https://sarabic.ae/20241117/الاستدارة-نحو-روسيا-ألمانيا-تبلغ-رشدها-السياسي-مع-دخول-زيلينسكي-فطام-التسليح-1094874085.html
الاستدارة نحو روسيا.. ألمانيا تبلغ رشدها السياسي مع دخول زيلينسكي "فطام التسليح"
الاستدارة نحو روسيا.. ألمانيا تبلغ رشدها السياسي مع دخول زيلينسكي "فطام التسليح"
سبوتنيك عربي
أكد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال محادثة هاتفية مع المستشار الألماني "أولاف شولتس"، حول الأوضاع في أوكرانيا جهود روسيا لخفض التصعيد والبحث عن حلول سلمية... 17.11.2024, سبوتنيك عربي
2024-11-17T12:04+0000
2024-11-17T12:04+0000
2024-11-17T12:04+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
العالم
روسيا
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0b/0f/1094836565_0:208:3272:2048_1920x0_80_0_0_bee8cdf96fe43ab3917d56354ee7f0fb.jpg
وحول النقاط التي أضاء عليها الرئيس الروسي بشأن الوضع في أوكرانيا قال الباحث والمحلل الاستراتيجي الدكتور أسامة دنورة: لو تم اتصال شولتس بالرئيس بوتين قبل شهرين أو ثلاثة أشهر لما صدقه أحد، حيث كان هناك حجم من الشيطنة والتحامل على روسيا، بكل مكوناتها الثقافية والسياسية والإعلامية، وكان الألمان طرفاً مباشراً في هذه الأجندة المعادية لروسيا، على الرغم من أن ألمانيا كانت من أول المتضررين فيما يتعلق بالغاز الرخيص الذي كانت ستحصل عليه -حامل الطاقة الرئيسي الذي تعتمد عليه- والذي كانت تحصل عليه بطريقة تدفع الاقتصاد الألماني إلى الأمام عن طريق التيار الشمالي، مشيراً إلى أن هناك قراءة قائمة على معطيات جديدة اليوم، أولاً وصول محاولات نظام زيلينسكي لقلب مشهد المعارك إلى طريق مسدود، فكل ما تم الحديث عنه سابقاً "هجوم الربيع والهجوم في كورسك" والحصول على كميات كبيرة من السلاح النوعي الغربي بما فيها راجمات الصواريخ بعيدة المدى، والدبابات مثل "ليوبارد تو" الألمانية، وسواها من السلاح لم يكن كافياً لجيش زيلسكي المتهالك ليغير مشهد الحرب.على الأوروبيين تغيير سياساتهم مع مجيء ترامبوأضاف الدكتور دنورة: أن عودة السياسية الألمانية إلى رشدها تتزامن مع بروز ملامح مرحلة (فطام التسليح) عن جيش زيلينسكي، مشيرا إلى أنه ربما هناك قراءة لدى المستشار الألماني، وعدد من الحكومات الأوروبية بأن النزعة اللاتدخلية لدى إدارة ترامب القادمة ستسحب الدعم الأمريكي بشكل مفاجئ، وبمعنى أدق سوف (تفطم) جيش زيلينسكي والتحالف الغربي المعادي لروسيا عن الدعم الأمريكي بشكل مفاجئ، وهذا قد يؤدي إلى انهيار واضح في الموقف السياسي، لافتاً إلى أنه إذا رفض نظام زيلينسكي الامتثال لهذه الأجندة الأمريكية قد يؤدي ذلك إلى انهياره عسكرياً، وبالتالي أصبح من الضروري مراجعة السياسات، التي كانت ملائمة لإدارة بايدن من قبل الأوروبيين، وبدء طرح سحب السياسات القديمة، وطرح سياسات جديدة قائمة على الواقع الجديد المتوقع لاحقا، وهذا يقتضي ألا يكون الأوروبيون ملكيين أكثر من الملك.المصلحة القومية الألمانية بعلاقات متوازنة مع روسياوأوضح المحلل الاستراتيجي السوري، أن الألماني يعيد تقييم مصالحه الذاتية في ظل تراجع المصلحة الأمريكية التي دفعت أوروبا الغربية إلى المواجهة مع روسيا، إذ إن انتفاء السبب المشغل والمدفوع أمريكياً سيعيد الألمان وربما سواهم إلى أجندتهم الطبيعية التي تسعى إلى الحفاظ على المصلحة الألمانية القومية وليس خدمة مصالح أمريكية، مبيناً أن المصلحة القومية الألمانية تقتضي علاقات متوازنة مع روسيا وألا يخوض الأوروبيون الغربيون صراعاً خاسراً قابلاً للتدحرج مع روسيا من أجل أجندة أمريكية أصبحت فجأة خالية من مضمونها، أو قد تنسف من أساسها إذا نفذت إدارة ترامب تعهداتها بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعاً جداً.العملية الخاصة ليست حرباوقال الدكتور دنورة: إن الجهود الروسية لخفض التصعيد ومحاولة إيجاد الحلول السلمية للأزمة مع أوكرانيا بدأت منذ إعلان روسيا العملية العسكرية المحدودة فيما يتعلق بتحرير الأراضي الروسية في دونباس، إذ أطلقت عملية عسكرية محدودة وليست حرباً، وحتى الآن لا يوجد توصيف لهذه العملية على أنها شن حرب.وأضاف الدكتور دنورة في حوار خاص مع "سبوتنيك": إن روسيا حريصة على عدم توسيع الجبهات على الرغم من الاستفزازات العديدة التي قام بها عدد من دول الناتو من تقديم الدعم العسكري لزيلينسكي، وإرسال الخبراء والمرتزقة، والأسلحة التي تعتبر خطيرة على الأمن القومي الروسي، وتمس داخل الأراضي الروسية، وأيضاً الاستهدافات الإرهابية المدعومة على ما يبدو من استخبارات غربية مثل استهداف جسر القرم، وقبلها ضرب أنابيب السيل الشمالي، وعدم وجود الشفافية الكاملة في التحقيقات -وهو ما يضر بالتعاون الروسي الأوروبي، وبالاقتصاد الروسي- وكذلك الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية وغير الشرعية التي قام بها عدد من الدول الغربية تجاه المصالح الروسية من خارج مجلس الأمن، ومن خارج الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن الرد الروسي العقلاني والموزون والهادئ على هذه الإجراءات جميعها يدل على أن النية الروسية هي فقط الحد من المخاطر على الأمن القومي الروسي الآتية من احتمالات محاصرة الجغرافيا الروسية بأعضاء جدد في حلف الناتو.مواجهة استفزازات الغربوتابع المحلل الاستراتيجي: ومن ناحية أخرى كان هدف روسيا استعادة الأراضي الروسية المحتلة وألا تكون هذه الأراضي منطلقاً لأي عدوان مستقبلي عليها، وهذا يشير إلى أن الطرف الروسي بدأ في مقاربة الأمر على أنه عملية محدودة، وقابلة للانتهاء بتحقيق أهدافها، وخاصة أن الروس يحذرون بشكل مستمر ومتكرر من مخاطر توسيع نطاق الحرب أو الزج بسلاح جديد للجيش الأوكراني ودعم النظام الأوكراني بشكل غير عقلاني وغير متبصر وبشكل لا محدود ودون أجندة سياسية مرافقة وموازية لهذا الدعم العسكري، مشيراً إلى أن روسيا رغم استفزازات الغرب العديدة والتصعيد غير المدروس واجهت ذلك بالدعوات إلى السلام، ولكن السلام الذي يضمن الحقوق الروسية.وقال الدكتور دنورة: إن التبدلات الحاصلة في المشهد والتي لا بد أن يبنى عليها الحل السياسي هي الأراضي التي تم تحريرها، فلا ينفع ولا يجوز أن يتجاهل الغرب حقيقة أن الجغرافيا السياسية أو ترسيم الحدود الذي تم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم يكن عادلاً بالمعيار التاريخي، ولا بد للأقليات الروسية التي تشكل أغلبيات في مناطق الانتشار من أن تلتحق بوطنها الأم، لأن هذه الحدود الاصطلاحية بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق تم رسمها أحيانا بمبادرة شخصية كما هو الحال في ترسيم الحدود بين روسيا وأوكرانيا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات السوفيتية، فيجب ألا يركن إليها كحدود دولية نهائية لأنها تجافي الواقع التاريخي، إذ إن هذه المناطق هي تاريخياً جزء من روسيا الاتحادية، ويجب أن تعود كذلك، مشيراً إلى أنه عندما يتم تصحيح هذا الخطأ التاريخي سيتم نزع لغم من ألغام يمكن أن تنفجر في أي وقت في العلاقة بين روسيا ودول الجوار، وأقصد أوكرانيا وأوروبا الغربية وأوروبا بشكل عام التي تدعم أوكرانيا في هذه الحرب.وأوضح المحلل الاستراتيجي أنه لا يمكن للطرف الأوكراني أن يتجاهل الحقائق التاريخية، وأن يصر على التشبث بهذه الأراضي، وأن يجر العالم إلى حافة حرب عالمية من أجل التمسك اللاعقلاني بأراضٍ يرفض شعبها الالتحاق او الاستمرار في الالتحاق بالجغرافيا الأوكرانية، مشيراً إلى أن ذلك كان سيؤدي على المستوى الموضعي، إلى شكل من أشكال الصدام الأهلي داخل أوكرانيا، وبالتالي كان سيصل نفس النتيجة نفسها، وكان سيؤدي أيضاً على مستوى التحاق أوكرانيا بحلف الناتو إلى تهديد الأمن القومي الروسي.ضم جوار روسيا إلى الناتو خطير على أمن أوروبا والعالموأضاف الدكتور دنورة: إن الاتفاقيات التي أبرمت سابقاً بين روسيا وحلف الناتو كانت تقتضي عدم توسع حلف الناتو إلى الدول القريبة والمجاورة لروسيا الاتحادية، وقد بدأ حلف الأطلسي بكسر هذه القاعدة مهددا بذلك الأمن الاستراتيجي والقومي الروسي، وكان الرد الروسي طبيعياً ومنطقياً، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تغيير خط الحدود بعد الاستفتاء الذي عبر فيه أهالي دونباوس عن آرائهم أو تطلعاتهم للانضمام إلى وطنهم التاريخي روسيا الاتحادية، وما يتعلق أيضا بالمعطى الواضح والدرس الجديد القديم وهو أن محاولة ضم هذه الدول إلى نطاق حلف الناتو سيكون خطيراً جداً على أمن أوروبا والعالم، فهذا ما يجب أن يبنى عليه عندما يتم الحديث عن حل سلمي أو انتقال إلى مسار سلمي فيما يتعلق بأوكرانيا.
https://sarabic.ae/20241116/الكرملين-المحادثة-بين-بوتين-وشولتس-استغرقت-ساعة--1094860367.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0b/0f/1094836565_270:0:3001:2048_1920x0_80_0_0_f7cec8e5ee0d7c22afc7cb667812a743.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, العالم, روسيا
حصري, تقارير سبوتنيك, العالم, روسيا
الاستدارة نحو روسيا.. ألمانيا تبلغ رشدها السياسي مع دخول زيلينسكي "فطام التسليح"
حصري
أكد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" خلال محادثة هاتفية مع المستشار الألماني "أولاف شولتس"، حول الأوضاع في أوكرانيا جهود روسيا لخفض التصعيد والبحث عن حلول سلمية للأزمة في أوكرانيا، مبيناً أن الوضع الحالي في أوكرانيا هو نتيجة سياسة الناتو العدوانية.
وحول النقاط التي أضاء عليها الرئيس الروسي بشأن الوضع في أوكرانيا قال الباحث والمحلل الاستراتيجي الدكتور أسامة دنورة: لو تم اتصال شولتس بالرئيس بوتين قبل شهرين أو ثلاثة أشهر لما صدقه أحد، حيث كان هناك حجم من الشيطنة والتحامل على روسيا، بكل مكوناتها الثقافية والسياسية والإعلامية، وكان الألمان طرفاً مباشراً في هذه الأجندة المعادية لروسيا، على الرغم من أن ألمانيا كانت من أول المتضررين فيما يتعلق بالغاز الرخيص الذي كانت ستحصل عليه -حامل الطاقة الرئيسي الذي تعتمد عليه- والذي كانت تحصل عليه بطريقة تدفع الاقتصاد الألماني إلى الأمام عن طريق التيار الشمالي، مشيراً إلى أن هناك قراءة قائمة على معطيات جديدة اليوم، أولاً وصول محاولات نظام زيلينسكي لقلب مشهد المعارك إلى طريق مسدود، فكل ما تم الحديث عنه سابقاً "هجوم الربيع والهجوم في كورسك" والحصول على كميات كبيرة من السلاح النوعي الغربي بما فيها راجمات الصواريخ بعيدة المدى، والدبابات مثل "ليوبارد تو" الألمانية، وسواها من السلاح لم يكن كافياً لجيش زيلسكي المتهالك ليغير مشهد الحرب.
على الأوروبيين تغيير سياساتهم مع مجيء ترامب
وأضاف الدكتور دنورة: أن عودة السياسية الألمانية إلى رشدها تتزامن مع بروز ملامح مرحلة (فطام التسليح) عن جيش زيلينسكي، مشيرا إلى أنه ربما هناك قراءة لدى المستشار الألماني، وعدد من الحكومات الأوروبية بأن النزعة اللاتدخلية لدى إدارة ترامب القادمة ستسحب الدعم الأمريكي بشكل مفاجئ، وبمعنى أدق سوف (تفطم) جيش زيلينسكي والتحالف الغربي المعادي لروسيا عن الدعم الأمريكي بشكل مفاجئ، وهذا قد يؤدي إلى انهيار واضح في الموقف السياسي، لافتاً إلى أنه إذا رفض نظام زيلينسكي الامتثال لهذه الأجندة الأمريكية قد يؤدي ذلك إلى انهياره عسكرياً، وبالتالي أصبح من الضروري مراجعة السياسات، التي كانت ملائمة لإدارة بايدن من قبل الأوروبيين، وبدء طرح سحب السياسات القديمة، وطرح سياسات جديدة قائمة على الواقع الجديد المتوقع لاحقا، وهذا يقتضي ألا يكون الأوروبيون ملكيين أكثر من الملك.
المصلحة القومية الألمانية بعلاقات متوازنة مع روسيا
وأوضح المحلل الاستراتيجي السوري، أن الألماني يعيد تقييم مصالحه الذاتية في ظل تراجع المصلحة الأمريكية التي دفعت أوروبا الغربية إلى المواجهة مع روسيا، إذ إن انتفاء السبب المشغل والمدفوع أمريكياً سيعيد الألمان وربما سواهم إلى أجندتهم الطبيعية التي تسعى إلى الحفاظ على المصلحة الألمانية القومية وليس خدمة مصالح أمريكية، مبيناً أن المصلحة القومية الألمانية تقتضي علاقات متوازنة مع روسيا وألا يخوض الأوروبيون الغربيون صراعاً خاسراً قابلاً للتدحرج مع روسيا من أجل أجندة أمريكية أصبحت فجأة خالية من مضمونها، أو قد تنسف من أساسها إذا نفذت إدارة ترامب تعهداتها بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعاً جداً.
وقال الدكتور دنورة: إن الجهود الروسية لخفض التصعيد ومحاولة إيجاد الحلول السلمية للأزمة مع أوكرانيا بدأت منذ إعلان روسيا العملية العسكرية المحدودة فيما يتعلق بتحرير الأراضي الروسية في دونباس، إذ أطلقت عملية عسكرية محدودة وليست حرباً، وحتى الآن لا يوجد توصيف لهذه العملية على أنها شن حرب.
وأضاف الدكتور دنورة في حوار خاص مع "سبوتنيك": إن روسيا حريصة على عدم توسيع الجبهات على الرغم من الاستفزازات العديدة التي قام بها عدد من دول الناتو من تقديم الدعم العسكري لزيلينسكي، وإرسال الخبراء والمرتزقة، والأسلحة التي تعتبر خطيرة على الأمن القومي الروسي، وتمس داخل الأراضي الروسية، وأيضاً الاستهدافات الإرهابية المدعومة على ما يبدو من استخبارات غربية مثل استهداف جسر القرم، وقبلها ضرب أنابيب السيل الشمالي، وعدم وجود الشفافية الكاملة في التحقيقات -وهو ما يضر بالتعاون الروسي الأوروبي، وبالاقتصاد الروسي- وكذلك الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية وغير الشرعية التي قام بها عدد من الدول الغربية تجاه المصالح الروسية من خارج مجلس الأمن، ومن خارج الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن الرد الروسي العقلاني والموزون والهادئ على هذه الإجراءات جميعها يدل على أن النية الروسية هي فقط الحد من المخاطر على الأمن القومي الروسي الآتية من احتمالات محاصرة الجغرافيا الروسية بأعضاء جدد في حلف الناتو.
وتابع المحلل الاستراتيجي: ومن ناحية أخرى كان هدف روسيا استعادة الأراضي الروسية المحتلة وألا تكون هذه الأراضي منطلقاً لأي عدوان مستقبلي عليها، وهذا يشير إلى أن الطرف الروسي بدأ في مقاربة الأمر على أنه عملية محدودة، وقابلة للانتهاء بتحقيق أهدافها، وخاصة أن الروس يحذرون بشكل مستمر ومتكرر من مخاطر توسيع نطاق الحرب أو الزج بسلاح جديد للجيش الأوكراني ودعم النظام الأوكراني بشكل غير عقلاني وغير متبصر وبشكل لا محدود ودون أجندة سياسية مرافقة وموازية لهذا الدعم العسكري، مشيراً إلى أن روسيا رغم استفزازات الغرب العديدة والتصعيد غير المدروس واجهت ذلك بالدعوات إلى السلام، ولكن السلام الذي يضمن الحقوق الروسية.
وقال الدكتور دنورة: إن التبدلات الحاصلة في المشهد والتي لا بد أن يبنى عليها الحل السياسي هي الأراضي التي تم تحريرها، فلا ينفع ولا يجوز أن يتجاهل الغرب حقيقة أن الجغرافيا السياسية أو ترسيم الحدود الذي تم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لم يكن عادلاً بالمعيار التاريخي، ولا بد للأقليات الروسية التي تشكل أغلبيات في مناطق الانتشار من أن تلتحق بوطنها الأم، لأن هذه الحدود الاصطلاحية بين جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق تم رسمها أحيانا بمبادرة شخصية كما هو الحال في ترسيم الحدود بين روسيا وأوكرانيا ضمن إطار اتحاد الجمهوريات السوفيتية، فيجب ألا يركن إليها كحدود دولية نهائية لأنها تجافي الواقع التاريخي، إذ إن هذه المناطق هي تاريخياً جزء من روسيا الاتحادية، ويجب أن تعود كذلك، مشيراً إلى أنه عندما يتم تصحيح هذا الخطأ التاريخي سيتم نزع لغم من ألغام يمكن أن تنفجر في أي وقت في العلاقة بين روسيا ودول الجوار، وأقصد أوكرانيا وأوروبا الغربية وأوروبا بشكل عام التي تدعم أوكرانيا في هذه الحرب.
وأوضح المحلل الاستراتيجي أنه لا يمكن للطرف الأوكراني أن يتجاهل الحقائق التاريخية، وأن يصر على التشبث بهذه الأراضي، وأن يجر العالم إلى حافة حرب عالمية من أجل التمسك اللاعقلاني بأراضٍ يرفض شعبها الالتحاق او الاستمرار في الالتحاق بالجغرافيا الأوكرانية، مشيراً إلى أن ذلك كان سيؤدي على المستوى الموضعي، إلى شكل من أشكال الصدام الأهلي داخل أوكرانيا، وبالتالي كان سيصل نفس النتيجة نفسها، وكان سيؤدي أيضاً على مستوى التحاق أوكرانيا بحلف الناتو إلى تهديد الأمن القومي الروسي.
ضم جوار روسيا إلى الناتو خطير على أمن أوروبا والعالم
وأضاف الدكتور دنورة: إن الاتفاقيات التي أبرمت سابقاً بين روسيا وحلف الناتو كانت تقتضي عدم توسع حلف الناتو إلى الدول القريبة والمجاورة لروسيا الاتحادية، وقد بدأ حلف الأطلسي بكسر هذه القاعدة مهددا بذلك الأمن الاستراتيجي والقومي الروسي، وكان الرد الروسي طبيعياً ومنطقياً، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تغيير خط الحدود بعد الاستفتاء الذي عبر فيه أهالي دونباوس عن آرائهم أو تطلعاتهم للانضمام إلى وطنهم التاريخي روسيا الاتحادية، وما يتعلق أيضا بالمعطى الواضح والدرس الجديد القديم وهو أن محاولة ضم هذه الدول إلى نطاق حلف الناتو سيكون خطيراً جداً على أمن أوروبا والعالم، فهذا ما يجب أن يبنى عليه عندما يتم الحديث عن حل سلمي أو انتقال إلى مسار سلمي فيما يتعلق بأوكرانيا.