جنرال تركي متقاعد: أوكرانيا تعرض تركيا للخطر بمطالبة الناتو "تأمين البحر الأسود"
© Sputnik . Konstantine Mikhalchevskiy / الانتقال إلى بنك الصورإنزال سفينة الصواريخ الصغيرة "اأسكولد" مشروع 22800 في حوض بناء السفن "بي ي بوتومي" في كيرتش، لتنضم لأسطول البحر الأسود، روسيا 21 سبتمبر 2021
© Sputnik . Konstantine Mikhalchevskiy
/ تابعنا عبر
حذر الجنرال التركي المتقاعد، أردوغان قره قوش، اليوم الجمعة، أوكرانيا من تعريض سيادة واستقلال تركيا للخطر، من خلال مطالبتها حلف الشمال الأطلسي "الناتو" بتأمين البحر الأسود، مؤكداً أن "نشر قوات أجنبية في البحر الأسود يعتبر خرقا لاتفاقية الناتو".
أنطاكيا - سبوتنيك. وقال قره قوش لوكالة "سبوتنيك": "تواصل تركيا موقفها الحيادي حيال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتبذل جهوداً لإحلال السلام في المنطقة، كما عليها الالتزام باتفاقية مونترو بشأن نظام المضائق، التي تضمن سيادتها".
وأضاف: "حاولت الولايات المتحدة الأمريكية خرق اتفاقية مونترو مراراً قبل الحرب الأوكرانية، بهدف نشر قواتها البحرية في البحر الأسود بشكل أقوى، إلا أن تركيا رفضت ذلك"، معتبراً موقف تركيا بهذا الشأن "صائباً".
وحذر الجنرال التركي أوكرانيا، بالقول: "على أوكرانيا أخذ وضع تركيا بالاعتبار قبل المطالبة من الناتو بتأمين البحر الأسود، حيث تساهم أنقرة بتصدير القمح الأوكراني، كما تبذل جهداً من أجل المفاوضات بين كييف وموسكو وتحقيق المصالحة والسلام بينهما، لذا عليها عدم الإدلاء بتصريحات قد تعرض تركيا للخطر".
إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ترغب بمساعدة أوكرانيا فلتتدخل جواً إن استطاعت، لا داعي لتدخلها بحراً، حيث قامت بحشد قواتها في اليونان، وتستخدم بسهولة ثلاث قواعد جوية أقامتها هناك، وتخطط لتوسيع وجودها العسكري فيها، لذا بإمكانها مساعدة أوكرانيا جواً عبر بلغاريا لو كانت راغبة بذلك، إلا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب.
ونوه قره قوش، إلى أن "هدف الولايات المتحدة الأمريكية ليس مساعدة أوكرانيا وإنما نشر قواتها البحرية في البحر الأسود".
وتابع: "لا تستطيع القوات البحرية التابعة للناتو أن تصمد في البحر الأسود دون التفوق الجوي في المنطقة، وهذا يجب تأمينه من قبل تركيا التي تمتنع الولايات المتحدة الأمريكية عن تزويدها بمقاتلات إف - 16".
ورأى الجنرال التركي أن مطالبة كييف حلف الشمال الأطلسي بنشر قواته في البحر الأسود أمر غير مقبول ولا يمكن تحقيقه إلا بموافقة أنقرة، وهذا ما لن توافق عليه تركيا.
وأوضح: "الموافقة على نشر قوات أجنبية في البحر الأسود يعني إلغاء اتفاقية مونترو، ومن غير الممكن أن توافق أنقرة على إلغاء هذه الاتفاقية التي تضمن سيادتها واستقلالها".
من جانبه، أكد اللواء التركي المتقاعد، بيازيد قره تاش، أن دمج أنظمة الدفاعات الجوية والصاروخية الأوكرانية مع تلك التابعة لأعضاء حلف الشمال الأطلسي، أمر غير قابل للتحقيق تقنياً، نظرا لعدم عضوية كييف في الحلف.
وقال قره تاش لوكالة "سبوتنيك": "عرض أوكرانيا دمج دفاعاتها الجوية والصاروخية مع نظام الناتو لا يمكن تحقيقه لسببين، أولاً أوكرانيا ليست دولة عضو في الحلف، ثانياً أي دفاعات جوية وصاروخية ستدمج مع أنظمة الدول الأعضاء في الحلف في الوقت الذي انهارت فيه كل البنى التحتية في البلاد".
ووصف قره تاش دعوة كييف للناتو بأنها "صرخة لإنقاذها من المأزق الذي وقعت فيه في حربها مع روسيا".
وأكد أن "العروض التي تقدمها كييف للناتو غير قابلة للتطبيق تقنياً في المرحلة الحالية".
واستبعد قره تاش احتمال "إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على أية خطوة تؤدي إلى مواجهة مع روسيا في البحر الأسود، لأن هذا قد يدخلها في مأزق كبير، إلا أنها يمكن أن تستخدم أدواتها في المنطقة مثل جورجيا وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا، وأن تضغط عليهم لدفعهم إلى مثل هذه المواجهة، كما أنها قد تتجنب في هذه المرحلة مثل هذه الخطوات لأنها قد تعتبر بمثابة إعلان عن الحرب".