https://sarabic.ae/20230511/محلل-سوري-دعوة-الأسد-إلى-قمة-جدة-تنهي-حقبة-احتراب-الربيع-العربي-1076918578.html
محلل سوري: دعوة الأسد إلى قمة جدة تنهي حقبة "احتراب الربيع العربي"
محلل سوري: دعوة الأسد إلى قمة جدة تنهي حقبة "احتراب الربيع العربي"
سبوتنيك عربي
رحبت أوساط سياسية سورية بعودة الدفء مجددًا إلى العلاقات بين سوريا والسعودية، واعتبرت أن الدعوة السعودية التي تلقاها الرئيس السوري بشار الأسد من الملك السعودي... 11.05.2023, سبوتنيك عربي
2023-05-11T13:15+0000
2023-05-11T13:15+0000
2023-05-11T13:15+0000
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e4/0b/0b/1047157197_0:160:3072:1888_1920x0_80_0_0_39826abb2b9c0756116be4cc714728f1.jpg
في هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي والاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة، في تصريح خاص لـوكالة "سبوتنيك"، أن "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تمثل إعلاناً عن نهاية حقبة ما يسمى بـ "الربيع العربي" ولكل المفاعيل التي ترتبت على هذه الحقبة التي استمرت أكثر من عقد من الزمن، بكل ما تسببت به من خلافات بينية على المستوى العربي، ومن احتراب داخلي في الدول العربية وعدم استقرار اجتماعي سياسي داخل هذه الدول واضطراب في العلاقات العربية – العربية، والعربية- الإقليمية".التواصل السوري- السعودي يدعم الخيارات الاستراتيجيةوأشار دنورة إلى أن دعوة الرئيس الأسد لحضور القمة العربية المقبلة في السعودية تعيد ما انقطع على مستوى علاقات العرب فيما بينهم، موضحاً أن هذا الأمر له أهمية كبيرة، ليس فقط لأهمية دور سوريا وموقعها الجيوبولوتيكي، ولكن لأهمية وجود التواصل بين الأطراف العربية، فحرمان كل طرف عربي من العلاقة مع دولة أخرى ينعكس سلباً بدرجة كبيرة على السياسة الخارجية لهذه الدولة أو تلك، بمعنى أنه عندما نتحدث عن غياب التواصل السوري- السعودي فهذا يحد كثيراً من الخيارات الاستراتيجية لدى كل من الدولتين في المحيط العربي والإقليمي، يؤدي إلى تفاقم عدد من الأزمات التي كان من الممكن أن يتم التوصل إلى حلول حولها عبر التشاور المستمر، وفي المقابل فإن ضعف التنسيق وغيابه يؤدي إلى تراجع معايير الأمن القومي العربي بصورته العامة وبصورته الجزئية لكل دولة على حدةً، ومجموع ما تمثله كل منطقة ضمن العالم العربي من خصوصية جغرافية".المتمسك بسياسات آفلة... أصبح معزولاًوأضاف المحلل الاستراتيجي السوري: "بكل تأكيد العلاقة السورية - السعودية تنعكس على عدد من ملفات المنطقة، سواء ما يتعلق بالوضع السوري نفسه، أو بالوضع في العراق ولبنان واليمن، وبكل الأزمات والنقاط الساخنة على المستوى العربي، وسوف يكون لعودة العلاقات بين سوريا والسعودية تأثير إيجابي حول ذلك، أضف إلى ذلك بأن العمق الاستراتيجي السياسي الذي تمنحه المجموعة العربية لسوريا يمكن أن يكون مؤثراً في أكثر من اتجاه؛ أولاً لمواجهة قوى الاحتلال، وخاصة الاحتلال التركي الذي ما يزال يتلكأ في تنفيذ التفاهمات التي سبق أن وافق عليها، وما يزال أيضاً يتلكأ في حسم قراره بالخروج النهائي من الأراضي السورية".وثانياً، يضيف دنورة: "فما صدر من بيان مؤخراً عن اجتماع وزارء خارجية الدول الخمس في العاصمة الأردنية عمّان، يشير بشكل واضح إلى أن ما كان ملتبساً في المقاربة العربية باتجاه الوضع السوري أصبح اليوم واضحاً وجلياً، من جهة أن هناك سحب لورقة ما أطلق عليه ’’تهريب المخدرات’’ أو "قانون الكبتاغون" وفق المفهوم الأمريكي من التداول الدولي، باعتبار أن الدولتين العربيتين صاحبتي العلاقة المفترضة وهما الأردن والسعودية قد توصلتا مع الدولة السورية إلى تفاهمات حول ضبط حركة التهريب وضبط للحدود وإلى ما هنالك".وأردف المحلل السياسي السوري: "كان هناك مستجد هام يتعلق بالحديث عن رفض وجود كل القوات الأجنبية غير الشرعية على الأراضي السورية، هنا تم استثناء الحلفاء الذين تمت دعوتهم من قبل الدولة السورية، وهم الحليف الروسي والإيراني، وهذا ينسجم مع سياسة تصفير المشاكل التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان والتي تجلت بالمصالحة السعودية- الإيرانية، وبالتالي ستتم محاصرة عوامل الصراع في المنطقة وعوامل التأزيم بكل حواملها أكثر فأكثر".واستطرد دنورة: "لكل ذلك، فمن يريد التمسك بسياسات آفلة خلال العقد المنصرم أصبح معزولاً أكثر فأكثر، وقد وجدنا أن الاعتراض على عودة سوريا إلى الجامعة العربية قد زال تماماً نتيجة الموقف السعودي المتقدم في هذا الإطار، حيث كان هناك اعتراض قطري لكنه حوصر وعزل إن جاز التعبير بطريقة اضطر فيها الجانب القطري إلى مسايرة الإجماع العربي وهو ما كان ذكره القطريون سابقاً بأنهم سوف يكونون مع الإجماع العربي".روسيا... دور مهم في تغيير مواقف دول الخليجوحول الدور الروسي والصيني في تنقية الأجواء في المنطقة وفي الوصول إلى هذه المرحلة من التفاهمات، فيها قال دنورة: "لعبت روسيا دوراً هاماً جداً، ونحن نذكر جيداً أن كل الزيارات وكل تواصل بين المسؤولين الروس والمسؤولين الخليجيين كان يتم التأكيد فيه دائماً على أهمية استعادة العلاقات بين هذه الدول وسوريا، ووهنا نذكر تصريحات الوزير لافروف قبل مدة ليست ببعيدة في هذا الإطار، وقد أدى الجانب الروسي دوراً هاماً جداً في التوصل أولاً إلى سحب أي انخراط لبعض دول الخليج في الوضع السوري الداخلي اعتباراً من 2017 و2018، وتحول هذا الموقف إلى الانسجام مع المواقف المتعقلة بالمنطقة، وهي رفض الإرهاب إن كان في هذه الدول، وإن كان بنفس القدر على الأراضي السورية ، وقد لعب هذا دوراً مهماً جداً في التمهيد لعدد من المصالحات بما في ذلك إخراج عدد من المجموعات المسلحة من محيط العاصمة دمشق وفق التسويات التي رعتها روسيا، حيث تم إرسالهم إلى منطقة إدلب (شمال غرب سوريا)، وهذا تم بتنسيق وتفاهم ما بين بعض الأطراف العربية والطرف الروسي، وكان هناك نوع من الجهد غير المنظور في هذا الاتجاه".دول الخليج: موقف معتدل في "أوبك +"وأردف المحلل الاستراتيجي السوري، قائلاً: "هناك تشبيك روسي مهم مع المملكة العربية السعودية ومع الإمارات، وهما الطرفان الأكثر فاعلية حالياً ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بموضوع سوريا، وأيضاً سلطنة عُمان التي لعبت أيضاً دوراً لا يستهان به في هذا المجال، وقد تجلى هذا التشبيك من خلال تنسيق السياسات فيما يتعلق بـ"أوبك +"، حيث لعب هذا المشترك الطاقوي ما بين الطرف الروسي ودول الخليج دوراً مهماً في إيجاد أرضيات مشتركة لتطوير وتعزيز هذا التفاهم وفي انعكاسه على تفاهمات أخرى مثل التفاهم المتعلق بالوضع السوري وبالمشهد السياسي في المنطقة بشكل عام، ولذلك وجدنا أن الموقف الخليجي كان متوازناً جداً فيما يتعلق بـ "أوبك +" وبالوضع في أوكرانيا، إذاً نحن أمام دور متصاعد للدبلوماسية الروسية في المنطقة".الدبلوماسية الصينية والتقارب الإيراني- السعوديوأكمل دنورة: "أيضاً كان هناك دور متصاعد للدبلوماسية الصينية، خاصة بعد تحقيق التفاهم الإيراني- السعودي، وإنهاء الخلاف ما بين إيران والسعودية، وهذا كله يعود بدرجة كبيرة إلى أن الأمير محمد بن سلمان قد قرر انتهاج سياسة واضحة للمملكة تبعدها عن الارتباط ببعض القوى تحت الدولانية التي توظف عادة من قبل أطراف غربية، كما كان الوضع في عقود سابقة فيما يتعلق بأفغانستان وأيضاً في بدايات الأزمة السورية ، وقد حسم ابن سلمان والطاقم الحاكم في السعودية الأمر نحو نبذ التطرف والالتفات نحو سياسات التنمية وسياسات التشبيك الاقتصادي في المنطقة وتفكيك البنية التي تنتج التشتت الفكري وما ينتج عنه من منعكسات أثرت على الاستقرار، وتم توظيفها من قبل قوى خارجية لمصلحتها هي وليس للمصلحة السعودية أوالمصلحة العربية".العلاقات السورية- السعودية تمهد للتأثير على الموقف الغربيوتابع دنورة حديثه لـ "سبوتنيك"، قائلاً: "اليوم عودة العلاقات السورية- السعودية تمهد أيضاً للتأثير على الموقف الغربي، وقد لاحظنا أن الطرف الأمريكي رغم أنه لم يرحّب بذلك، وعبّر عن عدم رضاه عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وقال إنها مبكرة إلا أنه في الصورة العامة تبنى مفردات في خطابه أكثر اعتدالاً، من قبيل القول أنه يتفهم مسعى الدول العربية لإعادة التواصل مع الدولة السورية للتأثير عليها، كما جاء في التصريحات الأمريكية، فإذاً هذا الموقف لحلفاء مهمين للولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من أن علاقتهم مع الحليف الأمريكي تتعرض اليوم لمراجعة أو تغيير على مستوى هذه العلاقة ولو كان بشكل جزئي أو بشكل بطيء، ولكن هذا التغير في موقف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لابد أيضاً أن يؤثر على الموقف الأمريكي والموقف الغربي، لأنه كما نعلم الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في سياساتها على إيجاد تحالفات عريضة إن كان في سياسات الحرب وشن الاجتياحات، كما حصل في العراق، وإن كان فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية ومحاولات العزل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، وعندما تجد الولايات المتحدة والغرب بأن هذه السياسات لم تعد تلقى شعبية في المنطقة؛ فهي ستعيد مراجعة سياساتها، وهذا منهج مستمر لدى الأمريكيين، أضف إلى ذلك أن تركيز واشنطن اليوم على المسرح الأوروبي وعلى المواجهة المحتملة في منطقة شرق آسيا ومضيق تايوان وما إلى هنالك، كل هذا جعل الرغبة الأمريكية في توسيع الانخراط في منطقة الشرق الأوسط غير موجودة على الإطلاق، بل هناك رغبة في التخفيف من هذا الانخراط، وهذا يعني أن النفوذ الأمريكي في تراجع، لأن الانخراط الأقل يعني نفوذاً أقل، وهذا يترك مساحة أولاً لدول كبرى أخرى كالصين وروسيا، لكي تلعب دوراً بمساحة أكبر من السابق، ويترك مساحة أيضاً لدول المنطقة بحد ذاتها أن تجد الأهليات والميكانيزمات الضرورية لإنتاج سياسات ذاتية لمصلحة الدول العربية، وأيضاً يؤدي إلى تراجع التأثير الأمريكي فيما يتعلق بفرض المنظور الأمريكي للخلافات كما فرض سابقاً ما بين ضفتي الخليج، وكما حاول الأمريكان أيضاً فرضه في إطار العلاقات العربية مع سوريا".وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد تلقى أمس دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي ستعقد في مدينة جدّة في الـ 19 من مايو/أيار الجاري، نقلها السفير نايف السديري سفير السعودية في الأردن.وحمَّل الرئيس الأسد السفير السديري تحياته وشكره للملك السعودي على الدعوة، مؤكداً أن انعقاد القمة العربية المقبلة في السعودية سيعزز العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية.
https://sarabic.ae/20230510/الأسد-يتلقى-دعوة-من-السعودية-للمشاركة-في-القمة-العربية--1076865920.html
https://sarabic.ae/20230508/خبراء-عودة-سوريا-للجامعة-العربية-تحول-استراتيجي-كبير-ولحضور-الأسد-قمة-الرياض-وزن-مهم-1076785702.html
https://sarabic.ae/20230507/أبو-الغيط-بشار-الأسد-يمكنه-المشاركة-في-قمة-الجامعة-العربية-بالسعودية-إذا-ما-رغب-1076764811.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e4/0b/0b/1047157197_171:0:2902:2048_1920x0_80_0_0_e42b488411de24a4c56cda3b4bfa0d3f.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
العالم العربي
محلل سوري: دعوة الأسد إلى قمة جدة تنهي حقبة "احتراب الربيع العربي"
رحبت أوساط سياسية سورية بعودة الدفء مجددًا إلى العلاقات بين سوريا والسعودية، واعتبرت أن الدعوة السعودية التي تلقاها الرئيس السوري بشار الأسد من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة العربية المقبلة في جدة، انعطافًا مهمًا جدًا في المشهدين العربي والإقليمي.
في هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي والاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة، في تصريح خاص لـوكالة "سبوتنيك"، أن "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية تمثل إعلاناً عن نهاية حقبة ما يسمى بـ "الربيع العربي" ولكل المفاعيل التي ترتبت على هذه الحقبة التي استمرت أكثر من عقد من الزمن، بكل ما تسببت به من خلافات بينية على المستوى العربي، ومن احتراب داخلي في الدول العربية وعدم استقرار اجتماعي سياسي داخل هذه الدول واضطراب في العلاقات العربية – العربية، والعربية- الإقليمية".
التواصل السوري- السعودي يدعم الخيارات الاستراتيجية
وأشار دنورة إلى أن دعوة الرئيس الأسد لحضور القمة العربية المقبلة في السعودية تعيد ما انقطع على مستوى علاقات العرب فيما بينهم، موضحاً أن هذا الأمر له أهمية كبيرة، ليس فقط لأهمية دور سوريا وموقعها الجيوبولوتيكي، ولكن لأهمية وجود التواصل بين الأطراف العربية، فحرمان كل طرف عربي من العلاقة مع دولة أخرى ينعكس سلباً بدرجة كبيرة على السياسة الخارجية لهذه الدولة أو تلك، بمعنى أنه عندما نتحدث عن غياب التواصل السوري- السعودي فهذا يحد كثيراً من الخيارات الاستراتيجية لدى كل من الدولتين في المحيط العربي والإقليمي، يؤدي إلى تفاقم عدد من الأزمات التي كان من الممكن أن يتم التوصل إلى حلول حولها عبر التشاور المستمر، وفي المقابل فإن ضعف التنسيق وغيابه يؤدي إلى تراجع معايير الأمن القومي العربي بصورته العامة وبصورته الجزئية لكل دولة على حدةً، ومجموع ما تمثله كل منطقة ضمن العالم العربي من خصوصية جغرافية".
المتمسك بسياسات آفلة... أصبح معزولاً
وأضاف المحلل الاستراتيجي السوري: "بكل تأكيد العلاقة السورية - السعودية تنعكس على عدد من ملفات المنطقة، سواء ما يتعلق بالوضع السوري نفسه، أو بالوضع في العراق ولبنان واليمن، وبكل الأزمات والنقاط الساخنة على المستوى العربي، وسوف يكون لعودة العلاقات بين سوريا والسعودية تأثير إيجابي حول ذلك، أضف إلى ذلك بأن العمق الاستراتيجي السياسي الذي تمنحه المجموعة العربية لسوريا يمكن أن يكون مؤثراً في أكثر من اتجاه؛ أولاً لمواجهة قوى الاحتلال، وخاصة الاحتلال التركي الذي ما يزال يتلكأ في تنفيذ التفاهمات التي سبق أن وافق عليها، وما يزال أيضاً يتلكأ في حسم قراره بالخروج النهائي من الأراضي السورية".
وثانياً، يضيف دنورة: "فما صدر من بيان مؤخراً عن اجتماع وزارء خارجية الدول الخمس في العاصمة الأردنية عمّان، يشير بشكل واضح إلى أن ما كان ملتبساً في المقاربة العربية باتجاه الوضع السوري أصبح اليوم واضحاً وجلياً، من جهة أن هناك سحب لورقة ما أطلق عليه ’’تهريب المخدرات’’ أو "قانون الكبتاغون" وفق المفهوم الأمريكي من التداول الدولي، باعتبار أن الدولتين العربيتين صاحبتي العلاقة المفترضة وهما الأردن والسعودية قد توصلتا مع الدولة السورية إلى تفاهمات حول ضبط حركة التهريب وضبط للحدود وإلى ما هنالك".
وأردف المحلل السياسي السوري: "كان هناك مستجد هام يتعلق بالحديث عن رفض وجود كل القوات الأجنبية غير الشرعية على الأراضي السورية، هنا تم استثناء الحلفاء الذين تمت دعوتهم من قبل الدولة السورية، وهم الحليف الروسي والإيراني، وهذا ينسجم مع سياسة تصفير المشاكل التي ينفذها الأمير محمد بن سلمان والتي تجلت بالمصالحة السعودية- الإيرانية، وبالتالي ستتم محاصرة عوامل الصراع في المنطقة وعوامل التأزيم بكل حواملها أكثر فأكثر".
واستطرد دنورة: "لكل ذلك، فمن يريد التمسك بسياسات آفلة خلال العقد المنصرم أصبح معزولاً أكثر فأكثر، وقد وجدنا أن الاعتراض على عودة سوريا إلى الجامعة العربية قد زال تماماً نتيجة الموقف السعودي المتقدم في هذا الإطار، حيث كان هناك اعتراض قطري لكنه حوصر وعزل إن جاز التعبير بطريقة اضطر فيها الجانب القطري إلى مسايرة الإجماع العربي وهو ما كان ذكره القطريون سابقاً بأنهم سوف يكونون مع الإجماع العربي".
روسيا... دور مهم في تغيير مواقف دول الخليج
وحول الدور الروسي والصيني في تنقية الأجواء في المنطقة وفي الوصول إلى هذه المرحلة من التفاهمات، فيها قال دنورة: "لعبت روسيا دوراً هاماً جداً، ونحن نذكر جيداً أن كل الزيارات وكل تواصل بين المسؤولين الروس والمسؤولين الخليجيين كان يتم التأكيد فيه دائماً على أهمية استعادة العلاقات بين هذه الدول وسوريا، ووهنا نذكر تصريحات الوزير لافروف قبل مدة ليست ببعيدة في هذا الإطار، وقد أدى الجانب الروسي دوراً هاماً جداً في التوصل أولاً إلى سحب أي انخراط لبعض دول الخليج في الوضع السوري الداخلي اعتباراً من 2017 و2018، وتحول هذا الموقف إلى الانسجام مع المواقف المتعقلة بالمنطقة، وهي رفض الإرهاب إن كان في هذه الدول، وإن كان بنفس القدر على الأراضي السورية ، وقد لعب هذا دوراً مهماً جداً في التمهيد لعدد من المصالحات بما في ذلك إخراج عدد من المجموعات المسلحة من محيط العاصمة دمشق وفق التسويات التي رعتها روسيا، حيث تم إرسالهم إلى منطقة إدلب (شمال غرب سوريا)، وهذا تم بتنسيق وتفاهم ما بين بعض الأطراف العربية والطرف الروسي، وكان هناك نوع من الجهد غير المنظور في هذا الاتجاه".
دول الخليج: موقف معتدل في "أوبك +"
وأردف المحلل الاستراتيجي السوري، قائلاً: "هناك تشبيك روسي مهم مع المملكة العربية السعودية ومع الإمارات، وهما الطرفان الأكثر فاعلية حالياً ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بموضوع سوريا، وأيضاً سلطنة عُمان التي لعبت أيضاً دوراً لا يستهان به في هذا المجال، وقد تجلى هذا التشبيك من خلال تنسيق السياسات فيما يتعلق بـ"أوبك +"، حيث لعب هذا المشترك الطاقوي ما بين الطرف الروسي ودول الخليج دوراً مهماً في إيجاد أرضيات مشتركة لتطوير وتعزيز هذا التفاهم وفي انعكاسه على تفاهمات أخرى مثل التفاهم المتعلق بالوضع السوري وبالمشهد السياسي في المنطقة بشكل عام، ولذلك وجدنا أن الموقف الخليجي كان متوازناً جداً فيما يتعلق بـ "أوبك +" وبالوضع في أوكرانيا، إذاً نحن أمام دور متصاعد للدبلوماسية الروسية في المنطقة".
الدبلوماسية الصينية والتقارب الإيراني- السعودي
وأكمل دنورة: "أيضاً كان هناك دور متصاعد للدبلوماسية الصينية، خاصة بعد تحقيق التفاهم الإيراني- السعودي، وإنهاء الخلاف ما بين إيران والسعودية، وهذا كله يعود بدرجة كبيرة إلى أن الأمير محمد بن سلمان قد قرر انتهاج سياسة واضحة للمملكة تبعدها عن الارتباط ببعض القوى تحت الدولانية التي توظف عادة من قبل أطراف غربية، كما كان الوضع في عقود سابقة فيما يتعلق بأفغانستان وأيضاً في بدايات الأزمة السورية ، وقد حسم ابن سلمان والطاقم الحاكم في السعودية الأمر نحو نبذ التطرف والالتفات نحو سياسات التنمية وسياسات التشبيك الاقتصادي في المنطقة وتفكيك البنية التي تنتج التشتت الفكري وما ينتج عنه من منعكسات أثرت على الاستقرار، وتم توظيفها من قبل قوى خارجية لمصلحتها هي وليس للمصلحة السعودية أوالمصلحة العربية".
العلاقات السورية- السعودية تمهد للتأثير على الموقف الغربي
وتابع دنورة حديثه لـ "سبوتنيك"، قائلاً: "اليوم عودة العلاقات السورية- السعودية تمهد أيضاً للتأثير على الموقف الغربي، وقد لاحظنا أن الطرف الأمريكي رغم أنه لم يرحّب بذلك، وعبّر عن عدم رضاه عن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وقال إنها مبكرة إلا أنه في الصورة العامة تبنى مفردات في خطابه أكثر اعتدالاً، من قبيل القول أنه يتفهم مسعى الدول العربية لإعادة التواصل مع الدولة السورية للتأثير عليها، كما جاء في التصريحات الأمريكية، فإذاً هذا الموقف لحلفاء مهمين للولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من أن علاقتهم مع الحليف الأمريكي تتعرض اليوم لمراجعة أو تغيير على مستوى هذه العلاقة ولو كان بشكل جزئي أو بشكل بطيء، ولكن هذا التغير في موقف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لابد أيضاً أن يؤثر على الموقف الأمريكي والموقف الغربي، لأنه كما نعلم الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في سياساتها على إيجاد تحالفات عريضة إن كان في سياسات الحرب وشن الاجتياحات، كما حصل في العراق، وإن كان فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية ومحاولات العزل الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، وعندما تجد الولايات المتحدة والغرب بأن هذه السياسات لم تعد تلقى شعبية في المنطقة؛ فهي ستعيد مراجعة سياساتها، وهذا منهج مستمر لدى الأمريكيين، أضف إلى ذلك أن تركيز واشنطن اليوم على المسرح الأوروبي وعلى المواجهة المحتملة في منطقة شرق آسيا ومضيق تايوان وما إلى هنالك، كل هذا جعل الرغبة الأمريكية في توسيع الانخراط في منطقة الشرق الأوسط غير موجودة على الإطلاق، بل هناك رغبة في التخفيف من هذا الانخراط، وهذا يعني أن النفوذ الأمريكي في تراجع، لأن الانخراط الأقل يعني نفوذاً أقل، وهذا يترك مساحة أولاً لدول كبرى أخرى كالصين وروسيا، لكي تلعب دوراً بمساحة أكبر من السابق، ويترك مساحة أيضاً لدول المنطقة بحد ذاتها أن تجد الأهليات والميكانيزمات الضرورية لإنتاج سياسات ذاتية لمصلحة الدول العربية، وأيضاً يؤدي إلى تراجع التأثير الأمريكي فيما يتعلق بفرض المنظور الأمريكي للخلافات كما فرض سابقاً ما بين ضفتي الخليج، وكما حاول الأمريكان أيضاً فرضه في إطار العلاقات العربية مع سوريا".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد تلقى أمس دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، للمشاركة في الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي ستعقد في مدينة جدّة في الـ 19 من مايو/أيار الجاري، نقلها السفير نايف السديري سفير السعودية في الأردن.
وحمَّل الرئيس الأسد السفير السديري تحياته وشكره للملك السعودي على الدعوة، مؤكداً أن انعقاد القمة العربية المقبلة في السعودية سيعزز العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية.