ضحايا يروون لـ"سبوتنيك" اللحظات الأولى للهجوم الإرهابي على "الكلية الحربية" في حمص
ضحايا يروون لـ"سبوتنيك" اللحظات الأولى للهجوم الإرهابي على "الكلية الحربية" في حمص
سبوتنيك عربي
في لحظة تحاكي حافة الزمن، انقلب احتفال الأهالي بانتهاء السنوات الثلاث التي قضاها أبناؤهم كطلاب ضباط في "الكلية الحربية" في محافظة حمص، إلى مشهدية للموت الجماعي... 06.10.2023, سبوتنيك عربي
الهجوم الإرهابي الذي زامن منفذوه حقد قنابلهم مع لحظات انصراف الطلاب الضباط إلى التقاط الصور التذكارية مع أبويهم وإخوتهم وأصدقائهم المقربين، حفل بقصص غاية في الإيلام، حيث امتزج الدم بمطلق الحب والألم، في آن معا.القصص التي تنقل "سبوتنيك" بعضًا منها بعد زيارتها إلى بعض مشافي حمص التي استقبلت المصابين المدنيين، تكاد تكون نسخة مطابقة من حقد سطرته التنظيمات الإرهابية في عشرات المجازر البشعة التي ارتكبتها خلال السنوات الماضية، عبر طول الجغرافيا السورية وعرضها.كما هي النتائج المتوقعة حين يضرب الإرهاب بشكل أعمى متطلعا إلى تحقيق أكبر قدر من القتلى، فقد فقدَ بعض الضباط الخريجين عائلاتهم بالكامل، فيما فقد آخرون إخوتهم أو أخواتهم، ناهيك عن الإصابات الخطيرة التي أصابت آخرين، وتوزعت في خطورتها بين فقدان أجزاء من الجسد، وبين إصابات تصنف ضمن العجز الكامل.خلال جولتها على مشافي حمص، بذلت "سبوتنيك" جهدا كبيرا للعثور على مصابين يستطيعون التحدث إليها، ذلك أن الغالبية الساحقة ممن لم يدركهم الموت، كانوا إما في غيبوبة، وإما يرقدون في أقسام العناية المركزة.الطفل إبراهيم حافظ (6 أعوام) الذي أصيب في أطرافه السفلية خلال الهجوم الإرهابي، لم تكتمل فرحته بتخرج ابن عمه من الكلية الحربية.تقول والدة إبراهيم لـ "سبوتنيك": "هو طفلي الوحيد، رزقني به رب العالمين بعد 10 أعوام من الزواج، هو فرحة المنزل والقلب والروح".لطالما راود إبراهيم حلم بالالتحاق بالكلية الحربية حين يصبح شابا، تقول والدته الخمسينية: "قدم له ابن عمه بدلة عسكرية صغيرة على قياس جسده الصغير نتيجة حبه الكبير للالتحاق بالجيش، واصطحبه معه لحفلة التخرج بالسيارة..." تغص أم إبراهيم بالكلام في هذه اللحظة، قبل أن تضيف: "الفرحة لم تكتمل، الإرهاب استهدف الأطفال قبل الكبار".أما الشاب محمد أحمد العلي ابن الـ 15 عاما، فقد بدل الهجوم الإرهابي حياته من حال إلى حال.محمد الذي تسكن عائلته بجوار بيت عمته، وتربى مع أولادها كعائلة واحدة، أصبح وحيدا في تلك اللحظة التي اختطفها الإرهاب من حياتهم جميعا، بعدما اغتال 5 شبان من أولاد عمته دفعة واحدة.يقول محمد لـ "سبوتنيك": "كان حفل التخرج جميلا للغاية، العرض العسكري والخيول والأغاني... جميعنا كنا سعداء، بعد انتهاء الحفل، وفي اللحظة التي اقتربنا فيها من المنصة لالتقاط الصور مع العائلة لتبقى ذكرى لنا جميعا، سقطت علينا الصواريخ بشكل مكثف، وتحول الفرح إلى صراخ وأنين عم المكان".في تلك اللحظة فقد محمد الوعي، ليستيقظ وهو على أحد أسرة المشفى الأهلي في حمص، ومن حوله الأطباء يحاولون إنقاذه.الشاب زين ذو الـ 18 عامًا، ورغم ابتسامته الصامتة التي تعبر عن رغبته بالحياة في مقابل الموت الذي عاينه لحظة الهجوم الإرهابي، قال لـ "سبوتنيك": "ذهبت مع عائلتي لحضور تخرج أخي، انتهينا من الحفل واجتمعنا لالتقاط الصور التذكارية معه، وما هي إلا دقائق حتى بدأت الصواريخ والقذائف تنهال علينا".يضيف زين: "شاهدت مناظر لا يتحملها العقل... جثث منتشرة في أرض الساحة... صراخ أطفال... كانت الدماء في كل مكان".إلى جانب زين، يستلقي والده (غياث محمد) الذي أصيب بشظية في صدره.يقول الرجل الخمسيني: "كنت أنتظر هذه المناسبة أنا والعائلة منذ 3 أعوام لكي نحضر حفل تخرج ابني، فهي لحظة فخر واعتزاز".مضيفا:ويكمل الأب المفجوع: "عائلتي جميعها مصابة، الباقي كل منهم في مشفى مختلف، لا أعرف شيئا عن البقية إلا زين الذي يستلقي بجانبي".بدوره، قال الدكتور محمد شاهين، رئيس الطبابة الشرعية في محافظة حمص، لـ "سبوتنيك": "في الصباح، أقيم حفل تخريج لطلاب الكلية الحربية، ومن المتعارف عليه في هذه المناسبات دعوة الأهالي لحضور الحفل".يضيف الدكتور شاهين: "حصل الهجوم الإرهابي في نهاية الحفل... كان عدد الضحايا كبيرا من المدنيين.. نساء وأطفال لا ذنب لهم".وأشار رئيس الطبابة الشرعية إلى أن أكثر الإصابات ناجمة عن شظايا، ومعظمها في منطقة الصدر والبطن، كما أن هناك حالات بتر للأرجل.يختم الطبيب شاهين حديثه، بالقول: "لدينا 20 جثة مجهولة الهوية، وحتى الآن تم التعرف على بعضها، وتم تسليم الجثامين لذويهم لتشييعهم إلى مثواهم الأخير".
في لحظة تحاكي حافة الزمن، انقلب احتفال الأهالي بانتهاء السنوات الثلاث التي قضاها أبناؤهم كطلاب ضباط في "الكلية الحربية" في محافظة حمص، إلى مشهدية للموت الجماعي بعدما أجهز فيها الإرهاب على الفرحة عبر طائرات مسيرة محملة بقنابل شديدة الانفجار، استهدف بها الحفل لحظة انتهاء مراسم التخرج.
الهجوم الإرهابي الذي زامن منفذوه حقد قنابلهم مع لحظات انصراف الطلاب الضباط إلى التقاط الصور التذكارية مع أبويهم وإخوتهم وأصدقائهم المقربين، حفل بقصص غاية في الإيلام، حيث امتزج الدم بمطلق الحب والألم، في آن معا.
القصص التي تنقل "سبوتنيك" بعضًا منها بعد زيارتها إلى بعض مشافي حمص التي استقبلت المصابين المدنيين، تكاد تكون نسخة مطابقة من حقد سطرته التنظيمات الإرهابية في عشرات المجازر البشعة التي ارتكبتها خلال السنوات الماضية، عبر طول الجغرافيا السورية وعرضها.
كما هي النتائج المتوقعة حين يضرب الإرهاب بشكل أعمى متطلعا إلى تحقيق أكبر قدر من القتلى، فقد فقدَ بعض الضباط الخريجين عائلاتهم بالكامل، فيما فقد آخرون إخوتهم أو أخواتهم، ناهيك عن الإصابات الخطيرة التي أصابت آخرين، وتوزعت في خطورتها بين فقدان أجزاء من الجسد، وبين إصابات تصنف ضمن العجز الكامل.
خلال جولتها على مشافي حمص، بذلت "سبوتنيك" جهدا كبيرا للعثور على مصابين يستطيعون التحدث إليها، ذلك أن الغالبية الساحقة ممن لم يدركهم الموت، كانوا إما في غيبوبة، وإما يرقدون في أقسام العناية المركزة.
الطفل إبراهيم حافظ (6 أعوام) الذي أصيب في أطرافه السفلية خلال الهجوم الإرهابي، لم تكتمل فرحته بتخرج ابن عمه من الكلية الحربية.
تقول والدة إبراهيم لـ "سبوتنيك": "هو طفلي الوحيد، رزقني به رب العالمين بعد 10 أعوام من الزواج، هو فرحة المنزل والقلب والروح".
لطالما راود إبراهيم حلم بالالتحاق بالكلية الحربية حين يصبح شابا، تقول والدته الخمسينية: "قدم له ابن عمه بدلة عسكرية صغيرة على قياس جسده الصغير نتيجة حبه الكبير للالتحاق بالجيش، واصطحبه معه لحفلة التخرج بالسيارة..." تغص أم إبراهيم بالكلام في هذه اللحظة، قبل أن تضيف: "الفرحة لم تكتمل، الإرهاب استهدف الأطفال قبل الكبار".
أما الشاب محمد أحمد العلي ابن الـ 15 عاما، فقد بدل الهجوم الإرهابي حياته من حال إلى حال.
محمد الذي تسكن عائلته بجوار بيت عمته، وتربى مع أولادها كعائلة واحدة، أصبح وحيدا في تلك اللحظة التي اختطفها الإرهاب من حياتهم جميعا، بعدما اغتال 5 شبان من أولاد عمته دفعة واحدة.
يقول محمد لـ "سبوتنيك": "كان حفل التخرج جميلا للغاية، العرض العسكري والخيول والأغاني... جميعنا كنا سعداء، بعد انتهاء الحفل، وفي اللحظة التي اقتربنا فيها من المنصة لالتقاط الصور مع العائلة لتبقى ذكرى لنا جميعا، سقطت علينا الصواريخ بشكل مكثف، وتحول الفرح إلى صراخ وأنين عم المكان".
في تلك اللحظة فقد محمد الوعي، ليستيقظ وهو على أحد أسرة المشفى الأهلي في حمص، ومن حوله الأطباء يحاولون إنقاذه.
الشاب زين ذو الـ 18 عامًا، ورغم ابتسامته الصامتة التي تعبر عن رغبته بالحياة في مقابل الموت الذي عاينه لحظة الهجوم الإرهابي، قال لـ "سبوتنيك": "ذهبت مع عائلتي لحضور تخرج أخي، انتهينا من الحفل واجتمعنا لالتقاط الصور التذكارية معه، وما هي إلا دقائق حتى بدأت الصواريخ والقذائف تنهال علينا".
يضيف زين: "شاهدت مناظر لا يتحملها العقل... جثث منتشرة في أرض الساحة... صراخ أطفال... كانت الدماء في كل مكان".
إلى جانب زين، يستلقي والده (غياث محمد) الذي أصيب بشظية في صدره.
يقول الرجل الخمسيني: "كنت أنتظر هذه المناسبة أنا والعائلة منذ 3 أعوام لكي نحضر حفل تخرج ابني، فهي لحظة فخر واعتزاز".
مضيفا:
"جلسنا في الصف الأول في المنصة الرئيسية، وبعد انتهاء مراسم الاحتفال، اجتمع الناس فرحًا بأبنائهم، لكن الحقد الإرهابي كان يتربص بهم... كل الذين نزلوا إلى الساحة أصبحوا يسبحون بدمائهم".
ويكمل الأب المفجوع: "عائلتي جميعها مصابة، الباقي كل منهم في مشفى مختلف، لا أعرف شيئا عن البقية إلا زين الذي يستلقي بجانبي".
بدوره، قال الدكتور محمد شاهين، رئيس الطبابة الشرعية في محافظة حمص، لـ "سبوتنيك": "في الصباح، أقيم حفل تخريج لطلاب الكلية الحربية، ومن المتعارف عليه في هذه المناسبات دعوة الأهالي لحضور الحفل".
يضيف الدكتور شاهين: "حصل الهجوم الإرهابي في نهاية الحفل... كان عدد الضحايا كبيرا من المدنيين.. نساء وأطفال لا ذنب لهم".
تم حظر دخولك إلى المحادثة لانتهاك"a href="https://sarabic.ae/docs/comments.html>القواعد.
ستتمكن من المشاركة مرة أخرى بعد:∞.
إذا كنت غير موافق على الحظر، استخدم<"a href="https://sarabic.ae/?modal=feedback>صيغة الاتصال
تم إغلاق المناقشة. يمكنك المشاركة في المناقشة في غضون 24 ساعة بعد نشر المقال.