إلى أين ستصل جهود اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" في ليبيا بعد اجتماعها في سرت؟

العلم الليبي
© AP Photo / Mohammad Hannon
تابعنا عبر
حصري
جهود حثيثة تقوم بها اللجنة العسكرية في ليبيا "5+5" من أجل لملمة بعض الخلافات، أبرزها ضمان استمرار وقف إطلاق النار، ومحاولات جمع شمل الفرقاء على طاولة واحدة للوصول إلى اتفاقات جديدة، ربما ستضع كلمة النهاية للكثير من الخلافات بين الأطراف الليبية.
وأمس الأحد، اجتمعت اللجنة في مدينة سرت الليبية وسط البلاد، بمشاركة نائبة الممثل الخاص للأمين العام للشؤون السياسية، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، التي قالت عبر منصة "إكس": ناقش الاجتماع التطورات والتحديات في ليبيا، ولا سيما على الصعيد الأمني".
كما شددت خوري على "الدور الحاسم الذي تضطلع به اللجنة في دعم اتفاق وقف إطلاق النار".
انضممت اليوم إلى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في مقرها الدائم في مدينة سرت لمناقشة التطورات والتحديات في ليبيا، ولا سيما على الصعيد الأمني. وقد أكدت على الدور الحاسم الذي تضطلع به اللجنة في دعم اتفاق وقف إطلاق النار. pic.twitter.com/2PtBpJY5Zj
— Stephanie Koury (@stephaniekoury1) August 25, 2024
يرى المحلل السياسي، محمد امطيريد، أن "اللجنة المشتركة لن تستطيع تحقيق أهدافها، عندما يكون صوت التشكيلات المسلحة أعلى من صوت الجيش، وأن أعضاء اللجنة عن المنطقة الغربية ليس بيدهم حيلة أمام سطوة وقوة التشكيلات المسلحة، وبالتالي فإن جهود هذه اللجنة لن تُفضي إلى تفتيت هذه التشكيلات المسلحة، أو دمجها في المؤسسة العسكرية".
وتابع موضحا في تصريحات لـ"سبوتنيك": "لأن المؤسسة العسكرية أصبح لها حضور كبير وإمكانيات كبيرة، بعكس ما يحدث في العاصمة طرابلس، والتحديات الكبيرة التي تواجهها في غرب ليبيا من وجود المرتزقة والقوات الأجنبية، وسيطرتها على تحركات هذه التشكيلات".
واعتبر امطيريد أن "اللجنة المشتركة لن تنجح إلا إذا حدث تغيير كامل وشامل، وبإرادة الضباط العسكريين من غرب ليبيا، بتحالفهم مع قيادة الجيش، حتى يتم تفتيت هذه المجموعات، التي انتهكت كل الأعراف الأمنية والعسكرية، وأصبحت في نزاع مستمر".
ولا يعتقد امطيريد "وجود ضمانات حقيقية لوقف إطلاق النار، خاصة بعد المعارك الطاحنة التي مر بها غرب ليبيا، وربما ستكون هناك حاجة لتغيير السياسية الأمنية والعسكرية، لأن هذه اللجنة لم تقدم شيء، ولن يكون لها ضمانات رغم استمراريتها، وعدم تحقيقها شيء ملموس على أرض الواقع، لأنها لا تعكس رؤية الشعب الليبي، خاصة ضباط المنطقة الغربية، الذين لا يملكون أي سلطة على التشكيلات المسلحة في غرب البلاد"، حسب تصريحه.
حبر على ورق
وأوضح المحلل السياسي الليبي، محمد امطيريد، لـ"سبوتنيك" أن "جهود هذه اللجنة سوف تظل تدور حول نفسها، ولن تقدم أي جديد، خاصة في حالة الانسداد السياسي في البلاد، بالإضافة إلى التضخيم المليشياوي والصراعات التي تدور بينها، ولا تملك اللجنة أي دور حيال ذلك، وبالتالي فإن كل خطوات هذه اللجنة ستعود لذات النقطة، خاصة في ظل التحركات العسكرية التي تشهدها العاصمة في الأيام الحالية".
وأكد أن "التشكيلات المسلحة بدت هي المسيطر الحقيقي على المؤسسات السيادية والسلطات التنفيذية في العاصمة، ولن تكون هذه اللجان قادرة على اقتلاع هذا الوباء من المؤسسات التي تسيطر عليها داخل طرابلس".
ويرى أن هذه اللجنة "سوف تكتفي بالبيانات واللقاءات والاجتماعات، وستكون نهايتها داخل أروقة قاعات الاجتماعات".
وشدد على "ضرورة أن يكون هناك ردع حقيقي لهذه التشكيلات المسلحة، مثلما حدث في مدينة بنغازي في السابق".
وقال: "أن هذه التشكيلات بدأت في تلقي الدعم من المجتمع الدولي، الذي بدأ في دعمها عن طريق شراكات من خلال وزارة الدفاع الأمريكية، بالإضافة إلى الفيلق الليبي الأوروبي، الذي تكوّن من هذه التشكيلات من أجل زعزعة استقرار البلاد، في تهديد واضح للحياة المدنية في غرب البلاد، وسوف تكون قرارات هذه اللجنة ومثيلاتها حبر على ورق".
ضمانات هشة
من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي، المهدي عبدالعاطي، أن "جهود لجنة "5+5" كانت ناجحة في السابق، وخاصة في وقف إطلاق النار، والاتفاق على مخرج سلمي، وقبول مبدأ الحوار، والجلوس مع كافة الأطراف العسكرية".
وأشار في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أن "هذا التوافق هش وغير متوازن، لأن ممثلي القيادة العامة للقوات المسلحة في الشرق الليبي لديهم انضباط وقيادة واحدة، أما الطرف الآخر التابع لحكومة الوحدة الوطنية وممثلي رئاسة أركان ورئيس المجلس الرئاسي، فهم لا يملكون أي انضباط أو سيطرة حتى على مقراتهم العسكرية، ولا يملكون حق التفاوض".
وأكد على "عدم وجود ضمانات نهائية، وأن عودة إطلاق النار أمر متوقع في أي وقت، خاصة في وجود التمدد المستمر للمليشيات والخارجين عن القانون في المنطقة الغربية".
ويرى بأن "اللجنة المشتركة لا يمكن لها النجاح في هذة الظروف، بسبب الانسداد السياسي، ووجود مليشيات متحكمة في المنطقة الغربية لا تنصاع للدولة أو القانون".
وأوضح بأن "اللجنة لن تستطيع توحيد المؤسسة العسكرية، أو السيطرة على التشكيلات المسلحة، إلا باتفاق محلي وتوافق دولي لخروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية".
اتفاقات رغم التوترات
بينما يرى المحلل السياسي، عبد الله الديباني أن "جهود لجنة "5+5" ستنجح، خاصة عندما ذكروا في بيانهم أن اتفاق وقف إطلاق النار ساري المفعول، ولايزال تحت سيطرة اللجنة العسكرية المشتركة".
وتابع الديباني في تصريحات لـ"سبوتنيك"، "أن التوترات الأخيرة في العاصمة ربما ستنتهي بتسوية سياسية وتوافق بين الأطراف الفاعلة على الأرض".
وعن التوترات الأخيرة قال "البيانات التي صدرت عن المجلس الرئاسي بشأن سلاسة عملية التسليم والاستلام في المصرف المركزي، تتنافى مع ما تم نشره من أنباء اقتحام مؤسسة سيادية، وهو ما يدل دلالة قطعية على تأزم الأمر، وأن كل الأطراف الفاعلة التي سببت زعزعة مصرف ليبيا المركزي، تريد الضوء من بعض الأطراف الدولية من أجل حسم هذا الأمر".
وتابع مؤكدا بأن "اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" سوف تمضي في نهجها المحدد لها وفق الاتفاق السياسي، وهناك اتفاق كامل على سريان وقف إطلاق النار، وهذا ما وُرد عن اللجنة المشتركة، ولا يمكن القول إن هذا البند أصبح مهدد".

