كيف أدى تجاهل تغير المناخ والبنية التحتية المتهالكة إلى "كارثة لا توصف في ليبيا"؟
09:18 GMT 14.09.2023 (تم التحديث: 16:31 GMT 21.10.2023)
© Sputnik . MAHER ALSHAERYتأثير إعصار "دانيال" على مدينة درنة في ليبيا
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
تابعنا عبر
حصري
لا يمكن للكلمات أن تصف حجم المأساة التي يعيشها الليبيون هذه الأيام، فلقد نكّل الإعصار بهم أيّما تنكيل، لا لشيءٍ سوى لضعف الحوكمة التي تشهدها البلاد منذ سنوات طويلة، والتي كان من شواهدها غض الطرف عما تواجهه الدولة من مخاطر التغير المناخي.
القاهرة – سبوتنيك، عبد الفتاح فتحي. فإزالة الغابات ونقص الغطاء النباتي، والزحف العمراني غير المنظم، وحفر الآبار واستخدام المياه الجوفية بطريقة عشوائية وتلوث البحار، أسهم في زيادة خطورة التغيرِ المناخي، ويقول علماء، إن الإعصار شبه المداري الذي تسبب في فيضانات مدمرة في ليبيا، هو أحدث وأعنف واقعة تحمل بصمات تغير المناخ.
حتى الآن، لا تزال جهود السلطات الليبية جارية، بحثًا عن مفقودين وفقا لوزير الصحة في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، عثمان عبد الجليل، الذي يقول لـ"سبوتنيك"، إن "تركيز كل الجهات العاملة ينصب على إخراج الجثامين من الأماكن المتأثرة بالإعصار"، مشيرا إلى أن "عدد الوفيات في تزايد منذ آخر إحصائية أعلنتها السلطات بالأمس ووصلت إلى 2694"، متوقعا أن يزيد هذا العدد يوميا.
تحذيرات لم تلق صدى
في دراسة سابقة بعنوان "تغير المناخ يهدد التنمية الاقتصادية والاستدامة في ليبيا"، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من خطورة التغافل عن الخطر المناخي الذي يواجه البلاد، مؤكدا أن الذين يعيشون في ظروف هشة مثل ليبيا يشعرون بتأثيرات التغير المناخي بشدة.
كما سبق أن قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا أن الدولة الواقعة في شمال أفريقيا "معرضة بشدة لتأثيرات تغير المناخ، حيث إن الزيادات المتوقعة في درجات الحرارة وزيادة وتيرة وشدة الظروف المناخية القاسية (...) تشكل خطرا وجوديا على المراكز السكانية الساحلية حيث يقيم نحو 70% من سكان البلاد".
في مطلع العام الجاري، قال تقرير بعنوان "ليبيا في مهب العواصف والتغير المناخي" لمكتب مؤسسة فريدريش إيبرت في ليبيا، إنه "حين ننظر لتأثيرات التغيّر المناخي في ليبيا نجدها حرجة وعاجلة، فهي تتنوع بين أزمة ندرة مياه، والتصحر، وموجات الحرّ السنوية، بالإضافة لملاحظات ظهرت في الآونة الأخيرة عن زيادة حدة بعض الظواهر المتطرفة مثل العواصف الترابية".
وأشار التقرير إلى العاصفة الترابية التي شهدتها معظم المدن الليبية بين شهريّ مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من العام الماضي، إذ تلحّفت المدن الليبية بغطاء برتقالي قاتم أعتم السماء لعدة أيام. ولم تكن هذه العاصفة الترابية هي الأولى من نوعها لعام 2022، إذ اجتاحت عاصفة ترابية منطقة شمال أفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية منتصف مارس 2022، ووصل الغبار الصحراوي إلى الجبال الأوروبية، مخلّفاً قمماً ثلجية ذهبية اللون لا بيضاء.
ونُشرت عدة تحليلات من الإعلام المحلي والجهات الدولية مثل بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا عن كون هذه العاصفة إحدى نتائج التغير المناخي، إذ ظهر انطباع عام -غير مبني على بيانات رسمية- بزيادة حدتها ومدتها عن الأعوام السابقة.
الصراع يفاقم الأزمة
ومع أن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، قد حذر خلال كلمته بمؤتمر المناخ "كوب 27" الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر العام الماضي، من أن بلاده "تعد من أكثر الدول حساسية للتغيرات المناخية"، لم يكن هناك تقدم كبير نحو تطوير وتنفيذ استراتيجيات أو خطط محلية للحد من هذه المخاطر أو التكيف مع تغير المناخ.
وبينما وقعت ليبيا على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في عام 2015 وصدقت على اتفاق باريس للمناخ في عام 2021، إلا إنه لم يتم تقديم السياسات أو الخطط أو التقارير المطلوبة، مثل المساهمة الوطنية المحددة أو خطط التكيف أو الاتصالات الوطنية. ورغم إنشاء لجنة وطنية للتغير المناخي عام 2021 فلا تتوفر أي معلومات عن نشاطاتها وأعمالها بعد.
وفي العام الماضي، حذر محللون في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي من أن ليبيا معرضة بشكل خطير لتداعيات التغير المناخي، مع تسجيل زيادة سنوية في درجات الحرارة بشكل أسرع من أي دولة أخرى في منطقة شمال أفريقيا.
ولفت الباحثون، في ورقة تحليلية تناولت "مخاطر التغير المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، إلى تزايد العواصف الترابية والجفاف من حيث مدتها وتواترها وشدتها، وتراجع الأمطار من حيث الكثافة، مع آثار مدمرة على الزراعة والصحة والنقل.
وربطوا بين استمرار الصراع السياسي بين النخب في ليبيا وتفاقم تداعيات أزمة المناخ بسبب التأخر في تنفيذ الإصلاحات الحيوية المطلوبة لزيادة قدرة الدولة على مواجهة التغير المناخي، وخلق بيئة مستدامة.
وأوضح الباحثون أن هشاشة ليبيا، وتعرضها للتداعيات السلبية لأزمة المناخ، يرجعان في جزء منهما كذلك إلى عوامل بشرية مثل ضعف الحوكمة، والنزاع المسلح، والبنية التحتية المهملة. وأضافوا أن الخلاف السياسي أدى دورا ملحوظا في تفاقم الأزمة، إذ تغذي أزمة الشرعية السياسية الخلاف بين النخبة الليبية والأطراف الفاعلة الخارجية بشأن ضرورة توحيد البلاد، وإرساء الاستقرار قبل القيام بأي إصلاحات طويلة الأجل، بما في ذلك الإصلاحات المطلوبة لمعالجة التداعيات السلبية للتغير المناخي، وتعزيز الاستدامة.
وربط الباحثون بين استمرار النزاع السياسي في ليبيا وتفاقم أزمة التغير المناخي بها، "فالكثير من هشاشة المناخ يمكن أن يُعزى إلى سوء إدارة الموارد، وضعف الإشراف على البيئة".
وأشار البحث إلى أنه في السنوات القليلة السابقة، كانت النخب السياسية، على طرفي الصراع، بطيئة بشكل صادم في معالجة تغير المناخ، مضيفا أن ليبيا هي الدولة الوحيدة من بين 196 دولة في اتفاقية باريس للعام 2016 التي لم توقع على إسهام محدد وطنيا.
ماذا حدث في ليبيا؟
عندما غطى الليل سماء البلاد، ليلة الاثنين الماضي، باغت الناس إعصار شبه مداري يسمى "دانيال" بسرعة بلغت 180 كيلومترا في الساعة مع كميات قياسية من الأمطار، فتسبب ذلك في انهيار سدّين يعود تاريخهما إلى السبعينيات، ما أدى إلى إطلاق ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي ضربت بعنف غير مسبوق، منازل مدينة درنة الواقعة شمال غربي البلاد، والتي يبلغ عدد سكانها وحدها ما بين 50 ألف إلى 90 ألف نسمة، فيما اختفت أحياء بأكملها.
وذكر أن الفرق الطبية تواجه صعوبات كبيرة في العمل داخل المدينة، نظرا لضعف الاتصالات أو الأوضاع الإنسانية المأساوية نتيجة الإعصار. ونوه إلى أن الجميع في ليبيا يحاول الخروج من هذه الأزمة.
وقال شاهد عيان لـ"سبوتنيك" إن "ما شاهدته يعجز اللسان عن وصفه، كارثة طبيعية بمعنى الكلمة، رائحة الموت تفوح في كل مكان والجثث لا تعد ولا تحصى، المباني منهارة بالكامل".
وتابع "هناك نقص حاد في المواد الغذائية والبنزين والأدوية في المدينة، ووصف الوضع العام بأنه لا يحتمل الإطالة" مشددا على سرعة التدخل الدولي. وأكد أن "الكارثة أكبر من كل التوقعات، فالناس في صدمة كبيرة من هول المصيبة"، مشيرا إلى أن "المظهر العام في مدينة درنة غير قابل للوصف".
وبسبب انهيار السدين في الوادي الذي يعد المكان الوحيد الذي تجتمع فيه المياه المنحدرة من كافة وديان الجبل الأخضر الليبي بشرق البلاد، كان غالبية من لقوا مصرعهم من درنة.
وبالإضافة إلى درنة، تضررت مناطق أخرى، مثل سوسة (8 آلاف نسمة)، والمرج (80 ألف نسمة)، والبيضاء (250 ألف نسمة)، والمناطق الداخلية التي لا يُعرف عنها سوى القليل.
وسبق أن حذر عالم الهيدرولوجيا عبد الونيس عاشور من جامعة عمر المختار الليبية، الذي نشر بحثًا في عام 2022، من أن "الفيضانات المتكررة تهدد السدود المبنية في الوادي، وهو مجرى نهر جاف عادة، فوق المدينة، وحث على الصيانة الفورية". وقال "إذا حدث فيضان ضخم ستكون النتيجة كارثية على سكان الوادي والمدينة" غير أن تحذيراته لم تلق صدى لدى المسؤولين، فحدث ما حذر منه بالفعل.
وقد استمدت العاصفة المدمرة طاقة هائلة من مياه البحر الدافئة للغاية، فالجو الأكثر دفئًا يحمل المزيد من بخار الماء الذي يمكن أن يتساقط على شكل أمطار، وتشكلت ""دانيال" في الرابع من سبتمبر/ أيلول تقريبا، كنظام طقس منخفض الضغط منذ أكثر من أسبوع وتم حجبها بواسطة نظام الضغط العالي، ما أدى إلى هطول كميات هائلة من الأمطار على اليونان وتركيا وبلغاريا الأسبوع الماضي، حيث خلفت عشرات القتلى، قبل غمر ليبيا.
هذه العواصف المتوسطية التي تحمل سمات الأعاصير المدارية والاستوائية، والمعروفة بظاهرة الأعاصير المتوسطية (ميديكيْن)، تحدث بين مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، وتكون أكثر شيوعًا في الفترة من سبتمبر/أيلول إلى يناير/ كانون الثاني، لكنها ليست أعاصير حقيقية بشكل عام، وإنما من الممكن أن تبلغ قوة الإعصار في مناسبات نادرة، وفقا لكبير علماء المناخ في المعهد الدولي للبحوث المناخية والمجتمع التابع لكلية كولومبيا للمناخ، سايمون ماسون.
مياه البحر الدافئة
وإن كان من الصعب أن نعزو حدثًا مناخيًا واحدًا إلى تغير المناخ "لكننا نعلم أن هناك عوامل يمكن أن تؤدي دورًا" في العواصف مثل دانيال، بحسب كريستين كوربوسييرو، عالمة الغلاف الجوي في جامعة ألبانيا.
مياه البحر الدافئة أحد هذه العوامل. فقد قال علماء شاركوا في اجتماعات تبحث آثار التغيرات المناخية في بريطانيا، إن سطح البحر في شرق البحر المتوسط والمحيط الأطلسي يعد أكثر دفئا من المعتاد بدرجتين إلى ثلاث درجات مئوية، ورجّحوا "أن يكون ذلك وراء هطول الأمطار الغزيرة".
وقالت جينيفر فرانسيس، وهي عالمة بارزة في "مركز وودويل" لأبحاث المناخ، إن المياه الدافئة التي سمحت للعاصفة المدمرة "دانيال" بالتكثيف وغذت هطول الأمطار الاستثنائية هي ظاهرة يتم ملاحظتها في جميع أنحاء العالم.
كما تتسبب المياه الدافئة أيضًا في تحرك الأعاصير بشكل أبطأ، ما يسمح لها بإلقاء المزيد من الأمطار، كما يقول راجو مورتوجودي، الأستاذ في المعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي والأستاذ الفخري في جامعة ميريلاند.
وقد كان البحر المتوسط أكثر دفئًا بدرجتين إلى ثلاث درجات مئوية هذا العام، عما كان عليه في الماضي، وفقا لعالم المناخ والأرصاد الجوية في جامعة "لايبزيج" بألمانيا، كارستن هوستين، الذي يؤكد أنه "في عالم أكثر برودة، ربما لم يكن دانيال ليتطور بالسرعة والسرعة التي تطور بها، ولم تكن لتضرب ليبيا بهذه القوة الشرسة".
وأشارت أستاذة الأرصاد الجوية بـ"جامعة ريدينغ" في بريطانيا سوزان غراي إلى أن مثل هذه العواصف تحتاج إلى تدفقات من الحرارة والرطوبة و"يعززها ارتفاع درجات حرارة سطح البحر".
وتوضح غراي أن تقرير التقييم الأخير الذي أصدرته اللجنة الاستشارية العلمية التابعة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والذي صدر في وقت سابق من هذا العام، خلص إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في أنحاء العالم يزيد من قوة ظاهرة "ميديكيْن" حتى لو صارت أقل تكرارا.
ويشرح خبير المناخ ليث العلامي، في تصريحات متلفزة، أن مياه البحر حال اقتراب أي كتلة هوائية تعمل درجة حرارتها الكبيرة كشرارة ومحفز لوجود عواصف ومنخفضات جوية قوية مثلما حدث في ليبيا، محذرا من أن إعصار "دانيال" لن يكون الوحيد في منطقة شرق المتوسط في الفترة المقبلة، خصوصًا مع دخول الموسم المطري المقبل، نظرًا لارتفاع حرارة مياه البحر في العام الحالي بشكل تاريخي.
وقالت أستاذة علوم المناخ بجامعة "بريستول" ليزي كيندون إن العاصفة دانيال هي "مثال واضح على نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل" مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.
ووفق مرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، فإن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يؤدي إلى موجات حارة ذات مستويات قياسية في بلدان العالم، ومن المرجح أن يكون عام 2023 هو الأكثر دفئا في التاريخ. وقد سجل العلماء امتصاص المحيطات 90 في المئة من الحرارة الزائدة الناتجة عن النشاط البشري منذ الثورة الصناعية.
لا لوْم على الطبيعة
على الرغم من أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى ظواهر جوية متطرفة تحدث بشكل متكرر، لكن العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي التي تحدد من هم الأكثر عرضة للخطر، وفقا للمحاضر في النظم البيئية بـ"جامعة بريطانيا" المفتوحة ليزلي مابون، الذي يرى أنه "ليس هناك شيء، يسمى بالكارثة الطبيعية".
ويقصد مابون أن الظروف السياسية في ليبيا "تطرح تحديات أمام تطوير استراتيجيات التواصل بشأن المخاطر وتقييمها وتنسيق عمليات الإنقاذ، وكذلك إمكانية صيانة البنية التحتية الحيوية مثل السدود".
واتفق معه كيفن كولينز، أحد كبار المحاضرين بجامعة بريطانيا، الذي أرجع ما نتج من خسائر في الأرواح إلى "قدرة ليبيا المحدودة" فيما يتعلق بتنبؤات الأرصاد وأنظمة الإنذار والإخلاء. وأضاف أن ما حدث في البلاد سلط الضوء أيضا على نقاط الضعف في معايير التخطيط والتصميم للبنية التحتية في المدن.
وأشار العلماء الحاضرون في اجتماع التأثيرات المناخية في بريطانيا إلى أن "نقاط الضعف في البنية التحتية"، مثلما حدث من انهيار للسدود، تجعل الظواهر الجوية المتطرفة أكثر هلاكا وتدميرا.
وقالت عضو البرلمان الليبي عن دائرة الجبل الأخضر، سلطنة المسماري، في حديثها لـ"سبوتنيك" إن الإعصار الذي تعرضت له مناطق شرق ليبيا وخلّف ضحايا وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة جاء في ظل ظروف صعبة تواجهها الدولة الليبية.
وأوضحت أن ليبيا تمر منذ أكثر من 10 سنوات بحالة من عدم الاستقرار وهذا أثر على البنى التحتية ومستوى المؤسسات، وكانت الأزمة أكبر من إمكانيات البلاد حتى لو كانت الدولة في وضعها الطبيعي.
وذكرت أن انهيار السدود في وادي درنة كانت له عواقب وخيمة، ما أدى إلى انهيار ربع المدينة، مبينة أن أحياء كاملة انجرفت إلى البحر بكل من فيها.
وأكدت أن أعداد الضحايا في ازدياد، إذ تم دفن أكثر من ستة آلاف ضحية في ظل استمرار جهود البحث عن مفقودين، متوقعة أن يتخطى عدد الضحايا عشرة آلاف.
وثمنت المسماري جهود الحكومة الليبية والقوات المسلحة في الاستجابة السريعة، وكذلك الجهود الشعبية والهلال الأحمر، مؤكدة على الدور الشعبي المهم والواضح في إرسال مساعدات وفرق إغاثة شبابية للعمل في المناطق المنكوبة.