المدينة العتيقة في تونس تتحول إلى وجهة التونسيين المفضلة للسهر في رمضان... فيديو وصور
قبل 21 ساعة (تم التحديث: قبل 19 ساعة)
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

© Sputnik
تابعنا عبر
حصري
مع حلول شهر رمضان، تتحول المدينة العتيقة في تونس العاصمة إلى مسرح ينبض بالحياة، حيث تتعانق أصوات الأهازيج والأغاني التراثية وتختلط الروائح الطيبة وتتلاقى ألوان الزينة والزخارف التقليدية، لتعيد إلى الأذهان صورا من الماضي الجميل.
ففي رمضان تصبح المدينة العتيقة المقصد الأوّل والوجهة المفضلة للتونسيين الباحثين عن السمر والمولعين بالعراقة التي تتكشّف لزوارها في أزقتها الضيّقة وحاراتها القديمة ومقاهيها التي تحاكي روح رمضان وتنسج في أذهان روّادها صورا من التاريخ.
في كل زاوية من المدينة هناك حكاية تروى بين أروقة المقاهي التي تضجّ بالأحاديث والضحكات أو محلات الحلوى التي يتسابق العاملون فيها على الفوز برضا الزوّار أو بين حارتها التي تكتظ بالأطفال في مشهد يعكس طقوسا ثقافية واجتماعية تعيد تجديد الروابط الإنسانية بين التونسيين.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
مقاهي المدينة... ملتقى الأصدقاء في ليالي رمضان
بعد الإفطار، يتوافد التونسيون من مختلف الأحياء لتجربة سحر مقاهي المدينة العتيقة في رمضان التي تفتح أبوابها لاستقبال الزوار من كل حدب وصوب لتتحوّل إلى فضاءات حافلة بالحياة والحركة.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
ومع بداية توافد الزوار، يبدأ النادل "إبراهيم" في الركض بين الطاولات لتلبية حاجيات الزبائن. فتراه يحمل بيده اليمنى أكواب القهوة والشاي والعصائر وباليد اليسرى طبقا من الحلويات الرمضانية الشهية.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
يقول إبراهيم لـ "سبوتنيك" وهو يضع أكواب القهوة السوداء على طاولة الزبائن بحذر: "يمثّل شهر رمضان تحديا جديدا بالنسبة لنا. فبعد الإفطار تزدحم المقاهي بالزوار الذين جاءوا للاستمتاع بالأجواء الرمضانية المميزة.
ويتابع، قائلا: "نحن نحرص على أن يشعر الجميع بالراحة وأن يجدوا عندنا ما يعجبهم، سواء كان مشروبا دافئا أو حلوى تقليدية الصنع".
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
تعد مقاهي المدينة العتيقة في رمضان أكثر من مجرد أماكن لتناول المشروبات، فهي تمثل ملتقى للأجيال المختلفة، حيث يتم تبادل الذكريات، وتروى الحكايات الطريفة حول الحياة في رمضان قديما. فتتعالى الضحكات وتمتزج بأصوات الأهازيج التراثية التي يرددونها أحيانا.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
"نحن نحرص دائما على تشغيل الأغاني التراثية التي تعيد للزوار ذكريات الماضي، حيث يحب الزبائن ترديدها والسهر على ألحانها ويشتهر الزبائن لدينا أيضا بلعب الورق، وهي واحدة من العادات المحببة التي توحدهم وتزيد من الود بينهم"؛ يقول توفيق، صاحب مقهى تقليدي في قلب المدينة.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
في كل زاوية، هناك ضحكات تتعالى وحكايات تنسج حول موائد صغيرة يلتف حولها الأصدقاء والعائلات التي تجتمع بعد يوم طويل من الصيام بعيدا عن ضغوطات الحياة اليومية وإرهاق العمل. تقول سهير النوري متحدثة لـ "سبوتنيك": "الأجواء هنا تنبض بالحياة، هنا يمكنك أن تشعر فعلا بنبض المدينة وكأنك تعود إلى الماضي، حيث الأصوات والألوان تعيد لك ذكريات رمضان القديمة".
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
حلويات رمضان تصنع الفرح في المدينة العتيقة
وتزدحم شوارع المدينة بالزوار الذين يأتون بعد الإفطار ليستمتعوا بمذاق الحلويات التقليدية التي تعدّ جزءًا لا يتجزأ من أجواء رمضان في المدينة العتيقة، حيث يقبل الناس على تناولها بعد الإفطار، أو أثناء التجوال في الشوارع التي تتزين بالأضواء الرمضانية والزخارف التقليدية.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
"في رمضان، يصبح لكل شيء مذاق آخر"، يقول "مجدي"، بائع حلويات تقليدية في أحد الأزقة الضيقة، لـ "سبوتنيك". ويضيف: "الناس يحبون شراء المقروض، الزلابية، الكعك، والبقلاوة من محلات المدينة العتيقة، فهي لا تعني بالنسبة إليهم مجرد حلويات وإنما هي أيضا جزء من الذكريات التي نشأت معها الأجيال".
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
وإلى جانب محلات الحلويات، ينتشر باعة متجولون في شوارع المدينة العتيقة وحاراتها، حاملين معهم أطباقا محملة بالمرطبات والحلويات والمشروبات الرمضانية التي يفضلها الجميع بعد الإفطار.
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
ويجد هؤلاء بين زحام المدينة العتيقة فرصة لجمع قوت يومهم. يقول سيف بابتسامة عريضة تملأ محياه: "شهر رمضان هو فرصة لنا لجمع المال، فالأجواء هنا لا تشبه أي وقت آخر. الناس يأتون من كل مكان لشراء الحلويات الرمضانية. وأنا أبيع "التيراميسو" وهي إحدى الحلويات المفضلة لدى التونسيين".
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
بدورها تخبر نادية "سبوتنيك" بأنها دأبت على بيع عصيدة الزقوقو التي تعدها لها والدتها طوال النهار لتبيعها أثناء السهرة في شوارع المدينة العتيقة. وتضيف: "عصيدة الزقوقو يقبل عليها الكبار والصغار فهم يحبونها لأنها خفيفة وسريعة بعد يوم طويل من الصيام ونحن نجني منها قوت يومنا".
© Sputnikالمدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر

المدينة العتيقة بتونس تحتفي برمضان وتتحول الى الوجهة المفضلة للتونسيين للسهر
© Sputnik
ولا تكمن خصوصية المدينة العتيقة في شهر رمضان في تقديم المأكولات التقليدية، بل في كونها فضاء يربط التونسيين بعراقتهم ويوثّق بينهم أواصر المحبة والروابط الاجتماعية والأسرية.