعبية الفرنسية الحاكمة التي رضخت لدعاة التفوق الاستعماري في تونس، إلى جانب تنظيم مظاهرتين؛ الأولى يوم 8 أبريل والثانية يوم 10 أبريل للمطالبة ببرلمان تونسي وحكومة مسؤولة وإطلاق سراح المعتقلين.وتابع: "انطلقت المظاهرات يوم 8 أبريل 1938 بشكل سلمي، أغلقت جميع دكاكين العاصمة، وتوجه المحتجون بالآلاف إلى مبنى الإقامة الفرنسية (السفارة الفرنسية حاليا) وألقوا خطابات منها خطاب حاد لعلي البلهوان الملقب بقائد الشباب".ويؤكد الحناشي أن المظاهرات انطلقت بشكل سلمي، غير أن حدثا مهما غيّر مجرى الأحداث، وهو استدعاء علي البلهوان للتحقيق، بتهمة تحريض الشباب على عصيان القوى الفرنسية، على خلفية الخطبة الشهيرة التي ألقاها في نادي الحزب بعنوان "نصيب الشبيبة في الكفاح" التي دعا فيها الشباب إلى الانضمام للحزب ومواجهة السلطة الاستعمارية الفرنسية.وأضاف: "التحقيق مع البلهوان قاد مجموعات سكانية كبيرة إلى التجمهر مجددا يوم 9 أبريل للمطالبة بإطلاق سراحه، وهو ما قابلته القوى الاستعمارية الفرنسية بالتدخل الأمني، حيث أطلقت عناصر الجيش والشرطة النار على العديد من التونسيين متسببة في سقوط قتلى وجرحى".أول مشاركة "علنية" للعنصر النسائيويؤكد أستاذ التاريخ المعاصر عادل بن يوسف، في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن هذه الأحداث سجّلت أول مشاركة علنية للنساء التونسيات في المظاهرات المناهضة للاستعمار الفرنسي.وقال: "لقد وثقت التقارير آنذاك مشاركة حوالي 50 امرأة من مختلف الفئات العمرية، وفي مقدمتهن بنات أخت الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ومناضلات أخريات على غرار خديجة الطبال وزكية الفوراتي التي أسست جريدة الأنيس وكانت تكتب ضد الاستعمار الفرنسي وتشارك في كل المظاهرات".وتابع: "خرجت النساء يوم 8 أبريل جنبا إلى جنب مع الرجل دفاعا عن حق شعبها في تقرير مصيره، فرفعن شعارات سياسية وصرخن في وجه المستعمر الفرنسي، وكانت أصواتهن تعلو بالزغاريد دعما للخطب السياسية التي كان تلقيها قيادات الحركة الوطنية".يقول بن يوسف إن الرصاص الحي الذي استخدمته القوات الاستعمارية الفرنسية خلّف عددا كبيرا من القتلى أكثر مما وثقته التقارير، مشيرا إلى أن السلطات الفرنسية كانت تعمد آنذاك إلى تغيير توقيت وأسباب الوفاة لتقليص حجم الضحايا خوفا من التتبعات.ويؤكد المؤرخ التونسي أن نضالات النساء التونسيات تواصلت حتى بعد تلك الأحداث، وكن يشاركن في كل مسيرة مناهضة للاستعمار، ويستخدمن ما توفر لديهن من إمكانيات، مضيفا: "ما تزال الذاكرة الجماعية تحتفظ بمشهد النساء وهن يجمعن الحجارة في القفاف (سلة تقليدية الصنع) من أجل تسليمها للمتظاهرين الذين كانوا يستخدمونها كسلاح ضد الشرطة الفرنسية التي كانت تقابلهم بالرصاص".وقال بن يوسف إن المشاركة النسائية في معركة التحرر من الاستعمار الفرنسي امتدت إلى تكوين أول اتحاد نسائي تونسي سنة 1936 والذي شهد انضمام العيد من الأسماء النسائية البارزة على غرار بشيرة بن مراد، اللاتي كن ترفعن شعارات وطنية من منطلق إيمانهن بان معركة التحرر هي معركة جماعية وليس معركة رجل فقط.ويستحضر بن يوسف "لحظة وصول رئيس الحكومة الفرنسية دلادييه إلى تونس في غرة فيفري (فبراير/شباط) 1939، حينما فوجئ بمسيرة نسائية رفعت خلالها المتظاهرات شعار "تسقط حكومة دلادييه". تمت على إثرها مطاردتهن في الأحياء وإيقاف 4 منهم، من ضمنها امرأة حامل".وبيّن بن يوسف أن المرأة التونسية كانت تشارك في المسيرات لاعتبارات عدة، أولها الحس الوطني والإيمان بالقضية التونسية وبضرورة تحرير البلاد من بطش المستعمر الفرنسي، وثانيها مآزرة زوجها وأبنائها وإسعاف الجرحى.صرخة نسائية عالية ضد الاستعمارويقول المؤرخ عبد اللطيف الحناشي، إن الأدبيات الرسمية للحركة الوطنية تؤكد أن أول ظهور علني للنساء التونسيات في المظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي كان بتاريخ 8 أبريل 1938، غير أن المرأة التونسية ساهمت في النضال الوطني قبل ذلك بكثير حسب ظروفها.وبيّن الحناشي أن النساء كن يعاضدن جهود الرجال في نيل الاستقلال بما توفّر لهن من امكانيات، فانطلقت التحركات في العشرينات خاصة من طرف المناضلات المنحدرات من الطبقات الشعبية في بعض المدن والأرياف، مستحضرا مشاركة نساء المطوية في الجنوب التونسي في معركة الجلاز سنة 1915.وقال الحناشي: "أول تحرك نسائي قادته قمر بن الشيخ زوجة المناضل محمود الماطري التي كانت تشارك في التجمعات العامة خاصة بعد إبعاد الوطنيين سنة 1934. هذه المرأة كانت تلقي الشعارات التحفيزية وتدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية كرد فعل على إجراء الإبعاد الذي اتخذ ضد الدستوريين والشيوعيين".وأكد الحناشي أن التحركات النسائية ضد المستعمر الفرنسي جعلتهن عرضة لإجراءات قمعية، فتم اعتقال العشرات منهن في العديد من المدن على غرار خديجة الطبال وآسيا غلاب التي تركت وراءها أبناءها وزوجا سجينا.وبيّن أن الإدارة الاستعمارية الفرنسية اتخذت قرارات بإبعاد العديد من النساء اللاتي كن تدعون إلى التضاهر، وفي مقدمتهن خديجة بن إبراهيم التي تم استبعادها إلى رمادة بالجنوب التونسي والنقابية شريفة المسعدي وشريفة بوزقو اللتان تم استبعادهما إلى قبلي ومجيدة بوليلة التي تم تهجيرها إلى تبرسق.ويؤكد الحناشي أن المرأة التونسية كانت حاضرة بقوة في معركة نيل الاستقلال سواء من خلال المشاركة في المعارك العنيفة أو عبر نشاطها في الجمعيات النسائية والأحزاب، مشيرا إلى أنها لعبت دورا نضاليا مميزا وصعبا خصوصا في مجتمع محافظ.
https://sarabic.ae/20230320/حراك-25-يوليو-يطالب-فرنسا-بالاعتذار-للتونسيين-1074942826.html
https://sarabic.ae/20221219/فرنسا-ندعو-إلى-إجراء-الإصلاحات-اللازمة-لاستقرار-تونس-دون-تأخير-1071376389.html
https://sarabic.ae/20230307/وزيرة-المرأة-التونسية-تكشف-لـسبوتنيك-تفاصيل-برنامج-صامدة-لتمكين-النساء-1074420759.html
تونس
أخبار تونس اليوم
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/102267/87/1022678728_0:0:2049:1537_1920x0_80_0_0_86836f77f6b7217b6cf525a4ba1c2bca.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, العالم العربي, أخبار تونس اليوم, الأخبار
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, العالم العربي, أخبار تونس اليوم, الأخبار
ذكرى 9 أبريل 1938... يوم وقفت المرأة التونسية في وجه المستعمر الفرنسي
حصري
سطّرت النساء التونسيات تاريخا طويلا من النضال انطلق قبل الاستقلال، بخوضهن معركة التحرر الوطني من المستعمر الفرنسي التي انتهت بنيل تونس لاستقلالها منتصف الخمسينات.
وتركت المرأة التونسية بصمة واضحة في العديد من المحطات النضالية، من بينها أحداث 9 أبريل/نيسان 1938 التي يحيي التونسيون هذا العام ذكراها الخامسة والثمانين كلمسة وفاء لأرواح الشهداء الذين سقطوا خلال هذه الأحداث.
وشهدت تونس يوم 8 و9 و10 أبريل من عام 1938
احتجاجات عارمة خرج خلالها التونسيون إلى الشوارع لمطالبة السلطات الاستعمارية الفرنسية بإصلاحات سياسية، من بينها إنشاء برلمان وحكومة مستقلة وإطلاق سراح المعتقلين، جوبهت بقمع بوليسي فرنسي خلّف عشرات القتلى والجرحى.
ويؤكد المؤرخ التونسي الدكتور عبد اللطيف الحناشي لـ "
سبوتنيك"، أن القمع البوليسي لتلك الاحتجاجات خلّف ما بين 20 و22 قتيلا من عامة الشعب التونسي وأكثر من 150 جريحا.
وحول أطوار هذه الأحداث، قال الحناشي إن المظاهرات انطلقت بسبب عدم إيفاء الإدارة الإستعمارية الفرنسية لوعود قطعتها أمام الحزب الحر الدستوري الذي كان يقود الحركة الوطنية آنذاك، وهو ما قاد الأخير إلى اتخاذ قرار يقضي بسحب الثقة من الجبهة الشعبية الفرنسية الحاكمة التي رضخت لدعاة التفوق الاستعماري في تونس، إلى جانب تنظيم مظاهرتين؛ الأولى يوم 8 أبريل والثانية يوم 10 أبريل للمطالبة ببرلمان تونسي وحكومة مسؤولة وإطلاق سراح المعتقلين.
وتابع: "انطلقت المظاهرات يوم 8 أبريل 1938 بشكل سلمي، أغلقت جميع دكاكين العاصمة، وتوجه المحتجون بالآلاف إلى مبنى الإقامة الفرنسية (السفارة الفرنسية حاليا) وألقوا خطابات منها خطاب حاد لعلي البلهوان الملقب بقائد الشباب".
ويؤكد الحناشي أن المظاهرات انطلقت بشكل سلمي، غير أن حدثا مهما غيّر مجرى الأحداث، وهو استدعاء علي البلهوان للتحقيق، بتهمة تحريض الشباب على عصيان القوى الفرنسية، على خلفية الخطبة الشهيرة التي ألقاها في نادي الحزب بعنوان "نصيب الشبيبة في الكفاح" التي دعا فيها الشباب إلى الانضمام للحزب ومواجهة السلطة الاستعمارية الفرنسية.
وأضاف: "التحقيق مع البلهوان قاد مجموعات سكانية كبيرة إلى التجمهر مجددا يوم 9 أبريل للمطالبة بإطلاق سراحه، وهو ما قابلته القوى الاستعمارية الفرنسية بالتدخل الأمني، حيث أطلقت عناصر الجيش والشرطة النار على العديد من التونسيين متسببة في سقوط قتلى وجرحى".
أول مشاركة "علنية" للعنصر النسائي
ويؤكد أستاذ التاريخ المعاصر عادل بن يوسف، في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن هذه الأحداث سجّلت أول مشاركة علنية للنساء التونسيات في المظاهرات المناهضة للاستعمار الفرنسي.
وقال: "لقد وثقت التقارير آنذاك مشاركة حوالي 50 امرأة من مختلف الفئات العمرية، وفي مقدمتهن بنات أخت الرئيس التونسي الراحل
الحبيب بورقيبة ومناضلات أخريات على غرار خديجة الطبال وزكية الفوراتي التي أسست جريدة الأنيس وكانت تكتب ضد الاستعمار الفرنسي وتشارك في كل المظاهرات".
وتابع: "خرجت النساء يوم 8 أبريل جنبا إلى جنب مع الرجل دفاعا عن حق شعبها في تقرير مصيره، فرفعن شعارات سياسية وصرخن في وجه المستعمر الفرنسي، وكانت أصواتهن تعلو بالزغاريد دعما للخطب السياسية التي كان تلقيها قيادات الحركة الوطنية".
19 ديسمبر 2022, 19:52 GMT
يقول بن يوسف إن الرصاص الحي الذي استخدمته القوات الاستعمارية الفرنسية خلّف عددا كبيرا من القتلى أكثر مما وثقته التقارير، مشيرا إلى أن السلطات الفرنسية كانت تعمد آنذاك إلى تغيير توقيت وأسباب الوفاة لتقليص حجم الضحايا خوفا من التتبعات.
ويؤكد المؤرخ التونسي أن نضالات النساء التونسيات تواصلت حتى بعد تلك الأحداث، وكن يشاركن في كل مسيرة مناهضة للاستعمار، ويستخدمن ما توفر لديهن من إمكانيات، مضيفا: "ما تزال الذاكرة الجماعية تحتفظ بمشهد النساء وهن يجمعن الحجارة في القفاف (سلة تقليدية الصنع) من أجل تسليمها للمتظاهرين الذين كانوا يستخدمونها كسلاح ضد الشرطة الفرنسية التي كانت تقابلهم بالرصاص".
وقال بن يوسف إن المشاركة النسائية في معركة التحرر من الاستعمار الفرنسي امتدت إلى تكوين أول اتحاد نسائي تونسي سنة 1936 والذي شهد انضمام العيد من الأسماء النسائية البارزة على غرار بشيرة بن مراد، اللاتي كن ترفعن شعارات وطنية من منطلق إيمانهن بان معركة التحرر هي معركة جماعية وليس معركة رجل فقط.
ويستحضر بن يوسف "لحظة وصول رئيس الحكومة الفرنسية دلادييه إلى
تونس في غرة فيفري (فبراير/شباط) 1939، حينما فوجئ بمسيرة نسائية رفعت خلالها المتظاهرات شعار "تسقط حكومة دلادييه". تمت على إثرها مطاردتهن في الأحياء وإيقاف 4 منهم، من ضمنها امرأة حامل".
وبيّن بن يوسف أن المرأة التونسية كانت تشارك في المسيرات لاعتبارات عدة، أولها الحس الوطني والإيمان بالقضية التونسية وبضرورة تحرير البلاد من بطش المستعمر الفرنسي، وثانيها مآزرة زوجها وأبنائها وإسعاف الجرحى.
صرخة نسائية عالية ضد الاستعمار
ويقول المؤرخ عبد اللطيف الحناشي، إن الأدبيات الرسمية للحركة الوطنية تؤكد أن أول ظهور علني للنساء التونسيات في المظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي كان بتاريخ 8 أبريل 1938، غير أن المرأة التونسية ساهمت في النضال الوطني قبل ذلك بكثير حسب ظروفها.
وبيّن الحناشي أن النساء كن يعاضدن جهود الرجال في نيل الاستقلال بما توفّر لهن من امكانيات، فانطلقت التحركات في العشرينات خاصة من طرف المناضلات المنحدرات من الطبقات الشعبية في بعض المدن والأرياف، مستحضرا مشاركة نساء المطوية في الجنوب التونسي في معركة الجلاز سنة 1915.
وقال الحناشي: "أول تحرك نسائي قادته قمر بن الشيخ زوجة المناضل محمود الماطري التي كانت تشارك في التجمعات العامة خاصة بعد إبعاد الوطنيين سنة 1934. هذه المرأة كانت تلقي الشعارات التحفيزية وتدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية كرد فعل على إجراء الإبعاد الذي اتخذ ضد الدستوريين والشيوعيين".
وأكد الحناشي أن التحركات النسائية ضد المستعمر الفرنسي جعلتهن عرضة لإجراءات قمعية، فتم اعتقال العشرات منهن في العديد من المدن على غرار خديجة الطبال وآسيا غلاب التي تركت وراءها أبناءها وزوجا سجينا.
وبيّن أن الإدارة الاستعمارية الفرنسية اتخذت قرارات بإبعاد العديد من النساء اللاتي كن تدعون إلى التضاهر، وفي مقدمتهن خديجة بن إبراهيم التي تم استبعادها إلى رمادة بالجنوب التونسي والنقابية شريفة المسعدي وشريفة بوزقو اللتان تم استبعادهما إلى قبلي ومجيدة بوليلة التي تم تهجيرها إلى تبرسق.
ويؤكد الحناشي أن
المرأة التونسية كانت حاضرة بقوة في معركة نيل الاستقلال سواء من خلال المشاركة في المعارك العنيفة أو عبر نشاطها في الجمعيات النسائية والأحزاب، مشيرا إلى أنها لعبت دورا نضاليا مميزا وصعبا خصوصا في مجتمع محافظ.