https://sarabic.ae/20240705/فتاة-ليبية-فقدت-بصرها-تروي-لـسبوتنيك-رحلتها-حتى-أصبحت-ثالث-مخرجة-كفيفة-في-العالم-1090501043.html
فتاة ليبية فقدت بصرها تروي لـ"سبوتنيك" رحلتها حتى أصبحت ثالث مخرجة كفيفة في العالم
فتاة ليبية فقدت بصرها تروي لـ"سبوتنيك" رحلتها حتى أصبحت ثالث مخرجة كفيفة في العالم
سبوتنيك عربي
تروي مريم المسماري، ابنة مدينة بنغازي الليبية، حكايتها وفقدانها للبصر وتأقلمها مع صعوبات الحياة والعيش في بلد يفتقد لأدنى حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب... 05.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-05T09:09+0000
2024-07-05T09:09+0000
2024-07-05T09:09+0000
مجتمع
منوعات
حصري
أخبار ليبيا اليوم
تقارير سبوتنيك
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/05/1090499003_0:0:1280:721_1920x0_80_0_0_1ed7804ad83ebc29b24d9549ca9fbce2.jpg
وولدت المسماري، النور في يونيو/ حزيران 1992، وكانت تفكر في صغرها في مجال وشكل مستقبلها، تخيلت بأنها ستكون مصورة فوتوغرافية، وبالفعل اشترت كاميرا وركزت على التصوير وصاحبها شعور بأن تكون مرشدة نفسية، وأحيانا أخرى يراودها شعور بأن تكون مهندسة كمبيوتر.وتقول مريم لـ"سبوتنيك"، أنه كان لديها شعور قوي بداخلها هو أن تكون صحفية ومذيعة، حيث أنها كانت لا تفوّت يوما في الإذاعة المدرسية خاصة في فترتي الابتدائي والإعدادي.وبسبب حبها للقراءة كانت لديها هواية كتابة القصص القصيرة، وبالفعل كتبت عددا من القصص القصيرة، وفكرت في الحصول على دورات في مجال إخراج الأفلام القصيرة وأن تقوم بإخراج قصصها اللي كتبتها، ولكنها قالت إنه لا توجد دورات متخصصة في هذا الجانب في بلادها.أحبت عالم التصميم والإكسسوارات وكانت تحب الموسيقى وآلة الجيتار وبالفعل اشترت لها واحدا، ولكنها للأسف حتى الآن لم تتعلم العزف عليه.فكرت مريم بصوت عالٍ بأشياء كثيرة جدا، في الذي حققته وما الذي لم تحققه وما الذي صرفت النظر عنه، وفي الذي لا تزال تعمل عليه وتطمح لتحقيقه.في المرحلة الثانوية كان لزامًا عليها أن تختار تخصصها، كانت حينها تفكر بأن تكون مهندسة كمبيوتر وكان لديها رغبة كبيرة في ذلك، ولكنها تخصصت في الثانوية الهندسية وبدأت دراستها فيها في عام 2008.15 عاما من المرض وفقدان البصرتعرضت المسماري لمرض مفاجئ، فجأة ومن دون أي سابق إنذار، تدهورت حالتها الصحية بطريقة مريبة، وتعرضت لمضاعفات كثيرة تطلبت دخولها لغرفة العناية.بعد أيام قليلة، توجهت في أول رحلة علاج خارجية لها كانت إلى المملكة الأردنية عن طريق الإسعاف الطائر، وكانت في ذلك الوقت في غيبوبة كاملة وفاقدة للوعي، وعندما بدأت في استعادة وعيها اكتشفت بأنها تبصرت نتيجة التهاب في العصب البصري.قالت بكل ألم "نعم فقدت بصري بالكامل وكان عمري حينها 16 عاما"، والغريب إنها تقم بأي رد فعل سلبي، أي أنها لم تتعرض لصدمة ولم تبكي، وكانت تركز بشكل كبير على والديها الذين تأثروا بشكل كبير على حالها، وكانوا على استعداد لفعل أي شيء من أجلها، لهذا حافظت على هدوءها.لهذا أصبحت تتحدث معهم وتضحك بشكل طبيعي عادي، وكأن شيئا لم يحدث، وحاولت تقبل الأمر رغم مرارته.ذهبت من عمان إلى لندن، وترددت عليها لأكثر من مرة، قابلت أكثر من طبيب ولكن قال لها أحد الأطباء جملة لم تنساها ولا تزال ترن في أذنها حتى الآن، وهي عبارة "عليك أن تحمدي الله لأنك ما زلت على قيد الحياة".عندها أيقنت وبكل جدية وأحست بأن الله قد أعطاها فرصة أخرى حتى تعيش حياة جديدة، وقررت أن تعترف بأن هذا الأمر ليس نهاية العالم وبأنها سوف تعود وتستكمل دراستها في الهندسة، لأنها كانت دائما ما تسمع عن نماذج ناجحة من المكفوفين برزوا في مجال الطب والهندسة والفن وغيرها من المجالات في الدولة المتقدمة.قابلت شخصية محفزة لها واعتبرتها نموذج في مركز الكفيف في لندن كانت كفيفة متخصصة في مجال هندسة الكمبيوتر، أعطاها هذا الحافز دفعة إيجابية كبيرة جدا.أكملت فترة علاجها وعادت إلى ليبيا، وكانت صدمتها كبيرة عندما بدأ اقاربهم يتوافدون لزيارتها وذلك من أجل التحميد بالسلامة لعودتها، وكل شخص يأتي إليها ينهمر في البكاء، أثر الأمر على نفسيتها بشكل كبير.عانت حينها من كم كبير من السلبية التي يمتلكها أقاربها تألمت قليلاً، وقالت في نفسها من الضروري أن تركز على دراستها، وبعد مضي عدة أيام ذهبت إلى جمعية الكفيف بنغازي حتى تتعرف على نظام الجمعية وتباشر دراستها في مجالها ولكن تفاجأت بأنها لن تستطيع تكملة دراستها في الهندسة بسبب ظروف الدولة التي تفتقر لعدم توفير المعدات والوسائل التي تمكن الكفيف من دراسة المجالات العلمية، وأخبروها بأن التخصص الوحيد المتاح داخل الجمعية هو الثانوية الاجتماعية، أحبطت بشكل كبير، وأيقنت بأنها لن تستطيع المُضي في التخصص الذي أحبته.سلبية المجتمععانت من نظرة المجتمع وقالت أن الكفيف لا يعني شيئاً عند المجتمع، استسلمت وقررت أن توقف دراستها، وقالت في قرارة نفسها ما فائدة الدراسة إن لم تكن في التخصص الذي تريده، باختصار ايقنت أن سلبية المجتمع أثرت عليها بشكل كبير، وعانت من الأحباط لفترة بسيطة لأن عائلتها ساهمت في إخراجها من الإحباط الذي كانت فيه.وبدت السنة الدراسية الجديدة، وكانر تتردد على الجمعية لأنها كانت تتلقى في كورسات لغة برايل، تعرفت هناك على نماذج كثيرة ناجحة في المجتمع.فكرت في دراسة الإعلام لأنها كانت تحبه كهواية، وبالفعل تخصصت ثانوية إجتماعية داخل الجمعية، وعاودت السنة ثانية ثانوي، لأنها ضاعت عليها في فترة العلاج، ثم قررت التسجيل في مدرسة أخرى وغيرت تخصصها إلى لغات إنجليزي، وكانت من الطلبة الإمتياز في المدرسة، ومن أوائل الكفيف الذين نجحوا في تجربة الإندماج وهذه كانت أول خطوة نجاح.وبعدها قامت ثورة فبراير وتوقفت الدراسة، عندها حدثت ثورة إعلامية هائلة في مدينتها بنغازي ثم جاءتها فرصة إنها ننضم لصحيفة "كريتيف كيدز" واختارت أن تكون صحفية وهكذا مارست هواية الصحافة وكانت فترة رائعة لها مع الفريق ونالت إعجاب الكثير من الناس.إصرار وطموحبدأت المسماري التفكير في هدف أمامها قادرة على تحقيقه، واختارت أن تكون أول مذيعة تلفزيون كفيفة على مستوى الوطن العربي، على الرغم من كونها تبصرت حديثا فلم تمض سوى 3 سنوات فقط على فقدانها بصرها، سجلت رسميا في كلية الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون، وكانت من الطلبة الإمتياز في الكلية وبدأت في تلقي تدريبات أمام الكاميرا، وطرق التعامل معها.وبعد حرب الجيش ضد التنظيمات الإرهابية في 2014، توقفت الجامعة وانتقلت إلى مدينة طرابلس، وانضمت لكلية الفنون والإعلام جامعة طرابلس وبدأت دراستها هناك في العاصمة، تم استضافتها في راديو الساعة بطرابلس وقدم لها عرض عمل بعد لقائها في الراديو بعد أن تخضع لتدريب معهم، أخذت وقتها في التفكير ثم وافقت على هذا العرض وقدمت أول برنامج لها على الهواء.عروض جديدةثم تحصلت على عرض تدريب مع "إم بي سي ميديا أكشن" وكانت دورة في أساسيات تحرير الأخبار وتدربت على الكاميرا، وأكملت الدورة واستمرت في راديو الساعة، ثم انضمت لراديو صوت الجامعة وتحصلت على يوم في الأسبوع وذلك لتقديم حلقات البرنامج الصباحي للقناة، بالإضافة لعملها السابق.تحدثت في بداية الحوار عن حبها للتمثيل والإخراج وجاءتها فرصة في أن تخوض تجربة التمثيل، وبالفعل سجلت مسامع تمثيلية وأحبت التجربة، ثم جاءتها فرصة اخرى لتخوض تجربة الإخراج من خلال مشروع تخرجها الذي كان عبارة عن فيلم قصير بعنوان (مُرٌ وَ يَمْ) كتبته وأخرجته ومثلت فيه.يتحدث الفيلم عن قصة حياتها قبل وبعد فقدانها للبصر والمحطات التي مرت بها في حياتها لمس الفيلم كل من شاهده، وقالت كان جهدا جماعيا مع فريق عمل رائع وبدعم من أسرتها.بعد تخرجها أصبحت تُعد وتجهز لبرامجها الخاصة بها فكرة وإعداد وتقديم، انضمت لقناة المستقبل وجهزت أول برنامج مرئي لها "مع مريم" وأصبحت من أوائل المكفوفين التي قدمت برامج تلفزيونية إن لم تكن الأولى، لأنها لا تريد الجزم بأنها أول كفيفة تقدم برنامج تلفزيوني في ليبيا، ولكنها لم تعرف أحد قبلها خاضت هذا المجال.لم تعتمد المسماري على أحد في إعداد برامجها، اعتادت أن تعد برامجها بنفسها، وقالت هذا الأمر يعزز قدراتها رغم تعبها الكبير في ذلك.ورشحت لتقديم عدة حفلات تابعة لبعض الوزارات والهيئات الحكومية، ثم قامت بالتدريب في مجال تقديم البرامج الحوارية.لم يغير فقدان البصر أي شيء في شخصية مريم، ولا تزال تحب خوض المغامرات الجديدة، مقتنعة بأن الكفيف لا يحتاج أي مساعدات في أغلب امور حياتها، باستثناء بعض الامور التي تحتاج فيها مساعدات بسيطة من بعض الأشخاص، وقالت من المستحيل أن تستطيع الخروج بنفسها لأن بلادها ليبيا غير مهيأه لذوي الاحتياجات الخاصة، أي أنها لا تستطيع خوض هذه المغامرة.وترى في المجتمع وكأنه يقوم بتعجيزها في كل تحركاتها ويستغرب كل أمر تقوم في حياتها اليومية وهي كفيفة، لذلك ذهبت لتجهيز برنامج واسمته "كيف اديري فيها" أي كيف استطعتي فعلها، وتتحدث فيه عن كيفية قيامها بأي أمر مفاجئ "مهارات يومية" بالنسبة لبقية المجتمع.ومن هنا أصبحت لديها القدرة على تحديد الأمور أو الفروقات بين المكفوفين وغيرهم من أفراد المجتمع، وكيف يمكن أن تحد البديل بين المكفوف وغيره، في اختلاف الأساليب وطرق التطبيق.قالت تبصرت في وقت كانت التكنولوجيا في تطور ملحوظ، وأبرزها استغلال البرامج الناطقة مع الهواتف الذكية، هذا الأمر سهل عليها الكثير من الصعوبات اليومية المعتادة.
https://sarabic.ae/20230809/نانسي-قصة-فتاة-كفيفة-ضربت-مثالا-فريدا-في-بلوغ-القمة-بعزيمة-من-فولاذ-1079910695.html
https://sarabic.ae/20220609/حملة-تضامن-مع-دكتورة-قانون-أردنية-تشتكي-من-عدم-التوظيف-لكونها-كفيفة--1063351252.html
https://sarabic.ae/20210905/لاعب-كرة-قدم-كفيف-يقدم-أداء-رائعا-ويسجل-هدفا-فيديو-1050046897.html
https://sarabic.ae/20201121/رجل-كفيف-يعدو-خمسة-كيلومترات-منفردا-بمساعدة-تطبيق-على-هاتفه-فيديو--1047260922.html
https://sarabic.ae/20200705/أول-متسابق-كفيف-يشارك-في-برنامج-طهاة-عالمي-1045918594.html
https://sarabic.ae/20191009/أول-فوتوغرافر-كفيفة-في-مصر-تحلم-بالتقاط-فوتوسيشن-لـ-محمد-صلاح-صور-1043096523.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/05/1090499003_0:0:1280:960_1920x0_80_0_0_684db8287d760e9c1b8baa1c853a1cd8.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
منوعات, حصري, أخبار ليبيا اليوم, تقارير سبوتنيك
منوعات, حصري, أخبار ليبيا اليوم, تقارير سبوتنيك
فتاة ليبية فقدت بصرها تروي لـ"سبوتنيك" رحلتها حتى أصبحت ثالث مخرجة كفيفة في العالم
حصري
تروي مريم المسماري، ابنة مدينة بنغازي الليبية، حكايتها وفقدانها للبصر وتأقلمها مع صعوبات الحياة والعيش في بلد يفتقد لأدنى حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب قولها.
وولدت المسماري، النور في يونيو/ حزيران 1992، وكانت تفكر في صغرها في مجال وشكل مستقبلها، تخيلت بأنها ستكون مصورة فوتوغرافية، وبالفعل اشترت كاميرا وركزت على التصوير وصاحبها شعور بأن تكون مرشدة نفسية، وأحيانا أخرى يراودها شعور بأن تكون مهندسة كمبيوتر.
وتقول مريم لـ"
سبوتنيك"، أنه كان لديها شعور قوي بداخلها هو أن تكون صحفية ومذيعة، حيث أنها كانت لا تفوّت يوما في الإذاعة المدرسية خاصة في فترتي الابتدائي والإعدادي.
وبسبب حبها للقراءة كانت لديها هواية كتابة القصص القصيرة، وبالفعل كتبت عددا من القصص القصيرة، وفكرت في الحصول على دورات في مجال إخراج الأفلام القصيرة وأن تقوم بإخراج قصصها اللي كتبتها، ولكنها قالت إنه لا توجد دورات متخصصة في هذا الجانب في بلادها.
أحبت عالم التصميم والإكسسوارات وكانت تحب الموسيقى وآلة الجيتار وبالفعل اشترت لها واحدا، ولكنها للأسف حتى الآن لم تتعلم العزف عليه.
فكرت مريم بصوت عالٍ بأشياء كثيرة جدا، في الذي حققته وما الذي لم تحققه وما الذي صرفت النظر عنه، وفي الذي لا تزال تعمل عليه وتطمح لتحقيقه.
في المرحلة الثانوية كان لزامًا عليها أن تختار تخصصها، كانت حينها تفكر بأن تكون مهندسة كمبيوتر وكان لديها رغبة كبيرة في ذلك، ولكنها تخصصت في الثانوية الهندسية وبدأت دراستها فيها في عام 2008.
15 عاما من المرض وفقدان البصر
تعرضت المسماري لمرض مفاجئ، فجأة ومن دون أي سابق إنذار، تدهورت حالتها الصحية بطريقة مريبة، وتعرضت لمضاعفات كثيرة تطلبت دخولها لغرفة العناية.
بعد أيام قليلة، توجهت في أول رحلة علاج خارجية لها كانت إلى المملكة الأردنية عن طريق الإسعاف الطائر، وكانت في ذلك الوقت في غيبوبة كاملة وفاقدة للوعي، وعندما بدأت في استعادة وعيها اكتشفت بأنها تبصرت نتيجة التهاب في العصب البصري.
قالت بكل ألم "نعم فقدت بصري بالكامل وكان عمري حينها 16 عاما"، والغريب إنها تقم بأي رد فعل سلبي، أي أنها لم تتعرض لصدمة ولم تبكي، وكانت تركز بشكل كبير على والديها الذين تأثروا بشكل كبير على حالها، وكانوا على استعداد لفعل أي شيء من أجلها، لهذا حافظت على هدوءها.
لهذا أصبحت تتحدث معهم وتضحك بشكل طبيعي عادي، وكأن شيئا لم يحدث، وحاولت تقبل الأمر رغم مرارته.
ذهبت من عمان إلى لندن، وترددت عليها لأكثر من مرة، قابلت أكثر من طبيب ولكن قال لها أحد الأطباء جملة لم تنساها ولا تزال ترن في أذنها حتى الآن، وهي عبارة "عليك أن تحمدي الله لأنك ما زلت على قيد الحياة".
عندها أيقنت وبكل جدية وأحست بأن الله قد أعطاها فرصة أخرى حتى تعيش حياة جديدة، وقررت أن تعترف بأن هذا الأمر ليس نهاية العالم وبأنها سوف تعود وتستكمل دراستها في الهندسة، لأنها كانت دائما ما تسمع عن نماذج ناجحة من المكفوفين برزوا في مجال الطب والهندسة والفن وغيرها من المجالات في الدولة المتقدمة.
قابلت شخصية محفزة لها واعتبرتها نموذج في مركز الكفيف في لندن كانت كفيفة متخصصة في مجال هندسة الكمبيوتر، أعطاها هذا الحافز دفعة إيجابية كبيرة جدا.
أكملت فترة علاجها وعادت إلى ليبيا، وكانت صدمتها كبيرة عندما بدأ اقاربهم يتوافدون لزيارتها وذلك من أجل التحميد بالسلامة لعودتها، وكل شخص يأتي إليها ينهمر في البكاء، أثر الأمر على نفسيتها بشكل كبير.
عانت حينها من كم كبير من السلبية التي يمتلكها أقاربها تألمت قليلاً، وقالت في نفسها من الضروري أن تركز على دراستها، وبعد مضي عدة أيام ذهبت إلى جمعية الكفيف بنغازي حتى تتعرف على نظام الجمعية وتباشر دراستها في مجالها ولكن تفاجأت بأنها لن تستطيع تكملة دراستها في الهندسة بسبب ظروف الدولة التي تفتقر لعدم توفير المعدات والوسائل التي تمكن الكفيف من دراسة المجالات العلمية، وأخبروها بأن التخصص الوحيد المتاح داخل الجمعية هو الثانوية الاجتماعية، أحبطت بشكل كبير، وأيقنت بأنها لن تستطيع المُضي في التخصص الذي أحبته.
عانت من نظرة المجتمع وقالت أن الكفيف لا يعني شيئاً عند المجتمع، استسلمت وقررت أن توقف دراستها، وقالت في قرارة نفسها ما فائدة الدراسة إن لم تكن في التخصص الذي تريده، باختصار ايقنت أن سلبية المجتمع أثرت عليها بشكل كبير، وعانت من الأحباط لفترة بسيطة لأن عائلتها ساهمت في إخراجها من الإحباط الذي كانت فيه.
وبدت السنة الدراسية الجديدة، وكانر تتردد على الجمعية لأنها كانت تتلقى في كورسات لغة برايل، تعرفت هناك على نماذج كثيرة ناجحة في المجتمع.
فكرت في دراسة الإعلام لأنها كانت تحبه كهواية، وبالفعل تخصصت ثانوية إجتماعية داخل الجمعية، وعاودت السنة ثانية ثانوي، لأنها ضاعت عليها في فترة العلاج، ثم قررت التسجيل في مدرسة أخرى وغيرت تخصصها إلى لغات إنجليزي، وكانت من الطلبة الإمتياز في المدرسة، ومن أوائل الكفيف الذين نجحوا في تجربة الإندماج وهذه كانت أول خطوة نجاح.
وبعدها قامت ثورة فبراير وتوقفت الدراسة، عندها حدثت ثورة إعلامية هائلة في مدينتها بنغازي ثم جاءتها فرصة إنها ننضم لصحيفة "كريتيف كيدز" واختارت أن تكون صحفية وهكذا مارست هواية الصحافة وكانت فترة رائعة لها مع الفريق ونالت إعجاب الكثير من الناس.
21 نوفمبر 2020, 03:09 GMT
بدأت المسماري التفكير في هدف أمامها قادرة على تحقيقه، واختارت أن تكون أول مذيعة تلفزيون كفيفة على مستوى الوطن العربي، على الرغم من كونها تبصرت حديثا فلم تمض سوى 3 سنوات فقط على فقدانها بصرها، سجلت رسميا في كلية الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون، وكانت من الطلبة الإمتياز في الكلية وبدأت في تلقي تدريبات أمام الكاميرا، وطرق التعامل معها.
وبعد حرب الجيش ضد التنظيمات الإرهابية في 2014، توقفت الجامعة وانتقلت إلى مدينة طرابلس، وانضمت لكلية الفنون والإعلام جامعة طرابلس وبدأت دراستها هناك في العاصمة، تم استضافتها في راديو الساعة بطرابلس وقدم لها عرض عمل بعد لقائها في الراديو بعد أن تخضع لتدريب معهم، أخذت وقتها في التفكير ثم وافقت على هذا العرض وقدمت أول برنامج لها على الهواء.
ثم تحصلت على عرض تدريب مع "إم بي سي ميديا أكشن" وكانت دورة في أساسيات تحرير الأخبار وتدربت على الكاميرا، وأكملت الدورة واستمرت في راديو الساعة، ثم انضمت لراديو صوت الجامعة وتحصلت على يوم في الأسبوع وذلك لتقديم حلقات البرنامج الصباحي للقناة، بالإضافة لعملها السابق.
تحدثت في بداية الحوار عن حبها للتمثيل والإخراج وجاءتها فرصة في أن تخوض تجربة التمثيل، وبالفعل سجلت مسامع تمثيلية وأحبت التجربة، ثم جاءتها فرصة اخرى لتخوض تجربة الإخراج من خلال مشروع تخرجها الذي كان عبارة عن فيلم قصير بعنوان (مُرٌ وَ يَمْ) كتبته وأخرجته ومثلت فيه.
يتحدث الفيلم عن قصة حياتها قبل وبعد فقدانها للبصر والمحطات التي مرت بها في حياتها لمس الفيلم كل من شاهده، وقالت كان جهدا جماعيا مع فريق عمل رائع وبدعم من أسرتها.
ارسلت لها منظمة "104 فيلمز"، وأخبروها أن هناك شخصين مكفوفين أخرجوا أفلام حول العالم، ومريم أصبحت الثالثة أي أنها ثالث مخرجة كفيفة في العالم.
بعد تخرجها أصبحت تُعد وتجهز لبرامجها الخاصة بها فكرة وإعداد وتقديم، انضمت لقناة المستقبل وجهزت أول برنامج مرئي لها "مع مريم" وأصبحت من أوائل المكفوفين التي قدمت برامج تلفزيونية إن لم تكن الأولى، لأنها لا تريد الجزم بأنها أول كفيفة تقدم برنامج تلفزيوني في ليبيا، ولكنها لم تعرف أحد قبلها خاضت هذا المجال.
لم تعتمد المسماري على أحد في إعداد برامجها، اعتادت أن تعد برامجها بنفسها، وقالت هذا الأمر يعزز قدراتها رغم تعبها الكبير في ذلك.
ورشحت لتقديم عدة حفلات تابعة لبعض الوزارات والهيئات الحكومية، ثم قامت بالتدريب في مجال تقديم البرامج الحوارية.
لم يغير فقدان البصر أي شيء في شخصية مريم، ولا تزال تحب خوض المغامرات الجديدة، مقتنعة بأن الكفيف لا يحتاج أي مساعدات في أغلب امور حياتها، باستثناء بعض الامور التي تحتاج فيها مساعدات بسيطة من بعض الأشخاص، وقالت من المستحيل أن تستطيع الخروج بنفسها لأن بلادها ليبيا غير مهيأه لذوي الاحتياجات الخاصة، أي أنها لا تستطيع خوض هذه المغامرة.
وترى في المجتمع وكأنه يقوم بتعجيزها في كل تحركاتها ويستغرب كل أمر تقوم في حياتها اليومية وهي كفيفة، لذلك ذهبت لتجهيز برنامج واسمته "كيف اديري فيها" أي كيف استطعتي فعلها، وتتحدث فيه عن كيفية قيامها بأي أمر مفاجئ "مهارات يومية" بالنسبة لبقية المجتمع.
ومن هنا أصبحت لديها القدرة على تحديد الأمور أو الفروقات بين المكفوفين وغيرهم من أفراد المجتمع، وكيف يمكن أن تحد البديل بين المكفوف وغيره، في اختلاف الأساليب وطرق التطبيق.
قالت تبصرت في وقت كانت التكنولوجيا في تطور ملحوظ، وأبرزها استغلال البرامج الناطقة مع الهواتف الذكية، هذا الأمر سهل عليها الكثير من الصعوبات اليومية المعتادة.