https://sarabic.ae/20240701/اتصالات-من-موتى-كيف-يهدد-شبح-الابتزاز-الإلكتروني-السوريات؟-1090352815.html
"اتصالات من موتى"... كيف يهدد شبح "الابتزاز الإلكتروني" السوريات؟
"اتصالات من موتى"... كيف يهدد شبح "الابتزاز الإلكتروني" السوريات؟
سبوتنيك عربي
تنتشر الجرائم الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، وتزداد مع التطور السريع للتكنولوجيا المستخدمة والمنتشرة في العالم بشكل كبير، لكن عدد هذه الجرائم يرتفع في أغلب... 01.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-01T08:53+0000
2024-07-01T08:53+0000
2024-07-01T08:53+0000
مجتمع
منوعات
أخبار سوريا اليوم
حصري
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/01/1090353046_0:0:1318:742_1920x0_80_0_0_797855e90988c809821e61bdd48b41c5.jpg
ويستغل المجرمون بعض الثغرات في التطبيقات الحديثة من أجل تنفيذ هذه الجرائم، أو جهل بعض المستخدمين لخطورة منح هؤلاء المجرمين بعض البيانات المهمة أو تسليمهم الأجهزة التي يستخدمونها بشكل يومي، الأمر الذي يعرضهم للمخاطر الكبيرة.تجارب مؤلمة تنم عن جهل كبير بدأت القصة عندما طلبت (سمر. م) وهي طالبة في جامعة دمشق من زميلها أن يساعدها ببحثها العلمي دون أن تتوقع ماذا ينتظرها.تقول سمر لـ "سبوتنيك": "طلب زميلي جهاز اللابتوب الخاص بي كي يساعدني ببعض الأمور المعقدة ضمن بحث أعمل عليه، ولكنه قام بتهكير الجهاز وسحب جميع ملفاتي الشخصية وصوري الخاصة، ليقوم بعدها بالتواصل معي عن طريق تطبيق الواتسآب من أرقام أجنبية، وعبر تطبيق المسنجر بحسابات وهمية، وتهديدي وابتزازي بنشر الصور إذا لم أستجب لرغباته في إرسال صور ومقاطع فيديو مخلة بالآداب"."جلب الحبيب والتخلص من الجن العاشق".. بهذه الكلمات اصطاد أحد الدجالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشابة الريفية (مريم. أ) على أنه "شيخ روحاني".تتحدث مريم لـ "سبوتنيك" عن قصتها: "كان كلامه صحيحاً ومريحاً بدرجة كبيرة حين تواصلت معه لأول مرة، وبعد مدة طلب مني أن أرسل له صوري لإخراج (الجن العاشق) الذي يسكن جسدي، مؤكداً قدرته على معالجتي".وتابعت: "فجأة، انقلب الشيخ وبدأ بابتزازي إذا لم أرسل له المال، مهدداً بنشر صوري على شبكات التواصل الاجتماعي حتى اضطررت لأن أرسل له مبلغ مليوني ليرة سورية".أما قصة (حلا. ر) فتختلف تماماً، إذ أن هذه الشابة وقعت ضحية قصة حب.. تقول لـ "سبوتنيك": "أحببت شاباً تعرفت عليه عبر تطبيق الفيسبوك وبعد أن تطورت علاقتنا بدأ يطلب صورا لي فأرسلت له صورا ومقاطع فيديو بعد أن وعدني بالزواج"، لتنتهي القصة بتعرض الشابة لجريمة ابتزاز جنسي ومادي.تندرج قصص (سمر وحلا ومريم) تحت مسمى "الابتزاز الالكتروني"، وفي مجتمع شرقي محافظ كما المجتمع السوري، فإن هذا النوع من الجرائم لم يبرح خانة الجرائم الهامشية من حيث التعداد، إلا أن بعض الخبراء الاجتماعيين يرجحون احتمال أن يكون عشرات الضحايا أو ربما المئات قد وقعن في فخ "الابتزاز الإلكتروني"، وفضلن التستر على مصائبهم خوفاً من الضغط الاجتماعي أو عقاب الأسرة.ارتفعت بنسبة 30%يقول الدكتور جميل الحوشان، عميد كلية الحقوق الثانية/ جامعة دمشق: "الابتزاز الإلكتروني هو عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين".7 سنوات سجنمن جهته، يقول القاضي محمد عروس، قاضي النيابة في محكمة (اللاذقية): "على الرغم من أن جريمة الابتزاز الإلكتروني من الجرائم الشائعة بمعدل متنام في العالم بشكل عام، ولكن الأزمات المختلفة وسوء الأحوال الاقتصادية، أسهمت بازدياد نسبة هذه الجرائم في سوريا في الآونة الأخيرة".اتصالات من هواتف الموتى! ولفت قاضي النيابة إلى نوع آخر من الجريمة الإلكترونية، وهو جرائم الاحتيال عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي: "مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي انتشر معه عمليات الغش والخديعة سواء في عمليات شراء السلع عبر الإنترنت أو حتى في الجرائم الاحتيالية، حيث يقوم الجاني بإرسال مواصفات السلعة للشاري تختلف عما هي في الحقيقة وعند ذهابه لاستلامها من شركات الشحن يتفاجأ بأن السلعة تختلف عما وصف له ويكون قد دفع الثمن بطريقة الشراء ضد الدفع فيكون قد وقع ضحية للغش والخديعة بوسيلة إلكترونية".يؤكد القاضي عروس أن "الكثير من هذه الجرائم غالباً ما يكون الجاني فيها قد احترس من موضوع الملاحقة القانونية، فيستخدم رقم هاتف باسم شخص متوفي فتكون الملاحقة القضائية صعبة للغاية في هذه الحالة".وينصح قاضي النيابة مواطنيه "بعدم شراء أي سلعة عبر الإنترنت إلا بعد التأكد من مصدرها سواء من الشركات أو الأشخاص ومن الشخص المرسل قبل إرسال أي مبالغ مالية لهم".فقر وحصار.. و"استساغة الدم"وتتابع الباحثة: "تداعيات الحرب والحصار على السوريين، كالفقر والتضخم والارتفاع الجنوني لمتطلبات الحياة اليومية، دفع بالبعض إلى التفكير بأي طريقة ليؤمن لأسرته كفاف يومها، بالإضافة أيضاً لغياب التنشئة الاجتماعية السليمة ورفاق السوء، ولعل الأهم من كل هذا هو انتشار الألعاب الإلكترونية التي تحمل بدورها رسائل مبطنة وغير مباشرة تتسلل إلى العقل اللاوعي للفرد لتحريضه على ممارسة العنف وتهيئته لاستساغة منظر الدم والقتل".
https://sarabic.ae/20240630/عضو-المصالحة-الوطنية-في-سوريا-لـسبوتنيك-تفاهمات-سورية-تركية-تفضي-إلى-فتح-طريق-تجارية-دولية-1090333726.html
https://sarabic.ae/20240628/أردوغان-مستعدون-لتطوير-العلاقات-مع-سوريا-كما-فعلنا-في-الماضي-1090264633.html
https://sarabic.ae/20240628/تصويت-برأيك-هل-تعود-المياه-إلى-مجاريها-بين-دمشق-وأنقرة-بعد-تصريحات-أردوغان-والأسد؟-1090271729.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
منوعات, أخبار سوريا اليوم, حصري, تقارير سبوتنيك
منوعات, أخبار سوريا اليوم, حصري, تقارير سبوتنيك
"اتصالات من موتى"... كيف يهدد شبح "الابتزاز الإلكتروني" السوريات؟
حصري
تنتشر الجرائم الإلكترونية في جميع أنحاء العالم، وتزداد مع التطور السريع للتكنولوجيا المستخدمة والمنتشرة في العالم بشكل كبير، لكن عدد هذه الجرائم يرتفع في أغلب المجتمعات التي تشهد حروبا وأزمات.
ويستغل المجرمون بعض الثغرات في التطبيقات الحديثة من أجل
تنفيذ هذه الجرائم، أو جهل بعض المستخدمين لخطورة منح هؤلاء المجرمين بعض البيانات المهمة أو تسليمهم الأجهزة التي يستخدمونها بشكل يومي، الأمر الذي يعرضهم للمخاطر الكبيرة.
تجارب مؤلمة تنم عن جهل كبير
بدأت القصة عندما طلبت (سمر. م) وهي طالبة في جامعة دمشق من زميلها أن يساعدها ببحثها العلمي دون أن تتوقع ماذا ينتظرها.
تقول سمر لـ "سبوتنيك": "طلب زميلي جهاز اللابتوب الخاص بي كي يساعدني ببعض الأمور المعقدة ضمن بحث أعمل عليه، ولكنه قام بتهكير الجهاز وسحب جميع ملفاتي الشخصية وصوري الخاصة، ليقوم بعدها بالتواصل معي عن طريق تطبيق الواتسآب من أرقام أجنبية، وعبر تطبيق المسنجر بحسابات وهمية، وتهديدي وابتزازي بنشر الصور إذا لم أستجب لرغباته في إرسال صور ومقاطع فيديو مخلة بالآداب".
أخفت الشابة الجامعية قصتها لأشهر، قبل أن تقرر اللجوء إلى سلطات "الجريمة الإلكترونية" في وزارة الداخلية، وبالفعل، بدأت السلطات المختصة مهمتها التي أفضت إلى القبض على الزميل المبتز وتقديمه إلى القضاء.
"جلب الحبيب والتخلص من الجن العاشق".. بهذه الكلمات اصطاد أحد الدجالين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشابة الريفية (مريم. أ) على أنه "شيخ روحاني".
تتحدث مريم لـ "سبوتنيك" عن قصتها: "كان كلامه صحيحاً ومريحاً بدرجة كبيرة حين تواصلت معه لأول مرة، وبعد مدة طلب مني أن أرسل له صوري لإخراج (الجن العاشق) الذي يسكن جسدي، مؤكداً قدرته على معالجتي".
وتابعت: "فجأة، انقلب الشيخ وبدأ بابتزازي إذا لم أرسل له المال، مهدداً بنشر صوري على شبكات التواصل الاجتماعي حتى اضطررت لأن أرسل له مبلغ مليوني ليرة سورية".
استمرت قصة مريم لردح من الزمن واصل خلالها الشيخ الدجال ابتزازها، وفي نهاية المطاف، انصاعت لرأي صديقة لها بتقديم شكوى عبر السفارة السورية في مكان إقامتها خارج البلاد.
أما قصة (حلا. ر) فتختلف تماماً، إذ أن هذه الشابة وقعت ضحية قصة حب.. تقول لـ "سبوتنيك": "أحببت شاباً تعرفت عليه عبر تطبيق الفيسبوك وبعد أن تطورت علاقتنا بدأ يطلب صورا لي فأرسلت له صورا ومقاطع فيديو بعد أن وعدني بالزواج"، لتنتهي القصة بتعرض الشابة لجريمة ابتزاز جنسي ومادي.
تندرج قصص (سمر وحلا ومريم) تحت مسمى "الابتزاز الالكتروني"، وفي مجتمع شرقي محافظ كما المجتمع السوري، فإن هذا النوع من الجرائم لم يبرح خانة الجرائم الهامشية من حيث التعداد، إلا أن بعض الخبراء الاجتماعيين يرجحون احتمال أن يكون عشرات الضحايا أو ربما المئات قد وقعن في فخ "الابتزاز الإلكتروني"، وفضلن التستر على مصائبهم خوفاً من الضغط الاجتماعي أو عقاب الأسرة.
يقول الدكتور جميل الحوشان، عميد كلية الحقوق الثانية/ جامعة دمشق: "الابتزاز الإلكتروني هو عملية تهديد وترهيب للضحية بنشر صور أو مواد فيلمية أو تسريب معلومات سرية تخص الضحية مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين".
وتابع الحوشان في حديثه لـ "سبوتنيك": "الغايات من الابتزاز الإلكتروني للنساء كثيرة منها المادي ومنها الوصول لعلاقة جنسية مع الفتاة وهناك حالات لا يكتفي المبتز فيها بالابتزاز الجنسي بمفرده وإنما مع أصدقائه تحت التهديد بفضح الفتاة"، لافتاً إلى أن "جرائم الابتزاز الإلكتروني ارتفعت خلال الحرب السورية بنسبة 30%".
من جهته، يقول القاضي محمد عروس، قاضي النيابة في محكمة (اللاذقية): "على الرغم من أن جريمة الابتزاز الإلكتروني من الجرائم الشائعة بمعدل متنام في العالم بشكل عام، ولكن الأزمات المختلفة وسوء الأحوال الاقتصادية، أسهمت بازدياد نسبة هذه الجرائم في سوريا في الآونة الأخيرة".
ويؤكد القاضي عروس أن "المشرع السوري نص في القانون رقم 20 لعام 2022 بالمادة 26 منه فقرة (ب) أنه يعاقب بالحبس من سنتين إلى ثلاث سنوات والغرامة من مليون ليرة إلى أربعة ملايين ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من هدد بالنشر أو نشر على الشبكة صوراً أو فيديوهات أو محادثات أو تسجيلات صوتية منافية للحشمة أو الحياء عائدة لأحد الناس ولو حصل عليها برضاه، وتشدد العقوبة لتصبح السجن المؤقت من خمس سنوات إلى سبع سنوات والغرامة من أربعة ملايين إلى خمسة ملايين إذا وقع الجرم على قاصر".
ولفت قاضي النيابة إلى نوع آخر من الجريمة الإلكترونية، وهو جرائم الاحتيال عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي: "مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي انتشر معه عمليات الغش والخديعة سواء في عمليات شراء السلع عبر الإنترنت أو حتى في الجرائم الاحتيالية، حيث يقوم الجاني بإرسال مواصفات السلعة للشاري تختلف عما هي في الحقيقة وعند ذهابه لاستلامها من شركات الشحن يتفاجأ بأن السلعة تختلف عما وصف له ويكون قد دفع الثمن بطريقة الشراء ضد الدفع فيكون قد وقع ضحية للغش والخديعة بوسيلة إلكترونية".
يؤكد القاضي عروس أن "الكثير من هذه الجرائم غالباً ما يكون الجاني فيها قد احترس من موضوع الملاحقة القانونية، فيستخدم رقم هاتف باسم شخص متوفي فتكون الملاحقة القضائية صعبة للغاية في هذه الحالة".
ويكمل القاضي عروس حديثه بالقول: " نذكر حادثة وردتنا مؤخرا تجسد هذا النوع من الجرائم لشخص اشترى هاتف عبر الإنترنت بشكل مسبق وعند استلامه له تفاجأ بأنه وجد ضمن الغلاف قطعة حديدية بدلاً من الهاتف".
وينصح قاضي النيابة مواطنيه "بعدم شراء أي سلعة عبر الإنترنت إلا بعد التأكد من مصدرها سواء من الشركات أو الأشخاص ومن الشخص المرسل قبل إرسال أي مبالغ مالية لهم".
فقر وحصار.. و"استساغة الدم"
وحول هذا الموضوع، تقول الباحثة الاجتماعية هبة السالم في حديث خاص لـ "سبوتنيك": "من الطبيعي أن يعاني المجتمع السوري من تزايد أنواع مختلفة من الجرائم كالقتل والسرقة والابتزاز وغيرها.. وذلك لوجود نسبة كبيرة من البطالة والفقر اللذين ولدتهما الحرب والحصار الغربي الخانق على سوريا"، مشيرة إلى أن تقريراً أممياً صدر خلال السنوات الماضية يشير إلى أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر".
وتتابع الباحثة: "تداعيات الحرب والحصار على السوريين، كالفقر والتضخم والارتفاع الجنوني لمتطلبات الحياة اليومية، دفع بالبعض إلى التفكير بأي طريقة ليؤمن لأسرته كفاف يومها، بالإضافة أيضاً لغياب التنشئة الاجتماعية السليمة ورفاق السوء، ولعل الأهم من كل هذا هو انتشار الألعاب الإلكترونية التي تحمل بدورها رسائل مبطنة وغير مباشرة تتسلل إلى العقل اللاوعي للفرد لتحريضه على ممارسة العنف وتهيئته لاستساغة منظر الدم والقتل".
