الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق... صور وفيديو

© Sputnik . Hani Almahasneh
تابعنا عبر
مع شروق شمس الصباح، يُشرع "أحمد" في "كَي" صفحات الجلد الطبيعي، تخطُها أنامله بما يفيض داخله من هدوء، وما يرغب زبائنه من نسج صورٍ، تحكي قصصًا وقصص.
في أعرق مناطق دمشق القديمة، تتوسطُ ورشة "مزاج" الحرفية للرسم على الجلد بالحرق، الطريق الأثري الرابط بين سوق مدحت باشا وباب شرقي، مع عشرات الورش والمحال التي تأوي المهن والحرف الدمشقية العتيقة.
من تقنيات الرسم وأدواته البسيطة، إلى سلاسل اللوحات المعلقّة على الجدران بدرجات ألوانها الرمادية، ومعها تلك تتكئ إلى الأرضية المبلّطة بحجارة ناتئة... هذه المشهدية الجمالية التي تحاكي لوحة رسمها فنان ما في يوم ما على جدران أحد المعابد الأثرية، تدفع المشاهد عنوة إلى ماضٍ سحيق ما تزال روح الجغرافيا تتنفسه جمالا وفنا.
رحلة عمر
ثلاثون عاما ولا يزال الفنان أحمد بغدادي، يمتهنُ حرفة الرسم على الجلد، بدأها من صغر سنه كمحاولاتٍ للتجريب، حتى امتلك المهنة، وحافظ عليها حتى يومنا هذا.
يقول بغدادي، في حديث لوكالة "سبوتنيك": "فن الرسم على الجلد (بالنار أو الحرق) كما يُعرف، قديم جدًا، بدأ في العصر الحجري، واشتهر في التاريخ السوري القديم، كما عند الفراعنة والإغريق، وما زالت بعض رسوماتهم موجودة إلى يومنا هذا".

الرسم على الجلد.. أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
© Sputnik . Hani Almahasneh
يضيف بغدادي إن أدوات عمله لا تتعدى آلة صغيرة تسمى "الكاوي"، وبعض الريش والأقلام الخاصة.
يستدرك الحرفي بغدادي: "بساطة الأدوات لا تعني سهولة العمل، كون إعادة تصحيح الخطأ معادلة مستحيلة لأنك تتعامل مع النار والجلد، ما يجعل العمل في غاية الدقة والحذر الشديدين، لافتًا إلى أن هذا الأمر يعطي للفن نكهة ونشوة فرح خاصة، بعد إنجاز كل لوحة.
وأردف أيضًا أنه يرسم مضمون اللوحات حسب طلب الزبون، وهذه الأعمال تتميز بمقاومتها للزمن فهي تعمر سنين طويلة.
من جانبه، بيّن الحرفي رياض الست، لـ "سبوتنيك"، أن شراكته مع الفنان أحمد بغدادي، منذ افتتاح ورشتهم، شكّلت عاملًا مهمًا في تميزهم ونجاحهم في تقديم فن يليق بالحرف والمهن الدمشقية التراثية.

الرسم على الجلد.. أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
© Sputnik . Hani Almahasneh
الزبائن الروس
أشار الست إلى أن زبائن ورشته من السياح والعاملين الروس في سوريا، مشيدًا بطيب العلاقة وحسن التعامل معهم.
يضيف الست: "بداية الحرب على سوريا، كنا نعمل بالحد الأدنى، إلى أن جاء الجيش الروسي إلى سوريا وقدم أكبر مساعدة لنا في الحرب على الإرهاب".

الرسم على الجلد.. أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
© Sputnik . Hani Almahasneh
قدم الحضور الروسي في سوريا خدمة جليلة للحرفي الست وورشته، على المستوى الشخصي، بعد ذلك أصبحوا أبرز زبائنه من الأجانب.
ولفت إلى أن المواطنيين الروس يقتنون لوحات فنية تحمل خرائط سوريا الجغرافية مشفوعة بأبرز المناطق الأثرية والسياحية، أو صور تجمع الرئيسين الصديقين الروسي والسوري، فلاديمير بوتين وبشار الأسد.
مضيفًا أن اللوحات تشمل أيضًا معالم أثرية سورية من محافظات ومناطق مختلفة، وشخصيات أخرى رفيعة المستوى.

الرسم على الجلد.. أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
© Sputnik . Hani Almahasneh
رسالة سوريّة إلى العالم
وختم الحرفي رياض الست حديثه، أن ورشته تواصل عملها وستبقى، في مسار إيصال حضارة وجمال سورية إلى العالم كما يراها جميلة في عينيه.

1/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق

2/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق

3/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق

4/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق

5/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
1/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
2/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
3/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
4/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق
5/5
© Sputnik . Hani Almahasneh
الرسم على الجلد... أحد أقدم الفنون يتنفس جمالا في شوارع دمشق