https://sarabic.ae/20240502/المرشح-الرئاسي-بلقاسم-ساحلي-يكشف-تفاصيل-رؤيته-لعلاقة-الجزائر-بدول-الجوار-ودور-بلاده-إقليميا-وعالميا-1088478223.html
المرشح الرئاسي بلقاسم ساحلي يكشف تفاصيل رؤيته لعلاقة الجزائر بدول الجوار ودور بلاده إقليميا وعالميا
المرشح الرئاسي بلقاسم ساحلي يكشف تفاصيل رؤيته لعلاقة الجزائر بدول الجوار ودور بلاده إقليميا وعالميا
سبوتنيك عربي
تحدث البروفيسور بلقاسم ساحلي، الأمين العام للحزب و مرشح تكتل الاستقرار والإصلاح بالجزائر، للانتخابات الرئاسية، في حوار مع "سبوتنيك"، عن مجمل رؤيته للأوضاع... 02.05.2024, سبوتنيك عربي
2024-05-02T17:00+0000
2024-05-02T17:00+0000
2024-05-02T17:01+0000
تقارير سبوتنيك
حصري
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/05/02/1088477078_0:0:1080:608_1920x0_80_0_0_3fdb2df7964f395d5dfc9bf767c9bc84.jpg
وتناول حوار المرشح الرئاسي الجزائري العديد من المحاور، الخاصة بالبرنامج الانتخابي الخاص به، والعلاقات مع دول الجوار، وكذلك علاقة الجزائر مع ملف الدول الكبرى ودورها في المشهد الراهن.بداية ما أبرز ملامح البرنامج الخاص بك أو الملفات والسياسات التي تسعى لها في برنامجكم الانتخابي؟ من المفيد التذكير بأنّ ترشحنا تم في إطار تكتل حزبي تحت مسمى "تكتل الاستقرار و الإصلاح" و يضم حاليا 7 أحزاب سياسية ناشئة و متوسطة التمثيل، و سيعرف في قادم الأيام انضمام أحزاب سياسية جديدة إليه. حيث يهدف ترشحنا إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسية أبرزها :- إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة لما تحمله من رهانات و تحديات داخلية و خارجية، و ما تمثله من فرصة مواتية لتمكين المواطنين من ممارسة سيادتهم الشعبية المنصوص عليها دستوريا.- إعادة الاعتبار للفعل السياسي و الحزبي، لاسيما بعدما لوحظ في السنوات الأخيرة من تهميش سياسي و غلق إعلامي و محاولة غير محمودة العواقب في استبدال المجتمع السياسي و الحزبي بفواعل المجتمع المدني، حيث أنّ إعادة الاعتبار للفعل السياسي تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية وهي هدف مواطني متعلق بتوعية وتأطير وتجنيد المواطنين عبر مؤسسات الوساطة الاجتماعية (وأهمها الأحزاب السياسية) من أجل شرح المكاسب ومعالجة النقائص وحماية المواطنين من حملات التضليل أو الدعاية المعادية، وهدف مؤسساتي يتعلق بتزويد مؤسسات الدولة بالكوادر المؤهلة لتسيير الشأن العام بكفاءة ونزاهة والتزام، وهدف أمني يتعلق بتفادي فشل ممارسة السياسيين لمسؤولياتهم في تسيير البلاد وبالتالي إثقال كاهل المؤسسات الأمنية الحساسة وجعلها تتواجد مضطرة في واجهة المشهد السياسي أو الإعلامي.- إعادة الاعتبار للتيار الذي ينتمي له حزبنا و باقي أحزاب التكتل، ألا وهو التيار الديمقراطي الجمهوري (الحداثي)، لما لهذا التيار من أهمية في تحقيق التوازنات السياسية والفكرية في البلاد وتفادي تكرار التجارب الأليمة التي عاشتها بلادنا لاسيما في تسعينيات القرن الماضي، حيث تغول التيار الديني على المشهد السياسي.و لأجل تحقيق هذه الأهداف الرئيسية، يطرح مرشحنا برنامجا انتخابيا يرتكز على جملة من التحولات التي يتعين على بلادنا مباشرتها عاجلا ضمن مقاربة توافقية تعتمد الحوار الوطني لتحديد أولويات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ومن أهم هذه التحولات :- تحوّل جيلي يسمح بتمكين الأجيال الصاعدة من الاضطلاع بدورها في تسيير الشأن العام.- تحوّل سياسي يؤسّس لنمط حوكمة جديد مبني على الشرعية الديمقراطية والكفاءة والالتزام،- تحوّل اقتصادي يحقّق التنوّع وخلق الثروة،- تحوّل اجتماعي وثقافي يعزّز الشعور بالانتماء ويحسّن ظروف معيشة المواطن.- تحوّل على صعيد السياسة الخارجية، تٌوازن من خلاله دبلوماسيتنا بين المبادئ والمصالح،- تحّول على صعيد سياسة الأمن والدفاع الوطنيين، تجدّد من خلاله الأمّة عقدها الاجتماعي والمعنوي مع مؤسّساتها الأمنية الحسّاسة، وتحدّد لها أدوارها الدستورية وملامح و معالم مشاركتها في صناعة القرار الوطني.حال وصولكم للانتخابات هل تبقى الجزائر على السياسة الخارجية كما هي مع دول الجوار والدول العربية أم هناك متغيرات محتملة؟ من المؤكد بأنّ للسياسة الخارجية في بلادنا جملة من المبادئ السامية والمرتكزات الثابتة التي وجب الحفاظ عليها، لاسيما ما تعلق باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والحفاظ على الأمن والسلم العالميين والدفاع عن القضايا العادلة، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مع العمل وفق ما يقترحه مرشحنا على التركيز على أبجديات السياسة الخارجية للجزائر، ذات الصلة بتصفير المشاكل (من صفر مشكل) و ليس تسفيرها (من السفر)، وتفضيل حل النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية والتفاوضية، واحترام مبادئ حسن الجوار، وتفادي الاصطفاف وراء سياسة المحاور، والبحث مع الشركاء لاسيما في دول الجوار وباقي الدول العربية على نقاط الالتقاء وليس نقاط الاختلاف، ضمن مقاربة تعتمد الحوار والوساطة وضبط النفس وليس التصعيد أو الاستدراج إلى مستنقع الخلافات التي لا تنفع أي طرف كان. مع التأكيد كذلك على الدور الذي ستلعبه بلادنا تحت قيادة مرشحنا في توفير الظروف المناسبة للعودة إلى التسوية السياسية للصراع في الشرق الأوسط، من خلال دفع المجتمع الدولي إلى تبني المبادرة العربية للسلام، وتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 04 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتحرير باقي الأراضي العربية المحتلة (سوريا ولبنان)، دون نسيان المقاربة الجديدة التي يطرحها مرشحنا في التعاطي مع دول الساحل، من خلال طرح إستراتيجية تكامل اقتصادي وتنموي مع ما يتطلبه الأمر من مرافقة أمنية.لهذا المسعى (تواجد عسكري على الأراضي المالية لضمان استقرار المؤسسات الحكومية و محاربة الجماعات الإرهابية).حال وصولكم للرئاسة…ما الخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها تجاه القضية الفلسطينية؟من المفيد الإشارة إلى الدور المتقدم الذي تلعبه حاليا الدبلوماسية الجزائرية إزاء دعم الأشقاء في فلسطين، مع التأكيد كذلك على الدور الذي ستلعبه بلادنا تحت قيادة مرشحنا في تكثيف الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والإنساني للقضية الفلسطينية، مع ما يتطلبه الأمر من تعزيز وحدة الصف الفلسطيني و حث مختلف الفصائل الفلسطينية على نبذ الفرقة والاختلاف وفق برنامج وطني يضع مصلحة الفلسطينيين فوق كل اعتبار، ويبتعد عن سياسة المحاور أو الإملاءات أو جعل القضية الفلسطينية ورقة ضغط أو ابتزاز، أو متاجرة لفائدة قوى وأطراف إقليمية معروفة في المنطقة، وكذا إيجاد التوافقات اللازمة مع الأطراف الدولية الفاعلة في هذه القضية من أجل خفض التصعيد ورفع حجم المساعدات الإنسانية.وكذلك السعي لوقف عاجل ودائم لإطلاق النار وتحقيق صفقة مقبولة للطرفين بخصوص تبادل الأسرى، ومن ثم طرح تصور مرضي لجميع الأطراف بخصوص تسيير قطاع غزة (اليوم التالي) في إطار وحدة المؤسسات الفلسطينية، وما يتطلبه الأمر من إصلاحات للسلطة الفلسطينية، وزيادة الدعم المالي والمادي من طرف الدول العربية في إطار عمل جامعة الدول العربية، وصولا إلى توفير الظروف المناسبة للعودة إلى التسوية السياسية للصراع في الشرق الأوسط من خلال دفع المجتمع الدولي إلى تبني المبادرة العربية للسلام وتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 04 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية و تحرير باقي الأراضي العربية المحتلة (سوريا و لبنان.).من ناحية التنمية والاقتصاد...هل ترى أن الوضع الحالي في منطقة المغرب العربي بحاجة لتكامل وتعاون أكبر وكيف يمكن ذلك؟لا يختلف اثنان على أنّ منطقة المغرب العربي تتوفر على مقومات هائلة للتكامل والتعاون، لاسيما في مجالات التنمية والاقتصاد، بالنظر للعناصر الكثيرة التي تجمع شعوب المنطقة لاسيما منها الثقافية واللغوية والتاريخية والدينية والعرقية، وهو الأمر الذي يتطلب العمل على طرح تصور براغماتي، ومتدرج لترقية التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين دول المنطقة، لا سيما ما تعلق بتنمية المناطق الحدودية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، وتشجيع التبادل والاستثمار والتعاون العلمي والثقافي والسياحي، مع انتهاج سبل الحوار وضبط النفس ومبادئ حسن الجوار لحل الخلافات في إطار احترام الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة بحق الشعوب في تقرير مصيرها، بالإضافة إلى أهمية تكثيف التنسيق وتوحيد الرؤى والمصالح التفاوضية لدول المنطقة في تعاملها مع باقي الشركاء، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي أو عمقنا الإفريقي.أشرت في تصريحات سابقة إلى أن الانتخابات تتطلب أربعة شروط لكي تضمن النجاح: توازنات وتوافقات وتفاهمات وتصالحات..كيف يمكن تحقيقها؟أشرنا في خطاب ترشحنا للرئاسيات المقبلة كمرشح توافقي عن "تكتل الاستقرار و الإصلاح"، إلى جملة من الشروط و الظروف التي يجب على جميع الأطراف توفيرها لنجاح الموعد الانتخابي الهام، و من أبرزها دور السلطات العمومية في توفير مناخ ملائم لإنجاح الرئاسيات لاسيما ما تعلق بالانفتاح السياسي والإعلامي وإجراءات التهدئة لفائدة المواطنين و الصحفيين المتابعين في قضايا تتعلق بالظروف الاستثنائية التي عاشتها بلادنا في 2019، و دور أحزاب الموالاة (الأغلبية الرئاسية) في تقديم حصيلة العهدة المنقضية بعيدا عن استغلال وسائل الدولة، و كذا دور أحزاب المعارضة في تقديم البدائل والبرامج الكفيلة بتلبية الانشغالات والتطلعات المشروعة للمواطنين (بطريقة بناءة وليست هدامة أو عدمية)، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق أربعة شروط تبدأ بحرف التاء، و هي :- التوازنات : توازن بين السياسي وباقي المؤسسات الحساسة في البلاد، وتوازن بين مختلف جهات الوطن لا سيما تلك التي عرفت تأخر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوازن فئوي في الاستفادة من ثمار التنمية بين الطبقة الشغيلة ورجال المال والأعمال، وكذا توازن بين الداخل والخارج ويقصد به ضرورة المحافظة على مصالح شركائنا الأجانب بنفس القدر الذي نسعى فيه للحفاظ على مصالح بلادنا.- التوافقات : ونعني بها التوافق بين مختلف مكونات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول أولويات الإصلاح، بهدف تحضير المجتمع لتقبل وتحمل أعباء الانتقال الاقتصادي والتحول الاجتماعي الذين سيكون لهما تكلفة يجب أن يتم تقاسمها بشكل عادل بين جميع الفئات.- التفاهمات : ونعني بها ضرورة إشراك الجميع في تسيير الشأن العام، من خلال الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية وإلى توسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرار ضمن قاعدة موسعة للحكم سياسيا وشعبيا، لكي نتفادى النقائص التي تم تسجيلها في مختلف المواعيد والمشاريع الإصلاحية السابقة (إصلاحات الربيع العربي 2011، تعديل الدستور 2016، الحوار الوطني 2019، تعديل الدستور 2020، تجديد المؤسسات المنتخبة 2021،...الخ).- التصالحات : ونعني بها تعميق مصالحة الجزائريين مع تاريخهم وذاتهم وهويتهم تفاديا للمتاجرة السياسوية بعناصر هويتنا الوطنية التي تم صونها في الدستور الجزائري، والمصالحة بين فئات المجتمع النقابية ورجال المال والأعمال بعيدا عن التشكيك المسبق وغير المبرر في هذا الطرف أو ذاك، والمصالحة بين الجزائر وعدد من شركائها الإقليميين والدوليين لا سيما في جوارنا المباشر والعربي ومنطقة الساحل والبحر المتوسط.ربما يشير البعض إلى أن الانتخابات محسومة لصالح مرشح بعينه... ما مدى واقعية هذا الطرح؟دائما ما يروج لهذا الطرح عشية كل انتخابات رئاسية في بلادنا، وهو طرح ليس له ما يبرره، حيث يعتقد البعض بأن الانتخابات قد تكون محسومة لفائدة الرئيس المنتهية عهدته إذا ترشح مجددا، فبالنسبة لنا لا نعير لهذه السيناريوهات والقراءات الوهمية أو المفتعلة كثيرا من الاعتبار، ونطرح ترشحنا بكل ثقة في مؤسسات بلادنا وفي الاختيار الحر لشعبنا، باعتباره صاحب السيادة الوحيد، مع دعوتنا مجددا للسلطات العمومية وللسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات من أجل توفير كل الظروف، وبذل أقصى الجهود من أجل أن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة وشفافة طبقا للسياق والمعايير الجزائرية (من منطلق الواقعية التي نتحلي بها)، لأن التحديات والرهانات و ربما المخاطر التي يتعين على بلادنا مواجهتها بعد رئاسيات 2024 لا تحتمل إلا أن يكون الموعد الانتخابي القادم بعيد عن أية تجاوزات أو نقائص.كيف ترون مستقبل العلاقات مع روسيا وأفق تطويرها وأهم المجالات التي يجب تعزيزها؟من المهّم التذكير بعمق العلاقات الممتدة تاريخيا بين الجزائر وروسيا، وأبرز محطاتها الراسخة كتلك المتعلقة بدعم الاتحاد السوفيتي لتسجيل القضية الجزائرية على جدول أعمال مجلس الأمن الأممي شهر يونيه 1956، و الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (GPRA) ابتداء من شهر أكتوبر 1960، حيث يعبّر مرشحنا عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين، والتي تجسّدت من خلال الزيارات المتعددة لمسؤولي البلدين واجتماعات اللجنة المختلطة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، وكذا التدريبات العسكرية المشتركة في الأشهر الأخيرة، كما يؤكّد البروفيسور بلقاسم ساحلي على رغبته و قناعته بضرورة الدفع نحو ترقية و تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يعود بالفائدة على الشعبين، و في هذا الإطار، و إذ ينوّه مرشحنا بالأهمية القصوى التي يكتسيها التعاون في المجالين العسكري والطاقوي، باعتبارهماحجر الزاوية في العلاقات الثنائية بين البلدين، فإنّه يؤكّد على ضرورة البحث عن آفاق جديدة للتعاون والاستثمار، لا سيما وأن الجزائر هي أول بلد إفريقي توقّع معه روسيا الاتحادية إعلان شراكة إستراتيجية شهر أبريل 2001، وهو الأمر الذي يتطلب ترقية الحوار السياسي المكثف بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية المعمقة، وكذا تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري لا سيما في القطاعات الواعدة كالطاقة و النقل و الزراعة و التعليم و المعدات الصيدلانية و المنشآت و الأبحاث الفضائية.بالإضافة إلى دعم التبادل الثقافي والفني عبر تكثيف تنظيم الأيام الثقافية في الجزائر وروسيا و تسهيل افتتاح المراكز الثقافية بين البلدين، وتكثيف تكوين الموارد البشرية والتبادل الطلابي، مع الحرص على تحقيق التطلّعاتا لمشتركة للبلدين نحو عالم متعدد الأقطاب وأكثر عدالة و ديمقراطية، وكذا تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في المحافل الدولية، وضمان التنسيق المستمر على مستوى “أوبك بلس”، من أجل استقرار السوق العالمية للطاقة ضمن مقاربة تضمن توازن مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء..حال وصولكم للرئاسة هل ستبقون على العلاقات مع أوروبا كما هي أم هناك رؤية لإعادة تقييمها؟تحتاج العلاقات مع الشريك الأوروبي إلى تقييم، لاسيما بخصوص اتفاقية الشراكة التي تستوجب مراعاة التوازن في مصالح كلى الطرفين، مع طرح مقاربة إستراتيجية مندمجة تشمل كافة القضايا المستجدة في علاقة بلادنا مع الدول الأوروبية، لاسيما في مجالات الحوار الاستراتيجي بشقيه السياسي والأمني، وترقية الاستثمار عوض التبادل التجاري، ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتطوير البحث العلمي ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية واحترام حقوق الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا، وتحدي التغيرات المناخية وحماية البيئة، بالإضافة إلى ترقية الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان في ظل احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.كيف ترى الصحوة الأفريقية والانفكاك عن فرنسا والولايات المتحدة ...ما الذي يمثله للمنطقة؟تعرف القارة الإفريقية جملة من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والديموغرافية، تستوجب منا كأفارقة طرح تصورات للعمل المشترك، لا سيما ما تعلق بتكريس الممارسة الديمقراطية ورفض التغييرات غير الدستورية لأنظمة الحكم، والحفاظ على السلم والأمن وحل النزاعات بالطرق السلمية والتفاوضية في القارة، والاستغلال الأمثل للقدرات البشرية والثروات الطبيعية في سبيل تحقيق التنمية المستدامة وتقليص الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين إفريقيا وسائر دول العالم، وكذا الحفاظ على علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية متوازنة مع جميع الدول العظمى وكبرى التجمعات الدولية والإقليمية، بعيدا عن المحاولات الجارية لاستبدال نفوذ سياسي وعسكري لدول استعمارية سابقة بدول وكيانات جديدة.هناك توترات بين الجزائر وبعض الدول العربية منها ما هو علني ومنها ما هو بشكل غير مباشر...هل تسعون لتصفير هذه التوترات أم ما الإجراءات المحتملة؟سبقت الإجابة جزئيا عن هذا السؤال أعلاه، حيث يعتزم مرشحنا العودة بالسياسة الخارجية للبلاد إلى أبجدياتها ومبادئها الأساسية المعروفة، لاسيما ما تعلق بحل الخلافات بالحوار والتفاهم والتنازلات المشتركة واحترام مبادئ حسن الجوار وتفادي التصعيد، في إطار مقاربة تصفير المشاكل وليس تسفيرها، حيث يؤكد البروفيسور بلقاسم ساحلي على أنّ الدول العربية لاسيما المجاورة منها، كانت و يجب أن تبقى جزءا مهما من عمقنا الاستراتيجي والأمني والحيوي.هل يمكن اعتبار الأحزاب التي أعلنت دعمها لترشحكم في صفوف المعارضة أم السلطة..وحجم انتشارها على الأرض؟من المفيد التوضيح بأن ممارسة السلطة أو المعارضة هي من الأدوار الرئيسية لأي حزب سياسي، وبأن تداول الأحزاب من الموالاة إلى المعارضة هو أمر طبيعي بل وصحّي كذلك، عكس ما تحاول بعض الأطراف الترويج له من أجل شيطنة بعض الأحزاب أو بعض الإطارات التي سبق لها ممارسة السلطة في وقت سابق، ومن هذا المنطلق واعتبارا لكون أحزاب "تكتل الاستقرار و الإصلاح" قد قدمت مرشحا منافسا في الرئاسيات المقبلة، فهي تعتبر نفسها في المعارضة و ليست في السلطة حاليا، وتؤكد بأن معارضتها بناءة و مسؤولة وليست عدمية أو هدامة، وهي على أتم الاستعداد للعودة إلى السلطة حالما تحوز ثقة الشعب أو جزءا منها في الانتخابات القادمة، كما أنّ أحزاب التكتل وعكس ما يروج له، فهي تمثل حضورا شعبيا لا يستهان به (أكثر من مليون صوت في آخر انتخابات برلمانية ومحلية شاركت فيها)، بالإضافة إلى العديد من الإطارات ذات الكفاءة والتجربة و مئات المنتخبين في المجالس الشعبية.هل أنتم مع تكتلات جديدة في منطقة المغرب العربي..أم عودة اتحاد المغرب العربي لفاعليته؟في الحقيقة المقاربتين متكاملتين وغير متناقضتين بالضرورة، حيث أنه من المهم والحيوي إعادة بعث مسار اتحاد المغرب العربي وفق مقاربة براغماتية وعقلانية، مع التحضير لهذا المسعى من خلال أرضيات توافق وتعاون وتكامل على الصعيد الثنائي بين دول المغرب العربي.برأيك ما أبرز التحديات التي تواجه الجزائر وكيفية التغلب عليها؟سبقت الإجابة عن هذا السؤال أعلاه، ضمن الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي الذي يقترحه مرشحنا، مع التأكيد على أهمية تقوية الجبهة الداخلية من أجل مواجهة الرهانات والتحديات وربما المخاطر والتهديدات التي تستوقف بلادنا، لاسيما من خلال توسيع دائرة مشاركة المواطن في صناعة القرار وكذا إشراك مؤسسات الوساطة الاجتماعية وعلى رأسها الأحزاب السياسية في القضايا الكبرى للأمة (الدبلوماسية و لأمنية).
https://sarabic.ae/20240429/الداخلية-الجزائرية-البلاد-معرضة-لـ18-خطرا-طبيعيا-1088377045.html
https://sarabic.ae/20240402/هل-ستنجح-مبادرة-تبون-في-تشكيل-تكتل-مغاربي-جديد-بالمغرب-العربي-1087623812.html
https://sarabic.ae/20240224/تبون-الجزائر-تعيش-تحولا-عميقا-على-كافة-الأصعدة-1086374476.html
https://sarabic.ae/20231128/تبون-الشعب-الفلسطيني-يتعرض-لمحاولات-يائسة-لتصفية-قضيته--1083565288.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/05/02/1088477078_0:0:1080:810_1920x0_80_0_0_2e01f6cd3b415b15209fcfa0390369d0.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك, حصري, العالم العربي
تقارير سبوتنيك, حصري, العالم العربي
وتناول حوار المرشح الرئاسي الجزائري العديد من المحاور، الخاصة بالبرنامج الانتخابي الخاص به، والعلاقات مع دول الجوار، وكذلك علاقة الجزائر مع ملف الدول الكبرى ودورها في المشهد الراهن.
بداية ما أبرز ملامح البرنامج الخاص بك أو الملفات والسياسات التي تسعى لها في برنامجكم الانتخابي؟
من المفيد التذكير بأنّ ترشحنا تم في إطار تكتل حزبي تحت مسمى "تكتل الاستقرار و الإصلاح" و يضم حاليا 7 أحزاب سياسية ناشئة و متوسطة التمثيل، و سيعرف في قادم الأيام انضمام أحزاب سياسية جديدة إليه. حيث يهدف ترشحنا إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسية أبرزها :
- إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة لما تحمله من رهانات و تحديات داخلية و خارجية، و ما تمثله من فرصة مواتية لتمكين المواطنين من ممارسة سيادتهم الشعبية المنصوص عليها دستوريا.
- إعادة الاعتبار للفعل السياسي و الحزبي، لاسيما بعدما لوحظ في السنوات الأخيرة من تهميش سياسي و غلق إعلامي و محاولة غير محمودة العواقب في استبدال المجتمع السياسي و الحزبي بفواعل المجتمع المدني، حيث أنّ إعادة الاعتبار للفعل السياسي تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف استراتيجية وهي هدف مواطني متعلق بتوعية وتأطير وتجنيد المواطنين عبر مؤسسات الوساطة الاجتماعية (وأهمها الأحزاب السياسية) من أجل شرح المكاسب ومعالجة النقائص وحماية المواطنين من حملات التضليل أو الدعاية المعادية، وهدف مؤسساتي يتعلق بتزويد مؤسسات الدولة بالكوادر المؤهلة لتسيير الشأن العام بكفاءة ونزاهة والتزام، وهدف أمني يتعلق بتفادي فشل ممارسة السياسيين لمسؤولياتهم في تسيير البلاد وبالتالي إثقال كاهل المؤسسات الأمنية الحساسة وجعلها تتواجد مضطرة في واجهة المشهد السياسي أو الإعلامي.
- إعادة الاعتبار للتيار الذي ينتمي له حزبنا و باقي أحزاب التكتل، ألا وهو التيار الديمقراطي الجمهوري (الحداثي)، لما لهذا التيار من أهمية في تحقيق التوازنات السياسية والفكرية في البلاد وتفادي تكرار التجارب الأليمة التي عاشتها بلادنا لاسيما في تسعينيات القرن الماضي، حيث تغول التيار الديني على المشهد السياسي.
و لأجل تحقيق هذه الأهداف الرئيسية، يطرح مرشحنا برنامجا انتخابيا يرتكز على جملة من التحولات التي يتعين على بلادنا مباشرتها عاجلا ضمن مقاربة توافقية تعتمد الحوار الوطني لتحديد أولويات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، ومن أهم هذه التحولات :
- تحوّل جيلي يسمح بتمكين الأجيال الصاعدة من الاضطلاع بدورها في تسيير الشأن العام.
- تحوّل سياسي يؤسّس لنمط حوكمة جديد مبني على الشرعية الديمقراطية والكفاءة والالتزام،
- تحوّل اقتصادي يحقّق التنوّع وخلق الثروة،
- تحوّل اجتماعي وثقافي يعزّز الشعور بالانتماء ويحسّن ظروف معيشة المواطن.
- تحوّل على صعيد السياسة الخارجية، تٌوازن من خلاله دبلوماسيتنا بين المبادئ والمصالح،
- تحّول على صعيد سياسة الأمن والدفاع الوطنيين، تجدّد من خلاله الأمّة عقدها الاجتماعي والمعنوي مع مؤسّساتها الأمنية الحسّاسة، وتحدّد لها أدوارها الدستورية وملامح و معالم مشاركتها في صناعة القرار الوطني.
حال وصولكم للانتخابات هل تبقى الجزائر على السياسة الخارجية كما هي مع دول الجوار والدول العربية أم هناك متغيرات محتملة؟
من المؤكد بأنّ للسياسة الخارجية في بلادنا جملة من المبادئ السامية والمرتكزات الثابتة التي وجب الحفاظ عليها، لاسيما ما تعلق باحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والحفاظ على الأمن والسلم العالميين والدفاع عن القضايا العادلة، ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مع العمل وفق ما يقترحه مرشحنا على التركيز على أبجديات السياسة الخارجية للجزائر، ذات الصلة بتصفير المشاكل (من صفر مشكل) و ليس تسفيرها (من السفر)، وتفضيل حل النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية والتفاوضية، واحترام مبادئ حسن الجوار، وتفادي الاصطفاف وراء سياسة المحاور، والبحث مع الشركاء لاسيما في دول الجوار وباقي الدول العربية على نقاط الالتقاء وليس نقاط الاختلاف، ضمن مقاربة تعتمد الحوار والوساطة وضبط النفس وليس التصعيد أو الاستدراج إلى مستنقع الخلافات التي لا تنفع أي طرف كان.
مع التأكيد كذلك على الدور الذي ستلعبه بلادنا تحت قيادة مرشحنا في توفير الظروف المناسبة للعودة إلى التسوية السياسية للصراع في الشرق الأوسط، من خلال دفع المجتمع الدولي إلى تبني المبادرة العربية للسلام، وتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 04 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتحرير باقي الأراضي العربية المحتلة (سوريا ولبنان)، دون نسيان المقاربة الجديدة التي يطرحها مرشحنا في التعاطي مع دول الساحل، من خلال طرح إستراتيجية تكامل اقتصادي وتنموي مع ما يتطلبه الأمر من مرافقة أمنية.
لهذا المسعى (تواجد عسكري على الأراضي المالية لضمان استقرار المؤسسات الحكومية و محاربة الجماعات الإرهابية).
حال وصولكم للرئاسة…ما الخطوات اللازمة التي يجب اتخاذها تجاه القضية الفلسطينية؟
من المفيد الإشارة إلى الدور المتقدم الذي تلعبه حاليا الدبلوماسية الجزائرية إزاء دعم الأشقاء في فلسطين، مع التأكيد كذلك على الدور الذي ستلعبه بلادنا تحت قيادة مرشحنا في تكثيف الدعم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي والإنساني للقضية الفلسطينية، مع ما يتطلبه الأمر من تعزيز وحدة الصف الفلسطيني و حث مختلف الفصائل الفلسطينية على نبذ الفرقة والاختلاف وفق برنامج وطني يضع مصلحة الفلسطينيين فوق كل اعتبار، ويبتعد عن سياسة المحاور أو الإملاءات أو جعل القضية الفلسطينية ورقة ضغط أو ابتزاز، أو متاجرة لفائدة قوى وأطراف إقليمية معروفة في المنطقة، وكذا إيجاد التوافقات اللازمة مع الأطراف الدولية الفاعلة في هذه القضية من أجل خفض التصعيد ورفع حجم المساعدات الإنسانية.
وكذلك السعي لوقف عاجل ودائم لإطلاق النار وتحقيق صفقة مقبولة للطرفين بخصوص تبادل الأسرى، ومن ثم طرح تصور مرضي لجميع الأطراف بخصوص تسيير قطاع غزة (اليوم التالي) في إطار وحدة المؤسسات الفلسطينية، وما يتطلبه الأمر من إصلاحات للسلطة الفلسطينية، وزيادة الدعم المالي والمادي من طرف الدول العربية في إطار عمل جامعة الدول العربية، وصولا إلى توفير الظروف المناسبة للعودة إلى التسوية السياسية للصراع في الشرق الأوسط من خلال دفع المجتمع الدولي إلى تبني المبادرة العربية للسلام وتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 04 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية و تحرير باقي الأراضي العربية المحتلة (سوريا و لبنان.).
من ناحية التنمية والاقتصاد...هل ترى أن الوضع الحالي في منطقة المغرب العربي بحاجة لتكامل وتعاون أكبر وكيف يمكن ذلك؟
لا يختلف اثنان على أنّ منطقة المغرب العربي تتوفر على مقومات هائلة للتكامل والتعاون، لاسيما في مجالات التنمية والاقتصاد، بالنظر للعناصر الكثيرة التي تجمع شعوب المنطقة لاسيما منها الثقافية واللغوية والتاريخية والدينية والعرقية، وهو الأمر الذي يتطلب العمل على طرح تصور براغماتي، ومتدرج لترقية التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف بين دول المنطقة، لا سيما ما تعلق بتنمية المناطق الحدودية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، وتشجيع التبادل والاستثمار والتعاون العلمي والثقافي والسياحي، مع انتهاج سبل الحوار وضبط النفس ومبادئ حسن الجوار لحل الخلافات في إطار احترام الشرعية الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة بحق الشعوب في تقرير مصيرها، بالإضافة إلى أهمية تكثيف التنسيق وتوحيد الرؤى والمصالح التفاوضية لدول المنطقة في تعاملها مع باقي الشركاء، لا سيما دول الاتحاد الأوروبي أو عمقنا الإفريقي.
أشرت في تصريحات سابقة إلى أن الانتخابات تتطلب أربعة شروط لكي تضمن النجاح: توازنات وتوافقات وتفاهمات وتصالحات..كيف يمكن تحقيقها؟
أشرنا في خطاب ترشحنا للرئاسيات المقبلة كمرشح توافقي عن "تكتل الاستقرار و الإصلاح"، إلى جملة من الشروط و الظروف التي يجب على جميع الأطراف توفيرها لنجاح الموعد الانتخابي الهام، و من أبرزها دور السلطات العمومية في توفير مناخ ملائم لإنجاح الرئاسيات لاسيما ما تعلق بالانفتاح السياسي والإعلامي وإجراءات التهدئة لفائدة المواطنين و الصحفيين المتابعين في قضايا تتعلق بالظروف الاستثنائية التي عاشتها بلادنا في 2019، و دور أحزاب الموالاة (الأغلبية الرئاسية) في تقديم حصيلة العهدة المنقضية بعيدا عن استغلال وسائل الدولة، و كذا دور أحزاب المعارضة في تقديم البدائل والبرامج الكفيلة بتلبية الانشغالات والتطلعات المشروعة للمواطنين (بطريقة بناءة وليست هدامة أو عدمية)، بالإضافة إلى ضرورة تحقيق أربعة شروط تبدأ بحرف التاء، و هي :
- التوازنات : توازن بين السياسي وباقي المؤسسات الحساسة في البلاد، وتوازن بين مختلف جهات الوطن لا سيما تلك التي عرفت تأخر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوازن فئوي في الاستفادة من ثمار التنمية بين الطبقة الشغيلة ورجال المال والأعمال، وكذا توازن بين الداخل والخارج ويقصد به ضرورة المحافظة على مصالح شركائنا الأجانب بنفس القدر الذي نسعى فيه للحفاظ على مصالح بلادنا.
- التوافقات : ونعني بها التوافق بين مختلف مكونات المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية حول أولويات الإصلاح، بهدف تحضير المجتمع لتقبل وتحمل أعباء الانتقال الاقتصادي والتحول الاجتماعي الذين سيكون لهما تكلفة يجب أن يتم تقاسمها بشكل عادل بين جميع الفئات.
- التفاهمات : ونعني بها ضرورة إشراك الجميع في تسيير الشأن العام، من خلال الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية وإلى توسيع دائرة المشاركة في اتخاذ القرار ضمن قاعدة موسعة للحكم سياسيا وشعبيا، لكي نتفادى النقائص التي تم تسجيلها في مختلف المواعيد والمشاريع الإصلاحية السابقة (إصلاحات الربيع العربي 2011، تعديل الدستور 2016، الحوار الوطني 2019، تعديل الدستور 2020، تجديد المؤسسات المنتخبة 2021،...الخ).
- التصالحات : ونعني بها تعميق مصالحة الجزائريين مع تاريخهم وذاتهم وهويتهم تفاديا للمتاجرة السياسوية بعناصر هويتنا الوطنية التي تم صونها في الدستور الجزائري، والمصالحة بين فئات المجتمع النقابية ورجال المال والأعمال بعيدا عن التشكيك المسبق وغير المبرر في هذا الطرف أو ذاك، والمصالحة بين الجزائر وعدد من شركائها الإقليميين والدوليين لا سيما في جوارنا المباشر والعربي ومنطقة الساحل والبحر المتوسط.
ربما يشير البعض إلى أن الانتخابات محسومة لصالح مرشح بعينه... ما مدى واقعية هذا الطرح؟
دائما ما يروج لهذا الطرح عشية كل انتخابات رئاسية في بلادنا، وهو طرح ليس له ما يبرره، حيث يعتقد البعض بأن الانتخابات قد تكون محسومة لفائدة الرئيس المنتهية عهدته إذا ترشح مجددا، فبالنسبة لنا لا نعير لهذه السيناريوهات والقراءات الوهمية أو المفتعلة كثيرا من الاعتبار، ونطرح ترشحنا بكل ثقة في مؤسسات بلادنا وفي الاختيار الحر لشعبنا، باعتباره صاحب السيادة الوحيد، مع دعوتنا مجددا للسلطات العمومية وللسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات من أجل توفير كل الظروف، وبذل أقصى الجهود من أجل أن تكون الانتخابات المقبلة حرة ونزيهة وشفافة طبقا للسياق والمعايير الجزائرية (من منطلق الواقعية التي نتحلي بها)، لأن التحديات والرهانات و ربما المخاطر التي يتعين على بلادنا مواجهتها بعد رئاسيات 2024 لا تحتمل إلا أن يكون الموعد الانتخابي القادم بعيد عن أية تجاوزات أو نقائص.
كيف ترون مستقبل العلاقات مع روسيا وأفق تطويرها وأهم المجالات التي يجب تعزيزها؟
من المهّم التذكير بعمق العلاقات الممتدة تاريخيا بين الجزائر وروسيا، وأبرز محطاتها الراسخة كتلك المتعلقة بدعم الاتحاد السوفيتي لتسجيل القضية الجزائرية على جدول أعمال مجلس الأمن الأممي شهر يونيه 1956، و الاعتراف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية (GPRA) ابتداء من شهر أكتوبر 1960، حيث يعبّر مرشحنا عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين، والتي تجسّدت من خلال الزيارات المتعددة لمسؤولي البلدين واجتماعات اللجنة المختلطة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، وكذا التدريبات العسكرية المشتركة في الأشهر الأخيرة، كما يؤكّد البروفيسور بلقاسم ساحلي على رغبته و قناعته بضرورة الدفع نحو ترقية و تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يعود بالفائدة على الشعبين، و في هذا الإطار، و إذ ينوّه مرشحنا بالأهمية القصوى التي يكتسيها التعاون في المجالين العسكري والطاقوي، باعتبارهماحجر الزاوية في العلاقات الثنائية بين البلدين، فإنّه يؤكّد على ضرورة البحث عن آفاق جديدة للتعاون والاستثمار، لا سيما وأن الجزائر هي أول بلد إفريقي توقّع معه روسيا الاتحادية إعلان شراكة إستراتيجية شهر أبريل 2001، وهو الأمر الذي يتطلب ترقية الحوار السياسي المكثف بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية المعمقة، وكذا تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري لا سيما في القطاعات الواعدة كالطاقة و النقل و الزراعة و التعليم و المعدات الصيدلانية و المنشآت و الأبحاث الفضائية.
بالإضافة إلى دعم التبادل الثقافي والفني عبر تكثيف تنظيم الأيام الثقافية في الجزائر وروسيا و تسهيل افتتاح المراكز الثقافية بين البلدين، وتكثيف تكوين الموارد البشرية والتبادل الطلابي، مع الحرص على تحقيق التطلّعاتا لمشتركة للبلدين نحو عالم متعدد الأقطاب وأكثر عدالة و ديمقراطية، وكذا تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في المحافل الدولية، وضمان التنسيق المستمر على مستوى “أوبك بلس”، من أجل استقرار السوق العالمية للطاقة ضمن مقاربة تضمن توازن مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء..
28 نوفمبر 2023, 16:49 GMT
حال وصولكم للرئاسة هل ستبقون على العلاقات مع أوروبا كما هي أم هناك رؤية لإعادة تقييمها؟
تحتاج العلاقات مع الشريك الأوروبي إلى تقييم، لاسيما بخصوص اتفاقية الشراكة التي تستوجب مراعاة التوازن في مصالح كلى الطرفين، مع طرح مقاربة إستراتيجية مندمجة تشمل كافة القضايا المستجدة في علاقة بلادنا مع الدول الأوروبية، لاسيما في مجالات الحوار الاستراتيجي بشقيه السياسي والأمني، وترقية الاستثمار عوض التبادل التجاري، ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتطوير البحث العلمي ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية واحترام حقوق الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا، وتحدي التغيرات المناخية وحماية البيئة، بالإضافة إلى ترقية الممارسة الديمقراطية وحقوق الإنسان في ظل احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
كيف ترى الصحوة الأفريقية والانفكاك عن فرنسا والولايات المتحدة ...ما الذي يمثله للمنطقة؟
تعرف القارة الإفريقية جملة من التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والديموغرافية، تستوجب منا كأفارقة طرح تصورات للعمل المشترك، لا سيما ما تعلق بتكريس الممارسة الديمقراطية ورفض التغييرات غير الدستورية لأنظمة الحكم، والحفاظ على السلم والأمن وحل النزاعات بالطرق السلمية والتفاوضية في القارة، والاستغلال الأمثل للقدرات البشرية والثروات الطبيعية في سبيل تحقيق التنمية المستدامة وتقليص الفجوة الرقمية والتكنولوجية بين إفريقيا وسائر دول العالم، وكذا الحفاظ على علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية متوازنة مع جميع الدول العظمى وكبرى التجمعات الدولية والإقليمية، بعيدا عن المحاولات الجارية لاستبدال نفوذ سياسي وعسكري لدول استعمارية سابقة بدول وكيانات جديدة.
هناك توترات بين الجزائر وبعض الدول العربية منها ما هو علني ومنها ما هو بشكل غير مباشر...هل تسعون لتصفير هذه التوترات أم ما الإجراءات المحتملة؟
سبقت الإجابة جزئيا عن هذا السؤال أعلاه، حيث يعتزم مرشحنا العودة بالسياسة الخارجية للبلاد إلى أبجدياتها ومبادئها الأساسية المعروفة، لاسيما ما تعلق بحل الخلافات بالحوار والتفاهم والتنازلات المشتركة واحترام مبادئ حسن الجوار وتفادي التصعيد، في إطار مقاربة تصفير المشاكل وليس تسفيرها، حيث يؤكد البروفيسور بلقاسم ساحلي على أنّ الدول العربية لاسيما المجاورة منها، كانت و يجب أن تبقى جزءا مهما من عمقنا الاستراتيجي والأمني والحيوي.
هل يمكن اعتبار الأحزاب التي أعلنت دعمها لترشحكم في صفوف المعارضة أم السلطة..وحجم انتشارها على الأرض؟
من المفيد التوضيح بأن ممارسة السلطة أو المعارضة هي من الأدوار الرئيسية لأي حزب سياسي، وبأن تداول الأحزاب من الموالاة إلى المعارضة هو أمر طبيعي بل وصحّي كذلك، عكس ما تحاول بعض الأطراف الترويج له من أجل شيطنة بعض الأحزاب أو بعض الإطارات التي سبق لها ممارسة السلطة في وقت سابق، ومن هذا المنطلق واعتبارا لكون أحزاب "تكتل الاستقرار و الإصلاح" قد قدمت مرشحا منافسا في الرئاسيات المقبلة، فهي تعتبر نفسها في المعارضة و ليست في السلطة حاليا، وتؤكد بأن معارضتها بناءة و مسؤولة وليست عدمية أو هدامة، وهي على أتم الاستعداد للعودة إلى السلطة حالما تحوز ثقة الشعب أو جزءا منها في الانتخابات القادمة، كما أنّ أحزاب التكتل وعكس ما يروج له، فهي تمثل حضورا شعبيا لا يستهان به (أكثر من مليون صوت في آخر انتخابات برلمانية ومحلية شاركت فيها)، بالإضافة إلى العديد من الإطارات ذات الكفاءة والتجربة و مئات المنتخبين في المجالس الشعبية.
هل أنتم مع تكتلات جديدة في منطقة المغرب العربي..أم عودة اتحاد المغرب العربي لفاعليته؟
في الحقيقة المقاربتين متكاملتين وغير متناقضتين بالضرورة، حيث أنه من المهم والحيوي إعادة بعث مسار اتحاد المغرب العربي وفق مقاربة براغماتية وعقلانية، مع التحضير لهذا المسعى من خلال أرضيات توافق وتعاون وتكامل على الصعيد الثنائي بين دول المغرب العربي.
برأيك ما أبرز التحديات التي تواجه الجزائر وكيفية التغلب عليها؟
سبقت الإجابة عن هذا السؤال أعلاه، ضمن الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي الذي يقترحه مرشحنا، مع التأكيد على أهمية تقوية الجبهة الداخلية من أجل مواجهة الرهانات والتحديات وربما المخاطر والتهديدات التي تستوقف بلادنا، لاسيما من خلال توسيع دائرة مشاركة المواطن في صناعة القرار وكذا إشراك مؤسسات الوساطة الاجتماعية وعلى رأسها الأحزاب السياسية في القضايا الكبرى للأمة (الدبلوماسية و لأمنية).