انتشر الفيديو تحت هاشتاغ "#اوقفوا_شارع_الضلام_بحايل"، وحمل تعليقات تستنكر فعالية مهرجان شارع النور المقامة بمتنزه الأمير سعود بن عبدالمحسن بحائل، قبل أن توضح الهيئة في بيان، أن ما حدث كان عبارة عن تجمع لمجموعة من الأفراد رفضوا الخروج من موقع الفعالية بعد انتهائها من المسارات، التي أعدها فريق التنظيم، وتوجهوا إلى الجبل الموجود في المتنزه.
وأشارت الهيئة إلى أن مقاطع الفيديو والصور المتداولة في وسائل التواصل جاءت في لحظة خروج الزوّار من الفعالية، وأكّدت أنها لم تسجل أية أعمال أو أحداث جانبية قد عكرت صفو الفعالية طيلة فترة إقامتها، لكن الكاتبة مضاوي الرشيد لفتت إلى نقطة مهمة، في هذا المشه، الذي لا يبدو كرفض مجتمع محافظ للثقافة الجماهيرية الحديثة، بقدر ما يبدو معركةً من أجل الحفاظ على روح المملكة وهويتها.
الكاتبة التي تعمل أستاذةً بعلم الأنثربولوجيا الديني، في قسم اللاهوت والدراسات الدينية بكلية الملوك بجامعة لندن، تشير في تقرير على موقع "ميدل إيست آي"، إلى أن الحكومة أنشأت هيئة الترفيه الجديدة لتحوز قبول وإعجاب الشباب، لكنَها لا تدرك في الوقت ذاته أن فرض الترفيه بالقوة على الشعب، سيخلق حتماً نوعاً من المقاومة.
في المجتمع السعودي المحافظ، لا يحبذ الرجال رؤية نسائهم بصدد الرقص أمام رجال آخرين في الأماكن العامة، ناهيك عن الغناء بصوت عالٍ في الحفلات الموسيقية، خاصة أن صوت المرأة يعتبر "عورة" حسب التفاسير الوهابية الصارمة للإسلام، كما يقول التقرير.
ويشير التقرير إلى أن "ولي العهد يحاول الآن عكس كل هذه المعطيات، الأمر الذي لن ينصاع له السعوديون بكل بساطة، ففي دولة متزمتة مثل السعودية، كانت المعارضة في الستينيات تطلق على المملكة صفة الدولة الإمبريالية الخالية من المتعة، لكن منذ السبعينات اتهم الإسلاميون النظام بتقويض أخلاق الأمة وزعزعة سمة التقوى في صلبها".
ويضيف: "منذ اقتحام جهيمان العتيبي للحرم المكي في سنة 1979، عارض الإسلاميون آل سعود معارضة شديدة، وكانت الحكومة تنصاع لهم في بعض الأحيان خشية تمرّد جماهيري، لكنه في الوقت الراهن، ضعفت شوكتهم وأصبحوا غير قادرين على المجاهرة برفضهم مثل السابق، وأصبحوا يبحثون عن طرق أخرى للمقاومة دون أن يقعوا في أي مأزق كبير".
ويسير ولي العهد بخطى حثيثة لإسكات الإسلاميين وإجبارهم على تقبل إقامة حفلات على الطراز الغربي في السعودية، بحسب كاتبة التقرير.
وتضيف: "لم يُبد الكثيرون من المجتمع السعودي أي حماسة للتجمعات المختلطة، رغم أنهم يُثمنون الثقافة الجماهيرية الحديثة، لكن ضمن بيئة معينة لا تنطوي على المشاهد التي رافقت الحفلات الجديدة التي أقيمت في المملكة".