جهود روسية مصرية لاحتواء أزمة غزة... ما إمكانية نجاحها في الوقت الراهن؟
إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من قطاع غزة، 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
© AP Photo / Hatem Moussa
تابعنا عبر
حصري
تتقدم مصر وروسيا وبعض الدول العربية والإقليمية الأخرى التحركات العربية والدولية المكثفة لاحتواء الوضع الملتهب في غزة، ووقف المعارك والقصف المستمر بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
وتشتعل المعارك منذ يوم السبت الماضي، فيما عزت أمريكا الأوضاع بعد تعهدها في بيان مشترك مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا إلى "دعم إسرائيل في جهودها للدفاع عن نفسها، بعد الهجمات المفاجئة من قبل حركة "حماس" الفلسطينية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية أن تساهم التحركات الروسية والمصرية في وقف التصعيد الإسرائيلي داخل قطاع غزة، وإعادة الجلوس على طاولة التفاوض، لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
30 أكتوبر 2023, 17:33 GMT
تحركات عربية ودولية
قال عضو اللجنة التنظيمية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور واصل أبو يوسف، إن "أهمية الاتصالات التي تكثفها مصر وروسيا وقف المجزرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قبل إسرائيل".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك اتصالات من مصر رئاسة وحكومة، ومواقف لها علاقة بكيفية إنقاذ الوضع أمام ما ترتكبه إسرائيل في القطاع والضفة الغربية، إضافة إلى تأكيدات روسيا على لسان وزير خارجيتها بأن الاستقرار يتطلب إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحدث عن حلول سياسية، وهو أمر يتطلب في البداية وقف العدوان".
وثمّن أبو يوسف التحركات التي تبذلها مصر وموقفها الداعم للشعب الفلسطيني ومحاولة وقف التصعيد، كاشفا عن "تكثيف فلسطين لاتصالاتها مع العديد من الدول العربية الأخرى، مثل الأردن والسعودية وقطر، من أجل أن يكون هناك تحرك جاد وحقيقي".
وشدد على أهمية الاجتماع الذي أعلنته الجامعة العربية في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية، و"الذي يأتي في ظرف مفصلي ومهم، ووسط مخاطر جدية ليس على صعيد الأراضي الفلسطينية المحتلة فقط، وإنما زعزعة الاستقرار في كل المنطقة"، وفق قوله.
وأوضح أن "كافة الجهود مقدّرة، لا سيما من قبل مصر في سبيل محاولة وقف كل التداعيات وإيجاد وضع جدي وحقيقي يفضي إلى حل سياسي، يكون له علاقة بإنهاء الاحتلال ووصول الشعب الفلسطيني إلى حقه في الاستقلال".
جهود مهمة
من جانبه اعتبر الأكاديمي والمحلل الفلسطيني، الدكتور حسام الدجني، أن "الجهود المصرية والروسية مهمة، بجانب وجود حراك قطري وأممي، لكن الأهم من وجهة النظر الفلسطينية أن هذه الجهود تذهب باتجاه معالجة جذور المشكلة".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "الفلسطينيون بحاجة ماسة إلى الانعتاق من الاحتلال وأي جهود لا تراعي رفع الحصار الكامل في القطاع، وأن يكون هناك حرية حركة وسفر والتحكم في المياه الإقليمية وفي موارد الغاز، وتمنع إسرائيل من تغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة، ربما توقف العدوان، لكن لن تكبح بشكل كامل أن يعود مثل هذا العدوان والمواجهات مجددا".
وأوضح أن "المطلوب من المجتمع الدولي التحرك وفق مسارات؛ يمكن أن يركز الأول على وقف مؤقت للعدوان، لكن أن يكون المسار السياسي على طاولة البحث، وتلزم كل الأطراف بتطبيق هذا المسار بما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني، ووفقا لقرارات الشرعية الدولية".
10 أكتوبر 2023, 12:19 GMT
وضع مشتعل
في السياق، اعتبر الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار غباشي، أن "الجميع يدرك بأن وقف الاعتداءات على قطاع غزة بات ضرورة، باعتباره قابلا للتطور لأبعد من هذا الوضع"، معتبرا أن "جهودا شديدة دولية حثيثة تبذل لإيقاف التعدي الإسرائيلي على قطاع غزة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "تحريك أمريكا لحاملة الطائرات "جيرالد فورد" بالبحر المتوسط، وإعلانها مساندة إسرائيل، أثار هواجس الكثيرين، وليس من مصلحة واشنطن وأطراف إقليمية وعربية متعددة، لا سيما دول الجوار، أن يمتد الصراع لأبعد من ذلك بكثير، لأن هناك طرفا ثالثا مرشحا بالدخول والاصطدام، وهو ما ينذر بتفجر الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بمجمله"، معتبرا أن "البيان الأمريكي مع الدول الغربية المساند لإسرائيل وحديثه عن شرق أوسط جديد، مستفز للغاية".
ويرى أن "روسيا تبذل جهودا كبيرة بجانب مصر وقطر والأردن، وأطراف أخرى على المستوى الإقليمي في هذا النطاق، والمطلوب إيقاف الهجوم الذي تمارسه إسرائيل، وما تفعله من جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة، بغض النظر عما قامت به حركة "حماس"، والذي كان ردا طبيعيًا على الاقتحامات والأفعال الإسرائيلية المتطرفة".
وأكد أن "الكثير من التحذيرات وصلت لأمريكا وإسرائيل من تمادي حكومة نتنياهو المتطرفة وأعضائها سموتريتش وبن غفير، والاقتحامات في الأقصى والأماكن المقدسة، والاستفزازات الموجود بشكل شبه يومي".
وصرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الاثنين، باستعداد كل من روسيا وجامعة الدول العربية للمساهمة في فض النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال لافروف إنه "يتوجب على روسيا وجميع أعضاء جامعة الدول العربية، المساهمة في وقف إراقة الدماء، وإنهاء معاناة المدنيين في إسرائيل وفلسطين، ومن الممكن تحقيق ذلك"، وذلك خلال المباحثات التي أجراها لافروف مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في موسكو.
وأضاف لافروف، قائلا: "نحن على استعداد للقيام بذلك مع الدول العربية، وجميع الدول الأخرى المهتمة بنشر السلام المستدام بالشرق الأوسط، وضمان أمن جميع دول المنطقة دون استثناء، بما في ذلك دولة فلسطين، ويتطلب ذلك قرارا من قبل مجلس الأمن".
وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أنه يقدّر موقف روسيا المتوازن في الأزمة الراهنة المشتعلة في الشرق الأوسط.
وأضاف أبو الغيط أن الجامعة العربية تقدر الموقف الروسي، وتتفق مع أن المشكلة "لم تبدأ من الأمس، ولا يمكن اجتزاء الوضع الراهن من السياق الزمني، وهو استمرار الاحتلال، ومنع الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967".
وتابع أن خنق أي جهود للسلام، وحصار السلطة الفلسطينية، ومواصلة الاستيطان وقضم الأراضي بلا توقف هي عوامل لا يمكن إغفالها اليوم".
وأردف الأمين العام لجامعة الدول العربية: "لقد حذرنا مرارا من أن السياسات الإسرائيلية المتطرفة تمثل قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من الاستقرار، ومن يصر على رؤية الموقف من زاوية واحدة، إنما يخطئ لعجزه عن رؤية شمولية الموقف".
ونوّه أبو الغيط إلى اتفاق في موقفي الجامعة العربية وروسيا فيما يخص الشأن الفلسطيني، حيث أن الأولوية الآن، وفقا لأبو الغيط، في وقف التصعيد، وحقن دماء المدنيين، ومنع تدهور الموقف إلى ما هو أخطر.
وأكد أبو الغيط أن "الانتقام من سكان غزة المدنيين لن يجلب للإسرائيليين الأمن، وسوف يسهم في تصعيد الموقف". وشدد على ضرورة "التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإطلاق الأفق السياسي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية".
10 أكتوبر 2023, 12:59 GMT
وأعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية". وقال الضيف في بيان: "الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".
وتمكنت حركة "حماس" من أسرِ عدد غير معروف من الإسرائيليين بينهم جنود وضباط، والعودة بهم إلى قطاع غزة.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت)، صادق رسميًا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردًا على إطلاق حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".
وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي "حماس" داخل المستوطنات.
وفي المقابل، تشن الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع "حماس" في قطاع غزة، فيما أعلنت الحكومة الإسرائيلية، يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري، تفعيلها للمادة 40 من القانون الأساسي، ما يعني دخول البلاد رسميًا في حالة حرب.
