تونس.. لوحات ضخمة تعرف بالقضية الفلسطينية وخيمة توثق صور الحرب وضحاياها.. فيديو وصور
تونس.. لوحات ضخمة تعرف بالقضية الفلسطينية وخيمة توثق صور الحرب وضحاياها.. فيديو وصور
سبوتنيك عربي
كأنهم يعدّلون دفة التاريخ ويصحّحون ما طُمس منذ عقود، حوّل تونسيون شارع الحبيب بورقيبة، الشارع الرمز، إلى ذاكرة متنقلة توثق الحرب الإسرائيلية وتعرّف بالقضية... 04.02.2024, سبوتنيك عربي
وعلى امتداد طول الشارع في قلب العاصمة تونس، انتصبت لوحات ضخمة تحمل مخطوطات مكتوبة تعرّف بالمدن الفلسطينية وبأسمائها الأصلية التي غيّرتها إسرائيل قبل عقود وحوّلتها إلى مستوطنات.وتتقاطع هذه اللوحات مع حملة عالمية أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات فنية عربية تحت شعار "ما اسمهاش"، بهدف تذكير العالم بأسماء البلدات الفلسطينية وتصحيح التاريخ.وتنتهي طريق اللوحات بمعرض مدينة تونس للكتاب الذي ينتظم في دورته الـ 12 تحت شعار "وجود ومقاومة".تصحيح للتاريخويقول الصحفي التونسي وعضو مكتب الإعلام في هذه التظاهرة، نور حمدي، لـ "سبوتنيك"، إن "هذه الجداريات هي وثيقة حيّة توثق تاريخ المدن الفلسطينية وتعرّف بمعالمها وبمجالها الجغرافي وثقافة أهاليها التي سعت اسرائيل إلى تغييبها منذ ما يزيد عن 7 عقود من الزمن".ويقول حمدي إن التظاهرة حققت مبتغاها، "فهذه الجداريات تستوقف المارين من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية وتشدهم إلى قراءة مضامينها وحتى السؤال عن تفاصيل أخرى حول المدن الفلسطينية".واعتبر حمدي أن الفن والأدب هما وسيلتان للمقاومة لا يستخف بقوتها وبقدرتهما على إيصال الصوت الفلسطيني والتعريف بـ "القضية الأم" التي بقيت حية في ضمائر الشعوب العربية والشعوب الحرة.وتابع: "القضية الفلسطينية ليست ترند ينشره نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل موسمي، وإنما هي قضية عادلة وقضية إنسانية وجب التعريف بها ودعمها على أوسع نطاق وبكل الأشكال الممكنة".وقال حمدي إن اختيار شارع الحبيب بورقيبة لم يكن من قبيل الصدفة، فناهيك عن موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة التونسية وقدرته على الاستقطاب، فهو أيضا شارع الثورة والشارع الرمز الذي حمل بين ثناياه تاريخا طويلا من النضال من أجل الحرية.تخليد لشهداء فلسطينوليس بعيدا عن هذه الجداريات، تنتصب في الجهة المقابلة من شارع الحبيب بورقيبة خيمة حملت عنوانا عريضا وهو "التعريف بشهداء فلسطين".وقال الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، محمد الأسعد العبيد، لـ"سبوتنيك"، إن تنظيم هذه الخيمة جاء على خلفية ما يحدث في غزة من عدوان ومن تقتيل وتهجير يعيش على وقعه الفلسطينيون منذ عقود، مضيفا: "عدد الشهداء في فلسطين يتجاوز عشرات الآلاف ولا يمكن حصرهم، لذلك اخترنا أن نوثق صور الشهداء الأبطال".وأشار عبيد إلى أن هذه الخيمة توثق أيضا صور التونسيين الذين دافعوا بقوة عن الحق الفلسطيني واغتالتهم إسرائيل لقاء ذلك، وفي مقدمتهم المهندس الطيار محمد الزواري الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي بطلقات نارية أمام منزله في محافظة صفاقس التونسية في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016.وذكر عبيد أن شهداء فلسطين هم وسام فخر لكل الشعوب التي تناضل من أجل الحرية ومن أجل حقها في تقرير مصيرها، وهم أيضا شهود على جرائم إسرائيل، مشددا على أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم ولا يغيّبه زيف الإعلام الغربي.أطفال فلسطين في الذاكرةوفي ركن من الخيمة، اصطفت أكثر من 50 صورة توثّق مشاهد مروّعة لأطفال من قطاع غزة ممن لم تستثنهم آلة الحرب الإسرائيلية، وحوّلت المئات منهم إلى أشلاء يصعب على الناضر تمعّن تفاصيلها.يقول عبيد: "هذه الصور تعرض لأول مرة وقد حرصنا على أن تكون بعيدة عن متناول الأطفال حفاضا على سلامتهم النفسية، فبشاعة القتل حالت دون بثها في وسائل الإعلام".وتحوّلت هذه الخيمة إلى مزار للتونسيين والأجانب الذين دهشوا من هول مشاهد القتل والدمار التي وثقها صحفيون ومواطنون من غزة، وفقا لعبيد الذي أكد أن هؤلاء الأجانب اصطدموا بحقائق مغايرة لتلك التي ينشرها الإعلام الغربي بإيعاز من حكوماتهم.وتنظر الفلسطينية المقيمة في تونس، مريم القدوة، بعين الامتنان والاعتزاز، لهذه التظاهرات التي تذكّرها بأن "القضية الفلسطينية لا تزال تنبض بالحياة والأمل في قلوب التونسيين والعالم العربي".وتقول القدوة، في حديثها لـ "سبوتنيك"، إن نضالات الفلسطينيين تقاطعت مع نضالات التونسيين منذ عقود، مشيرة إلى أن هذه الخيمة تخلّد لأرواح التونسيين الذين شاركوا في اجتياح بيروت سنة 1982، وفي الانتفاضة الأولى سنة 1987، وعلى رأسهم التونسي "ناجح نومة" الذي يُطلقون عليه اسم "أبو الانتفاضة".وأشارت القدوة إلى أن الحراك الكبير الذي يقوده التونسيون دعما للقضية الفلسطينية من خلال المسيرات في الشوارع والمؤتمرات والندوات والمعارض ومختلف التظاهرات الفنية يشعرها بأن القضية لن تنضب وأن اليقين بتحرر فلسطين ما زال قائما.وتشن إسرائيل منذ 4 أشهر حربا على قطاع غزة، خلفت إلى حدود يوم أمس 27238 قتيلا و66452 جريحا، عدا المفقودين تحت الأنقاض والذين تقدر أعدادهم بالآلاف.
كأنهم يعدّلون دفة التاريخ ويصحّحون ما طُمس منذ عقود، حوّل تونسيون شارع الحبيب بورقيبة، الشارع الرمز، إلى ذاكرة متنقلة توثق الحرب الإسرائيلية وتعرّف بالقضية الفلسطينية وبرموزها.
وعلى امتداد طول الشارع في قلب العاصمة تونس، انتصبت لوحات ضخمة تحمل مخطوطات مكتوبة تعرّف بالمدن الفلسطينية وبأسمائها الأصلية التي غيّرتها إسرائيل قبل عقود وحوّلتها إلى مستوطنات.
وتتقاطع هذه اللوحات مع حملة عالمية أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وشخصيات فنية عربية تحت شعار "ما اسمهاش"، بهدف تذكير العالم بأسماء البلدات الفلسطينية وتصحيح التاريخ.
وتنتهي طريق اللوحات بمعرض مدينة تونس للكتاب الذي ينتظم في دورته الـ 12 تحت شعار "وجود ومقاومة".
تصحيح للتاريخ
ويقول الصحفي التونسي وعضو مكتب الإعلام في هذه التظاهرة، نور حمدي، لـ "سبوتنيك"، إن "هذه الجداريات هي وثيقة حيّة توثق تاريخ المدن الفلسطينية وتعرّف بمعالمها وبمجالها الجغرافي وثقافة أهاليها التي سعت اسرائيل إلى تغييبها منذ ما يزيد عن 7 عقود من الزمن".
ويقول حمدي إن التظاهرة حققت مبتغاها، "فهذه الجداريات تستوقف المارين من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية وتشدهم إلى قراءة مضامينها وحتى السؤال عن تفاصيل أخرى حول المدن الفلسطينية".
واعتبر حمدي أن الفن والأدب هما وسيلتان للمقاومة لا يستخف بقوتها وبقدرتهما على إيصال الصوت الفلسطيني والتعريف بـ "القضية الأم" التي بقيت حية في ضمائر الشعوب العربية والشعوب الحرة.
وتابع: "القضية الفلسطينية ليست ترند ينشره نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل موسمي، وإنما هي قضية عادلة وقضية إنسانية وجب التعريف بها ودعمها على أوسع نطاق وبكل الأشكال الممكنة".
تونس: لوحات ضخمة تعرّف بالقضية الفلسطينية وخيمة توثق صور الحرب وضحاياها
وقال حمدي إن اختيار شارع الحبيب بورقيبة لم يكن من قبيل الصدفة، فناهيك عن موقعه الاستراتيجي في قلب العاصمة التونسية وقدرته على الاستقطاب، فهو أيضا شارع الثورة والشارع الرمز الذي حمل بين ثناياه تاريخا طويلا من النضال من أجل الحرية.
تخليد لشهداء فلسطين
وليس بعيدا عن هذه الجداريات، تنتصب في الجهة المقابلة من شارع الحبيب بورقيبة خيمة حملت عنوانا عريضا وهو "التعريف بشهداء فلسطين".
وقال الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، محمد الأسعد العبيد، لـ"سبوتنيك"، إن تنظيم هذه الخيمة جاء على خلفية ما يحدث في غزة من عدوان ومن تقتيل وتهجير يعيش على وقعه الفلسطينيون منذ عقود، مضيفا: "عدد الشهداء في فلسطين يتجاوز عشرات الآلاف ولا يمكن حصرهم، لذلك اخترنا أن نوثق صور الشهداء الأبطال".
وأشار عبيد إلى أن هذه الخيمة توثق أيضا صور التونسيين الذين دافعوا بقوة عن الحق الفلسطيني واغتالتهم إسرائيل لقاء ذلك، وفي مقدمتهم المهندس الطيار محمد الزواري الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي بطلقات نارية أمام منزله في محافظة صفاقس التونسية في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2016.
وذكر عبيد أن شهداء فلسطين هم وسام فخر لكل الشعوب التي تناضل من أجل الحرية ومن أجل حقها في تقرير مصيرها، وهم أيضا شهود على جرائم إسرائيل، مشددا على أن الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم ولا يغيّبه زيف الإعلام الغربي.
أطفال فلسطين في الذاكرة
وفي ركن من الخيمة، اصطفت أكثر من 50 صورة توثّق مشاهد مروّعة لأطفال من قطاع غزة ممن لم تستثنهم آلة الحرب الإسرائيلية، وحوّلت المئات منهم إلى أشلاء يصعب على الناضر تمعّن تفاصيلها.
يقول عبيد: "هذه الصور تعرض لأول مرة وقد حرصنا على أن تكون بعيدة عن متناول الأطفال حفاضا على سلامتهم النفسية، فبشاعة القتل حالت دون بثها في وسائل الإعلام".
وتحوّلت هذه الخيمة إلى مزار للتونسيين والأجانب الذين دهشوا من هول مشاهد القتل والدمار التي وثقها صحفيون ومواطنون من غزة، وفقا لعبيد الذي أكد أن هؤلاء الأجانب اصطدموا بحقائق مغايرة لتلك التي ينشرها الإعلام الغربي بإيعاز من حكوماتهم.
وتنظر الفلسطينية المقيمة في تونس، مريم القدوة، بعين الامتنان والاعتزاز، لهذه التظاهرات التي تذكّرها بأن "القضية الفلسطينية لا تزال تنبض بالحياة والأمل في قلوب التونسيين والعالم العربي".
وتقول القدوة، في حديثها لـ "سبوتنيك"، إن نضالات الفلسطينيين تقاطعت مع نضالات التونسيين منذ عقود، مشيرة إلى أن هذه الخيمة تخلّد لأرواح التونسيين الذين شاركوا في اجتياح بيروت سنة 1982، وفي الانتفاضة الأولى سنة 1987، وعلى رأسهم التونسي "ناجح نومة" الذي يُطلقون عليه اسم "أبو الانتفاضة".
وأشارت القدوة إلى أن الحراك الكبير الذي يقوده التونسيون دعما للقضية الفلسطينية من خلال المسيرات في الشوارع والمؤتمرات والندوات والمعارض ومختلف التظاهرات الفنية يشعرها بأن القضية لن تنضب وأن اليقين بتحرر فلسطين ما زال قائما.
وتشن إسرائيل منذ 4 أشهر حربا على قطاع غزة، خلفت إلى حدود يوم أمس 27238 قتيلا و66452 جريحا، عدا المفقودين تحت الأنقاض والذين تقدر أعدادهم بالآلاف.
شريط الأخبار
0
تم حظر دخولك إلى المحادثة لانتهاك"a href="https://sarabic.ae/docs/comments.html>القواعد.
ستتمكن من المشاركة مرة أخرى بعد:∞.
إذا كنت غير موافق على الحظر، استخدم<"a href="https://sarabic.ae/?modal=feedback>صيغة الاتصال
تم إغلاق المناقشة. يمكنك المشاركة في المناقشة في غضون 24 ساعة بعد نشر المقال.