مجتمع

اليونانيون يقلعون عن التدخين بمعجزة... قصة مشرقة

حظي اليونانيون بتميز غير اعتيادي عن سائر بلاد العالم، وهو إقلاعهم أخيرا عن عادة التدخين، وبأرقام قياسية، بعدما لم يكن هناك في مقدور أي حملة أو تحذير صحي، تحقيق ما حدث.
Sputnik

دراسة: التدخين يؤثر في الانجذاب
استطاعت اليونان أن تقلع عن التدخين، من خلال قصة مشرقة، تأتي من بلد تحاصره الأزمات، بعدما كان وزير الصحة مدخناً والأطباء في المشافي أيضاً، حتى داخل البرلمان ومراكز الشرطة! وفقا لما ذكره تقرير صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

ويقول رئيس قوة العمل المشترك للحد من التدخين في أوروبا، بنايوتيس بيراكيس: "إني متأكد بنسبة 100في المئة أنَنا حللنا المشكلة، إنها مسألة وقت لا أكثر الآن".

وبيراكيس هو اختصاصي بوظائف الجهاز التنفسي، ولطالما كان في مقدمة الجهود الدولية لمحاربة إدمان "النيكوتين" والموت المبكّر بسبب التدخين، ولذا فإن الأستاذ السابق بجامعة "هارفارد" الأمريكية، لم ينجرف في تيار المبالغات، إذ إن اليونان ما زالت تتصدر قوائم موقع يوروستات الإحصائي للمدخنين بانتظام يومي، بنسبة 27  في المئة.

ولا يمانع الأطباء وفي المستشفيات بجميع أرجاء البلاد، من إشعال السجائر، كما أن أعضاء البرلمان ينفثون دخان السجائر من دون خجل، وكذلك الحال بالنسبة لأقسام الشرطة،، التي يديرها ضاط يمسكون السجائر بين أصابعهم.

وجرى الاستهزاء،  في محاولة لمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، منذ يوم الإعلان عنها في بداية أزمة اليونان الاقتصادية في أواخر عام 2009، وكما حكمت النزعة الفطرية المناهضة للاستبداد لدى زبائنهم، فأعلن مالكو الحانات والمطاعم أنهم ببساطة، سيعيدون منفضات السجائر على الطاولات مجددا.

ولكن إذا كانت القدوة غير موجودة، في دولة يمكن لوزير الصحة نفسه أن يدخن فيها، فأظهرت الدراسات الأخيرة تحولا جذريا في موقف اليونانيين من التبغ.

وأعلن بيراكيس، في يناير/كانون الثاني الجاري، انخفاض عدد المدخنين بنسبة 9.6 نقاط مئوية على مدار السنوات الخمس الأخيرة.

وفي عام 2012، وفي آخر إحصائية أجراها، قال 36.7 في المئة من اليونانيين إنهم إما مدخنون منتظمون أو بشكل عابر، وانخفضت تلك النسبة في عام 2007 إلى 27.1   في المئة.

وأوضح قائلا: "يعد هذا انخفاضا بنسبة نقطتين مئويتين تقريبا كل عام، وهو رقم مرتفع، بل إنَه رقم قياسي في الحقيقة، وكان هناك انخفاض ملحوظ على كلا جانبي طيف الأعمار في اليونانيين، إنهم إما يتوقفون عن التدخين أو لا يبدأون بعادة التدخين من الأساس".

وبسبب هذا، فإن استهلاك قد انخفض للنصف تقريبا على مدار السنوات العشر الأخيرة، مما يقدر بـ 35.1 مليار سيجارة في عام 2007 إلى 17.9 مليار في 2016.

منظمة الصحة العالمية ترفض إقامة "عالم خال من التدخين"
ويقول بيراكيس: "نسبة 13 في المئة فقط من اليونانيين فوق سن الخامسة والستين مدخنين، ونحن الآن نرى ثمار سنوات من الحملات التي تناهض التدخين في المدارس، في انخفاض كبير في عددِ اليونانيين تحت سن الرابعة والعشرين ممن يصبحون مدخنين، إن معركتنا هي مع من هم في منتصف أعمارهم".

وتضاعف عدد عيادات ومحاضرات الإقلاع عن التدخين منذ بداية أزمة اليونان الاقتصادي، وتقول آليكي موريكي، وهي عالمة اجتماع بارزة: "يقلع الناس عن التدخين لأسباب مالية أكثر منها صحية، ولا يزال هناك الكثير من المدخنين المتعصبين في البلاد".
ولكن يختلف بيراكيس مع رأي موريكي؛ إذ قال إن الانخفاض الأكبر الذي شهده كان بين  من يجنون دخلا أعلى، وفي حين أن السياسيين لم يقوموا بما يكفي لفرض قانون حظر التدخين حتى تواكب اليونان القانون الأوروبي لمكافحة التدخين، فأظهرت هذه الإحصائية أن الأغلبية العظمى من اليونانيين يؤمنون الآن بأن التقليل من ميل الدولة بأكملها للنيكوتين يجب النظر إليه على أنه هدف قومي.

وقال: "إذا كان التدخين في هذه البلاد أشبه بوعاء ذو ثقبين، فإن ما نراه الآن هو أن الصنابير التي تغذيه تغلق ببطء، إنه نصر أخلاقي".

مناقشة