ويقول رئيس قوة العمل المشترك للحد من التدخين في أوروبا، بنايوتيس بيراكيس: "إني متأكد بنسبة 100في المئة أنَنا حللنا المشكلة، إنها مسألة وقت لا أكثر الآن".
وبيراكيس هو اختصاصي بوظائف الجهاز التنفسي، ولطالما كان في مقدمة الجهود الدولية لمحاربة إدمان "النيكوتين" والموت المبكّر بسبب التدخين، ولذا فإن الأستاذ السابق بجامعة "هارفارد" الأمريكية، لم ينجرف في تيار المبالغات، إذ إن اليونان ما زالت تتصدر قوائم موقع يوروستات الإحصائي للمدخنين بانتظام يومي، بنسبة 27 في المئة.
ولا يمانع الأطباء وفي المستشفيات بجميع أرجاء البلاد، من إشعال السجائر، كما أن أعضاء البرلمان ينفثون دخان السجائر من دون خجل، وكذلك الحال بالنسبة لأقسام الشرطة،، التي يديرها ضاط يمسكون السجائر بين أصابعهم.
وجرى الاستهزاء، في محاولة لمنع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، منذ يوم الإعلان عنها في بداية أزمة اليونان الاقتصادية في أواخر عام 2009، وكما حكمت النزعة الفطرية المناهضة للاستبداد لدى زبائنهم، فأعلن مالكو الحانات والمطاعم أنهم ببساطة، سيعيدون منفضات السجائر على الطاولات مجددا.
ولكن إذا كانت القدوة غير موجودة، في دولة يمكن لوزير الصحة نفسه أن يدخن فيها، فأظهرت الدراسات الأخيرة تحولا جذريا في موقف اليونانيين من التبغ.
وأعلن بيراكيس، في يناير/كانون الثاني الجاري، انخفاض عدد المدخنين بنسبة 9.6 نقاط مئوية على مدار السنوات الخمس الأخيرة.
وفي عام 2012، وفي آخر إحصائية أجراها، قال 36.7 في المئة من اليونانيين إنهم إما مدخنون منتظمون أو بشكل عابر، وانخفضت تلك النسبة في عام 2007 إلى 27.1 في المئة.
وأوضح قائلا: "يعد هذا انخفاضا بنسبة نقطتين مئويتين تقريبا كل عام، وهو رقم مرتفع، بل إنَه رقم قياسي في الحقيقة، وكان هناك انخفاض ملحوظ على كلا جانبي طيف الأعمار في اليونانيين، إنهم إما يتوقفون عن التدخين أو لا يبدأون بعادة التدخين من الأساس".
وبسبب هذا، فإن استهلاك قد انخفض للنصف تقريبا على مدار السنوات العشر الأخيرة، مما يقدر بـ 35.1 مليار سيجارة في عام 2007 إلى 17.9 مليار في 2016.
وقال: "إذا كان التدخين في هذه البلاد أشبه بوعاء ذو ثقبين، فإن ما نراه الآن هو أن الصنابير التي تغذيه تغلق ببطء، إنه نصر أخلاقي".