في 2010 اقترحت مجلة "فوربس" نقل مقر الأمم المتحدة مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان ذلك بعد افتتاح أعلى برج في العالم في دبي، واعتبرت المجلة أن إقدام المنظمة على هذه الخطوة يعد "هدية لسكان نيويورك، الذين يعانون من الاختناقات المرورية التي سببها وجود مبنى الأمم المتحدة فيها".
و أعلنت حكومة دبي وقتها رسميا "استعدادها الكامل لاستقبال مقر الأمم المتحدة إذا ما قررت الأخيرة مغادرة نيويورك"، وقالت حكومة الإمارة في بيان أن دبي "تمتلك من المقومات ما يؤهلها لكي تكون البلد المضيف للمقر الرئيس لمنظمة الأمم المتحدة، سواء من ناحية موقعها الجغرافي الذي يتوسط العالم أو من ناحية البنية الأساسية رفيعة المستوى التي تعزز من قيمة هذا الموقع خاصة مع امتلاك دبي واحدة من أرقى شبكات النقل الجوي والبحري والبري في العالم".
وفي هذه الفترة (2010) ألمح كل من جويل كوتكين، وهو باحث متخصص في المجتمعات الحضرية بجامعة تشابمان، وروبرت جيه. كريستيانو الخبير في الشئون العقارية بجامعة كاليفورنيا، إلى ضرورة نقل المقر خاصة وأن المبنى الحالي الذي يستضيف المنظمة الدولية يعاني تصدعات ومشكلات معمارية تستوجب استبداله.
وأشارت مجلة فوربس في العام ذاته على أن المنظمة الدولية ناقشت بالفعل نقل المقر من نيويورك إلى سنغافورة بشكل مؤقت مع بداية عام 2015 غير أن المنظمة تراجعت عن الفكرة كون سنغافورة من البلاد المزدحمة.
وفي 2015 طرح إيغور زوتوف، عضو اللجنة البرلمانية الروسية لشؤون الدفاع، نقل المقر إلى سويسرا، ووجه زوتوف رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون به تفاصيل الاقتراح مشيرا إلى أن سويسرا تعد دولة محايدة، وبالتالي نقل النقر إليها يمثل فائدة للجميع.
وقال زوتوف وقتها: "إن الفائدة من المناقشة الواسعة حول المبادرة بنقل مقر الأمم المتحدة واضحة كل الوضوح، فهل ستمكن الدول من إعادة نظرها إلى مكانة الأمم المتحدة في عالمنا المعاصر، كما أنها ستلفت الانتباه إلى مسألة الإصلاحات الجوهرية في أداء المنظمة وتكييفها مع واقع عصرنا".
ومؤخرا وتحديدا في أول يناير/ كانون الثاني الجارى اقترح عبد الواحد الجصاني، الدبلوماسي والأكاديمي العراقي اقترح بنقل المقر إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وساق عددا من الأسباب لاختياره مدريد تحديدا، ومنها أن اسبانيا دولة متوسطة الحجم وعضو في الاتحاد الأوروبي، وليس لديها سياسات كونية توسعية أو إستعمارية، وتربطها علاقات جيدة مع أغلب دول العالم.
السبب الثاني من وجهة نظر الجصاني هو أن أسبانيا تمتلك تاريخيا ثريا، وموقعها الجغرافي كجسر يربط أوروبا بالوطن العربي، وارتباطها بأغلب دول أميركا اللاتينية، والدول النامية وكذلك انتمائها إلى مجموعة السبعة والسبعين والصين، يجعل مدريد هي الأكثر جدارة باحتضان مقر الامم المتحدة والتعبير عن أهدافها.