أهالي الناقورة يتفقدون منازلهم: دمار واسع وصمود راسخ "ديارنا غالية وجنوبنا غال"
11:00 GMT 24.01.2025 (تم التحديث: 11:06 GMT 24.01.2025)
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
تابعنا عبر
حصري
منذ ساعات الصباح الأولى، بدأ أهالي بلدة الناقورة بالتجمع عند نقطة الحمرا-البياضة في جنوب لبنان، حيث كان اليوم موعد دخولهم إلى البلدة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، بعد حصولهم على تصاريح من الجيش اللبناني.
اصطفت عشرات السيارات في طابور طويل، بينما كان عناصر الجيش اللبناني يدققون في الأسماء. وعند الساعة العاشرة صباحاً، انطلق الموكب نحو البلدة.
في داخل الناقورة، توزع الأهالي بين أنقاض منازلهم، حيث بدا حجم الدمار هائلاً نتيجة عمليات النسف التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار. البعض وجد أجزاء من منازله، وآخرون حاولوا انتشال ذكريات من بين الركام. رفعت بعض العائلات لافتات تؤيد المقاومة، بينما تسلق آخرون منازلهم باستخدام سلالم حديدية بعدما دُمرت مداخلها.
رباب يزبك، التي كانت تحمل زهرة المغنوليا في يدها – وهي الزهرة التي زرعتها قبل الحرب أمام منزلها – وقفت على ركام منزلها المدمر بالكامل. عندما سُئلت عن الزهرة، قالت مازحة وبضحكة: "رحمه الله". وأضافت: "الله يعوض على الجميع. العوض الحقيقي هو دماء الشباب، وهو الأغلى والأصعب. كل شيء فداء لهذه الأرض التي ستُعمر من جديد بإذن الله".
أهالي الناقورة يتفقدون منازلهم: دمار واسع وصمود راسخ "ديارنا غالية، جنوبنا غالي، وأرضنا غالية"
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وعن سر ابتسامتها رغم الدمار، أجابت: "عدنا إلى ديارنا الغالية. الجنوب غالٍ، الأرض غالية، الحجارة تُبنى من جديد. صحيح أن الذكريات والمنازل تحمل روحاً، ولكن الأرض هي الأهم. لن يمروا. لقد دمروا البلدة خلال ستين يوماً من وقف إطلاق النار، وليس خلال الحرب. تمكنوا من الحجارة، لكنهم لم يتمكنوا من نفوسنا ولا من أرواحنا. هذه البلاد لنا وستبقى لنا".
وكان قد أصدر "حزب الله" بياناً، اليوم، قال فيه: "إن فترة الـ 60 يوماً لانسحاب العدو الصهيوني من الأراضي اللبنانية بشكل نهائي شارفت على الانتهاء، وهذا ما يُحتّم عليه تنفيذاً كاملاً وشاملاً وفقاً لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار.
أهالي الناقورة يتفقدون منازلهم: دمار واسع وصمود راسخ "ديارنا غالية، جنوبنا غالي، وأرضنا غالية"
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وأضاف البيان: "بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان، تستدعي من الجميع، وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان، الضغط على الدول الراعية للاتفاق للتحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعاً، وعدم افساح المجال أمام أية ذرائع أو حجج لإطالة أمد الاحتلال".
ووفقا للبيان: "إن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يومًا يُعتبر تجاوزًا فاضحًا للاتفاق وإمعانًا في التعدي على السيادة اللبنانية، ودخول الاحتلال فصلاً جديدًا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن الاحتلال".
وأشار البيان: "إننا، في الوقت الذي سنتابع فيه تطورات الوضع الذي من المفترض أن يُتوج في الأيام القادمة بالانسحاب التام، لن نقبل بأي إخلال بالاتفاق والتعهدات، وأي محاولة للتفلت منها تحت عناوين واهية، وندعو إلى الالتزام الصارم الذي لا يقبل أية تنازلات".
