https://sarabic.ae/20240507/هل-تنجح-الضغوط-الإقليمية-والدولية-في-إعادة-طرفي-الحرب-السودانية-إلى-منبر-جدة-1088624862.html
هل تنجح الضغوط الإقليمية والدولية في إعادة طرفي الحرب السودانية إلى "منبر جدة"؟
هل تنجح الضغوط الإقليمية والدولية في إعادة طرفي الحرب السودانية إلى "منبر جدة"؟
سبوتنيك عربي
رغم شدة ضبابية المشهد السوداني إلا أن الحديث عن العودة إلى مفاوضات منبر جدة شكل بصيصا من النور والأمل في إمكانية توقف الحرب، لكن رغم التصريحات الدولية... 07.05.2024, سبوتنيك عربي
2024-05-07T19:01+0000
2024-05-07T19:01+0000
2024-05-07T19:01+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
أخبار السودان اليوم
الجيش السوداني
قوات الدعم السريع السودانية
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e7/04/15/1076154665_0:0:2000:1125_1920x0_80_0_0_d393324f989f37c49935cd4b48aa4bc6.jpg
فهل تنجح الضغوط الدولية والإقليمية والتهديدات في إعادة الجيش السوداني والدعم السريع إلى منبر المفاوضات في جدة أملا في التوصل إلى صيغة لوقف الحرب، أم أن العقبات التي تواجه تلك العودة كبيرة؟بداية يقول الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، "إن الدعوة للعودة إلى مفاوضات منبر جدة على وجه التحديد هى دعوة أمريكية ولا أعتقد سيكون لها نتائج إيجابية ما لم تضع الحرب أوزارها".العسكري والسياسيوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن منبر جدة هو المنبر الوحيد الذي له منهجية واضحة تفصل ما بين العسكري الأمني وبين السياسي، فهو يفضل الاستتباب الأمني في السودان على بقية الملفات، والشيء الطبيعي والمتعارف عليه، أن الاستتباب الأمني يتبعه المسار الإنساني، لكن رغم الموعد الذي تم الإعلان عنه مسبقا وهو نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري، إلى أن هذا الأمر لم يحدث ولم يتم الإعلان عن موعد جديد".ومضى قائلا: "فرص نجاح المفاوضات القادمة إذا ما تمكنت القوى الإقليمية والدولية من عقدها لن تكون كبيرة ولن تأتي بجديد، حيث يفترض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في 11 مايو/ أيار من العام الماضي وفق هذا المنبر، من إزالة الارتكازات وإخلال منازل المواطنين وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية في الخرطوم، لكن لم تنفذ قوات الدعم السريع مخرجات منبر جدة المتفق عليها بصورة أو أخرى".المتغيرات على الأرضوأشار الخبير إلى أنه "على أرض الواقع هناك متغيرات شديدة على الأرض، منها تحول الجيش من موقع الدفاع إلى الهجوم وتمكن من فتح الطريق في مدينة أم درمان، علاوة على ذلك تمكنت قوات الجيش من استعادة العديد من المناطق في البلاد والتي كان الدعم قد استولى عليها في بداية المعارك منتصف أبريل/نيسان الماضي".وتابع تاور: "المنطقة الأهم اليوم بعد تلك التطورات هى منطقة مدني بولاية الجزيرة، وترجع أهمية الخرطوم بالنسبة للقوات المسلحة، أن الدعم السريع كان جزء من المنظومة الأمنية وكان يقوم بحراسة مناطق استراتيجية هامة من بينها الإذاعة والتلفزيون في (أم درمان) والقصر الجمهوري، علاوة على أن تلك القوات كانت على مقربة داخل القيادة العامة في الجيش، أما في الفاشر عاصمة إقليم دارفور التي يدور فيها القتال تختلف تماما عن الواقع الذي كان سائدا في الخرطوم".وأردف الخبير: "أن تهديدات الدعم السريع باقتحام مدينة الفاشر عاصمة دارفور، هى نوع من الضغوط الإعلامية بغرض امتلاك أوراق بيد الدعم السريع في مفاوضات جدة، لكن الواقع في الفاشر خلاف ما يروج له الدعم السريع وأن اقتحامها ستكون له خسائركبيرة جدا، نظرا لأن قوات الدعم السريع سوف تأتي من خارج المدينة التي ليس لهم فيها موطئ قدم، فالأمر هنا مختلف تماما عن العاصمة الخرطوم، فالقوات المسلحة والقوات المشتركة جميعها في الفاشر وتقاتل الدعم السريع".المفاوضات والحربوفيما يتعلق بالدبلوماسية يقول تاور: "السودان تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن، والموقف الخارجي الآن أصبح واضحا للعالم، الأمر الذي دفع قوى كبرى للتدخل في محاولات لحلحلة تلك الأزمات المتراكمة، فالآن موقف السودان داخليا وخارجيا مريح يمكنه من خوض أي عملية تفاوض".وأكد تاور أنه "لا يتوقع أن تعود المفاوضات إلى منبر جدة ما لم تتوقف الحرب ويكون هناك إعلان رسمي ودولي يقول أن الحرب توقفت وفقا نقاط محددة، يلي ذلك مراقبة دولية لما وقع بحق الشعب السوداني".الضغوط الدوليةمن جانبه يقول وليد أبو زيد، المحلل السياسي السوداني: "إن فرص نجاح الضغوط الدولية على طرفي الصراع في السودان، و بغض النظر عن نجاحها أو فشلها في إعادة طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات، يجب أن لا تتوقف، والملاحظ أن الدور السعودي والأمريكي لا يدفع بقوة نحو العودة للتفاوض".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "ربما التحرك الروسي الأخير وحديث الإدارة الروسية عن إمكانية توسطها قد يجعل السعودية والولايات المتحدة تزيد من الضغط نحو العودة لمنبر جدة حتى لا يفقد المنبر أهميته".وشدد أبو زيد على أن "الأسلوب المتبع لإدارة التفاوض حاليا هو أسلوب غير مجد من قبل الوساطة الأمريكية-السعودية ويتسم بالبرود، حيث أنهم لا يستخدمون أي وسيلة من وسائل الضغط المتاحة للوسطاء كالتلويح بعدم جدية طرف أو إمكانية مخاطبة المنبر للمجتمع الدولي لفرض عقوبات على الطرفين إذا ما استمروا في التلكؤ، إضافة إلى وجوب استخدام وسائل تفاوض مختلفة عن التفاوض المباشر، كالجلوس مع قادة الجيش على انفراد وقادة الدعم السريع على انفراد لأنه لا معنى للتوقف نهائيا عن التفاوض بحجة أنه تفاوض غير مباشر بين الطرفين".وأشار المحلل السياسي إلى أنه "إذا فشل منبر جدة في عقد جولة تفاوض مباشر في شهر مايو/أيار الجاري ولم يبدأ تفاوض مباشر أو غير مباشر بين الطرفين، أعتقد أن على السودانيين والمجتمع الدولي أن يتجاوزوا هذا المنبر ويبحثوا عن منبر جديد أكثر جدية، وله أدوات وإرادة أقوى".الوقائع على الأرضوأوضح أبو زيد أن "التغيرات العسكرية والسياسية على الأرض بالنسبة للطرفين، نستطيع القول أنها لم تراوح مكانها ولم يحدث تقدم عسكري كبيرعلى الأرض لأي من الطرفين، والاشتباكات لازالت متبادلة دون الوصول لمرحلة كسر العظم بالنسبة لطرف ضد الآخر، والحرب تتجه لتكون أكثر تدميرا للدولة والمجتمع وأخذت الطابع المناطقي الجهوي الذي يعقد فرص الحلول".ولفت المحلل السياسي إلى أن "الحديث عن تقدم عسكري كبير لأي من الطرفين هو محض دعاية لا تسند إلى وقائع ملموسة على الأرض، ومن المؤكد أنه لن يحدث على المدى القريب أي اختراق عسكري كبير، كاستعادة الجيش لولاية الجزيرة أو دخول الدعم السريع لمدينة أخرى في الشمال أو الوسط، رغم أن الاشتباكات في الفاشر غرب السودان قد وصلت مراحل كبيرة وعنيفة، لكن لن يكون سقوطها دون تكلفة كبيرة للدعم السريع الذي يحاصرها و يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم".وكانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم"، قد أعلنت في النصف الثاني من أبريل/نيسان الماضي، التزام طرفي الحرب في البلاد، الجيش وقوات الدعم السريع، بالعودة لمسار المفاوضات في مدينة جدة السعودية.ونقلت وكالة "أنباء العالم العربي"، بيانا مقتضبا للتنسيقية، أكدت فيه التزام طرفي الحرب السودانية، بالعودة لمفاوضات جدة، خلال الأسبوعين المقبلين دون شروط مسبقة.وأوضحت التنسيقية، في بيانها، عودة الطرفين للمفاوضات جاءت "بإرادة أقوى وعزم صادق وأكيد لإيقاف الحرب"، فيما لم يصدر على الفور أي تعليق من الجيش أو الدعم السريع على بيان "تقدم".وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد صرح في وقت سابق، بأنه "غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة"، مشددًا على التزامه بـ"منبر جدة" وعلى ضرورة تنفيذ "الدعم السريع" للالتزامات التي تعهدت بها.بدوره قال قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تصريحات سابقة بأنه أكد للمبعوث الأممي للسودان، رمطان لعمامرة، أن قواته "عازمة على مواصلة الدفاع عن نفسها على كافة الجبهات".ونقل موقع "أخبار السودان"، عن دقلو أنه مستعد للتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات لجميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أنه بحث مع لعمامرة، الأوضاع في ولاية شمال دارفور والقصف الجوي "المتعمد" للجيش السوداني، بحسب وصفه.يشار إلى أن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل مؤشرات على هجوم وشيك على المدينة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرتها في الإقليم المضطرب.وفي وقت سابق، دعت السعودية، أطراف النزاع في السودان، إلى الالتزام بمخرجات محادثات جدة "الرامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي، للحفاظ على وحدة جمهورية السودان وأمن شعبه ومقدراته".وتتواصل، منذ أكثر من عام، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
https://sarabic.ae/20240503/السودان-موجات-نزوح-جديدة-في-الفاشر-بسبب-الاشتباكات-المسلحة-1088508043.html
https://sarabic.ae/20240501/وزير-الخارجية-السعودي-يتصل-بقادة-طرفي-النزاع-في-السودان-1088443835.html
https://sarabic.ae/20240430/أمريكا-تناشد-الدول-بما-فيها-الإمارات-وقف-دعم-طرفي-الحرب-في-السودان-1088394206.html
https://sarabic.ae/20240505/الخارجية-السودانية-الإمارات-أرسلت-400-طائرة-تحمل-عتادا-حربيا-لقوات-الدعم-السريع-1088545754.html
https://sarabic.ae/20240428/السودان-حركات-مسلحة-تعلن-تضامنها-مع-الجيش-للحفاظ-على-البلاد-من-التقسيم-1088353806.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e7/04/15/1076154665_216:0:1995:1334_1920x0_80_0_0_4368d47fa736dcae21554be94648547a.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار السودان اليوم, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية, العالم العربي
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار السودان اليوم, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية, العالم العربي
هل تنجح الضغوط الإقليمية والدولية في إعادة طرفي الحرب السودانية إلى "منبر جدة"؟
حصري
رغم شدة ضبابية المشهد السوداني إلا أن الحديث عن العودة إلى مفاوضات منبر جدة شكل بصيصا من النور والأمل في إمكانية توقف الحرب، لكن رغم التصريحات الدولية والإقليمية لم يتم اتخاذ خطوات جادة على الأرض حتى الآن.
فهل تنجح الضغوط الدولية والإقليمية والتهديدات في إعادة الجيش السوداني والدعم السريع إلى منبر المفاوضات في جدة أملا في التوصل إلى صيغة لوقف الحرب، أم أن العقبات التي تواجه تلك العودة كبيرة؟
بداية يقول الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، "إن الدعوة للعودة إلى مفاوضات منبر جدة على وجه التحديد هى دعوة أمريكية ولا أعتقد سيكون لها نتائج إيجابية ما لم تضع الحرب أوزارها".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "أن منبر جدة هو المنبر الوحيد الذي له منهجية واضحة تفصل ما بين العسكري الأمني وبين السياسي، فهو يفضل الاستتباب الأمني في السودان على بقية الملفات، والشيء الطبيعي والمتعارف عليه، أن الاستتباب الأمني يتبعه المسار الإنساني، لكن رغم الموعد الذي تم الإعلان عنه مسبقا وهو نهاية الأسبوع الأول من الشهر الجاري، إلى أن هذا الأمر لم يحدث ولم يتم الإعلان عن موعد جديد".
ومضى قائلا: "فرص نجاح المفاوضات القادمة إذا ما تمكنت القوى الإقليمية والدولية من عقدها لن تكون كبيرة ولن تأتي بجديد، حيث يفترض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في 11 مايو/ أيار من العام الماضي وفق هذا المنبر، من إزالة الارتكازات وإخلال منازل المواطنين وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية في الخرطوم، لكن لم تنفذ قوات الدعم السريع مخرجات منبر جدة المتفق عليها بصورة أو أخرى".
وأشار الخبير إلى أنه "على أرض الواقع هناك متغيرات شديدة على الأرض، منها تحول الجيش من موقع الدفاع إلى الهجوم وتمكن من فتح الطريق في مدينة أم درمان، علاوة على ذلك تمكنت قوات الجيش من استعادة العديد من المناطق في البلاد والتي كان الدعم قد استولى عليها في بداية المعارك منتصف أبريل/نيسان الماضي".
وتابع تاور: "المنطقة الأهم اليوم بعد تلك التطورات هى منطقة مدني بولاية الجزيرة، وترجع أهمية الخرطوم بالنسبة للقوات المسلحة، أن الدعم السريع كان جزء من المنظومة الأمنية وكان يقوم بحراسة مناطق استراتيجية هامة من بينها الإذاعة والتلفزيون في (أم درمان) والقصر الجمهوري، علاوة على أن تلك القوات كانت على مقربة داخل القيادة العامة في الجيش، أما في الفاشر عاصمة إقليم دارفور التي يدور فيها القتال تختلف تماما عن الواقع الذي كان سائدا في الخرطوم".
وأردف الخبير: "أن تهديدات الدعم السريع باقتحام مدينة الفاشر عاصمة دارفور، هى نوع من الضغوط الإعلامية بغرض امتلاك أوراق بيد الدعم السريع في مفاوضات جدة، لكن الواقع في الفاشر خلاف ما يروج له الدعم السريع وأن اقتحامها ستكون له خسائركبيرة جدا، نظرا لأن قوات الدعم السريع سوف تأتي من خارج المدينة التي ليس لهم فيها موطئ قدم، فالأمر هنا مختلف تماما عن العاصمة الخرطوم، فالقوات المسلحة والقوات المشتركة جميعها في الفاشر وتقاتل الدعم السريع".
وفيما يتعلق بالدبلوماسية يقول تاور: "السودان تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن، والموقف الخارجي الآن أصبح واضحا للعالم، الأمر الذي دفع قوى كبرى للتدخل في محاولات لحلحلة تلك الأزمات المتراكمة، فالآن موقف السودان داخليا وخارجيا مريح يمكنه من خوض أي عملية تفاوض".
وأكد تاور أنه "لا يتوقع أن تعود المفاوضات إلى منبر جدة ما لم تتوقف الحرب ويكون هناك إعلان رسمي ودولي يقول أن الحرب توقفت وفقا نقاط محددة، يلي ذلك مراقبة دولية لما وقع بحق الشعب السوداني".
من جانبه يقول وليد أبو زيد، المحلل السياسي السوداني: "إن فرص نجاح الضغوط الدولية على طرفي الصراع في السودان، و بغض النظر عن نجاحها أو فشلها في إعادة طرفي الحرب إلى طاولة المفاوضات، يجب أن لا تتوقف، والملاحظ أن الدور السعودي والأمريكي لا يدفع بقوة نحو العودة للتفاوض".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "ربما التحرك الروسي الأخير وحديث الإدارة الروسية عن إمكانية توسطها قد يجعل السعودية والولايات المتحدة تزيد من الضغط نحو العودة لمنبر جدة حتى لا يفقد المنبر أهميته".
وشدد أبو زيد على أن "الأسلوب المتبع لإدارة التفاوض حاليا هو أسلوب غير مجد من قبل الوساطة الأمريكية-السعودية ويتسم بالبرود، حيث أنهم لا يستخدمون أي وسيلة من وسائل الضغط المتاحة للوسطاء كالتلويح بعدم جدية طرف أو إمكانية مخاطبة المنبر للمجتمع الدولي لفرض عقوبات على الطرفين إذا ما استمروا في التلكؤ، إضافة إلى وجوب استخدام وسائل تفاوض مختلفة عن التفاوض المباشر، كالجلوس مع قادة الجيش على انفراد وقادة الدعم السريع على انفراد لأنه لا معنى للتوقف نهائيا عن التفاوض بحجة أنه تفاوض غير مباشر بين الطرفين".
وأشار المحلل السياسي إلى أنه "إذا فشل منبر جدة في عقد جولة تفاوض مباشر في شهر مايو/أيار الجاري ولم يبدأ تفاوض مباشر أو غير مباشر بين الطرفين، أعتقد أن على السودانيين والمجتمع الدولي أن يتجاوزوا هذا المنبر ويبحثوا عن منبر جديد أكثر جدية، وله أدوات وإرادة أقوى".
وأوضح أبو زيد أن "التغيرات العسكرية والسياسية على الأرض بالنسبة للطرفين، نستطيع القول أنها لم تراوح مكانها ولم يحدث تقدم عسكري كبيرعلى الأرض لأي من الطرفين، والاشتباكات لازالت متبادلة دون الوصول لمرحلة كسر العظم بالنسبة لطرف ضد الآخر، والحرب تتجه لتكون أكثر تدميرا للدولة والمجتمع وأخذت الطابع المناطقي الجهوي الذي يعقد فرص الحلول".
ولفت المحلل السياسي إلى أن "الحديث عن تقدم عسكري كبير لأي من الطرفين هو محض دعاية لا تسند إلى وقائع ملموسة على الأرض، ومن المؤكد أنه لن يحدث على المدى القريب أي اختراق عسكري كبير، كاستعادة الجيش لولاية الجزيرة أو دخول الدعم السريع لمدينة أخرى في الشمال أو الوسط، رغم أن الاشتباكات في الفاشر غرب السودان قد وصلت مراحل كبيرة وعنيفة، لكن لن يكون سقوطها دون تكلفة كبيرة للدعم السريع الذي يحاصرها و يحيط بها إحاطة السوار بالمعصم".
وكانت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم"، قد أعلنت في النصف الثاني من أبريل/نيسان الماضي، التزام طرفي الحرب في البلاد، الجيش وقوات الدعم السريع، بالعودة لمسار المفاوضات في مدينة جدة السعودية.
ونقلت وكالة "أنباء العالم العربي"، بيانا مقتضبا للتنسيقية، أكدت فيه التزام طرفي الحرب السودانية، بالعودة لمفاوضات جدة، خلال الأسبوعين المقبلين دون شروط مسبقة.
وأوضحت التنسيقية، في بيانها، عودة الطرفين للمفاوضات جاءت "بإرادة أقوى وعزم صادق وأكيد لإيقاف الحرب"، فيما لم يصدر على الفور أي تعليق من الجيش أو الدعم السريع على بيان "تقدم".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد صرح في وقت سابق، بأنه "غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة"، مشددًا على التزامه بـ"منبر جدة" وعلى ضرورة تنفيذ "الدعم السريع" للالتزامات التي تعهدت بها.
بدوره قال قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تصريحات سابقة بأنه أكد للمبعوث الأممي للسودان، رمطان لعمامرة، أن قواته "عازمة على مواصلة الدفاع عن نفسها على كافة الجبهات".
ونقل موقع "أخبار السودان"، عن دقلو أنه مستعد للتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتسهيل وصول المساعدات لجميع أنحاء البلاد، مشيرا إلى أنه بحث مع لعمامرة، الأوضاع في ولاية شمال دارفور والقصف الجوي "المتعمد" للجيش السوداني، بحسب وصفه.
يشار إلى أن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل مؤشرات على هجوم وشيك على المدينة الوحيدة التي لا تزال خارج سيطرتها في الإقليم المضطرب.
وفي وقت سابق، دعت السعودية، أطراف النزاع في السودان، إلى الالتزام بمخرجات محادثات جدة "الرامية إلى تحقيق مصلحة الشعب السوداني من خلال الإسراع في الاتفاق حول مشروع وقف الأعمال العدائية وحل الأزمة عبر الحوار السياسي، للحفاظ على وحدة جمهورية السودان وأمن شعبه ومقدراته".
وتتواصل، منذ أكثر من عام، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من
السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.