ويشير تقرير "التنمية البشرية عام"2011، الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي"، نشرت تفاصيله صحيفة البيان الإماراتية، إلى أن المواطن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنويا، بينما يقرأ الأوروبي بمعدل 200 ساعة سنويا.
ويقول تقرير التنمية البشرية" لعام 2003 الصادر عن منظمة اليونسكو، (التابعة للأمم المتحدة)، ونشرته البيان أيضا، إن المواطن العربي يقرأ أقل من كتاب في العام، حيث يقرأ كل 80 شخصا كتابا واحدا في العام، في الوقت الذي يقرأ المواطن الأوروبي نحو 35 كتابا في العام، بينما يقرأ المواطن الإسرائيلي 40 كتابا.
وتكشف دراسة أجرتها شركة "سينوفات" المتعددة الجنسيات لأبحاث السوق، عام 2008، ونشرتها جريدة الراية أن معدل قراءة الكتب في عدد من البلاد العربية، وقالت إن المواطن "اللبناني يقرأ 588 دقيقة في الشهر، وفي مصر 540 دقيقة، وفي المغرب 506 دقائق، وفي السعودية 378 دقيقة".
ورغم الاختلاف الواضح في النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات إلا أنها تؤكد على حقيقة واحدة، وهي أن المواطن العربي لا يقرأ، أو بالأحرى لا يستغل الكثير من وقته في القراءة.
وتذهب بعض الدراسات إلى عوامل كثيرة تدفع المواطن العربي إلى عدم الاهتمام بالقراءة، من بينها ارتفاع سعر الكتب، وعدم وجود مكتبات عامة تغطي القرى والمدن في الدول العربية، بالإضافة إلى أسباب أخرى.
فقبل أن يستحوذ عليه بائعة الكتب القديمة، كان مجرد زقاق على أطراف مدينة تونس القديمة يضم دكاكين متخصصة في دباغة جلود الحيوانات، كأحد أنواع عزل بعض المهن.
ومع احتلال فرنسا لتونس وإقامة الحي الأوروبي، خارج المدينة القديمة، أصبح الزقاق أحد شوارع الحي، وبعد استقلال تونس عام 1956، بدأ الشارع يتحول تدريجيا إلى سوق يتجمع فيه باعة الكتب القديمة، وترافق ذلك مع افتتاح عدد من المكتبات في الشارع للغرض نفسه، ليتحول المكان مع مرور الوقت إلى سوق خاصة بالكتب، وتختفي صناعة دباغة الجلود منه.
وأصبح حاليا "نهج الدباغين" من أهم المعالم الثقافية في تونسي، يضم على العديد من بائعي الكتب بعضها قديم، بل ونادر وجزء منها حديث الطبعة.
سوريا.. الحرب والإرهاب لم يقتلا بيع الكتب
أسفل "جسر الرئيس" و"شارع الحلبوني" بدمشق لاتزال بسطات بيع الكتب المستعملة تقاوم ما تتعرض له سوريا من إرهاب وحرب.
هناك يتجمع باعة الكتب المستعملة, يحافظون على واحد من أهم مظاهر دمشق كحالة ثقافية متفردة في الوطن العربي.
فشارع الحلبوني الذي يمتد من محطة الحجاز إلى مشفى التوليد في حي البرامكة، واحد من أقدم شوارع العاصمة السورية، يذهب بعض المؤرخين للقول بأنه يعود إلى العهد العثماني، تنتشر على أرصفته حوالي خمسين بسطة لبيع الكتب المستعملة، بأسعار رمزية.