دبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
© Sputnik . Wasel Hmeidaدبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
© Sputnik . Wasel Hmeida
تابعنا عبر
حصري
بمناسبة مرور ثمانين عاما على تأسيس العلاقات السورية الروسية، عقد المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية، ندوة حول سمات وخصائص العلاقات السورية الروسية.
عقدت الندوة في مبنى الخارجية في دمشق، بحضور وزير الإعلام السوري بطرس الحلاق، ومعاوني وزير الخارجية أيمن رعد وحبيب عباس، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سوريا، ومديري الإدارات في الخارجية السورية، وتناولت تاريخ العلاقات السورية الروسية وتطورها ونقاط التحول التي مرت بها على مدى 80 عاما، وصولا إلى تتويجها بالدعم الروسي للجيش السوري في حربه على الإرهاب منذ عام 2011.
وتخلل الندوة التي أدارها كل من نائب وزير الخارجية السوري، بسام صباغ، ومدير الأكاديمية الدبلوماسية الروسية ألكسندر ياكوفينكو، والكاتبة السورية الدكتورة ناديا خوست، والخبير الاقتصادي الروسي الدكتور ميخائيل خازن، الكثير من المعلومات الأرشيفية الدبلوماسية حول الفيتو الأول في التاريخ الذي رفعه الاتحاد السوفييتي في وجه قرار أمريكي لا يطالب بجلاء الاستعمار الفرنسي عن سوريا ولبنان، والدعم العسكري الضخم الذي زود به سوريا ودولا عربية أخرى في حروبها الطويلة مع إسرائيل.
© Sputnik . Wasel Hmeidaدبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
دبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
© Sputnik . Wasel Hmeida
وأكد صباغ أن الزيارات المتبادلة بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، والاتفاقيات التي تم توقيعها أسهمت في رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستويات مهمة جداً وعلى جميع الصعد، فيما ثمّن ياكوفينكو موقف سوريا الداعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، والتي تهدف إلى حماية الشعب الروسي والحضارة الروسية، مشدداً على أن سوريا هي حليف روسيا الموثوق والمهم على الساحة الدولية وأن العلاقات بينهما ستستمر في التطور والنمو.
من جانبها لفتت الأديبة السورية، ناديا خوست، إلى أن العلاقات الثقافية المشتركة بين البلدين عريقة جدا، حيث ترجم الأدباء السوريون الأدب الروسي الذي يتميز بكونه أدبا إنسانيا، مبينة أن العلاقات بين روسيا وسوريا تقوم على منظومة قيم أخلاقية رفيعة راسخة في الوجدان العام، بينما أكد الخبير الاقتصادي الروسي ميخائيل خازن أن الصداقة الموجودة بين شعبي روسيا وسوريا ستسمح بالعمل لإنشاء نماذج اقتصادية جديدة وتتيح فرصة للبدء بمسار التنمية البناءة.
الصيغة الرباعية هي الحل للأزمة السورية
وفي تصريح خاص لـ"سبوتنيك" على هامش الندوة، أكد مديرالأكاديمية الدبلوماسية الروسية أن العلاقات السورية الروسية تطورت خلال الثمانين عاما الماضية، وأخذت شكلا مختلفا عما كانت عليه في الماضي وصولا إلى اللحظة المحورية وهي قرار القوات المسلحة الروسية بالدعم المباشر للجيش العربي السوري في الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب.
وأشار ياكوفينكو إلى أن هذا المحور هو الأهم في العلاقات الروسية السورية الذي يؤدي إلى تطورها في جميع المجالات العسكرية وغير العسكرية، ما يدعم سيادة الجمهورية العربية السورية، ويعزز مواقفها على الساحة الدولية وخاصة على صعيد العلاقات السورية العربية التي شهدت مؤخرا تغيرا واضحا للأفضل حيث عادت دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، كما لفت إلى وجود تغير في الرأي العام الغربي ومراجعة لصحة المواقف التي اتخذتها الغربية منذ سنوات ضد دمشق، والتي وجدت أن الاستمرار في نفس النهج تجاه سوريا سيؤدي إلى فصل الاتحاد الأوربي عن القوى الأخرى في العالم.
© Sputnik . Wasel Hmeidaدبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
دبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
© Sputnik . Wasel Hmeida
وأضاف: "نرى اليوم الكثير من التطورات فيما يخص بعودة الحياة السلمية إلى سوريا وهي عملية صعبة ومعقدة لكنها مستمرة، فاذا الجهود الدبلوماسية تحقق نتائج جيدة"، مشيرا إلى أن العلاقة بين موسكو ودمشق تقدم دعما كبيرا للتنمية السياسية والاقتصادية في سوريا، كما عبّر عن أمله في أن تعود سوريا إلى سابق عهدها ومكانتها كدولة مزدهرة، مشددا على أن بلاده لن توفر جهداً في سبيل تحقيق هذه الغاية.
وحول تفاهمات آستانا وملف التقارب السوري التركي، أوضح ياكوفينكو أن موسكو ترى أن الصيغة الرباعية (روسيا، سوريا، تركيا، وإيران) لها آفاق جيدة ومهمة ومفيدة جدا، ونعمل على مواصلة الاتصالات بين أطراف الرباعية لتعزيز التفاهمات فيما بينها وتحقيق التسوية في سوريا.
أما عن تصريحات الرئيس التركي الأخيرة حول سعيه للتقارب مع دمشق ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد، فقد بيّن مديرالأكاديمية الدبلوماسية الروسية أن هذه التصريحات تأتي في ضوء صيغة منفصلة عن مسار الرباعية ولها مسارها الخاص، لافتا إلى وجود سياسية وطنية لكل دولة خاصة بها.
© Sputnik . Wasel Hmeidaدبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
دبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
© Sputnik . Wasel Hmeida
على العالم مغادرة "بريتون وودز"
بدوره أكد الخبير الاقتصادي الروسي ميخائيل خازن أن الصداقة الموجودة بين شعبي روسيا وسوريا ستسمح بالعمل لإنشاء نماذج اقتصادية جديدة وتتيح فرصة للبدء بمسار التنمية البناءة، مشيراً إلى أن كسر النماذج الاقتصادية التي كانت مستعملة في دول العالم منذ عقود صعب جداً، ولكن هناك عدد من الدول التي خفضت اعتمادها على نظام الدولار العالمي وهي الدول الموجودة تحت العقوبات الغربية.
وأشار خازن إلى أهمية فهم ما حدث في الماضي وحالياً حول طبيعة الأزمة الاقتصادية الراهنة قبل الحديث عن المستقبل الاقتصادي، موضحاً أنه تم الاستنفاد الكامل للموارد المطلوبة لدعم النظام الاقتصادي الموجود وهي الموارد التي تم خلقها منذ عام 1944 عن طريق إصدار الدولار الأمريكي من خلال نظام "بريتون وودز" الذي يشمل جميع دول العالم.
ولهذا النظام منعكس سلبي جداً وفقاً لخازن رغم أنه تم إنشاؤه كمنظومة دولية، فإن العملة المستعملة ضمن هذا النظام موجودة تحت سلطة سيادية وذلك يؤدي إلى أن دعم نظام الدولار الدولي يعزز تأثير ونفوذ الولايات المتحدة في العالم، معتبراً أن نظام بريتن وودز يقترب من النهاية.
© Sputnik . Wasel Hmeidaدبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
دبلوماسيون وخبراء يحيون في دمشق الذكرى الـ 80 لتدشين العلاقات الروسية السورية
© Sputnik . Wasel Hmeida
ما وراء السياسة
من جانبها تناولت الأديبة السورية الدكتورة ناديا خوست الثقافة العالمية لروسيا عبر التاريخ، مشيرة إلى عمق العلاقات السورية الروسية في المناحي الإنسانية والاجتماعية.
واعتبرت الأديبة السورية أن مرور 80 عاماً على تأسيس العلاقات السورية- الروسية هو شهادة بأنها بنيت على أساس متين يقوم على المساواة والاحترام المتبادل ووحدة المواقف تجاه القضايا الكبرى، لافتة إلى أن العلاقات الثقافية المشتركة سبقت تبادل الوفود، حيث ترجم الأدباء السوريون الأدب الروسي الذي يتميّز بكونه أدباً إنسانياً رفيعاً ليشكل جزءاً من ثقافتنا المعاصرة نواجه به الانحطاط العالمي المعاصر، كما نواجهه بالمتنبي والمعري وأعلام الأدب العربي.
وبينت خوست أن العلاقات بين البلدين تقوم على منظومة قيم أخلاقية رفيعة راسخة في الوجدان العام وتشترك في مقاومة الهجوم الغربي على الهوية الوطنية الثقافية والأخلاقية والأسرية.